الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف لايولد سوي العنف

احمد داؤود

2012 / 9 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


مدخل اول
" إن مبدأ العين بالعين يجعل العالم بأكمله أعمى "
" إن النصر الناتج عن العنف هو مساوي للهزيمة، إذ انه سريع الانقضاء"
الزعيم الهندي غاندي .
مدخل ثاني
"عندما تكون علي حق لايمكنك ان تتطرف بما يكفي ..اما عندما تكون علي باطل فلايمكنك ان تكون محافظا بما يكفي ".
"علينا ان نتعلم العيش معاً كأخوة او الموت معا كالاغبياء" المناضل الامريكي مارتن لوثر كينغ.
يعتمد كثير من المتدينين علي العنف لمعالجة ما يواجههم من تحديات وازمات .ويعمل هؤلاء وفق قاعدة ـ اذا كنت ترغب في معالجة مشكلتك فاخلق اخري اكبر منها . بيد ان المؤسف في الامر ان هناك كثير من المؤسسات والهيئات الدينية تشجع علي ذلك .وتعمل علي شرعنة العنف وتبريره.فما ان تُنتقد اويعبر الاخر عن وجهة نظر مضادة لتلك التي يتبناها حتي يلجأ الي تعبئة الراي العام ضده .ويقوم باباحة دماءه واستهداف كلما يتصل به من ممتلكات مادية ومعنوية او حتي اقرب الناس اليه.
وفي الايام الماضية لقي بعض الناس حتفهم علي يد بعض المسلمين ـ سواء كانوا متطرفين ام غير ذلك ـ احتجاجا علي فليم اعتبروه يشوه صورة نبيهم ويقلل من شانه. وصاحب ذلك تخريب مباني وممتلكات عدد من السفارات الغربية في الدول الاسلامية. ورغم ان حق الرفض والاحتجاج حق انساني اصيل تقره كافة المواثيق الانسانية وخاصة اذا كان ناتج بسبب المساس بالعقائد والمذاهب الدينية او الشخصيات المقدسة. الا ان ما لا يتقبله العقل هو ان يتم قتل الابرياء بحجة الدفاع عن الدين او المعتقد. فالكثير من الذين لقوا حتفهم كانوا ابرياء ولا ذنب لهم سوي انهم ينتمون لدولة يعتقد بعض المسلمين بانهم اعداء وكفار.كما ان هنالك وسائل اخري للتعبير عن ذلك الرفض دون ان تمس الكرامة الانسانية .و ما لم يضعه هؤلاء في الاعتبار ان الذي ابتكر فكرة الفلم او قام بعرضه لا يمثل الدولة كما انه لايمثل الا ذاته .ولايستعبد ان يختلف كثير من الذين لقو حتفهم معه او يناهضوه .
ومثل هذا السلوك لايساعد في ايصال وجهات النظر .او يجعل الانسان يعترف بالاخر .بل انه يساعد في تباعد الناس وتناحرهم .كما انه يمنح الاخر الذي تم الاعتداء عليه يمنحه المشروعية لأن يبادر بفعل مثل ذات الفعل الذي مؤرس ضده باعتبار انه كان في حالة دفاع عن الذات.
ولان الافكار لاتدحض الابالافكار و العنف لايولد سوي المزيد منه فالافضل لكافة الاطراف اذا ما ارادت ان تعيش في سلام ان ترفع راية الحوار وتبتعد عن كافة اشكال العنف. وكما قال الزعيم الهندي غاندي " إن مبدأ العين بالعين يجعل العالم بأكمله أعمى ".
وحتي لانصبح جميعنا عُمي او عُميان حسب تعبير اخر فلنحرص علي تطبيق مبدأ ـ اللاعنف الذي اشتهر به غاندي ـ في حياتنا اليومية ونرجح صوت العقل والمنطق علي العاطفة والتبعية العمياء التي قد تبعد بيننا وتتسبب في استئصال وجودنا. وعلينا ان نتعلم العيش كأخوة علي حد تعبير مارتن لوثر كينغ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر