الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نُميّز ألْمُنحَلْ من ألمُتمدّن والمُتديّن من ألمُتخلّف

سامي بن بلعيد

2012 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


أختلطت المفاهيم والأفكار في واقعنا العربي وخالطتها نشاطات الثورات المضادة لثورات الشعوب , أصبحت الساحة تعج بالحركة العشوائية ألتي تدفع الجميع عكس حركة التيار الحضاري العالمي , تحوّل الواقع إلى ساحة قمار أوراقه كرامة الشعوب وحرياتها , وبما إننا نعلم تبعيتنا للخارج ــ حُكاماً ومعارضات ــ إلاّ إننا نندفع عاطفياً وراء ألأحداث التي تدفع الشعوب ثمن فواتيرها كاملة

هناك من يتحدّث بإسم العلمانية والتمدّن بطريقة تجسّد الكراهية ضد مفاهيم ألتقدُّم فيلقى هذا الصنف تأييد في أغلب الحالات رغم إن الشّخص لا يقدّم أي مفاهيم منهجية يكون هدفها تلاحم الجماهير لمواجهة القوى الرأسمالية ألتي تخطط لإذلال الجميع , ما يقدمه ذلك الصنف لا يخرج عن تأجيج الصراع مع التراث ومنافقة ألمرأة على الخطا والصواب والحديث بطريقة تخدش الحياء أحياناً , وكل ذلك يعتبر فاقد الصلة بكل شيئ تقوم على أساسياته قواعد الفكر الثوري التقدمي وحرية التعبير والفعل ألذي ينسجم مع قواعد الحقوق ألإنسانية العامة

ففي هذه الحالة ماذا أُسمّي هذا الصنف ؟
هناك حزمة من ألإجابات : فقد يكون ذلك الصنف يندرج ضمن ألطابور الخامس للثورة المضادة , صنف الوهابيين وخدم الرأسمالية الطفيلية في الوطن العربي وعكاز ألإستعمار ألرأسمالي العالمي الذين يلبسون قميص ألمدنية وهم مجرّد موظفين تحت إمرت أوليائهم وأسياد نعمتهم وهدفهم قتل ألأفكار الثورية ألمتنورة ألمعتدلة ألتي تهدف إلى تحرير الشعوب وهم دائماً ما يتصرّفون بعنصرية وعدائية نتنه للآخر ألمتدين والغرض هو حشد ألمتشددين والمتخلفين لمواجهة أفكار التمدن , يقتلون ألدين بإسم الافكار العلمانية ويقتلون ألأفكار العلمانية بإسم الدين لتصب ألأرباح في جيوب الرأسماليين

أو قد ريما يكون ذلك ألصنف ممن ينعت أفكارهم وتصلّبت فأصبحت مثل ألإسطوانة الجاهزة فلا تستطيع أخذ معلومة منها ولا تستطع أن تضيف معلومه إليها , وهذا هو الجمود الذي يقتل ألأشياء من حوله

أو قد ربما يكون ذلك الصنف من بعض أفراد ألأقليات الحاقدة التي تتمنى تحطيم كل شيئ نظراً لظلم حكام الفساد ألذي طغى ظلمهم على كل شيئ , وانا لست ضد ألأقليات بل على العكس أنا من المدافعيين على حقوقهم بقوّة ولكن في ظل الكفاح من أجل دولة ألنظام والقانون والاستقرار والمواطنة , أما حكاية التبشير بدين آخر لمن يضن إنه سيكون بديل للإسلام فأنا شخصياً لآ أحبب ذلك لأنه سيجلب ألمزيد من ألأمراض والإختلالات ولكنني مع ذلك لا أمنعه

أو ربما إن ذلك ألصّنف يمثل ألمصابون بالنزوات ( المنحلين فكرياً وقيمياً ) ويريدون الحياة أن تكون كذلك للجميع

الجدير إن من يمثل الفكر الثوري يتصرّف بطريقة علمية منهجية إنسانية شاملة يعمل على تفكيك ألمفاهيم ألمتخلفة بشكل منهجي مع حِرصة على إعادت بناء المفاهيم بشكل حضاري مع الحرص على المجتمعات من التفكُّك والإنحلال أي إنهم يخططون لبناء ألإنسان على قاعدة مجتمعية شاملة تحترم حقوق الجميع على إختلاف أديانهم ومناهجهم
ويعمل على إطفاء حرائق الصراعات التي أرهقت الجميع وجعلتهم لقمة سائغة لأعداء الحياة ألإنسانية

وإذا كان من ذكرنا يلحقون كبير الضر بالنهج الثوري التقدّمي فهناك من يلحق الضرر بدين السماحة والمودة والتقارب فيأتي ليمثل الدين وكأنه وكيل الله على العباد , يقيم الدنيا ويقعدها ويكفّر كل من نادى إلى الحرية وإلى ألنظام والقانون , وذلك الصنف مشدود العقد لا يقبل الحوار العقلاني وكل العباد من حوله كفرة ومشركين إلاّ الوهابيين وأسيادهم

فهل يعقل أن يكون ذلك الرجل متديناً صالحاً ؟ وهل يعقل إن مثل هذا الصنف سيعمل على إستقرار ألمجتمع ؟

من المعروف إن للأديان أثرها العميق في حياة الناس في كل أنحاء العالم , ومن المعروف إن الشعوب التي قطعت أشواطاً كبيرة في عالم التطور والمدنية لم تحقق ذلك إلاّ بعد أن وصلت الى حالة سلام مع نفسها ومع ما حولها ومن ضمنها الدين فتمكنت من تقنين وعقلنة الإيجابي من القيم الدينية في إطار قانون مدني يخضع له الجميع , أي على إعتبار إنهم لم يقتلعوا الدين بل فصلوا الدين عن الدولة

أنا أرى في هذا الموقع الكبير والممتاز ألكثير ممن يكتب بطريقة بعيدة عن المنطق وبعيدة عن خدمة الغرض الإنساني للفكر الثوري اليساري بل إنها كتابات مقززة تضع العقبات أمام هذا الفكر الذي تحتاج له الشعوب

أحب أن ألفت إنتباه الجميع إلى شيئ مهم وهو الثقافة , فمن لا يمتلك قاعدة ثقافية ينطلق منها عليه أن يتوقف عن ممارسة السياسة لأنه سيكون مثل من يحرث في بحر هذا إن لم يكن نشاطه وبالاً على من حوله , والشعوب العربية تمر في مرحلة تأريخية مهمة وعصيبة والواجب هنا أن نساعد على صناعة إستقرار هذه الشعوب لكي تتمكن من الخروج من عزلتها التي فرضتها عليها الثقافة المجتمعية التي تصنع الصراع والاسباب التي تدفعها بهذا الاتجاه والمتعلقة بالإستعمار المباشر والغير مباشر وكذلك حكام الفساد والجهل العربي

فهل لنا أن نُميّز الفرق بين الغث والسمين من الكتابات ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوضع الراهن من هبات احتجاج ضد الظلم والمترصدون
علاء الصفار ( 2012 / 9 / 26 - 21:35 )
اجمل التحية ستاذبن بلعيد
الهجوم مرير ضد حراك الشعب اللجم جموح الاحرار,اننا نعرف القوى الرجعية تعمل على ضرب الجماهير وسرقة السلطة من الجموع التي نزلت الى الشارع بكل صدق. لكن لايقف الامر على الاجراء القمعي للسلطة المدعومة من الامبريالية, بل الامر نرى الاقلام المأجورة التي تنسل بين الاقلام الحرة و نفث الزيف لا بل لتتطاول وتهين الشعوب من خلال الاحداث التي تجري في المنطقة, وخاصة الفلم المسيء للنبي محمد مثلا فبل ان تقف هذه الاقلام لتدين اول الفعل وتناقش رد الفعل وتثقف الناس بكيف التغعمل مع الهجمة الموجه للشعوب تعمل هذه الاقلام وباسم حرية الاعلام و الثقافة في الغرب على اهانة الجموع و راحت تسترجع حروب العرب التاريخة جلادية و تخلف الازمنة الماضية و كأن الشعوب الغربية كانت بلا حروب قومية و دينية ولم يكن نابليون ولا حروب صلبية, ولا غزو حالي للعراق, فترى المسخ العراقي ينسى بربرية امريكا التدميرية لكن جاهز لمهاجمة الناس البسطاء, و الدفاع عن سلطة الغرب بشكل رقيع لا شعوبها, فهؤلاء شراذم اقزام سيلفضهم الناس كأي خونة, يدعي هؤلاء انهم يجلدون الذات وانهم يحبون الشعب لكن يضعون نفسهم فوق الشعب وهم مسخ!ع


2 - كلامك واقعي أستاذ علاء
سامي بن بلعيد ( 2012 / 9 / 27 - 10:24 )
لك ألتحية بحجم الحريّة
بالفعل ألأقلام ألمأجورة النفعية ألتي تربّت على العقلية المادية تلعب دور سلبي كبير في تحريف شرف مهنة القلم
وفيما يخص فيلم ألإساءة إلى الرسول الكريم فهذا عمل وهابي صهيوني مشترك فالوهابية التي تحارب الإسلام باسم ألعلمانية هي التي تحارب العلمانية باسم اللإسلام من اجل خدمة الرأسمالية , وعندما رأت الوهابية أن الشعوب رفعت الشعارات الحضارية التقدمية قامت بتحريك الاسلام بالطريقة المألوفة حتى عن طريق ألإشتراك في إنتاج ألأفلام ألمسيئة من أجل تحريك مشاعر الجماهير والسيطرة عليهم بشكل دائم

اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح