الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيت متمدن

علي احمد محمود

2012 / 9 / 21
كتابات ساخرة


الزيت مهم للتقليل من الاحتكاك بين المعادن ويمنع أيضا الصدأ بالإضافة لكثير من الفوائد الأخرى وبما إن العقل البشري لديه عدة براغي دقيقة جدا ربانية تربط أجزاءه بعضها ببعض وهذه البراغي تحتاج من وقت إلى أخر للتزييت لكي لا تصدأ عندما لا نشغل عقولنا لأي سبب من الأسباب إن هذا (الزيت) يسمى المعرفة والتعليم والثقافة والتخلص من الجهل والأمية والعصبية إما (الزيات) فهو التاريخ وقرأته الصحيحة بتجاربه وعبره على مر العصور وان عدم توفر( الزيت والزيات ) معا تصدأ عقولنا للأبد ونصبح كالبهائم والإنعام فقط نتكاثر ولكن بدون حضارة أو تطور علمي واقتصادي ملموس للأجيال القادمة التي سوف تقيم إعمالنا لتكمل المسيرة
مثال حقيقي وتاريخي على ذالك قبل خمسمائة سنة كان الشعب السويدي وبعض الدول المجاورة له عبارة عن وحوش يأكل بعضهم الأخر وأطيب وجبة طعام لهم (الطفل الرضيع) لأنهم في هذه المرحلة بعيدين عن الزيت والزيات وكانوا امة جاهلة والجميل إن اجيالهم الجديدة المتمدنة لاتنكر أوتخجل من هذا التاريخ المؤلم والقاسي ولكنهم يشيرون له بالكتب والصحف ويبرزوه ليحللوا أخطاء الماضي ويقفوا على عدم تكرار هذا الصدأ التاريخي مرة أخرى ليؤثر على براغي عقولهم بل بدؤا يعرضونه في المتحف السويدي على شكل صور وتماثيل عن أجدادهم القتلة في تلك المرحلة المظلمة من التاريخ ان هذا الجيل الجديد تخلص من صدأ براغي عقول وتاريخ أجداده بل زيت عقله بالعلم والمعرفة والإنسانية الحالية ليواكب الحضارة والتطور ولهذا ترى السويد ألان من الدول الصناعية الأولى في العالم والدول الأكثر إنسانية ( رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه)
إما نحن العرب قبل ثمانمائة سنة كنا نحن أهل الزيت والتزييت (العلم والتعليم) ولنا عدة مدارس إسلامية علمية عالية التزييت ولقد تأثرت كثير من الأمم بزيتنا الايجابي العلمي آنذاك واستفادوا من الزياتين العرب(ابن رشد ابن خلدون وآخرين مثلهم) والى وقت قريب من القرن الماضي كانت كتبهم تدرس في الجامعات الأجنبية أما نحن الجيل الجديد لم نتأثر بزيت أجدادنا العظام العلماء بل تأثرنا بصدأ براغي عقول أجدادنا الطغاة والسيئين الذين ابتعدوا عن العلم وكان همهم السلطة والعرش والجواري والثروة وتوارث الحكم لأنهم خلفاء الله وهذا الموروث القديم بكل صدئه جعلنا نصنع منهم تماثيل وأصنام بعقولنا وضمائرنا وليس تماثيل في المتحف كما في متاحف السويد إي زدنا براغي عقولنا صدا على صدا وبدأنا نكفر ونقتل من يسيء ويهين صدا براغي عقول أجدادنا المتوارثة والتي لتفارق حياتناولانبالي من نقتل حتى لو كانوا أبناء جلدتنا ونتيجة هذا الصدأ التاريخي تحولنا إلى طوائف ومذاهب وانقسمنا إلى فرق عديدة وضعفنا يوما بعد يوم والسؤال المهم ألان من يستطيع وكيف إن يزيت براغي عقولنا المتصدية والمتوارثة تاريخيا (بزيت علمي متمدن ) لنعبر إلى بر الأمان كما فعلت جميع الأمم دون الحاجة إلى( صدأ دموي طائفي) يقضي علينا وعلى الأجيال القادمة










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطيتي بر قبتك أستاذي محمد الرديني
Ali Ahmed ( 2012 / 9 / 21 - 16:47 )
أستاذي العزيز محمد هذه اول مقالة لي في الدنيا وانته من شجعني على الكتابة واني ما عندي اي خبرة مسبقة بالكتابة فإذا اخطات او أسأت بهذه المقالة والناس لا موني عليها فخطيتي ب ر قبتك سيدي واذا لا فالفضل لك سيدي

اخر الافلام

.. ذكرى وفاة الشاعر أمل دنقل.. محطات فى حياة -أمير شعراء الرفض-


.. محمد محمود: فيلم «بنقدر ظروفك» له رسالة للمجتمع.. وأحمد الفي




.. الممثلة كايت بلانشيت تظهر بفستان يحمل ألوان العلم الفلسطيني


.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم




.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع