الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبشِر يا المالكي

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2012 / 9 / 23
حقوق الانسان


وصلتني قصة ( فطومة ) على اليوتيوب . قصة فتاة في الحادية عشر من عمرها لعائلة فقيرة من إحدى بقاع محافظة بابل . العائلة تتكوّن من زوجين وأربعة أولاد ، كبيرهم يعمل في مطعم ، وثلاثة صغار و أختهم فطومة . يعمل الأب في ورشة لتصليح مولدات الكهرباء ، ودخله اليومي ، إن سمحت له صحته أن يعمل يومياً ، مع أجرة ولده ، قد توفرلأفراد العائلة غداءهم لكنها تقصر عن توفير العشاء .

http:www.youtube.com/watch?v=nBY30yVNQU0

لا أدري هل كان تدبّراً من الأب ، للحال إضطراراً ، أم وقوفاً مسؤولاً من الطفلة فطومة ، شعوراً بالواجب بضرورة إسناد أبيها في هذه الظروف الصعبة ، وضرورة توفير أسباب العيش لعائلتها بسبب عجز جهود الوالد عن توفيرها . تركت فطومة المدرسة ، مغلوبة على أمرها ، وأمنيتها العودة إليها . تركت المدرسة لتعمل في الورشة تعاون أباها لزيادة دخل العائلة ، أو تعمل لوحدها عند قعود إبيها بسبب المرض .

بنتٌ في سن الحادية عشر من العمر ، تعمل في تصليح مولدات كهربائية ، في القرن الحادي والعشرين ، مخالف لكل القوانين البشرية يا مالكي . وهي وإن إضطرّت للعمل في هذا السن المبكر من عمرها ، فقد أثبتت شموخها وعزتها وذكاءها وقابليتها في التعلم والإبداع في الإنتاج ، كأي عراقي ذي نخوة .

ميزانية العراق ، يا مالكي ، التي جاوزت المائة والعشرين مليار من الدولارات ، والتي تكفي لإعادة بناء العراق عدة مرات ، وأنت وحزبك وكتلتك في الحكم ما يزيد على الستة سنوات ، وفطومة تعمل في تصليح المولدات وتضطر لترك المدرسة !! أسألك بحق السماء ، وأنت تتوجه إلى ربك خمساً ، يومياً ، وتدعو الله أن يحفظ لك كرسيّك ومقامك ، أسألك وأنت المدافعُ والمستفيد من ( المحاصصة ) أين هي حصة فطومة من المائة والعشرين مليار دولار ؟ هل يسعفك مستشاروك لحساب حصة عائلة فطومة ويقولون أن حصتها السنوية لا تقل عن واحد وعشرين ألف دولار سنوياً ، أي ما يربو على الأربعة وعشرين مليون ديناراً ؟

لا يمكنني التكهن بأنك لا تدري ، أو أن مَن حواليك لا يخبرونك بحالة فطومة وعائلتها ، وغيرهم مئات الألوف من العوائل التي تنوء تحت خط الفقر . لقد كانت حجة الذين سبقوك عدم معرفتهم بذلك ، وأنت دارٍ بما آل إليه مصيرهم ، فأبشر فإنك لا تملك حتى تلك الحجة الواهية في يوم الحساب ، يوم غضبة الشعب ، الذي يفيض حقده يوم الثورة فيتعامل مع الظالمين شرّ تعامل ، وأمثلة الطاغية صدام والقذافي وحسني مبارك لم تُنسَ بعد . فإسمح لي بنصيحة أن ترجع إلى الشعب ، وتحفظ هيبتك ، فالشعب باقٍ أبداً ، ومطالبٌ بحقه ، وما ضاع حق وراءه مطالب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر وتعليق
أبو زينب ( 2012 / 9 / 23 - 17:12 )
أشكر السادة على مداخلاتهم ، وتقييمهم للمقالة إلى حد تجاوز بعض المديح إلى شخصي ، وأنا جنديٌّ واجبه الدفاع عن الوطن وحق الشعب في حياة أفضل . وتعليقي أننا لا يمكن أن نعمل لحياة أفضل بالدعوات ، فالله عز وجل دعانا إلى العمل - لا يغيّر الله قوماً حتى يغيّروا ما بأنفسهم - فلا نترجى من الله أن يغيّر حياتنا نحو الأفضل ونحن قاعدون

اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية