الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا واليسار وعبير صبري

محمد عاطف

2012 / 9 / 25
كتابات ساخرة


ذات يوم ليس ببعيد نسبيًا، أفتت الفنانة عبير صبري في أحد برامج التوك شو بما يجب أن يكون عليه الحجاب الشرعي، وقد أتت تلك الفتوى بعد أن كانت ارتدت النقاب فجأة، ثم خلعته فجأة أيضًا، ثم تحول إلى طرحة، لينتهي الأمر إلى ما يعرف بالـ (إيشارب سبانيش) ثم العود الأحمد للشعر الغجري المجنون. لم أهتم بمسار شعر عبير صبري تغطية وتعرية، فشعرها شأنها.. ما كان لافتًا هو التبرير وإضفاء شرعنة لموقفها، والذي ليس من حق أحد بالأساس مناقشتها فيه، الشاهد أن عبير صبري أفتت، بعد تحولات التجربة الشعرية، بما يجب أن يكون عليه الحجاب، وهكذا فإنها في السليم.
وعلشان البلد دي، بل والمنطقة العربية بأسرها من ما وراء الصحراء المغربية حتى ما وراء البرميل تمتلك عدد لا بأس به من الملايين إللي بتيجي في الهايفة وتتصدر، تم رفع الأمر إلى ما يسمي الآن بالعلماء، بالطبع ليس علماء هيئة البحث العلمي، لكن علماء قناة الناس.. وقد أفتي الشيخ قدر ما أذكر: نحن لا نأخذ ديننا من عبير صبري، أو قال: نحن لا نأخد ديننا من الراقصات. وقد اتفقت مع الشيخ في الحقيقة، ليس موقفًا رجعيًا تجاه الرقص، ولكن إيمانًا بحكمة "إدي العيش لخبازه" كما كانت طريقة الشيخ لا تتجه نحو التهكم بقدر تأكيده عن أهمية البحث عن المرجعية الصحيحة للفتوى.
تذكرني تلك الواقعة بحكاية اليسار المصري، الذي اتخذت تياراته عبر التاريخ مواقف مختلفة في عدة قضايا، ومنها مؤخرًا مواقف تخص الثورة المصرية، وقد وصل الإختلاف- كعهدهم دائمًا- أن اتهمت مجموعات منهم المجموعات الأخرى بالانتهازية، واتهمت المجموعات الأخرى المجموعات الأولانية بالجمود والغباء، ثم لم يلبث الانتهازي إلا أن يتحد مع الغبي – بحسب وصف كل منهم للأخر - على موقف واحد وصفته مجموعة ثالثة باليمينية، أي تعريض المهادنة مع التيارات الإسلامية.
وكما لعبير صبري من معجبين ومتابعين، فلليسار المصري أيضًا معجبين ومتابعين، بحكم علاقة قديمة حدثت في مقتبل العمر من أي نوع، أو بحكم تخصص، أو بحكم الفضول، فاحتار هؤلاء جميعًا في مواقف اليسار التي لم يحصل منها في نهاية تقسيم كعكة الثورة إلا على "متشكرين يا رفاق". بعض اليساريين يحلفون بأغلظ الأيمان أن من أتحدث عنهم ليسوا بيسار وليسوا بيساريين، وأن اليسارية الحقيقة هي الانحياز لاتجاهات الناس نحو العدالة الاجتماعية، وليس ترديد جمل كانت ثورية منذ قرن مضى عبر التويتر، أثناء تناول الشراب المفضل بأفخم مطاعم وسط المدينة. ومن هنا فإن الإيمان بحكمة "إدي العيش لخبازه" كان يحتم محاولة البحث عن المرجعية التي استند عليها- ما يسمى نفسه الآن باليسار- ف مواقف عدة خذلت الثورة والثوار. لكني وجدت نفسي أبحث في سؤال أخر: هل كانت عبير صبري في يوم من الأيام من أهل اليسار؟ أم أن اليسار المصري احترف الرقص؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سقطت حجتكم
مجدي سعد ( 2012 / 9 / 25 - 16:22 )
بما أن عبير صبري ممثلة وليست راقصة لذا فقد سقطت حجتكم وسقطت ايضا حجة الشيخ فقيه..آسف..عالم قناة الناس

:)

اليسار اذا لم يحترف الرقص ولكن اليمين يجيد التمثيل

اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??