الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الشعب بدل طريق اوسلو

جورج حزبون

2012 / 9 / 23
القضية الفلسطينية


طريق الشعب بدل طريق اوسلو

حين يطالب ( يوسي بيلين ) في مقال له قبل يومين في رسالة الى الرئيس الفلسطيني ابو مازن ، بانهاء والغاء اتفاقات اوسلو ، فان الامر غير عادي بالمطلق ! فهذا الرجل هو مهندس اتفاقات اوسلو مع المفاوضان المباشران ( يئير هيرشفيلد ورون بوندوك ) ، وهو وزير عدل سابق ورجل بيرس ، وفيما بعد زعيم حزب ( ميريتس ) اليساري ، وهو الاكثر معرفة بدقائق الامور ، وهو رجل موثوق وصادق ، ومعنى ما طالب به واضح، هو ان القيادة الراهنة في اسرائيل ، لم تعد ملتزمة بتلك الاتفاقات ، بل قامت بخرقها باستمرار ، وان المجتمع الاسرائيلي يجنحح نحو اليمين وحتى الفاشية ، وان استمرار الاستناد الى تغير داخلي مضيعة وقت والى تغير اقليمي ليس واقعي الان ، والى تغير دولي ليس منظورا في الافق .
يبدو تماما ان قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية تستشعر ذلك ، وتتوجه للامم المتحدة لاخذ اعتراف بدولة ولو ليست عضو ، في محاولة لتاكيد وضع يقره العالم بواقعية ، ولعله السبب في ذلك الحصار الاقتصادي والسياسي على الشعب الفلسطيني ، ومحاولة تفجير حالة مجتمعية للفت الانتباه بتقديم القضية الفلسطينية على انها عملية انسانية ، وتطلع شعب الى تحسين وضعه الاقتصادي ،وطمس الحق الوطني والسياسي ، وهي حالة تشترك فيها القوى المتنفذة في الجامعة العربية الى جانب اميركا واوروبا .
والغاء اوسلو ليست عملية ميكانيكية تخضع لمزاج عكرته عمليات الاستيطان المستمرة ، ودوام السيطرة الاحتلالية على مناطق ( ج) التي كان مقررا الانسحاب منها قبل خمسة عشر عاما ، والسيطرة على الاغوار مما جعل عملية اقامة دولة مستقلة حسب شعار دولتين لشعبين غير ممكنة الان ، بل ان الغاء مضمون تلك الاتفاقات يعني التخلي عن مناطق تحت الولاية الفلسطينية ، تاكد للعالم ان هناك وطن لشعب محتل في القرن الواحد والعشرين ، وانه يناضل بما امكنه لاستعادة حقه في وطنه ، ولقد كانت احدى قرارات المجلس الوطني الفلسطيني الثالثة عشر تقول : بقيام دولة على اي جزء يتم تحريره ، وان العبرة ليست بالاتفاق المشؤوم فقد الغي واقعيا ، فقد عاد الالاف الى الوطن ، واصبح هناك كيان فلسطيني واقعي يراد تدميره ، مهما حسنت النوايا .
ولكن العبرة في ادراك ان الاتفاق ملغي ، والمطلوب اعادة صياغة قيادة فلسطينية منسجمة مع مضمون المرحلة ومتوافقة معها ، ودون العودة الى استخدام مفردات قد تبدو غير معاصر ، لكن منهج واشكال النضال باقية واختيار الانسب مرحليا يكون ضمن برنامج مرحلي ، ينتاسب مع اهمية التلائم مع الممكن والوضع السياسي العالمي ، وان كانت الدعوة الى اطلاق اسلوب النضال الشعبي السلمي ، لكنه غير فعال خاصة اذا نظرنا الى ما حصل الاسابيع الماضية من تحركات شعبية ليست ضد الاحتلال ، بل ضد اجراءات السلطة ! التي عليها الادراك الواقعي وليس النظري ان وحدة القيادة والشعب واعادة بناء شكل السلطة هي المقدمة الوحيدة لتوجه حقيقي نحو طريق الكفاح الوطني الشامل لانهاء الاحتلال .
لقد فرض النضال الوطني الشعبي عبر الانتفاضة الاولى على اسرائيل الاقرار بعدم قدرتها على مواصلة احتلالها بنفس الاسلوب ، فتوجهت عبر اوسلو حيث وفر لها انهاء الانتفاضة والتخلص من عبء ادارة اكثر من ثلاثة ملاين انسان وتحمل مسؤلية امورهم المختلفة،وسارعت منظمة التحرير بالموافقة والتوقيع ، متوقعة بحسن نوايا ان الاحتلال جاد حين يوقع اتفاقا ! فكان ان اخرج من مازق ، دخلت اليه القيادة الفلسطينية ، عمقته حركة حماس عبر انشقاقها وتكريس امارة غزة .
لقد اكدت تجربة الانتفاضة الثانية ، انها لم تدرك طبيعة المرحلة وان الدخول الى الشكل المسلح افضل ما يناسب الاحتلال الذي استغله لزيادة قمع وقتل الشعب الفلسطيني ، بذريعة الدفاع عن المدنين ! وفي حضور تجربة ناجحة ، بمقياس الانتفاضة الاولى ، لا داعي للتنقيب عن اسلوب ، خاصة وانها انتفاضة انطلقت شعبيا ، وفرضت اساليب متوافقة مع كل موقع ومدينة وقرية ، وان القيادة الموحدة كان دورها مقتصرا على التوجيه السياسي ، وفي قراءة للوضع العربي الراهن ، فان انطلاق حركة شعبية سلمية تستطيع ان توفر تضامن عالمي مهم وعربي كبير ايضا بالاستفادة من حركات الثورات العربية الشعبية .
لكن هذا يحتاج الى كسب ثقة الانسان المناضل واحساسه انه شريك في الوطن وليس مستخدم ! فليست النائحة الثكلى كالمستاجرة !؟ ولا يحتاج الامر الى البحث في موضوع حل السلطة ، فهي قيادة مستوجبة ، لكن شكل تعاملها وخطة عملها ، وعناوين قادتها ليست مؤهلة لقيادة مرحلة كفاح وطني ، ربما هذا ما ادركه الرئيس ابو مازن الملوح بالاستقالة باستمرار ! فعلى كافة قوى منظمة التحرير الفلسطينية اعداد كوادرها لمرحلة جديدة ، دون حاجة لدولة مراسم والقاب ومسميات ، ما انزل الله بها من سلطان ! وانتخاب قيادات اخرى تحظى بثقة المواطن ، والاستجابة الى حاجاته المعيشية ، والتدرج بالصيغة الجديدة نحو مرحلة جديدة نضالية في تارخ هذا الشعب الذي لم يضطهد في التاريخ الحديث شعب مثله ، فاطلقوا للشعب يده ، واسقطوا سلطة البرتوكولات ، واعيدوا للشعب دوره بقيادة ممثله الشرعي الوحيد ، ولنعتبر اوسلو طريق تم اجتيازه ، تقدمنا عبره خطوة بانجاه دحر الاحتلال دون ان نجعله قيدا ، ولنواصل طريق استكمال الاستقلال الوطني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مأساة زوال اسرئيل على العرب
زرقاء العراق ( 2012 / 9 / 25 - 15:40 )
لا ادري لماذا يصر البعض على قيام دولة فلسطينية
هل تريدون اضافة دولة عربية فاشلة اخرى للقائمة؟

لايوجد نفط, غاز او حتى مياه كافية في ارض فلسطين, لذا ستكون دولة اما متسولة للأعانات او مصدّرة للأرهاب
حجة مسجد الأقصى جاهزة دائماً, ولن يجيب احد عن سؤال وجيه وهو; لماذا لم يصلي اي زعيم او ملك عربي في هذا المسجد ابداً قبل احتلاله في ١٩٦٧ ؟
وحتى ياسر عرفات اللذي ولد في مصر اللتي هاجر اليها ابواه ١٩٢٠ اي قبل ان يسمعوا حتى بأسم اسرائيل لم يصلي فيه, فلم اصبح الآن مسجداً عزيزاً؟
لقد خرّب الفلسطينيون واساؤا لكل دولة اقاموا فيها من الأردن ولبنان وحتى العراق وسوريا والكويت, فماذا اذا حصلوا على دولة؟

لو زالت اسرائيل من الوجود بقدرة قادر فسيكون هذا اكبر زلزال يضرب الدول العربية لزوال الشماعة الجاهزة وسيشنون الحرب على بعضهم, واول الخاسرين هم الكتّاب اللذين اعتاشوا على وجودها

اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم