الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألا يمكن تدمير إسرائيل دون تدمير سوريا؟

زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)

2012 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


إيران تريد أن تدمر إسرائيل، لكن بشرط أن تدمر سوريا أولاً، هذا ما أراه يحصل في الواقع الراهن. روسيا بوتين على ما يبدو إقتنعت بزوال النظام السوري عاجلاً أو آجلاً، فابتعدت نوعاً ما عن المستنقع السوري، كي لا تخسر مابقي لها من هيبة أمام العالم الحر، كما أن تجربتها الفاشلة في دعم النظام الشيوعي الأفغاني مازالت ماثلة في أذهان السياسيين الروس الأحياء منهم طبعاً.

السيد علي خامينائي وتلميذه محمود أحمدي نجاد (الذي أراد التمرد على معلمه فلم يفلح) صرعانا بأصواتهما المدوية بتدمير إسرائيل والصهيونية، فإذا بهم نراهم يشاركون بشار الأسد في تدمير سوريا.

من الغباء الإعتقاد بأن إيران ستفكر بمواجهة جادة مع إسرائيل يوماً ما حتى وإن توصلت إلى صنع القنبلة النووية، فكل ما يصرح به الزعماء الدينيون في إيران كذب ونفاق أو تقية ربما حسب ما يفكرون، كل هم الملالي في إيران هو فرض الهيمنة الإيرانية على منطقة الشرق الأوسط حسب ما أعتقد، وأضيف أن القنبلة الذرية التي يسعون إلى صنعها، إنما سيستخدمونها كقوة ضاغطة في القضاء على المذهب السني بنشر المذهب الشيعي الذي يعتقدون بأحقيته في الولاية على المسلمين، والتي إغتصبها أهل السنة والجماعة المنحرفين عن الإسلام الحقيقي في غابر الأيام.

إذا فكّرتْ إيران بتدمير إسرائيل يوماً ما، فستُدَمَّر هي أولاً، إذ أن أسرائيل لديها على الأقل مائتي قنبلة نووية، وهي كافية لتدمير مدن خامينائي الإيرانية كلها وأوكار نصر الله في لبنان أكثر من عشر مرات، أما ماعند إيران، إذا ما إنجزت قنبلة ذرية، لايمكن أن تدمر إسرائيل كلها مرة واحدة على صغرها مقارنة بإيران، مع مساعدة نصرالله ، هذا إذا لم تتدخل إمريكا، أما إذا تدخلت أمريكا في السيناريو المفروض فستدمر إيران دون أن تصاب إسرائيل بأي أذىً.

الإيرانيون ليسوا بالغباء أكثر مني حتى يغامروا بهذه المغامرة الخاسرة، وهم لم ولن يرموا إسرائيل حتى بحجر. وكل ما يُطبِّلون به ويُزمِّرون ماهو إلا لإظهار المذهب الشيعي بأنه صوت الإسلام الحق، وغيره باطل.

إذاً لماذا تحاول إسرائيل أن تمنع إيران من إنجازها الرهيب، بتأليب العالم على إيران؟ بينما الدول الإسلامية السنية المعرضة فعلاً للتهديد الإيراني وعلى رأسها السعودية التي ستكون الهدف الأول لإتجاه أول قنبلة ذرية شيعية، لاتحرك ساكنا على الأقل في العلن.
إسرائيل بدأت تخشى إيران فعلاً من إرتكاب حماقة كبرى، وبدأت تأخذ الأمر على محمل الجد، أغلب المحليلين الإسرائليين يعتقدون أن إيران ستسعى إلى تدمير إسرائيل إذا ما إمتلكت القدرة على ذلك، لذلك يدفعون بنتنياهو إلى اللجوء إلى ضربة وقائية إستباقية لضرب المنشآت النووية،خاصة تلك التي تقوم بتخصيب اليورانيوم.

السؤال هنا، هل سترد إيران على أي ضربة إسرائيلية؟ نعم، كما فعل صدام حسين ونصر الله بإرسال بعض الصواريخ الخلبية، التي ربما ستنفجر في السماء على الأرجح، بفعل القبة الحديدية، فقط لإيهام المليار والنصف المليار من المسلمين المسلوبين الإرادة بفعل الأنزيم الديني المتواصل، بأن إيران تستطيع تدمير إسرائيل. أما القواعد الأمريكية في دول الخليج، فستكون بمنآى عن أي صاروخ شيعي، سواءً تدخلت امريكا أم لم تتدخل، إلا إذا لاحت إشارة لخامنائي بزج القوة الإيرانية في الحرب ضد الشيطان الأكبر من المهدي المنتظر الذي يقبع في أحد الآبار القريبة من طهران، والذي يزوره ولاية الفقيه وأحمدي نجاد وكبار القادة كلما عزموا على أمر عظيم اختلفوا فيه.

لاشك أن إيران ستحرج نصر الله لأنها ستأمره باطلاق صواريخه التي يتفاخر بها دوماً هذا الأخير بإتجاه تل أبيب، ولكن هل سينفذ نصرالله الأمر؟
من الصعب توقع الجواب الصحيح، لكني أرجح أنه لن ينفذ الأمر، لكنه سيحاول إطلاق بعض الصواريخ إلى بعض الأماكن الخالية من السكان في إسرائيل، ظناً منه أنه سيوهم الناس أنه لايخاف إسرائيل.
أما بالنسبة لبشار، فلن ينصاع لإيران بإطلاق صواريخ سكود الكورية تجاه إسرائيل، وذلك ردا لمعروف قامت به إسرائيل تجاه بشار وهو عرقلة أي تدخل عسكري في سوريا من جهة، ومن خهة أخرى فهو مشغول بأمر أهم وأعظم، وهو القضاء على ملايين الإرهابيين من أهل السنة. كما يعلم أن أول صاروخ يطلقه بإتجاه إسرائيل ستكون يالنسبة لنظامه القشة التي كسرت ظهر البعير.

إلا أن السيناريو الأكثر إحتمالاً، هو إستسلام إيران للمفتشين الدوليين ووقف التخصيب المتقدم لليورانيوم في اللحظة الأخيرة، قبل أيام أو ساعات قليلة من الهجوم الإسرائيلي المرتقب على المنشآت النووية الإيرانية، في الأشهر القليلة الآتية. هذا إذا لم يبعث المهدي بإشارة لخامنائي،كأن يحلم هذا الأخير في تلك الساعات القليلة بأن لا يوقف التخصيب وأن الله ناصره على الشيطان الأكبر.

في هذه اللحظة الأخيرة ستدرك إيران حجمها الحقيقي، (طبعا إذا لم يتلقى خامنائي تلك الإشارة)، وستكتفي في مواجهة أهل السنة والجماعة في سوريا بمباركة مهديه المنتظر المختفي عن الأنظار حالياً، في دعم بشار أكثر فأكثر ودفعه إلى إستعمال إية قوة بما في ذلك السلاح الكيماوي القذر، أو قد يدفع النظام الإيراني بالنظام السوري إلى تقسيم سوريا وإنشاء الدولة العلوية، إذا ما بدأ النظام السوري بالتصدع والإنهيار، وهو الإحتمال الأكثر حدوثاً، اما باقي سورية فسوف تتحول إلى كانتونات، إمارة سنية أصولية ، تحت إمرة الشيخ العرعور والإخوان المسلمين، تضم أجزاءً من حمص وحماة وإدلب وأجزاء من حلب والرقة، دويلة درزية في الجنوب، دويلة أخرى في دمشق ودرعا، وليس من المستبعد قيام دويلة كردية مستقلة بمحاذاة تركيا، إذا ما نجح أردوغان في إقناع مسعود البارزاني بإبعاد المتطرفين اليساريين الكرد أتباع أوج اولان، وإلا ستقوم تركيا بضم المناطق الكردية السورية إليها بحجة التعرض للهجوم من قبل المتطرفين المذكورين، الذين يرأسهم صالح مسلم (شكلياً على ما يبدو لي، لوجود تناقض واضح بين تصريحاته وما يجري على الأرض) الذي قضى سنوات طويلة في الطائف والرياض في المملكة السعودية بقصد الترزق والعمل.

ثمة سيناريو آخر لايقل إحتمالاً عن السيناريو السابق، فالملالي في إيران لن يتخلوا عن بشار الأسد، بإي شكل من الأشكال، لأن المذهب الشيعي سيصاب بهزيمة فظيعة إذا هم خسروا بشاراً، وإذا هم ساعدوا بشارا في قتل ثلثي الشعب السوري وهم السنة، كما أشار بذلك أحد كبار أزلام بشار، فسيحققون مأربهم آلياً. لأن الثلث الباقي ستكون غالبيتة من العلويين المحسوبين على الشيعة، ومن المسيحيين الحياديين وبعض أهل السنة التابعين لبشار الأسد كالبوطي وحسون وبعض الدروز وبعض الأكراد الذين يسهل أمرهم.

بذلك سيمتد المذهب الشيعي من إيران إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان نصر الله. أي أنهم سيطوقون الأردن والسعودية ودول الخليج الفارسي وسيعزلونها عن تركيا السنية نوعا ما، (رغم وجود ما يقارب عشرة ملايين علوي من الكرد والعرب فيها)، وبالتالي سيقومون بالزحف المقدس لإستراد حق الخلافة المغتصب، وهم يلوِّيحون بالقنبلة النووية الشيعية.

القنبلة النووية السنية في باكستان مصوبة شرقاً بإتجاه الهند، وبالتالي لايمكن الإعتماد عليها لدرء ولاية الفقيه من استخدام القوة الذرية لتدمير من تسميهم بمن استلبوا الخلافة إستلاباً من صاحبها علي بن إبي طالب، وغيروا دين محمد الذي حفظه فقط إبن عمه علي.

أنا شخصياً لا أفضل أن يمتلك المسلمون القوة النووية، خوفاً من إستخدامها إذا ما سيطر السلفيون على الحكم. فإذا كان صدام العلماني الإسلامي الذي اعبره معظمم المثقفين العرب قائداً ملهماً للأمة العربية قد استخدم السلاح الكيميائي، الذي أعتبره أسوأ وأبشع من السلاح النووي، فكيف إذا وقع السلاح الذري في أيدي حاكم إسلامي سلفي متعصب سني أو شيعي؟ ولا أخفي عليكم أن قلبي تتسارع دقاته كلما شاهدت مظاهرة إسلامية في شوارع كراتشي أو روالبندي أو إسلام آباد،خوفاً من وضع القوة الذرية قيد الإستخدام (ضد الكفرة الهندوس)، إذا ما وقعت بأيديهم، ومن ثم إبادة من يرفض من الشيعة لديهمم التحول إلى المذهب السني، وطرد اصحاب الديانات الأخرى كالهندوسية والمسيحية والبوذية والبارسية، أو بقائهم في باكستان الإسلامية بشرط أن يدفعوا الجزية وهم صاغرون.

طبعاً، لا أتمنى ان تحدث تلك السيناريوهات، لأن الخاسر الوحيد هو الشعب السوري، الذي عانى كثيراً، بكل فئاته، وخاصة الكرد، (ففوق معاناتهم المتساوية مع سائر الشعب السوري، فقد عانوا من إنكار هويتهم القومية، وما يترتب عليها من معاناة، لا ينتبه إليها الكثيرون من السوريين وغيرهم بعضهم عن قصد وبعضهم عن جهل وبعضهم عن حسن نية والكثير عن سوء نية)، لكن ماهو السيناريو الممكن والأفيد للشعب السوري؟

حقيقة، يصعب عليّ التنبؤ بأي سيناريو آخر، في ظل الوضع الحالي، سوى أن بشار الأسد سيظل يفتك بالشعب السوري حتى يعيد سيطرته عليه، ولا أستبعد أن يلجأ إلى السلاح الكيماوي القذر إذا لم تفلح الأسلحة الأخرى في إنهاء الثورة السورية، وللأسف ثمة إشارات قوية بأن يلجأ إلى استعمال هذا السلاح ضد الثوار والشعب ، الإشارة الأولى هي إزدياد قوة الثورة ، والإشارة الثانية هي فتح مخازن الأسلحة الكيماوية وإطلاق بعض الفوارغ من هذه الأسلحة على سبيل التجربة بمشاركة خبراء من الحرس الثوري الإيراني بالقرب من مدينة حلب، التي فشل النظام في إعادة السيطرة عليها، رغم إستخدام الأسلحة الفتاكة بإستثناء الكيماوي،لاشك أن إيران لن تمنع بشار من ضرب الثوار بالكيماوي، بل وستحثه على ذلك، فسورية الآن تهم الملالي الشيعة أكثر من بشار نفسه. ففي ظل هكذا حالة سيقف الجيش السوري الحر عاجزاً عن فعل أي شيئ، وسيتراجع ويبدأ بالتقلص ثم باللجوء إلى حرب عصابات بالتعاون مع الجماعات الدينية المتطرفة التي قد تنشط إذا مالت الكفة لصالح النظام بإستخدام هذا الأخير اسلحة الدمار الشامل، وبذلك تدخل سورية في فوضى عارمة قد تستمر سنوات طويلة، كما حدث في الصومال.

نصيحتي المتواضعة للسوريين جميعاً عدا بشار وزمرته، أن يوحدوا كلمتهم ورأيهم ويتفقوا على مطلب جماعي واحد وهو: طلب الوصاية الدولية على سوريا من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن لفترة محددة، والتعجيل بتدخل عسكري لإيقاف الحرب القذرة التي يشنها الطاغية بشار بمؤازرة خامنائي وملاليه، قبل أن تحل مصائب أكبر على الشعب السوري، فقد أصبح بديهيا الآن أن بشار الأسد الأحمق مصمم على الإستمرار في القتل وهاهو يحضر لإ ستخدام سلاح الدمار الشامل ضد السوريين، فانتبهوا يا معارضة بكل أطرافها وأطيافها في الداخل كما في الخارج، ولاتزايدوا على هذا الشعب الذي تعيشون من خيراته وعلى حسابه.

وعلى من يعتبر التدخل العسكري الخارجي خطاً أحمرا، فعليه وقف الآلة القاتلة ووقف معاناة الشعب السوري من التشرد والبهدلة والعوز،وإن لم يستطع ذلك فليخرص، وإلا وكأنه بذلك يدفع بالنظام الفاسد لإرتكاب المزيد من القتل والمزيد من المذابح والمجازر بحق إبناء الشعب السوري، فليترك الشعب يختار بنفسه، وامنعوا الكارثة الكبرى عن الشعب الذي مايزال معظمه يتعاطف مع الثورة، ولاتتوقعوا أن يظل هذا التعاطف قائماً إلى ما شاء الله، فكلما زاد القتل والدم وتدمير البيوت فوق رؤس أصحابها، وتشرد ت الملايين، كلما قل التعاطف مع الثورة. وهذه الملايين المشردة والتي ستتشرد سوف تلعنكم قريباً كما تلعن النظام حالياً، إذا ما استمر القتل والتدمير والتشريد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و