الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناع الحياة .. مضوا

السيد حميد الموسوي

2012 / 9 / 23
حقوق الانسان



ما بين شعارات الإستهلاك المحلي، وبين الأفكار والطروحات الرصينة الوقادة.. مسافة. وما بين تبنيها مبادئا والإستشهاد دونها.. مسافات. وما لانهاية.. تفصل بين رواد الثورات وبين قاطفي ثمارها. فالذين اختاروا النزال وخططوا للنصر مضوا. والذين صنعوا النصر .. تهاووا على ضفافه كالنجوم الأزاهر.. ليرتوي الآخرون!، ذهبوا قبل أن يتلمظوا بذلك الرواء.. كان أكثر الناس نصيبا من ذلك النصر أقلهم تضحية في سبيل تحقيقه، وأضعفهم همة في تثبيته، وأوهنهم عزيمة في حمايته!.
منذ اعوام وشهور وأنا أتفرس وجوها.. وأدقق أسماء.. وأتصفح صورا ، مسؤولين حكوميين ، أعضاء جمعيات ومجالس وطنية، ومحلية، وبلدية ..أعضاء بارزين متصدين لمناصب مهمة ، وغير مهمة .. واجهات عريضة وطويلة.. منذ اعوام أبحث بين هؤلاء ، وهؤلاء .. عن اقاربي الذين ذوبت عظامهم في أحواض تيزاب حزب البعث العربي الإشتراكي وثراماته المرعبة!.
عن الذين دفنوا أحياء في مقابره الجماعية الممتدة.. الموزعة على خارطة العراق تحت شعار أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة!.
أبحث عن أخواني وأصدقائي الذين سحقتهم دبابات الحقد الشوفيني وهي تمشط ، وتمزق أزقة "صوريا"!. .. عن الأطفال والنساء والشيوخ الذين ألقتهم "لوريات" العنصرية والطائفية على الحدود بعدما ذبحت شبابهم وصباياهم . أبحث عن أخوتي الذين أحالهم الكيمياوي في حلبجة والأنفال رمادا!.
أبحث عن أخواتي اللاتي هتك رفاق الزيتوني أعراضهن وذبحوا أطفالهن في أحضانهن.. واستأصلوا أثداءهن!، أبحث عن رموزي العلماء والمراجع والآباء والقساوسة الذين أهينوا وأعدموا من أجل رأي!. أبحث عن زملائي الذين عذبوا.. وقتلوا.. وشردوا من أجل كلمة!. .. عن جحافل المشردين، والمعذبين.. والمنسيين في زنزانات أنفاق سجون البعث المعتمة الموحشة. عن الذين بترت أطرافهم.. وجدعت أنوفهم.. وجذت ألسنتهم.. وصلمت آذانهم ووشمت جباههم!. عن الثواكل.. والأرامل.. واليتامى.. لم تلح لي رسومهم.. ولم تخيل إلي أشباحهم.. ولا توسمت أشباههم!. لم أجدهم في بيوتهم الموحشة التي لا تزار ولا يدري بها أحد!.
لقد اندرس ذكرهم بعدما إنشغل القاطفون بجني ثمار غرسهم المعمد بدماء شرايينهم النازفة الراعفة!.
يعزيني المتعاطفون بأن هذه هي سنة الحياة!، ولا والله انه جشع الطغاة.. ونهم البغاة.
ومعاذ الله.. وحاشا لله أن يكون الظلم والحرمان قدرا لا مفر منه!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل العربية: القوات الإسرائيلية تطلق النيران على النازحين


.. نتنياهو يصف قرار اعتقاله بالفضيحة وتشريع أمريكي يهدد المحكمة




.. الأونروا تغلق مجمع مكاتبها في القدس بعد إضرام إسرائيليين الن


.. نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم




.. الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس.. وتعلن إغل