الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الباحثون عن حل الأزمة

ساطع راجي

2012 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الرؤوس الكبيرة في الكتل النيابية تعبر هذه الايام عن رغبتها في انعقاد الاجتماع الوطني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية جلال طالباني منذ عدة أشهر، وصارنا نسمع من يضع كل الامال في سلة الاجتماع الموعود بعد مماطلات وتصريحات متضاربة أدت الى تعطيل الاجتماع، وتزايد التأييد لدعوة رئيس الجمهورية بحاجة الى نظرة تأمل لاكتشاف بعض أسرار هذا التحول، ومع إعترافنا بان معظم القوى السياسية أشادت بالدعوة وايدتها منذ البداية الا انها في نفس الوقت انتحلت كل الاعذار واخترعت كل ما يمكنها اختراعه من مشاكل لتعقيد انعقاد الاجتماع الوطني وحافظت القوى السياسية بذلك على سخونة الازمة وزادت منها باصطناع أزمات جديدة وايقاظ أزمات نائمة.
دعا الرئيس طالباني قبل اتمام انسحاب القوات الامريكية الى عقد مؤتمر وطني موسع لتدارس اوضاع العراق في مرحلة ما بعد الانسحاب استشعارا منه بالحقيقة السياسية الواضحة التي تقول إن العراق سيشهد تحولا مهما ولابد انه سيقبل على تحديات مهمة بعد الانسحاب، لكن معظم قادة العملية السياسية ارادوا التعامل مع الامر وكأنه لم يكن فظهر الانسحاب اعلاميا ورسميا في صورة باهتة وبائسة وكأنه مباراة كرة قدم ودية بين فريقين من الدرجة الثالثة.
كانت هناك رغبة في اخفاء ما حصل من تحول، لكن دفن الرؤوس في الرمال لايعني ان لاشيء حدث وأن لاشيء سيحدث، ومنذ ذلك الوقت توالت الازمات وظهرت الاعتراضات على المؤتمر الوطني من التسمية الى قائمة المدعوين ثم مكان الانعقاد وورقة العمل..ألخ وخلال ذلك لم يقصر صناع الازمات في اهداء ابتكاراتهم المتلاحقة للعراقيين حتى تعالى جبل المشاكل، وطوال هذه المدة كان رئيس الجمهورية يدعو للتهدئة لأنه ببساطة يعرف ان صناع الازمة لن يحسموا شيئا ولن ينفذوا اي تهديد وان التصعيد سيؤدي الى مزيد من الاحتقانات التي تهدد السلم الاهلي ثم ستعاود القوى السياسية عقد صفقاتها المعهودة بعدما فقدان الارواح والوقت والمال والجهد.
يتحدث الفرقاء اليوم عن ضرورة عقد الاجتماع الوطني بعدما وجدوا أنفسهم في متاهة من الازمات صنعوها بعناية للذهاب مرة اخرى للناخبين بخطاب موتور متعصب يخفي الاخفاقات والفساد ولكنهم بحاجة ايضا الى الجزء الاخر من الصورة، الجزء الذي يتحدث عن تسامحهم مع خصومهم وقبولهم بالحوار والتفاوض من خلال قبولهم لدعوة الرئيس طالباني، يريدون الذهاب بمجرد اعلان نية التسامح لا التسامح نفسه، واعلان نية التوصل الى اتفاق لا التوصل الفعلي الى اتفاق والالتزام بتنفيذه بعد ذلك، يريدون تحميل اجتماع سياسي مسؤولية ايجاد كل الحلول للمشاكل المتراكمة بعدما عرقلوا انعقاد ذلك الاجتماع عدة أشهر وبعدما عملوا على تضخيم قائمة المشاكل.
رفع الفرقاء حرارة خصومتهم الى درجة الغليان في عز الصيف العراقي المفتقد للكهرباء لكنهم لم يحسموا المعركة مع ذلك بل واصلوا الجلوس في نفس المركب، ثم حاولوا التصالح لكنهم عجزوا عن تجاوز عقدهم فكانت اللقاءات باردة والرسائل بلا معنى والمقترحات ميتة قبل الولادة، وهاهم يحاولون لملمة كل ذلك في جيوبهم والدخول به الى الاجتماع الوطني، وهم يشككون في الالتزام بأي تعهد وتنفيذ اي اتفاق بل وفي تقديم اي تنازل.
الفرقاء يريدون الايهام بأنهم يبحثون صادقين عن حل للازمة بينما هم يعملون على ادامتها وكل ما يحتاجونه لانتاج هذا الايهام هو تحميل الاجتماع الذي تملصوا من عقده كل ملفاتهم الثقيلة رغم معرفتهم ان الوقت لايكفي ربما حتى لتنفيذ جزء يسير مما تعطل تنفيذه من اتفاقات سابقة ويراهنون جميعا على تحطيم الرقم القياسي في تعطيل عدة ملفات ومنها ابقاء دولة بدون وزراء أمنيين لأطول فترة، ثم يقولون بعد ذلك ويرددون مثل ببغاوات بلهاء إن الرئيس لا يملك عصا سحرية وكأن أحدا قال بأن الرئيس طالباني يمتلك عصا سحرية سيضرب بها على طاولة الاجتماع الوطني فيتحول السياسي الكاذب الى صادق ويصير المتنمر العدواني مسالما وديعا ويغدو المتملص ملتزما، والفاسد نزيها، والمتردد مقداما، والمتعصب متسامحا، أي عقول هذه وأي مصير ينتظرنا؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| جيش الاحتلال الا?سراي?يلي ينشر مشاهد لاقتحام معبر رفح


.. مدير مكتب الجزيرة يرصد الموقف الإسرائيلي من موافقة حماس على




.. جنود الاحتلال يؤدون صلوات تلمودية وينفخون بالبوق قبل دخول رف


.. الجيش الإسرائيلي يعلن السيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطي




.. أمطار غزيرة قياسية حول العالم سببها ارتفاع درجات الحرارة