الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيئة علماء العفالقة لايمكن مطلقا أن تكون مرجعية لسنة العراق

اسماعيل حمد الجبوري

2005 / 2 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ اليوم الأول لتحرير العراق من براثن الاحتلال البعثي العروبي النازي،استطاع ازلام النظام البعثي المدحور من استغلال الفضاء الديمقراطي الذي توفر بعد التحرير من تكوين تنظيمات إرهابية مسلحة تحت أسماء وواجهات دينية وإنسانية مختلفة لقتل وذبح العراقيين إنتقاما منهم، لأنهم عبروا عن فرحتهم بسقوط هذا الكابوس الجاثم على صدورهم منذ 40 عاما، وشكلوا أحزاب وجمعيات حقوق إنسان وإعادة التشكيلات الطلابية البعثية البوليسية وإصدار صحف، ومن هذه الواجهات على سبيل المثال ما يسمى هيئة العلماء المسلمين لمواجهة الحوزة الشيعية في النجف من موقف طائفي عنصري قذر القصد منه تأجيج الطائفية في العراق وهو موقف سياسي اكثر مما هو موقف ديني وأن لا فما هي علاقة البعثين بالإسلام؟ وهذه العصابة ما هي إلا من كانوا وعاظ السلاطين ومداحين للنظام المقبور من خطباء الجمعة في المساجد ومنتسبي وزارة الأوقاف البعثية الذين تخرجوا من مدارس الأجهزة الأمنية والمخابراتية الصدامية المجرمة والملطخة أياديهم بدماء أشراف الشعب العراقي، ويسير خلفهم مجاميع من بقايا منتتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية والبعثين الحاقدين الذين تلبسوا لباس الدين لأجل أن يغض الناس الطرف عن جرائمهم، وقام الأعلام العربي الحاقد على شعبنا بدور قذر وبالذات قناة الإرهاب القطرية(قناة الجزيرة) بالترويج والنفخ لهذه العصابة الضالة وإعطاءها حجما ومساحة لم تتوفر لها مطلقا على أرض الواقع، واليوم تقوم هذه العصابة بمنح شهادات حسن السلوك بالوطنية حسب معايير صدام وعفلق والتشهير بالانتخابات وعدم مشروعيتها وذلك لعدم وجود ممثلي صدام وعلي الكيمياوي من أمثال حارث الضاري وابنه في البرلمان الذي أنتخبه الشعب العراقي
أود أن أشير للقارئ الكريم بأن هذه الهيئة ليس لديها وجود وسط أهل السنة وشعبيتها فقط بقناة الجزيرة وجمعية عمرو موسى وبعثي بشار الأسد، وأهل السنة يعرفون جيدا أعضاء هذه العصابة ما هي إلا واجهة علنية للعصابات البعثية الإرهابية ولم يجمعها أي جامع مع الاسلام، ودورها ينحصر بالقيام بالتنسيق مع عصابات القتل والاختطاف وبشكل علني والوساطة ما بين الخاطفين وأهل الضحايا واستلام الأموال(الخاوة) من أهالي الضحايا ودولهم.
وأوكد أن هذه العصابة ليس لها دعم شعبي كما يزعم وسط أبناء السنة ، والميول العلمانية والعشائرية واللبرالية هي التي تسود لولا الوجود المسلح للقوى الإرهابية البعثية، والرموز السياسية هي رموز وطنية في حين التيا ر العلماني والديمقراطي ضعيف وسط الشيعة ورموزه السياسية هي رموز دينية وهذا ما أكدته الانتخابات وصوت الأغلبية الساحقة من الشيعة لقائمة السيستاني وحتى حزب إخوان المسلمين الذي يتزعمه الدكتور عبدالمحسن عبدالحميد فهو حزب قديم ولازال هذا الحزب ضعيف جدا والناس ينعتون أعضائه بأخوان الشياطين بدل من اخوان المسلمين، واشتركوا في الانتخابات بالرغم من تصريحاتهم الشفوية والإعلامية بانسحابهم منها ولم يستطيعوا أن يحصلوا على الحد الأدنى من الأصوات التي تؤهلهم للدخول إلى البرلمان.
أن هيئة علماء العفالقة لو كانوا يعرفون أن لديهم دعم شعبي لاشتركوا بالانتخابات، وأقول كلامي هذا لأني سني ومن مناطق ما يشاع بالمثلث السني، والغالبية الساحقة من أبناء السنة هم ضد هذه العصابات البعثية الإرهابية التي تقوم يوميا بقتل وإبادة أبناء شعبنا العراقي تحت واجهة التحرر من الاحتلال وإن أبناء السنة هم الآن رهائن بأيدي عصابات البعث الإرهابية المسلحة ولا حول ولا قوة لهم وهذه العصابات تمتلك الأموال الضخمة والأسلحة والدعم اللوجستي المباشر من سوريا وإيران وقطر ومشايخ الخليج وحزب نصراللة اللبناني الإرهابي ، وإني على قناعة مطلقة لو أتفق الأمريكان مع هيئة علماء الضاري لحكم العراق(إفتراضا) فأنهم سيكونون أمريكيون أكثر من الأمريكان أنفسهم وسوف يطلبون منهم البقاء في العراق إلى يوم القيامة.
وللأسف هناك بعض الكتبة الطائفيون من المحسوبين على الطائفة الشيعية(( علما اني ابغض استعمال المفردات الطائفية..سنة وشيعة )) ومن ذوي الأصول الإيرانية الحاقدة ينشرون مقالات تافهة وسخيفة يشتمون فيها أبناء الطائفة السنية ويعممون جرائم البعث عليهم،فهل من المنطقي تعميم جرائم قدي الصدر على أبناء الشيعة؟ وليعلم هؤلاء أن حزب البعث المقبور استورده القومجية الشيعة من أمثال فؤاد الركابي وطالب شبيب وهاني الفكيكي وعلي الصالح السعدي وآخرين واستولوا عليه لاحقا عصابة البكر وصدام.
عزيزي القارئ: أنني شخص علماني ليبرالي أكره وأبغض التميز الطائفي والعرقي وأعتبر جميع أبناء وطني من العرب والكرد والتركمان والأشورين وكافة أبناء الطوائف والأديان هم اخوتي وهذا ما جسدته في حياتي السياسية والاجتماعية وأعتبر الأحزاب الدينية وبكل أشكالها إلا اداة لتفريق أبناء شعبنا العراقي وتهديم نسيجه الاجتماعي المتماسك.
أن الطائفة السنية تتشكل من العمال والموظفين والفلاحين والكادحين والفقراء والأغنياء والمثفين…..كأي جزء من أجزاء المجتمع العراقي ،فهناك المتدين والعلماني وهناك الأسلامي والشيوعي واللبرالي والقومجي(البعثي والناصري). ولذلك لا يمكن وضعهم جميعا في خانة البعث.هناك الكثير من المناضلات والمناضلين الشرفاء الذين تم تصفيتهم من قبل نظام البعث المقبور وهناك الألاف من الذين هربوا من جحيم صدام وهناك الآلاف من أبنائهم الذين قتلوا في حروب صدام العبثية،ولم يكن جميع أبناء السنة قد استفادوا من نظام صدام ،إلا شلة من المقربين من الهرم القيادي للنظام المقبور وبلطجية النظام من قيادات حزبية وأمنية، إما الغالبية الساحقة فتأن تحت وطأة الفقر.والناس قد فرحوا عند سقوط النظام وبدليل لم يقاوموا قوات التحالف عندما حررت العراق، وبعكس المدن الجنوبية التي قاومت قوات التحالف الدولي.وليس من الصحيح كما روج الأعلام العربي الحاقد على شعبنا،من أن السنة قاطعوا الانتخابات بأرادتهم في حين أن الذي حصل هو أن عصابات البعث المسلحة والتي تسرح وتمرح دون رادع قوي وبالذات في هذه المناطق قد هددت السكان على من يجرئ للذهاب إلى صناديق الاقتراع وفعلا جرى قتل بعض الناس من الذين تجرؤا واشتركوا بالانتخابات.
أود أن أشير أيضا أن هناك بدأ غزل طائفي من قبل قائمة السيستاني التي فازت بالأنتخابات وهيئة علماء العفالقة ومن منطلق طائفي لتقسيم الغنائم وإظهار ذلك للعالم وكأن الصراع هو صراع طائفي بين السنة والشيعة، على اعتبار إن الشيعة تمثلهم المرجعية بزعامة السيستاني والسنة تمثلهم هيئة العفالقة بزعامة المجاهد الصدامي الكبير حارث الضاري، فالغرض من هذا إبعاد القوى الديمقراطية والعلمانية التي تعارض قيام نظام إسلامي في العراق.
إن أبناء السنة يرفضون وبشكل قاطع أن تمثلهم هيئة علماء العفالقة ، فلا يشرفونهم مجموعة من بقايا زمر النظام البعثي المقبور والمتلبسين بلباس الدين والذين أياديهم ملطخة ولازالت بدماء أبناء شعبنا العراقي.وهؤلاء وكما كتب الأستاذ الكاتب اللامع كامل السعدون عنهم((أهل فتنه وضلالة وكان ينبغي أن يحاكموا بقانون صدامهم ذاته،لا بقوانين الأمريكان ومجلس الحكم وخليفته السيد علاوي ،وأن حارث الضاري وابنه مجرمان وخائنان مع سبق الإصرار والترصد)).
إن الديمقراطية لا يمكن أن تبنى على ايادي القوى الدينية الطائفية والآيدولوجية مطلقا وأتحدى أي شخص أن يأتي لي بتجربة ديمقراطية في العالم بناها حزب ديني أو عقائدي آيديولوجي ،الديمقراطية يبنيها الديمقراطيون العلمانيون المتحررين من أي فكر آيديولوجي.وقطار الديمقراطية في العراق انطلق واجتاز أول محطة له ولا يمكن إيقافه لا من قبل مجرمي البعث ولا الضاري ولا الزرقاوي ولا الخضراوي ولا قوى الظلام ولا سوريا ولا إيران ولا العربان.
الدكتور:اسماعيل حمد الجبوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم