الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخوان في ليبيا.. بعد السلطتين التشريعية والتنفيذية يسعون للسيطرة على الجيش

رحاب العربي

2012 / 9 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لعب تكتل حزب الاخوان المسلمين والتيارات الدينية المتحالفة معه بمهارة وخبث سياسي فائق لعبة الديمقراطية وجيروها للسيطرة على السلطتين التشريعية (المؤتمر الوطني) والتنفيذية (الحكومة الانتقالية) في ليبيا، وكان للمال القطري والسعودي الدور الحاسم في تحقيق هذه السيطرة التي لو خضعت لمعايير النزاهة والشفافية لتم تقويضها وإلغاء نتائجها، خاصة بعد خرج عدد من النواب -وإن متأخرين- عن صمتهم وكشفوا عن ممارسات مافيوزية تعرضوا لها داخل اروقة المؤتمر خلال عمليات التصويت على رئاسة المؤتمر ورئاسة الحكومة تحذرهم من التصويت لمرشح التحالف الوطني المنافس للإخوان.

لم يكتف هذا التكتل بالسيطرة على السلطتين التشريعية والتنفيذية، بل حتى يستكمل حلقات السيطرة التي ستمكنه من الانقلاب على الديمقراطية التي لا يرها إلا وسيلة لإصاله للسلطة ويعتبرها بدعة شيطانية غربية، ليتم له ذلك لابد له من ان يضع يده على أدوات حماية هذه السلطة، أي الجيش والأجهزة الأمنية.. هذه الأخيرة وضع يده عليها في صمت وفي غياب مؤسسات مجتمع مدني فاعلة وقادرة على ممارسة رقابة دقيقة على قرارت الحكومة، حيث نصب على رأس أجهزة المخابرات وفروعها المهمة كوادر مؤطرة سياسيا وتحتل مناصب متقدمة في تنظيم الإخوان المسلمين والجماعات الأخرى التي تتخذ من الدين غطاء لها.. ويمكن لأي مراقب مبتدئ ان يصل الى هذا الاستنتاج من خلال حرص السلطات التي تولت الحكم بعد الإطاحة بالقذافي على عدم تفعيل الأجهزة الأمنية المختلفة من جهاز أمن داخلي وخارجي واستخبارات عسكرية وغيرها والابقاء على قياداتها وكوادرها المهمة في إجازة مفتوحة والزج بعناصر غير مؤهلة أمنيا لكنها منتمية سياسيا للاخوان والتيارات المتأسلمة لتحل محلهم .
وبالامس خرجت علينا رئاسة الاركان العامة للجيش الوطني الليبي بقرار يستكمل الحلقة الأخيرة في مسلسل سيطرة الإخوان المسلمين وحلفائهم على مقاليد الحكم في ليبيا ، القرار يقضي بضم كتيبتين من كتائب الثوار واللتين لا تدخلان تحت شرعية الدولة الليبية ، ضمهما الى رئاسة الاركان وتنصيب ضابطين برتبة عقيد عليهما، بدون إعادة النظر في تركيبتهما القائمة على الولاء لأشخاص وتيار سياسي بعينه هو تيار الإخوان المسلمين والجماعات السلفية المتحالفة معهم..

قرار خطير اتخذه رئيس الاركان وأعلن عنه عبر وسائل الاعلام قصد إضفاء الشرعية على هذه الكتائب التي لا تخضع إلى مرجعية وطنية، وبالتالي إخراجها من دائرة قرار حل التشكيلات المسلحة الذي اصدرته رئاسة الاركان قبل ايام.. قرار استثناء الكتيبتين وإدخالهما ضمن شرعية الجيش الوطني وما قد يلحقه من قرارات استثناء اخرى يتم انتقاؤها بعناية، حتما لن يلق الترحيب لا في اوساط المؤسسة العسكرية التي يدرك قادتها مدى خطورة هيمنة تيار معين على هذه المؤسسة على مستقبل البلاد ، ولا بين اوساط الشعب الذي ثار ضد الهيمنة المنفردة على السلطة سواء من قبل فرد او مؤسسة حزبية ..

الشعب الليبي الذي ثار قبل أيام في بنغازي وسيثور يوم الجمعة المقبلة في طرابلس ضد التنظيمات والتشكيلات المسلحة الخارجة عن الشرعية مدعو للوقوف في وجه محاولات التسلل التي تقوم بها احزاب وجماعات تتخذ من الاسلام شعار لها للسيطرة على المؤسسات العسكرية والامنية تمهيدا لاختطاف هذا الوطن مرة أخرى وإعادتنا الى المربع الاول الذي لم نخرج منه إلا بعد ان دفعنا ثمنا باهضا من دمئنا وارواح ابنائنا ومن مواردنا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيرحلون
رحاب العربي ( 2012 / 9 / 30 - 21:32 )
شكرا اخي عبدالسلام على المرور، وتأكد ان أي تيار يستبطن الدين والماضي و لا يضع للحاضر اي اعتبار إلا بقدر ما يتطابق مع الماضي لن يكتب له النجاح، الاخوان وكل التيارات التي تعيش على انجازات السلف سينتهون الى الفشل وستسقطهم صناديق الاقتراع.. الدين لا يحتاج لحكومة تصونه هو في قلوب المؤمنين الذين يحتاجون الى خدمات وضروريات العيش بمستوى يليق بالبشر في الالفية الثالثة، وهم افشل من يمكن ان يخوض هذه التجربة.

اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي