الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عائد في اجازه ( الحلقه الاولي من ثلاث لقصه واقعيه )

جورج المصري

2005 / 2 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


مرت خمس واربعون عاما منذ ان رحل صديقنا العزيز ج م و اصدقاءه عن ديار اجدادهم المصريه ، كنت في زياره الي لوس انجلوس حيث يقيم صديقي منذ ان حضر الي بلاد المهجر . وجلسنا نستعيد الذكريات عن مصر الحبيبه قال لي كيف حال صديقنا العزيز مصطفي لم يصلني منه اي خطابات لمده طويله تكاد تصل الي ربع قرن ... هل مازال مصطفي جارك ؟ فقلت له نعم مازال جاري كيف حاله ولماذا لم اسمع منه كما قلت لك منذ مده طويله وحاولت الاتصال به اكثر من مره وقالت لي زوجته انه غير موجود بالمنزل وحتي لم تسئلني من انا وفي احدي المرات رد علي صوت يشبه صوته وقال ان الحاج مصطفي بيصلي المغرب فقلت له انتظره فقال بيصلي في الجامع وسيظل هناك الي صلاه العشاء فقلت له من فضلك قله له اخوك من امريكا اتصل ... فرد ابنه وقال الحاج مصطفي ملهوش اخوات في امريكا فقلت له انا اخوه مجازا متربيين معا منذ ان كنا في الصف الاول الابتدائي انا ج م فقال انا عارف من انت وبرضه الحاج ملهوش اخوات في امريكا حنقوله لما يرجع متتعبش نفسك هو لما يعوزك حيتصل بك ؟
هززت رأسي في نوع من اللاستغراب فقال لي صديقي ماله ان شالله خير هو مصطفي في ضائقه او شئ وميقوليش مش ممكن انا ابيع كل ماملك وماسبهوش في ضيقه قولي ايه الحكايه. قلت لصديقي ابدا هو كويس جدا واخر حاجه يحتاجها صديقك الحاج مصطفي هو المال فهو من عاد من العمل بمنطقه الخليج وبداء عمله الخاص فهو ثري بمعني الكلمه فقلت له وياتري زوجته فلانه بنت فلان بيه اخبارها ايه فقلت له هي مش زوجته طلقها من عشر سنوات بعد زواج دام 35 سنه فقلت له مش معقول يبقي ده لازم سبب زعل اخويا مصطفي واكيد هو في ضيقه . انت عارف علي الرغم من صحتي اللي مش ولابد بس جاء الوقت ان اتي لزياره مصر بلدي وامي وانني سوف اقوم بترتيب نفسي طبيا واحضر لزياره مصر وانت تعرف انا كل اهلي المتبقين في مصر لم يبقي منهم الا قريب من بعيد الباقي هاجر و اللي فضل مات منذ امد بعيد. لم اعترض طبعا وقلت له اهلا وسهلا انت تشرفني فقال لا انا حنزل في لوكانده علشان اكون خفيف مش عاوز اثقل علي حد . فقلت له لا مش حتقل علي ولاحاجه الخير كثير نشكر ربنا. علي كل حال توقع ان تري مصر اخري عن مصر التي تركتها ورائك . فقال ماذا تقصد قلت له ستري بنفسك قال لا من فضلك قول لي فقلت لا لااستطيع ان اري مصر بعين مهاجر ترك مصر منذ اكثر من 45 عاما مضت اريد ان اراها من خلال عينك فلا تضيع هذه الفرصه مني انت تعرف انني احب الكتابه . فقال موافق .

مرت الايام و الشهور وجاء يوم وصول صديقنا المهاجر الي مطار القاهره الدولي المطار الجديد. خرج صديقي من صاله الجمارك وهو مبتسم ابتسامه عريضه واخذني بالاحضان وهو يبكي فطبعا مده طويله ومشتاق الي وطنه ركب بجواري في عربيه ابني الكبير ولم ينطق بكلمه الي ان وصلنا منزلنا وهو بنفس الشارع الذ ي كان يسكن فيه صديقي قبل سفره . وصلنا اخيرا الي شقتي وحاولت استخراج اكثر نعم او لا من فم صديقي لم يمكنني فقررت ان اتركه يرتاح في غرفته حيث ان الوقت التي تستغرقه الرحله من كاليفورنيا الي القاهرة رحله طويله وشاقه حتي وان كان الانسان راكب طيارة ... قال لي اخيرا.... انا مش تعبان بدنيا فقلت له طبعا انت متأثر من الشوق فقال لي كنت متأثر كحبيب يركض لملاقاه حبيبته ... عندما قال لنا كابتن الطائره نحن الان تقترب من منطقه العالمين الي يمين الطائره و الاسكندريه علي الجانب الاخر هبطت الطائره علي ارض المطار ... فتحت ابواب الطائره وخرجنا من الطائره وجدت العديد من ضباط الشرطه برتب كبيره ورتب صغيره ينادون علي بعض الاشخاص الذين كانوا معنا في الدرجه الاولي تخيلت ان ركاب الدرجه الاولي لهم معامله خاصه كان اعتقادي اعتقاد خاطئ طبعا قال لي احد الضباط انت باين عليك بتستعبط حنجيب ضابط لكل راكب ... قلت امال ايه.... قال امشي يافندي متعطلش الناس اللي وراك وذقني من كتفي .. فطبعا مشيت وانا بتسائل ليه عدد الضباط و العساكر قدر عدد الركاب منتظرين امام باب الطياره ... جذبني شاب من يدي وقال هات عنك اساعدك في حمل جهاز التنفس أمي عندها نفس الجهاز ولاتستطيع النوم بدونه ... فشكرته فقال لي الظاهر الضابط مفشهمش النكته اللي انت قولتها .... فقلت اي نكته ... نكته ان كل راكب بيكون في انتظاره ضابط يسهل له اموره قلت له طب ليه العدد الغير عادي من الضباط واقف عند باب الطائره ... قال كلمه غريبه مسمعتهاش قبل كده قال منتظرين الكووس قلت يعني ايه قال الكووس جمع كوسه .... برضه مش فاهم منظرين كوسه جايه علي الطياره مع الركاب ولا في مخزن اليضائع ... قال ياسيدي الكوسه يعني الناس الكبار اللي عندهم وسايط الوسيط او المحسوب كلمه مرادفه للمحسوبيه ... قلت له فهمت ليه غضب وكشر عن انيابه وذقني في كتفي علي اني امشي من امامه ... عنده حق انا فهمت خطاء كان لازم أتأسف له ... ضحك الشاب وقال لي خلاص ياعمي انسي الموضوع انت باين عليك بقي لك زمان عايش بره مصر قلت فعلا 45 سنه ... المهم نزلنا سلالم وطلعنا سلالم ووجدت طابور اخر من الساده المنتظرين بلافتات بأسماء لم اعيرهم اهتمام المهم وقفنا في طابور طويل الي ان وصلت الي ان اكون اول واحد عليه الدور وقبل ان اذهب الي الشباك جاء من الخلف سعاده الضابط اللي قابلته علي باب الطائره وبيده عدد لااذكره من جوازات السفر فأردت ان اعتذر له عن عدم لياقتي في كلامي معه وقلت له بصوت عال حتي يسمعني في هذا الصخب ... انا أسف ياحضره الضابط انا مكنتش عارف ان حضرتك كنت في انتظار كووس...... هل تتخيل ان صاله المطار بحالها الناس بطلت كلام وصار سكون غير عادي .... قطع السكون صوت هذا الضابط يقول لي جري ايه ياروح امك انت حتستعبط ... انت باين عليك عاوز تنام الليله في التخشيبه .... الصراحه اتسمرت مكاني ومفتحتش بقي بعد كده الا بكلمه اسف وحقك علي ..... اخذ الضابط جواز سفري الامريكي وقال لي فين الفيزا ؟ قلت له سعاده القنصل المصري قال لي الامريكي من أصل مصري لايحتاج الي فيزا قال طب هو انت مصري ... قلت له طبعا انا مصري ومكتوب عندك اني من مواليد القاهره .... مش كفايه لازم يكون عندك بطاقه او جواز سفر مصري قلت له الصراحه الجواز انتهي من كام واربعين سنه و عندي صوره البطاقه ملقتش الاصل بص فيهم ورمي الصوره في الزباله تحت مكتبه وقال متنفعش روح حول فلوس و اشتري طوابع من الشباك اللي هناك روح امشي قلت له طيب يابني علي مهلك علي انا راجل مريض وفي سن والدك ... قال اتفضل يأستاذ متعطلنيش توجهت للشباك و ان في حيره كيف سأستطيع المرور و الوصول الي الشباك دون نظام لاحظ ضابط ذو رتيه حالة ارهاقي وسئلني باللغه الانجليزيه هل استطيع مساعدتك فرديت عليه انا مصري ياسعاده الضابط فقال طب جاي هنا ليه قلت علشان حضره الضابط قال لي ان لازم اخذ فيزا لدخول بلدي ... لم يعترف بصوره البطاقه قال هي فين وريني قلت حضره الضابط اللي في الشباك اخذها مني ورماها في الزباله علي ماعتقد. فقال اي شباك فقلت له الشباك رقم كذا .... ذهب بنفسه الي الشباك وبحث عن الورقه وعاد الي وطلب مني الانتظار في مكتبه ... ارسل احد معاونيه بجواز السفر الي نفس الضابط وعاد الي الباسور في اقل من 5 دقائق .... لم استطيع ان اتمالك نفسي من البكاء فقد وشكت ان افقد الوعي من شده الارهاق ومن المعامله الشاذه من الضابط السابق وكأن السماء سمعتني وارسلت العون السريع... سئلت صعاده الضابط عن أسمه فقال لي مجدي أ .... فقلت له انني لن انسي له جميله مدي حياتي فقال سريعا لاجميل ولاشئ مرحبا في وطنك مصر فقلت له انت تذكرني بصديق لاخي الكبير الله يرحمه كان يشبهك كان تاجر كبير بسوق روض الفرج ... فأبتسم سعاده الضابط وقال هو والدي الله يرحمه ... فقلت له البذره الطيبه تطرح نبت جيد ... اشكرك شكرا جزيلا . وللقصه بقيه عن بلد المنتاقضات و العجائب بلدي ووطني مصر .... أم الدنيا في كل شئ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتشال رجل إطفاء مصاب علق بين الجبال أثناء مشاركته في إخماد


.. مبادرة شبابية في غزة لتركيب أطراف بدائية من الخشب لمبتوري ال




.. ابتعدت عن الأضواء.. من هي فيكتوريا ستارمر سيدة بريطانيا الأو


.. علامات خطيرة بعد عمر الـ 60 قد تدل على إصابتك بألزهايمر




.. أسئلة وضعها البيت الأبيض.. استقالة مذيعة أميركية أجرت مقابلة