الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكتوبر والعقلية الاستاتيكية للممارسة الاجتماعية في السودان

نجاة الياس اباسعيد

2012 / 9 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



اكتوبر شهر الثورات في كثير من دول العالم الاتحاد السوفيتي ، الصين وفي السودان كانت انتفاضة اكتوبر 1964 التي جاءت بعد ديكتاتورية عبود العسكرية 1958 - 1964 بمثابة مرحلة جديدة في تاريخه الحديث عبرت بعمق عن مهام ما بعد الاستقلال وجذبت اليها الكثير من الجماهير المتطلعة للتغيير، فقد توجهت انتفاضة اكتوبر نحو تفعيل المجتمع المدني مدفوعة بقواعده نحو بناء دولة ديمقراطية قادرة وعادلة ملتصقة سجية ومعنى بالحرية التي اكسبتها نواحي تأثيرية باستمرارية صاعدة في اكتشاف الممارسة الاجتماعية.
فقد شهد سودان اكتوبر تجليات جديدة للممارسة الاجتماعية في بروز ما يسمى بالقوى الحديثة التي ساهمت في توجيه وعي وإدراك جبهة الهيئات كما ساهمت في إعادة تشكيل الحركية التاريخية للمجتمع السوداني من خلال الاهتمام بالنواحي السوسيو – اقتصادية تمهيدا للقيام بثورة جذرية على كافة الجوانب والأصعدة المرتبطة بواقع التخلف.
من ناحية اخري شكل اكتوبر بروز العقلية الاستاتيكية ودورها في اعاقتها الممارسة الاجتماعية فقد ظلت هذه العقلية تحكمها منطلقات محددة:
اولا: لم تنظر الى تباين الواقع السو-سيوسياسي في المجتمع السوداني على صعيد الممارسة الاجتماعية.
ثانيا: لم تنظر الى الواقع السوداني كواقع يطرح العديد من الاشكاليات والتعقيدات امام ممارسة اجتماعية هدفها رسم إطار مخرجي للمجتمع السوداني
ثالثا: لم تنظر الى واقع التباين والتعدد الاختلاف في درجات التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
رابعا: لم تنظر في طبيعة تركيباته الاجتماعية والاثنية ودرجات تجانسها وانصهارها الاجتماعي.
هذه هي العقلية التي وصمت التطور والتبلور للقوى السياسية والاجتماعية والتكوينات الطبقية في معالجة الممارسة الاجتماعية كانت نتيجتها الاتي:
- بروز تيارات سياسية وفكرية اهتمت بالدولة كمنظم للهيكل الاجتماعي هدفها خلق حالة من عدم التوازن التنموي الذي تم بعيدا عن حركية المجتمع السوداني وما ترتب عليه من مردودات سوسيو – اقتصادية سلبية
- انزواء روح التعامل مع الافق الرافض لترديات الواقع السوسيو-سياسي فقد ترسخت سلطوية الدولة كممارسة اجتماعية داخل المجتمع السوداني وتمثلت بصفة أساسية في استمرار وجود لمكونات ورموز المجتمع التقليدي التي عملت على تكريس بعص الممارسات الاجتماعية ذات السمات الطائفية والقبلية والعشائرية.
- بروز الدور المحوري الذي يلعبه الدين في منظومة العلاقات والتفاعلات الاجتماعية خلال فترة اكتوبر 1964 – 1969 سوى على مستوى توظيفه في تدعيم الشرعية السياسية للقوى التقليدية، او على مستوى توظيفه في معارضة القوى الحديثة وتحديها.
- تعميق ضعف الدولة على مستوى الانجازات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المردود الإيجابي والمتمثل في القدرة على تنفيذ القرارات والسياسات باستثناء المجال الامني.
- الدولة السودانية لم تدرك في تلك المرحلة ان تطورها رهين باعتبارها تعبير عن حركية تاريخية لها قيمها وأهدافها في عناوين وشعارات انتفاضة اكتوبر وان عبرت عن شرعية وجودها كأطار سياسي .
- الدولة التي تأسست خلال مرحلة اكتوبر باعتبارها دولة مؤسسات وقانون جاءت قوانينها في كثير من الحالات كتعبير عن إرادة حكامها في التمتع بسلطات أكثر من التي تتيحها لهم الأطر القانونية هذا بالاضافة للقوانين الاستثنائية.
النتيجة المنطقية لما سبق ذكره هي وأد الديمقراطية الثانية والانقلاب عليها وبالتالي الرجوع الى فرضية الحل العسكري فيما عرف بانقلاب جعفر نميري مايو 1969.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية