الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم تحالف القوى الديمقراطية في العراق

جواد الديوان

2012 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



ربما مثل الدستور العراقي اول مصالحة تاريخية بين الاسلام والديمقراطية في تجاوز واضح للمفكرين التقليدين حول اشكالية الشورى التي برزت لمرة واحدة في التاريخ الاسلامي والعربي بعد مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رض)، لتصبح الوراثة اساسا لانتقال السلطة.
برزت في تجربة الانتخابات الاولى اشكاليات عديدة، ناقشها المختصون في الصحف والفضائيات وقتها. واهمها الاصطفاف الطائفي الواضح! ومن نتائجه انتشارا للعنف واندلاع حرب اهلية حصدت ارواح مئات الالوف من العراقيين كما توضح المسوحات الميدانية التي نفذتها مجموعات بحثية من خارج العراق ونشرت تفاصيلها في المجلات الطبية العالمية.
وفي محاولاتهم تقديم تحالفات عابرة للطوائف والمذاهب اشترك خالد الملا (البصرة) ونصير الجادرجي (الحزب الوطني الديمقراطي) وحميد الهايس (الانبار) وساهموا في الائتلاف الوطني، وغيرهم (عبد الاله النصراوي من الحركة الاشتراكية العربية) في دولة القانون. وساهم اكاديميون ديمقراطيون في تلك التجربة. وكانت مغامرة تخلى عنهم فيها الكثير من انصارهم لاسباب طائفية واشكاليات من تاريخ العراق الحديث. الا انه كانت المشاركة عصفا ذهنيا للعراقيين لانتقاد الاتجاهات الطائفية وعدم مرونة الديمقراطيين، وضياع الهدف الاكبر للعراق امام انتصارات انتخابية مرحلية لمجد الطائفة والعشيرة والعائلة، وتحمس الناس في المحافظات لدعوات للاقاليم بتبريرات عديدة.
راهن عراقيون على مشروع اياد علاوي باعتباره وطني عابر للطوائف، الا انه الاخفاقات في تحالفات العراقية والانشقاقات المتكررة اظهرت هشاشة المشروع الوطني، وغلبة المصالح الشخصية في التكالب على المناصب. ومثل البعثيون اشكالية لذلك المشروع (شمل الاجتثاث بعضهم)، فتعاطف معهم الناس على اساس طائفي كذلك. وفشل ساسة العراق مرة اخرى في تقديم تحالفات بعيدة عن الطوائف.
حاول الديمقراطيون في تجربة مدنيون تقديم تحالف عابر للطوائف يحقق احلام العراقيين بعيدا عن اشكاليات الطائفية والالقاب، وفشلوا في تقديم مرشحين يمثلون مدنيون فقط دون احزابهم، ولعبت عندها عوامل اخرى في نتائج الانتخابات.
تناقلت الفضائيات والصحف اشكاليات سحب الثقة من رئيس الوزراء، وبرز محور اربيل - النجف، وربما كان عرضا لتخلخل التحالف الوطني، وهشاشة الشراكة الوطنية. ومن المؤكد ان احدها تعبير لطائفة والاخرى محاولة للايهام بتجاوز الطوائف في العراق.
وفي هذه المرحلة يتذمر المواطن والسياسي من الطائفية، ويشعر بالغبن من عبور الطوائف فيفقد امتيازات تمتع بها دون معايير الكفاءة والتنافس. لم يستطع ساسة العراق تغير او تطوير الدستور، وكان افضل ما وصلت اليه المصالحة التاريخية بين الاسلام والديمقراطية، للحفاظ على تقليد السلف الصالح في بقاء الحاكم لحين موته (الخلفاء الراشدين وسلاطين الامويين والعباسيين والعثمانيين). ومن الصعب على الحاكم ترك مكانه لغيره امام هذا التراث. ولم يعالجها الدستور ويعجز مجلس النواب عن اقرارها. وربما يعمل بعض حكماء السياسة على التغير فيخوضون معركة امام هذا الكم الراكد من الفكر والتراث.
تتعزز الافكار والممارسات الديمقراطية في العراق، من انتخابات برلمانية ومجالس محافظات ومنظمات مهنية ومجتمع مدني وتتشكل حركات سياسية وغيرها. وتلعب البرامج الحوارية في الفضائيات دورا مهما وان تم ابعاد بعضا من المحاورين لدورهم في انتقاد لاذع او لشجاعتهم المتميزة وغيرها. الا ان تلك البرامج لعبت دورا مهما في الغاء العديد من مواد الميزانية لعام 2012 التي تشجع او تسهل الفساد المالي والاداري على سبيل المثال لا الحصر.
وامام هذا التغيرات يدغدغ الجانب الاخر العراقيين في عواطفهم، فكانت صولة النوادي الاجتماعية والثقافية والغارة على شارع المتنبي. انها رسائل توضح بان اسنانهم حادة لتحدد توسع الممارسات الديمقراطية.
ربما تدفع المتغيرات المشار اليها لتظافر الجهود لتقديم كتلة يشارك بها كل من يقترب من الديمقراطية ويامل في بناء عراق ديمقراطي متحضر متقدم اقتصاديا. ويامل في مكافحة الفاسد المالي والاداري وتقديم خدمات للمواطنيين واعتبار الكفاءة لا الولاء اساسا للوظائف وغيرها الكثير. انها كتلة عابرة للطوائف واشكاليات التاريخ القديم والحديث. كتلة تعيد للكفاءة دورها لتلهم الشباب فيحاكون الناجحين لا المتحذلقين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحلم العابر للميول والإتجاهات
ليث العراقي ( 2012 / 9 / 24 - 17:37 )
الأخ والعزيز جواد المحترم لقد صدقت في تمثيل مشاركة البعض من القوى والديمقراطية في قوائم طائفية بالعصف الذني للعراقيين وعدم مرونة الديمقراطيين ؟؟ إلا أن النتائج المخيبة للآمال تثبت بالدليل القاطع إستحالة ترويض الواقع غير الصحي والطائفي العشائري !!عبر المشاركة تلك وهي لاتختلف عن التعويل على صدام في تبني النهج الديمقراطي ؟؟ لكن الحلم الرائع الذي حمله عنوان المقال بحاجة ماسة الى جهد مكثف من كافة القوى الوطنية والأكاديمية المخلصة يكون عابرا- للأتجاهات لقناعات الفكرية ومنصهرا- فقط في بودقة الوطن الجريح ! لمواجهة الهجمةالشرسة لقوى التخلف العشائري والطائفي والإثني !! التي تقود الوطن نحو الكارثة لا محاله ... وتلك مسؤولية وطنية جسيمة يتحملها الجميع من مثقفين ديمقراطيين وأكاديميين و ؟ مع حقيقة وفداحة النتائج السابقة ؟ والتي لم توصل للبرلمان نائب واحد يمكن ؟ التعويل عليه في جوانب النزاهه أو المهنيه أو الوطنيه ؟؟

اخر الافلام

.. ريفايفل: ألبوم جديد يسعى إلى السعادة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. كأس أمم أوروبا: منتخب البرتغال يفتتح منافساته بمواجهة مع تشي




.. كأس أمم أوروبا: منتخب سلوفاكيا يحقق انتصارا مفاجئا على نظيره


.. كأس أمم أوروبا: رومانيا تسحق أوكرانيا بثلاثية نظيفة




.. شاهد كيف أدى قرار عائلة إلى إنقاذ طفل حديث الولادة