الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر الإنقاذ الوطني، انا مزاود انا أشتمه .

هديل بشار كوكي

2012 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تحدثوا كثيرا عنه ، حتى حان الوقت و توجهوا الى مؤتمرهم الذي اقاموه هذه المرة في دمشق
 " مؤتمر الإنقاذ الوطني" 
يراهم البعض رموزا وطنية ناضلت و اعتقلت في عهد الاسد الاب و الابن و يراهم آخرين ذوي عقول متحجرة تنقصها بعض المرونة و بعض من تقبل الأقدار التي تواجه ثورتنا و التي كثيرا ما وضعتها امام خيارات لا مفر منها كالتسلح الذي جاء كردة فعل على عنف النظام اللامتناهي .
اتفق مع هذين الرأيين بأعضاء هيئة التنسيق، لكن اكثر ما يستفزني الرأي الناسف لكل شئ و الذي يعتبرهم مسبقا خونة و عملاء متواطئين مع النظام .
لا اكتب هنا لادافع عن اعضاء هيئة التنسيق و الذي بدا معظمهم كفاحه ضد ال الاسد من قبل ان أولد اي قبل 1991 ، بل اكتب لادافع عن قيم الديموقراطية و حرية التعبير التي قامت لأجلها ثورة الكرامة في سوريا. اكتب لأقول لمن لم يعجبه ما فعلوا عارضوهم و استمروا بدعم الجيش الحر الذي تؤمنون بانه الطريقة الوحيدة لخلاص سوريا من ديكتاتورية ال الاسد لكن دون تخوين لمن اختلف معكم برؤيته لسيناريو اسقاط الطغيان . فما ضيركم ان هم أيضاً  حاولوا بطريقتهم إنقاذ سوريا و ايقاف نزيف الدماء اليومي فيها ماداموا معارضين عانوا من طغيان ال الاسد مثل كل من عانى و ثار و متفقين معكم على طي صفحة الديكتاتورية و الطغيان .رغم ان معظمنا اصبح و من الشهور الاولى للثورة على قناعة تامة بان نظام الاسد غير قابل لأي شكل من اشكال التفاوض و الحوار لكن هذا لا يبرر لاحد اتهام هيئة التنسيق بالخيانة و العمالة اذا حاولت ايجاد حل بالتفاوض و التحاور " المشروط" لوقف نزيف الدم السوري و انتقال السلطة بشكل سلمي . بل ارى ان يدعهم من يعارضهم لان يحاولوا و ليفشلوا اذا كانوا على خطا فلا ضير من الفشل فها هي كتائب الجيش الحر التي ندعمها" كتيبة صدام حسين، كتيبة ابن تيمية، كتيبة معاوية ..." تفشل حتى اليوم  في الحفاظ على الاحياء التي تسيطر عليها لأكثر من عدة ايام او اشهر على اكثر تقدير، و لم تتمكن حتى الان من تحرير المعتقلين و لا حتى من التقليل من نزيف دم المدنيين ، بل ارى ان المقاطعة لثورتنا ازدادت من العالم المتخاذل اصلاً فلم نعد نسمع حتى بتنديد من مجلس الأمن بجرائم النظام و مجازره . 
فقد بات واضحا ان التسليح الخفيف للثوار،و الغير مكافئ لقوة النظام العسكرية و الغير مدعوم بقوة جوية لن يؤدي الى حسم اي شئ لصالح الثورة بل سيزيد الألم ألماً. 
و كذلك هي هيئة التنسيق لا اعتقد انها تملك سيناريو واضح لإسقاط النظام بالطريقة السلمية التي تؤمن بها . لذلك اعتقد ان الطرفين يقفون امام الباب المسدود ذاته فلا داعي لاتهام احدنا الاخر بالعمالة و التخوين فقط لانه لا "يبعبع و يجعجع" بطريقة ترضي شهواتنا للكلام الكبير الرنان الفارغ في معظم الاحيان. فإذا كانت هيئة التنسيق قد شاركت بمؤتمر دمشق للمعارضة لا يعني بالضرورة انها متعاملة مع النظام كما افترض البعض مسبقا بل قد تكون مهادنة له " لفظيا" في محاولة منها للحصول على اضعف الايمان من المكتسبات لثورة الشباب السوري . بل و يعني هذا أيضاً ان النظام السوري بخباثته المعهودة يتبع سياسة فرق تسد حين يفسح المجال لفئة كهيئة التنسيق بالاجتماع في دمشق دون التعرض لها جهراً مقابل استمراره في التظاهر بان من يعاديهم هم المسلحين ، حيث لم يسمح النظام لهيئة التنسيق بالاجتماع في دمشق حباً برجالاتها الذين اعتقلهم و نفاهم سنيناً طويلة بل ادراكاً منه بما يختلج في نفوسنا من استبداد و عدم إيمان بالتعددية بشكلها الصرف بعد عارفاً انه بالسماح لذلك المؤتمر بالانعقاد يكون قد حكم على المؤتمر بالفشل مسبقاً مغلقاً أبواب الحوار و الحل معطياً لنفسه المزيد من الوقت و لثورتنا المزيد من التفرقة و الابتعاد عن قيمها في الحرية و قبول الاخر .
كنت اتمنى لو اننا فوتنا على النظام هذه الفرصة و رحبنا بجهود هيئة التنسيق و التي أكدت في نهاية مؤتمرها التزامها بمطلب تغيير النظام الديكتاتوري ، مع تأكيد من يرغب منا على تمسكه هو الاخر بدعم الجيش الحر و رؤيته لإسقاط النظام  بدلا من إضاعة الوقت في التهكم و التخوين الغير مبرر لمؤتمر الإنقاذ الوطني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيد-ة هديل
نيسان سمو ( 2012 / 9 / 24 - 08:22 )
وهذا هو الدليل القاطع على كل الازمنة وعبر التاريخ الطويل وداخل كل الكتب وكل الآيات وكل المدارس وكل المناهج وكل المذاهب بأنه مَن ليس منا فهو عدونا ( خائن ومجرم وابن الحرام ) هذه هي مصيبة هذه الامة ومنذ التواجد .. كل مَن يختلف معك فهو ضدك لا بل عدوّك والنتيجة كما تراها .. تحية وتقدير

اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ