الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطاء قائمة (السيستاني) فوائد لدى البراغماتي علاوي

هشام عقراوي

2005 / 2 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


السياسي المحنك و العملي هو الذي يستطيع قراءة الوضع و التناقضات الموجودة على الساحة السياسية و يرسم تبعا لذلك استراتيجية واقعيه للوصول الى الهدف. هذه لا علاقة لها بعدالة القضية أو الفكرة التي يحملها و لكن العدالة قد تعطي السياسي زخما للتقدم الى أمام وتنفيذ أسترايجيتة بزمن قياسي مقارنة بالحالات الاعتيادية.
أخطاء الخصوم على مر الزمن كانت من أحدى أهم العوامل في وصول الاحزاب أو الاطراف المتصارعة الى مأربها. فهجوم صدام على الكويت هو الذي ساعد الكرد على تكوين ذلك الحزام الامن لهم و بالتالي تاسيس فيدرالية طالما وقف صدام و غيره ضدها و لكنها اليوم تحولت الى مطلب عراقي. التكتيك الصحيح الذي استخدمه الكرد ضد صدام هو أستغلال ذلك الخطأ الفادح و الاعتراض العالمي و التشتت في الموافق الذي رافق الاعتداء الصدامي. لو لم يهاجم صدام الكويت و لو لم يستغل الكرد ذلك الخطأ، لما كان اليوم شيئ اسمه فيدرالية كردستان ولأستمر العراق يقبع تحت نير الدكتاتورية الصدامية.
حزب البعث الذي كان ينتمي اليه السيد علاوي ، كان هو الاخر من أحدى الاحزاب التي أستطاعت قراءة الوضع السياسي و العسكري و طريقة الحكم في العراق بصورة أفضل من باقي الاحزاب و الاطراف وعلى راسهم الحزب الشيوعي العراقي ،خاصة في خمسينات و ستينات و حتى سبعينات القرن الماضي و استطاع الوصول الى السلطة و بعدها استطاع قراءة التناقضات العالمية و التحول الى قوة عظمى في المنطقه. نستطيع القول أن حزب البعث وقع في أخطاء عالمية و هي التي أدت الى سقوطة أضافة الى خطأ معادات حقوق الشعب الكردي. الاخطاء و الجرائم التي قام بها صدام كانت نتائج لقراءتة الخاطئة للوضع الدولي و معاداته لحقوق الكرد. فمعاداتة للكرد هي التي أدت الى أتفاقية سنة 1975 بين صدام و الشاه الايراني و التي كانت السبب في الحرب مع ايران و بعدها مع الكويت.
بدون تحفظ نستطيع القول أن القضية الكردية وعدم الاعتراف بحقوق الكرد و بالذات بضم كركوك الى اقليم كردستان للحكم الذاتي هي التي كانت السبب في سقوط صدام و تعرض العراق لكل هذه المهالك. كان الكرد والقضية الكردية السبب حتى في تقوية صدام واستمرارة في الحكم عندما وقّع صدام أتفاقية أذار مع البارزاني الخالد سنة 1970 والتي أستمرت الى عام 1974 و أستطاع صدام و حزب العبث خلال تلك الفترة تقوية نفسه و بالتالي البقاء في السلطة.
هذه الحقيقية يدركها السياسيون العراقيون جميعا و لكن الكل لا يستطيعون قراءة هذه الحقيقة و بناء استراتيجيتهم عليها. فحل القضية الكردية و الاعتراف بحقوق الكرد هي صمام الامان لاية جهة أو طرف تريد قيادة العراق بأمان وهدوء. ومعادات هذه القضية باية وسيلة كانت سواء السكوت و أو الانكار او الـتأجيل أو عقد التحالفات المعادية، لا يفيد هذه الاطراف.
يبدوا أن السيد علاوي و نتيجة لخبرتة مع حزب البعث و المداولات الطويلة التي خاضها حزب البعث في حينه حول القضية الكردية و المفاوضات الطويلة التي جرت على مر السنين بين البعث و ممثلي الكرد، يدرك أن صمام الامان لوصولة الى السلطة أو البقاء فيها هو التخلص من معارضة الكرد له. يجب أن لا ننسى أن بعض الاحزاب الحالية تدافع عن السياسة الصدامية حيال الكرد و هم كما كان صدام لا يريدون لا بل يرفضون وبصراحه ضم الاراضي ذات الاغلبية الكردية الى كردستان. ومع الاسف فأن العديد من تلك الاطراف التي تقف ضد حقوق الكرد هم من الاحزاب الدينية الشيعية. ماعدا الحزب الشيوعي العراقي و بعض الاحزاب الاخرى الصغيرة في العراق فأن السيد علاوي هو الشخص الوحيد الذي أعترف علنا وأعرب عن استعدادة لتطبيق المادة 58 من قانون أدارة العراق. (هذا لا يعني بانه سيطيقها لو بقى في الحكم)
أما القائمة الشيعية للسيد السيستاني فالى الان لا تمتلك برنامجا خاصا لحل القضية الكردية و كل ما تملكة هو الرفض حينا و طلب التاجيل أحيانا أخرى. ولو قارنا تصريحات الاحزاب الشيعية مع الواقع الموجود على الارض لأدرك الكرد بأنها لا تنوي خيرا. بل أن الاحزاب الشيعية ممثلة بقائمة الائتلاف و رعاية السيد السيستاني يقفون ضد الحقوق الكردية التي ناضلوا من أجلها 80 عاما وأفعال الاحزاب الشيعية في كركوك بالذات تزيد في الطين بله.
السيد السيستاني و قائمة الائتلاف بدأت بممارسة دور الحكومة و هي مازالت في المعارضة ولم تصل الى السلطة. قائمة السيستاني بدأت بلعب دور الشرطي الذي لا يخدم الشعب الكردي اولا و لا كل العراقيين ويحاولون أرضاء باقي شرائح المجتمع العراقي بأدوار صورية كما كان يفعل صدام. ففي عهد صدام كان هناك العشرات من الوزراء الشيعة و الكرد ولكنهم لم يكونوا سوى بدمى في يد صدام.
ذكاء السيد علاوي (لا علاقة لهذه الاقوال برأيي الشخصي في سياسة السيد علاوي) يكمن في كونه مارس دور المعارضة وهو في السلطة و كان الحاكم الاوحد في الدولة. بينما مارس السيستاني و قائمة الائتلاف دور الحكومة و السلطة وهم لم يستلموا السلطة بعد.
فبينما كان السيد علاوي يشرح لمعارضية و للاطراف الاخرى أمكانية التعاون و تحقيق الحقوق و تنفيذ الوعود، كانت الاطراف المنضوية في قائمة السيستاني تمارس سياسة رفض الاعتراف بالاخرين و تعقد التحالفات ضد الاحزاب و الاطراف الاخرى و بالذات ضد الاطراف الكردية. وكانت أولى محاولاتها شق صفوف الشعب الكردي و تصنيفه الى شيعة وسنة كما فعلوا بالتركمان وكذلك وقفوا ويقفون ضد تطبيع الوضع في كركوك و يمارسون دور الحكومة في منطقة كركوك.
علاوي أستطاع أن يتعامل في السلطة كعراقي و ليس كشيعي على الرغم من أنتماءة للطائفه الشيعية. بينما قائمة الائتلاف على الرغم من محاولاتها التكلم باسم العراقيين فأنها لم تخرج من قوقعتها الشيعية و محاولاتها بالتعاون مع السنة واضحة الاهداف. فأول محاولات السيستاني كانت ضم الشيعة في قائمة واحدة. فخططوا لضم الشيعة العرب والكرد الفيليين و التركمان الشيعة الى قائمة واحدة.
أذا كانت الاطراف الكردية قد جمعت الكرد بالدرجة الاولى في قائمة واحدة فأن الكرد قومية واحدة و لو كان السيستاني يفكر عراقيا لحاول جمع العراقيين العرب على الاقل في قائمة واحدة و ليس فقط الشيعة. فالقائمة الكردستانية و الشيعة و قائمة الحزب الاسلامي كلهم لا يضمون سوى الكرد أو الشيعة أو السنة على التوالي. وهذا دليل واضح على أن العراق مقسم طائفيا وقوميا. بينما قائمة علاوي تضم ولو بنسب مختلفة جميع أطياف الشعب العراقي و هذا دليل واضح على محاولاته العراقية. ولأن علاوي يتبع استراتيجية العراقية فأنه يحاول أن يكون العامل المشترك بين الجميع و يحاول ايضا أتباع سياسة لا تؤدي الى تصفيتة على أحدى المجاميع دون أخرى. بينما قائمة السيد السيستاني تدافع أولا عن الشيعة ولا تريد التفريط بمكتسب واحد لهم لصالح فئة عراقية اخرى. فهم يدافعون عن العرب المعربين و عن التعريب لمجرد كون المعربين و الذين أتي بهم صدام الى كركوك هم من الشيعة.
فقائمة السيستاني شيعية أولا و من ثم عراقية و تريد ان تفصل ثوبا شيعيا للعراق. وبنفس الحقيقة فأن الاطراف الكردية هم كرد أولا و أذا حصلوا على حقوقهم في العراق عندها فقط مستعدون كي يصبحوا عراقيين. و السنة العرب يريدون الاستمرار في حكم العراق و أن يكون العراق سنيا. أضعف الحلقات لدى جميع هذه الاطراف هي العراقية و الانتماء الى عراق عراقي.
هذه الاخطاء استطاع السيد علاوي قراءتها بجدارة و الاستفادة منها في معركتة الانتخابية أولا و من ثم في معركة التحالفات السياسية اللاحقة. قد نستطيع القول أن السيد الطالباني يحاول لعب دور مماثل لعلاوي ولكن بمستوى أدني من الجدية. وهما أي علاوي و الطالباني يقتربان في هذه الخاصية.
حسب المدافعين عن العراقية وجود قائمة الائتلاف العراقي و أنحياز السيد السيستاني الواضحة لها هي من اولى اسباب تقسيم العراق الى طوائف و قوميات. و حسب العديد من المنضوين تحت لواء قائمة السيستاني و الكتاب الشيعة فأن معادات السيستاني و حزب الدعوة و المجلس الاعلى لحقوق الكرد وعدم الاعتراف بها علنا هو خطأ كبير لهذه القائمة و للشيعة قاطبة تجعلهم يخسرون الحكم على المدى البعيد و شعب صديق.
كان من المفروض ان يكون الشيعة أول المتحالفين مع القائمة الكردستانية و لكنها بدلا من ذلك أختارت معادات تلك القائمة و الدفاع عن جرائم صدام في التعريب و الابادة ضد الكرد. بينما السيد علاوي الذي كان بعثيا و ما يزال يدافع عن البعثيين يمارس سياسة الصديق مع الكرد و سياسة العراق مع العراقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا