الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشقاءنا: تعالوا نقرأ الموقف بهدوء..

أيمن الدقر

2005 / 2 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


اليوم، وقد مضى على جريمة اغتيال الشيخ رفيق الحريري أسابيع ثلاثة، وقد خسرت سوريا ولبنان أحد أهم رجالات المواقف المشرفة والتي لم تخرج يوماً عن ثوابت الكرامة العربية، علينا أن ننظر إلى العملية بروية ودون انفعال، خاصة بعد أن عبر الشارع اللبناني عن غضبه بردات فعل تراوحت بين (العقلانية واللاعقلانية) وهذا أمر أقرب إلى الطبيعي ناتج عن هول الصدمة، وفي الوقت نفسه يجب ألا ننسى أن عدداً كبيراً من أشقائنا اللبنانيين دُفعوا دفعاً باتجاه (الشتيمة والغضب ووُجّهوا الاتهام سوريا بهذه الجريمة) من قبل جهات معروفة.
الآن، وبعد أن اقتربت العاصفة من الهدوء، علينا أن ننظر إلى الجريمة بمنظار التأني والحكمة والتعقل وأن نسأل أنفسنا (لماذا الحريري؟ ومن المستفيد من هذه الجريمة)..؟
باختصار شديد إن الشهيد الحريري هو الرجل القومي صاحب الثوابت الوطنية والقومية، وقد كان يعبّر عن مواقفه باستمرار، فقد كان رافضاً للقرار 1559 والذي يحمل في أحد جوانبه سحب أسلحة المليشيات والمقصود في المليشيات هو (حزب الله) ويعتبر القرار تدخلاً غير شرعي بالشأن (اللبناني – السوري) وكان يقف ضد توطين الفلسطينيين في لبنان إيماناً منه بحقهم بالعودة إلى وطنهم الأم فلسطين، وكان سقف مطالبه لسورية هو اتفاق الطائف، ويؤكد ذلك بيان عائلة الحريري منذ أيام، ولم يعلن مرة من المرات أن سوريا (دولة تحتل لبنان) بل كان يرفض هذا المنطق رفضاً قاطعاً، وكان خلافه الوحيد مع سوريا هو موضوع التمديد (للرئيس لحود) ورغم ذلك فقد كان لوزنه السياسي في لبنان أكبر التأثير بتصويت المجلس النيابي لصالح التمديد، وقد عبّر عن عدم رضاه بأن استقال من رئاسة الحكومة، لكنه وفي الوقت نفسه، أكد تمسكه بتلازم (المسارين السوري واللبناني) وهذا يعني أنه كان يرى خلافه مع سورية عبارة عن (سحابة صيف ستزول باستمرارية الحوار، ثم العودة إلى التنسيق والتوافق مع سوريا).
إذاً، نحن أمام رجل موقف (اتفق مع سوريا على كافة النقاط، واختلف حول واحدة منها) وفي الوقت نفسه فهو (اختلف مع المعارضة اللبنانية على كافة النقاط والتقى معها بنقطة واحدة وهي مسألة التمديد) وهذا يحملنا على القول بأن الشهيد الحريري كان عملياً معارضاً للمعارضة رغم إعلانه الدائم عن موقفه الوسط بحكم ذكائه السياسي.
لو نظرنا إلى المستقبل فيما لو (لم تتم جريمة اغتياله) ماذا كان سيحصل في لبنان؟
كانت الانتخابات اللبنانية مقررة في أيار المقبل، وكان الشهيد الحريري من أكبر الشخصيات اللبنانية التي ستفوز في هذه الانتخابات على أساس عمل وطني، وكانت مجموعته النيابية ستحمل ثوابته الوطنية والقومية، وستمثل ثقلاً مؤثراً على أي قرار لبناني، إضافة إلى ثقله السياسي والاقتصادي الشخصي، وستنتهي ولاية الرئيس لحود (ليعود الحريري على الأرجح بعدها بل وربما قبلها رئيساً لمجلس الوزراء اللبناني حاملاً ثوابته المطابقة للثوابت السورية) وستزول سحابة الصيف بينه وبين سوريا (موضوع التمديد) وسيبقى خلافه على كل شيء قائماً مع المعارضة.
يكتمل المشهد فيما لو رجعنا شهراً أو شهرين إلى الوراء وأعدنا الاستماع إلى ما طرحته المعارضة اللبنانية على لسان النائب (وليد جنبلاط) لوجدنا أن تصريحات سيادة النائب أقفلت سبل الحوار بينه وبين سوريا، أو بمعنى آخر قطع (خط الرجعة) ولو تساءلنا (كيف يمكن لسياسي مخضرم كجنبلاط قَطْعُ خط الرجعة مع دولة شقيقة له معها تاريخ طويل من التوافق، وتعمل من خلال وجودها على مافيه خير لبنان؟) لكان الجواب أن سيادة النائب ربما حرفته عن خطه وعود وتطمينات أجنبية أقل ما فيها الدعم السياسي والمالي، وبالموازنة بين موقف المعارضة وموقف الشهيد، نكتشف أن الشهيد الحريري كان العثرة الكبرى أمام المعارضة التي تقف مع القرار 1559 وترفع اللافتات في الشوارع تأييداً للقرار..
أشقاءنا في لبنان: تعالوا نقرأ الموقف بهدوء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟