الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انشقاق سوريالي :

ثامر ابراهيم الجهماني

2012 / 9 / 21
أوراق كتبت في وعن السجن


انشقاق سوريالي :

(( أحسن من غيروووووو))

تعالت الاصوات في المعسكر علت الجلبة أرجاء المكان ، ترحيبا بالضابط المنشق الجديد . كلهم زملاء بالعمل ، هم ثلة من الشرفاء ساقتهم أقدارهم الى المكان الخطأ بالزمان الخطأ ، لكنهم أدركوا بفطنة العارف ( المؤمن كيس فطن ) ان البوصلة سترشدهم وفد فعلت .
البعض التحق بأهله وناسه مدافعاً عنهم ، والبعض الاخر تأخر لحمئة الضغط والرقابة ...اخرون كانوا مستفيدون أجبروا على الوقوف في النقطة الرمادية .
- تفضل لهون ابو زياد .
ابو زياد كان انطوائيا ً بالاص
ل ، وقد بدت عليه دعت العيش الكريم ، كان ميسور الحال 110 دونم مزروعة باشجار الزيتون التي ورثها عن ابيه ..كفيلة بذلك .
بسيط غير متكلّف غير مهتم بالسياسة واخبارها ..جرّته الثورة ليتابع اخبار زملائه الضباط ما بين شهيد ومنشق بطل وقاتل مأجور ...لم يكن يجرؤ على التعليق ...
_ هات ابو زياد خبرّنا كيف انشقيت وليش التأخير .؟
_ بنعرفك وطني ابن اصول ؟
جحظت عيناه ، احتقن وجهه المائل للحمرة اصلاً . ارتبك قليلا ً ...مد يده استلّ لفافة تبغ من علبة زميله ، علّه يضبط ايقاع قلبه المضطرب .....امسك هاتفه المحمول وبحركة يشوبها الحنق اتصل بزوجته التي تقبع في مخيم الزعتري ....
- عجبك هيك يابنت الكلب ...يلعن ابوك على ابو ابنك ...مامعي حق ياكيت دخان ...! قطع الاتصال قبل ان تفلح ام زياد بالرد او تطييب خاطره ...مسكينة ام زياد ..!!
غب كأس الشاي الفاتر ، امتشق قامته وهم بالنهوض ، ادرك ان العيون اشرئبت اليه ..اعتدل بجلسته واشعل لفافة تبغ جديد ...راح يراقب دوائر الدخان الفارّة من فمه . وراح يسلسل الاحداث كيف انشق وانظم للثورة ...انه ابني زياد ..ذو الستة اعوام ..
مساء ذلك اليوم احضرت ام العيال اطباق الطعام ...جلست في مكاني المعتاد ..جلس زياد بالقرب مني امسك الروموت كونترول ظهرت صورة الجزيرة ...كالمعتاد ابني مشدود الى الاخبار ( اخبار الثورة ) ، مجزرة جديدة اطفال مقطعة اوصالهم ..رؤوس تتطاير ...اللقمة الاولى اضطررت لبلعها الاستعانة بكوب ماء ..
اعلنت المذيعة انشقاق الضابط الفلاني ...
طأطأ زياد رأسه وعقد جبينه وعلّق على الخبر بصوت مرتفع (( أحسن من غيرووو وووو)) وشدد على الحرف الاخير بعد ان رماني بنظرة استياء ...فعلقت اللقمة في حلقي كدت اختنق ...
ضابط اخر واخر والركب يسير وانا حيث انا لامبالي ...لا كنت اتقطع من الداخل . لكن لااملك الجرئة ....وصوت زياد سكين يقطع القلب ( احسن من غيرووووو) ....لم ينهي كلامه تناول الهاتف بعنجهية اتصل بزوجته:
- عجبك يا بنت الكلب ...؟
- وينو زياد؟
- انه يلعب مع الاطفال خارج الخيمة ببضع عقارب اصطادوها اليوم ...اجابت ام زياد بفخر .
- ناديلي ياه بسرعة واعطيه الهاتف ...
- الو بابا زياد شلونك ...مبسوط بابا ...
- نعم بس مو كثير ...عم نلعب ..ومو خايفين ما في هون شبيحة. بس بدي اسألك انت شو عم تساوي عندك ..سمعت عمو الاصفر نزل على درعا ليحمي الناس ....( احسن من غيرووووو) .
اسقط بيده اغلق ابو زياد الهاتف ...ارتبك هاج وماج ...يالله يا شباب ..
- الى اين ابا زياد .
- حيّا على الجهاد ...حيّا على الثورة يا رجال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي


.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل




.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل


.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق




.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا