الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله والديمقراطية

جاسم المطير

2012 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



ارتبطت مبادئ حقوق الإنسان بعصر الثورة والنهضة بعد قيام الثورة الفرنسية عام 1887 لكن خطاب وواقع حقوق الإنسان ظلا نوعاً من أنواع الكفاح من اجل استرجاع شخصية الإنسان وكرامته وإنسانيته وحقوقه ووضعها في جوهر التاريخ الاجتماعي الإنساني كله، في زمن كان ولا يزال متميزا بالضياع والبلبلة والاضطراب، لأن خصوصية ممارسة الحكام لا تخلو من طبيعة ظالمة إن لم يخشوا الله والشعب والعدل.
ازداد عدد خصوم حقوق الإنسان إلى ابعد الحدود ،في كل زمان ومكان، ومنها بلاد الرافدين حيث مارس نظام صدام حسين خلال 35 عاما ارتدادا وتدميرا للإنسان وخروجاً واضحاً فاضحاً عن الطبيعة الإنسانية والثقافية والتاريخية التي جاء بها الإعلان العالمي عام 1949 والتي جاءت من قبل في جميع الإعلانات الربانية في التوراة والإنجيل والقرآن وفي الأحاديث النبوية بنصوص موسى وعيسى ومحمد وغيرهم من الأنبياء .
لكن رغم كل ذلك فأننا نجد اليوم في العراق وغير العراق من البلدان الإسلامية نوعاً جديدا من الخروج على كل القيم الإنسانية بأيادي وعقول مدّعي الورع والتدين من أمثال تنظيم القاعدة وفروعه ومؤيديه العلنيين والسريين ومن كل أنواع الطغاة الطائفيين، الذين يمارسون اضطهاد الإنسان والتجاوز على حقوقه الطبيعية بالمفخخات الإرهابية والمدرعات العسكرية وغيرها.
يتعرض الإنسان المعاصر لانتهاكات مختلفة لا حصر لها حيث المظالم والخطايا بازدياد. حتى صرنا نراها منطلقة من جوار قبر الرسول في مكة المكرمة مرورا بكل بلدان الشرق والغرب وصولا إلى جوار قبر الشهيد الحسين بن علي ابن أبي طالب. هؤلاء وحدهم يشجعون - بأخطائهم وخطاياهم وجرائمهم بحق شعوبهم والإنسانية - أفعال المتطرفين من أمثالهم بالعالم الغربي للإساءة إلى النبي محمد برسوم الكاريكاتير تارة وبأفلام السينما تارة أخرى .
كل انتهاك يقوم به الحاكم السلطان، من قادة أحزاب الإسلام السياسي ومن دعاته أو من ممثلي هذه الطائفة الإسلامية أو تلك، حتى من الذين ركبوا على ظهر الديمقراطية مبتهلين باسم الله بقصد اغتصاب السلطة لطائفتهم ولأنفسهم ولأغراضهم السادية إنما هم يسيئون إلى الله وهم لا يعلمون ، مثلما يسيئون بالوقت ذاته إلى الديمقراطية . في كل الثقافات والرسالات والقيم يظل الحاكم نفسه مسئولا أولا عن كل جريمة بحق الإنسان والإنسانية مهما كانت (رطانته) المذهبية عن الديمقراطية ومهما كانت رطانة ادعاءاته عن الله فهو بعيد غريب عن الله وعن الديمقراطية.
فرضية العدالة أن يكون الراعي مسئولا عن كل جريمة تطال حقوق الإنسان سواء كانت بأمر مباشر منه أو برضاه أو بغفلة منه لأن الجريمة عمل متجبر بكل المقاييس ليس على الإنسان المسكين حسب إنما على مكانة الله أولا وأخيرا. أي عدوان يقوم به جندي أو شرطي أو ضابط أو عريف ، بأمر مغلق أو مستغلق، على أي إنسان عراقي بريء ، فقيرا كان أو مثقفا مستنيرا مسالما، مهما توارت نصوص أسبابه في لجة عميقة من المبررات والمسوغات والادعاءات والأكاذيب، كما وقع الظلم يوم الثلاثاء الأسود ومئات من الثلاثاءات قبله في ساحة التحرير وفي البصرة والنجف والديوانية والناصرية وغيرها فأن رئيس الحكومة هو المسئول وفق معايير الأنظمة الديمقراطية وفهمها ،حتى وفق معايير الله سبحانه وتعالى، حيث انعم على أحزاب الإسلام السياسي بصفة خاصة وعلى البشرية بصفة عامة بدين ٍ يحفظ حقوق الإنسان يوم انزل فيه القران والى آخر يوم من أيام تشريع آياته ، حيث الحديث القدسي الشريف : يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا؛ فَلاَ تظلموا ..
الحاكم العراقي من أعلى الرتب حتى آخر جندي انكشاري حين يمارس أساليب الظلم والظلام بحق الشعب والعدوان على حقوق الإنسان ، الخاصة والعامة، فأنه لم يحترم لا نصوص الله في سماواته ولا تطبيقات الديمقراطية على المسالمين والمثقفين من المسيحيين والإسلام على أرضهم.
حقيقة لا مراء فيها أن الله بريء تماما مما يفعله الظالمون وان الله لا يغير ما بأنفسهم إلا حين يغيرونها هم ويتغيرون .
قال الشاعر العربي القديم كأنه يوجه شعره إلى الحاكم المعاصر:
ابدأ بنفسك فانهـِهـِا عن غيـّها فإذا انتهتْ عنهُ فأنت حكيمُ
كما قال حكيم قديم : عليك أن تبدأ بنفسك، إذا أردت الإصلاح، وأن تكفها عن الأذى والضلال، فإذا استقامت لك كنت حكيماً، وحق لك عندئذ أن تنهى الناس عن الضلال. لكن بعض السياسيين الذين يدّعون الحكمة نراهم يبدءون دائما بالقول أنهم مع الله وان الله معهم، والله مما يقولون بريء ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشاركة
هوزان خورمالى ( 2012 / 9 / 22 - 16:32 )
سيدي عندما يصبح الدين سياسة وسياسة دين تحدث امور كهذا لان المشكلة في التقديس اولا واخيرا مقال رائع وجميل امابصدد القادة وما يتحملون من مسؤلية اتجاة شعوبهم فهم المسؤلون عن الذي يجري لشعوبهم لانهم خانوا القسم الذي تسلقوا بة الى السطلة اللة برئ من كل عملاق شنيع ولاسلام هوة دين رحمة والمودة ومن يدعي اسلامة عندما يقتل الناس دون الرحمة فهو لا يمثل الاسلام من بعيد ولا من قريب واتخذة من الاسلام وسيلة لاغير كما يتخذ الديمقراطيون المناخ الحرب للعبث بحياة الانسان ةانتهاك حرية وانسانيتة عزيزي اللة والديمقراطية برئيون من من يدعونة تلك المصطلحات اللة والديمقراطية لانزاع بينهما بل هناك تصادف المصالح دون اتفاق تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. ترامب يؤكد أن نيكي هيلي ليست في قائمة المرشحين لمنصب نائب ال


.. هل انهارت مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس؟




.. الناطق باسم الدفاع المدني بغزة: القصف الإسرائيلي لم يتوقف دق


.. فلسطيني يوثق استشهاد شقيقه بقصف الاحتلال




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يهتفون بـ -انتفاضة- في طوكيو