الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورحل أسد القوات المسلحة المصرية

عزام راشد العزومى

2012 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ورحل أسـد القوات المسلحة المصرية
المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة
فى هذا الشهر تحل الذكرى الرابعة للمشير أبو غزالة، ففى عام 2008 فقدت مصر والعالم العربى والإسلامى أسد القوات المسلحة المصرية والعربية والإسلامية فى العصر الحديث والمعاصر.
ولهذا فإنى أقول أن هناك من يصنع نفسة وهناك من يصنع المجتمع وهناك من يصنع التاريخ وهذا أشرف الشرفاء جميعا، والمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة مثال لمن صنع التاريخ وسطر صفحات من الذهب والنور فى التاريخ العسكرى والمدنى.
فلقد فقدت مصر والعالم العربى والإسلامى وذلك مساء السبت 6 سبتمبر 2008 ميلادية الموافق 6 رمضان 1429 هجرية في مستشفى الجلاء العسكري بمصر الجديدة رجل من أقوى وأشجع الرجال، رجل من أذكى وأعظم وأنبل الرجال فى العسكرية المصرية، المشير عبد الحليم أبو غزالة، توفي عن عمر يناهز 78 عاما بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة .
حيـاته
ولد في فبراير 1930 بقرية زهور الأمراء بمركز الدلنجات، محافظة البحيرة لعائلة ترجع في أصولها إلى قبائل أولاد على وهى من أكبر القبائل العربية فى مصر والعالم العربى " قبيلة العزايم "
دراسته
بعد دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949. حصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتى سنة 1961. وهو أيضا خريج أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة, حصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة. تدرج في المواقع القيادية العسكرية، وعين وزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عامًا للقوات المسلحة سنة 1981، رقي إلى رتبة المشير سنة 1982، ثم أصبح نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عامًا للقوات المسلحة منذ 1982م وحتى 1989. شارك في ثورة 23 يوليو 1952م حيث كان من الضباط الأحرار, كما شارك في حرب فلسطين وهو ما يزال طالبا بالكلية الحربية، وشارك في حرب السويس وحرب أكتوبر وكان أداؤه متميزًا. ولم يشارك في حرب 1967م حيث كان بالمنطقة الغربية وانقطع اتصاله بالقيادة وعاد ليفاجأ بالهزيمة. حصل على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات والنياشين. وكان المشير أبوغزالة قائداً لسلاح المدفعية المصري أثناء الحرب العربية - الإسرائيلية في عام 1973. وقد سعى جاهدا على تطوير القوات المسلحة المصرية وبنائها بعد حرب أكتوبر حتى بلغت مرتبة عليا من التحديث والقوة وإستخدام التكنولوجيا الحديثة حتى أصبحت قوة لايستهان بها قادرة على الحفاظ على الأراضى المصرية ورادعة لأى قوة تسول لها نفسها التعدى على تراب الوطن . أما مساهماتة فى القطاع المدنى وهذا على سبيل المثال لا الحصر، ففى قطاع الإسكان فنجد مساكن ضباط القوات المسلحة منتشرة فى جميع محافظات مصر، والمستشفيات الخاصة بالقوات المسلحة وتقديم الخدمة الصحية للقطاع المدني أيضا, والنوادي والمخابز ووسائل النقل الخاصة بأفراد القوات المسلحة، أيضا مجال الثروة الحيوانية فهو مؤسس مزارع الإنتاج الحيوانى " لحوم وألبان " ، ومزارع الثروة السمكية، حتى أصبح هناك إكتفاء ذاتى فى جميع القطاعات والإحتياجات . وقد كان له دور مؤسس وفعال فى مجال البنية التحتية سواء فى رصف الطرق وإنشاء الكباري الحيوية، وتأسيس البنية التحتية لقطاع الإتصالات حتى أصبح هناك إمكانية الإتصال لجميع محافظات مصر وخارجها. حتى أصبح أبوغزالة محبوب الشعب المصري والعربى وإبنا لكل أسرة مصرية .

مؤلفـاته
وهو بالإشارة إلى خبرته العسكرية موسوعة علمية متعددة المواهب، وله مؤلفات منها:
" وانطلقت المدافع عند الظهر، القاموس العلمي في المصطلحات العسكرية " وقد كتب عن المصطلحات العسكرية وعن فنون الحرب وعن الإنتصارات العربية فى صدر الإسلام وعن الحرب العراقية الإيرانية ولة فى ذلك مؤلفات كثيرة وهناك أجزاء أربعة صدرت تحت عنوان تاريخ " فن الحرب " وهذه الإجزاء تعد من الأعمال الموسوعية رفيعة المستوى فضلا عن دراستة الرائعة لحرب الصحراء ومؤلفاتة عن حرب الخليج الثانية وعلاقتها بالأمن القومى .
وقد قام بترجمة بعض الكتب وهى عديدة ومنها ترجمه عن إستخدام الطرق الرياضية فى الحرب الحديثة ومنها ترجمة كتاب " بعد العاصفة " فضلا عن الترجمة الشهيرة للكتاب القيم " الحرب وضد الحرب " وهو يتحدث عن أسرار وعوامل البقاء فى القرن الواحد والعشرين .
من صفاتة الشخصية
ذو منطق واضح قوى وطموح وهذا مانفتقده الآن، من أول وهلة يعطى المشاهد إنطباعا بقدرتة على مواجهة المشاكل مباشرة وبشكل محدد، يتمتع بحسن الطالع " كاريزمى " محافظا صريحا، يتمتع بالتدين وبالشعبية داخل العديد من الدوائر الدينية وترتدى زوجتة الحجاب الإسلامى.
ولا يسعنا فى تكريم هذا البطل والقائد العسكرى العظيم، الذى نحسبة على خير ولا نزكية على الله، سوى أن نحنى هاماتنا إعزازا وإجلالا وتقديرا وحبا ووفاء وولاء لهذا القائد العظيم، وما أحوجنا الآن لمثل هذا القائد الفذ ليكون نورا لطريقنا وبلسما لجراحنا المروعة التى نئن ونصرخ منها صباحا ومساء. وفى النهاية أقول ... تحية وسلام لك أيها القائد العظيم، وأدعوا الله أن يسكنك فسيح جناته وأن يلهمنا وأسرته الكريمة الصبر والسلوان .
بقلم عـزام راشـد العزومى
باحث دكتوراة - علوم سياسية - جامعة القاهرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30