الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحکم السوري : تعددت الاسباب والموت واحد

نزار جاف

2005 / 2 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


هل هي الصدفة أن تتوالى فتح ملفات من العيار الثقيل ضد سوريا، من قبيل التحقيق الدولي في إغتيال الحريري، و مسألة القوات السورية في لبنان وحقيقة الدور السوري هناک، و علاقة سوريا بدعم و تمويل الارهاب المنظم ولاسيما من خلال الاعترافات الاخيرة التي بثتها إحدى محطات التلفاز العراقية و التي تبين بجلاء تورط سوريا في العمليات الارهابية في العراق، وفوق کل هذا مسألة حقوق الانسان في سوريا والوضع الاکثر من سئ لکورد سوريا والذي يتفاقم سوءا مع إستمرار التجاهل الرسمي لأبسط الحقوق الاساسية لهم. فتح کل هذه الملفات تزامن مع تنسيق دولي يقترب من شبه الاجماع على إستمرار الضغط الدولي الجدي على الحکم السوري من خلال التلويح بالعقوبات التي"وکما يعلم الحکم لاسوري قبل غيره" سوف لن يقف المجتمع الدولي عندها کسقف نهائي للضغط على سوريا. ولعل بروز دور الوساطة المصرية ـ السعودية خلال مدة وجيزة من تزايد الامتعاض الدولي ضد سوريا، يکشف بوضوح أن القضية ليست مجرد سحابة صيف عابرة في أفق العلاقات بين سوريا و المجتمع الدولي وإنما هي صفحة تزداد قتامة و تعقيدا مع مرور الزمن. ويفسر المراقبون و المحللون السياسيون في المنطقة التلويح السوري بالانسحاب التدريجي من لبنان من خلال إتفاقية الطائف، أنه إشارة قوية أن سوريا قد فهمت و إستوعبت مضمون الرسالة الدولية. إلا أن الغرب ولاسيما الولايات المتحدة الامريکية وعلى لسان الرئيس بوش لاتکتفي بإنسحاب الجيش السوري فقط وإنما سحب وتفکيک الخلايا المخابراتية السورية المتواجدة بکثافة على الساحة اللبنانية. رغم أن الدور الموکل بالقاهرة و الرياض لم يأت تلقائيا من ذاته، وإنما جاء بإيعاز دولي محدد. وقد يحاول الرئيس مبارک حث القيادة السورية على الاستجابة الکاملة للمطالب الدولية و عدم تکرار النموذج العراقي أو الافغاني في التعامل مع القرارات الدولية وخصوصا التي تحظى بشبه إجماع دولي کما هو الحال مع الملف السوري. لکن الذي يزيد الوضع وخامة و ينبئ بسير الاحداث في سياق قد لاينتهي بالخير للحکم السوري، هو أن الحکم السوري لجأ داخليا للعزف على نغمة " إتهام إسرائيل" بإغتيال الحريري و توريط سوريا بذلک، وهي في واقع الامر نغمة قد لاتکون نشازا فقط و إنما بعيدة عن فن تنسيق و ترتيب النوتات الموسيقية حتى. ويأتي غباء الاعلام السوري الرسمي في سعيه الحثيث لجر القدم الاسرائيلية الى الوحل اللبناني، متناسية أنه لو کان هناک أساسا ثمة دور إسرائيلي في القضية لکان التحرک الدولي قد إتخذ سياقا آخرا. ناهيک أن الدبلوماسية الاسرائيلية النشطة المتحرکة صوب المزيد من إحلال فرص السلام في المنطقة، قد أعطت إنطباعا للمجتمع الدولي أن الدولة العبرية جادة في مساعيها السلمية. من هنا تأتي الاتهامات السورية لإسرائيل مجردة من کل الحيثيات المطلوبة وقد يراها المجتمع الدولي نوعا من المراوغة السورية للاستفادة من الوقت و تبريد سخونة الموقف الدولي ضدها، وهو ماسيقود حتما الى فهم سلبي أکثر إسودادا للنية السورية من التعاون مع الجهود الدولية المبذولة لحلحلة المشکلة وبالتالي قد يقود الى موقف أشد تصلبا من سوريا. وربما تکون سوريا بإنتظار روسيا کي تساعدها للوقف بوجه العاصفة الهابة بوجهها دوليا، لک هذه الاخيرة حتى ولو دخلت اللعبة فإن دورها سوف لايتجاوز الدور الذي مارسته لصالح الحکم العراقي البائد وهو يعني أن الجعبة الروسية لاتحتوي مايفيد الهم السوري. ورغم کل شئ فأن الاذعان السوري للمطالب الدولية هو في حد ذاته الاقرار السوري الرسمي بالاتهامات الموجهة لها، وهو بداية النفق المظلم الذي يبدو أنه قد جاء دور دمشق لدخوله!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انشقاق في صفوف اليمين التقليدي بفرنسا.. لمن سيصوت أنصاره في


.. كأس أمم أوروبا: إنكلترا تفوز بصعوبة على صربيا بهدف وحيد سجله




.. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحل حكومة الحرب


.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرة أمريكية في عملية جديد




.. حجاج بيت الله الحرام يستقبلون اليوم أول أيام التشريق وثاني أ