الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متهم انت أيها التراب

سعيد بلغربي

2005 / 2 / 28
الادب والفن


:قصة قصيرة
تناسلت الليالي المؤرقة فتمخض عنها قلق و رزمة من الأسئلة، لماذا نكبر بكل هذا الجنون
فقط بالأمس كنا صغارا ؛نلعب بالتراب ؛نتمرغ فيه حتى النخاع ،لكن نعرف أن المصير الذي ينتظرنا في منازلنا عقاب وحمام دافئ وعشاء ونوم نفرغ فيه كل أتعاب هذه اللعب الترابية.

التراب الذي احل لنا كل مفاتن جسده، هو الذي أباح لنا دفئ سريره للذة،التراب الذي كنا نكادنأكله؛نلون به شعرنا ووجهنا.أصبحنا اليوم نهـرب منه ،نكرهه،لأنه متهم بأنه يلتهم أيامنا وعمرنا بكل نهم.
بألامس فقط كنا شبابا نصنع في قرانا الصغيرة لعبة العشق،نحرق قلوبنا اليافعة بالهيام اللذيذ،نوزع رسائلا في قبل كانت من التراب ،كل الابتسامات و اللمسات كانت من التراب حتى قلوبنا كانت من التراب ولم تكن من الحجر.
اليوم كبرنا أصبحنا نكره القبل و التراب؛ ونفر من حكايات جداتنا التي كانت من التراب و عنالتراب.لا أدري كيف علمنا الاخرون أن نكره غبارنا هكذا ونحتج عليه بكل هذه الفضاعة،حتى أصبحت قرانا خاوية و مدننا خالية ،كلنا نلهث باحثين عن منافذ قذرة قد توصل أو لاتوصل.
كان يرسم خريطة في الماء ، ويحمل بين أظافره رائحة سيجارة سوداء، إستسلم للنوم فأضاف يوما جديدا إلى مذكرات عمره.


ـ إسبانيا شتاء 2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر