الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعض يحب العبودية

نسيم عبيد عوض

2012 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



إتصل بى بالأمس بعض المشاركين معنا فى الوقفات التى يعدها المصريين مسيحيين ومسلمين يوم الأربعاء القادم أمام الأمم المتحدة فى نيويورك ‘ وفى وقت إلقاء الدكتور محمد مرسى رئيس مصر خطابه أمام الجمعيه العمومية للأمم المتحدة ‘ وأخبرنى غاضبا إن هناك ضغطا وتهديدا من جهات معينة يحاولون وقف هذه الوقفات الإحتجاجية ‘ وقد أصدروا أمرا للبعض هنا فى أميركا بالعمل سريعا لإجهاض مسيراتنا للأمم المتحدة ‘ ولكنه فى نفس الوقت قال أن المسيرة ثابته والأتوبيسات قد حجزت وكل شيئ فى تمام إعداده للتظاهر ضد حكم محمد مرسى ‘ وليعرف العالم كله من هو هذا الرئيس المعين من جماعة الإخوان المسلمين تقودة قيادة المرشد العام للجماعة فى تصريف أمور مصر ‘ وما تتسم رئاسته بالتعصب وتفتيت المجتمع والعودة به الى قرون الجاهلية ‘ والتجاهل المتعمد لحقوق المواطنه وللأقباط بصفة خاصة ‘التناسى والتغاضى التام لمحاكمة من قتل شهدائنا فى مصر ‘ والخيانة المتفقة بينهم وبين طنطاوى وعنان على تسليم السلطة للإخوان المسلمين مقابل عدم محاكمتهم عن الجرائم التى إرتكبوها فى حق شعب مصر ‘ بل إهدائهم الأوسمة والقلادات اليهم ‘ كتكريم لقتلة الشعب .
قلت للمتصل القرار قرارنا وشعب مصر ثائر على أرضه فى شوارع مصر ولابد لنا بمشاركته ولابد أن نكشف حقيقة هذا الرجل وإخوانه المسلمين لشعوب العالم ‘ ليعرفوا أن شعب مصر فى سجن آخر لا يقل عن سابقه ‘ بل أن الحياة متعسرة فى كل نواحى الحياة على أرض الوطن ‘ وأنهم يسرقون المجتمع الى خيام الجاهلية والتدين المصطنع الذى سيهوى بنا الى قاع المظالم وبؤر البغضة والحضيض ‘وأنهم يصنعون دستورا طائفيا يجهض المسيحيين من الحياة الكريمة.
وبالفعل التجهيزات سائرة على قدم وساق لإخراج الوقفة الإحتجاجية على أحسن مايكون ليسمع بها العالم كله ‘ ولا نهتم بمحاولات التخويف بإتهام أقباط المهجر الشرفاءوبعض كهنتنا وأساقفتنا والزج بهم فى موضوع الفيلم المسيئ ‘ ومحاولة إلصاق التهم للبعض من شعبنا القبطى الأبرياء من هذة الفعلة المشينة التى تدخل فى مخطط تقسيم مصر كما كتبت من قبل ‘ وبعد 14 قرنا من الزمان وليس فينا من يقبل التنازل عن شبر واحد تراب مصر ‘ ولم نفعل مثل هذة الإساءة لإخواننا فى الوطن لقوة إيماننا المسيحى ‘ وإذا فعلها بعض المهوسيين فهم فئة غير مسئولة وموجوديين فى كل مجتمع ‘ ولكنهم ينتهزوها فرصة لتشويه الكفاح الشريف للأقباط ‘ويقدمون البلاغات على رموز قبطية وطنية مؤمنة بحق شعبها فى الحياة الكريمة على أرضه ووطنه ‘ ولكنهم سيفشلون وسيتساقطون كالعشب الجاف فى شهور الخريف ‘ لأنهم مغرضون ووجوههم تكشف عن أغراضهم القبيحة لإخافتنا ولكننا شعب بإيمانه لا يخاف‘ وقول الهنا يرن فى قلوبنا " أنا هو لا تخافوا" .
ولكننى أتعجب من حب البعض منا للعبودية وأنه رغم إيمانهم المسيحى " إذا حرركم الأبن فبالحقيقة تكونون أحرارا" وبأننا شهود لمسيحنا على الأرض ‘ فلماذا الإقبال والدعوة لكى نكون عبيدا لسلطة ما ‘ لهدف أو رغبة فى السيطرة ورعاية الشعب بالإكراه ‘ توجهات خاطئة من بعض القيادات تتدعوا للحياة تحت عبودية أعداء الحرية ‘ وهم لا يعلمون أن شعبنا طرد الخوف من الموت والإستشهاد فى سبيل الحصول على حقوقه ‘ ولن يرغمه أحد للعودة على السير فى طابور العبيد المقيدون بسلاسل التبعية لحاكم أو جماعة .
هذا الشعب القبطى الذى يعيش فى مفارق القرن الواحد والعشرين ‘ بإيمانه المسيحى وعلمة وثقافته لا ينسى أنه سليل هؤلاء الذين أراقوا دمائهم يحاربون الإمبراطرية اليونانية ‘ وكان يخرج القديس شنودة رئيس المتوحدين يقود رهبانة ويحارب المستعمر اليونانى ‘ ويناضل لأخذ حقوق شعبه ‘ ولا عجب ان إسمه فى التاريخ "بطل القومية المصرية"‘ وحتى قرون الرومان الستة شهدت ثورات الأقباط المتتابعة وأبطال ثورة أمتنا القبطية مسطرة فى تاريخنا المنير ‘ ووقفات الأنبا أنطونيوس فى شوارع الأسكنرية وأمام محاكم الرومان للمسيحيين والدفاع عنهم مكتوبة بأحرف من نور فى سنكسار الكنيسة ‘ وفى نفس الوقت لا ننسى الذين أحبطوا ثوراتنا وساهموا فى إجهاضها على مر التاريخ بحبهم للعبودية وخوفهم من الإستشاد باعوا أنفسهم وأوقعوا بشعبهم ورقابهم لقوات العدو ‘ عشقا فى المنصب والعبودىة ‘ ولا ننسى البشموريين الذين لم تقدر عليهم قوات الخلافة العباسية ولا الأموية ‘بل قدرت عليهم الخيانة لمحبى العبودية وأسلموهم لقوات العدو تقتلهم ووتنهى أعظم ثورى فى تاريخ شعبنا ‘ محبة العبودية لبهجة العالم وشهواته سيقدمون حسابا عنها فى دينونتهم ‘ وهم يعرفون ذلك جيدا ‘ ولكنه الخوف الذى يقودهم للعبودية ‘ وفى زمن تكافح الشعوب لحريتها نجد البعض من شعبنا يجاهد فى سبيل وقف مسيرات الحرية ‘وتاريخيا كل هؤلاء إنتهوا الى قاع النسيان‘ وبقى شعبنا وكنيسته على أرضه يعيشون فى حرية أولاد الله‘ ولكنهم كقول الكتاب "ليسوا منا ‘ لأنهم كانوا منا ولكنهم خرجوا علينا" ‘ والواعد الأمين يعلمنا تقوية أصحاب الركب المخلعة المرتعشة وليس بتعجيزهم ‘ وبحريتنا الموهوبة لنا منه سيقودنا فى موكب نصرته‘ لنعيش على أرض وطننا مرفوعى الرأس والإيمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م




.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا


.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر