الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ماركس بين الزيرجاوي وكركوكي
أنور نجم الدين
2012 / 9 / 26ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
في أحد تعليقاته على موضوع في الحوار المتمدن، يقول الأستاذ جاسم الزيرجاوي:
يقول ماركس: لقد اكتفى الفلاسفة في تفسير العالم بشتى الطرق، المهم هو تغييره.
ويطرح الأستاذ آكو كركوكي السؤال الآتي:
الصديق جاسم الزيرجاوي أودُ لو أطرح على حضرتكم سؤال عما ورد في تعليقكم، ماذا يقصد ماركس بتلك المقولة: هل يقصد (تغِيير) العالم بفعل الفلاسفة أي الإنسان أم يقصد (تغَّيُر-بشد وفتح الغين) العالم بفعل قوانين التأريخ والتطور الخارجة عن إرادة الإنسان؟
يجيبه الأستاذ الزيرجاوي لاحقًا:
ونؤكد على: يقصد (تغِيير) العالم بفعل الفلاسفة أي الإنسان .. الواعي والمدرك لحركة التأريخ.
أما ماركس نفسه فيقول:
"من المؤكد اننا لن نكلف أنفسنا العناء كي نفسر لعلمائنا الفلاسفة أنهم حين يحلون "في الوعي الذات" الفلسفة واللاهوت والجوهر وكل متاع الإنسان، حين يحررون "الإنسان" من الدكتاتورية التي لم تثقل عليه أبدا، لم يقدموا خطوة واحدة "بتحرير" "الإنسان"، وانه لا يمكن تحقيق تحرير فعلي إلا في العالم الواقعي وإلا بوسائل الواقعية، وانه لا يمكن الغاء العبودية بدون الآلة البخارية والنول الآلي ودولاب الغزل، ولا الغاء الرق بدون تحسين الزراعة .. ان "التحرير" فعل تاريخي وليس فعلا ذهنيا، وهو يتحقق بفضل شروط تاريخية، تقدم الصناعة والتجارة والزراعة".
(كارل ماركس، الايديولوجية الألمانية، ترجمة الدكتور فؤاد أيوب، ص 32-33).
إن الأمر لدى ماركس لا يتعلق مطلقًا بتحرير البشر من خلال تحريرهم من قبل الفلاسفة من الخرافات والأديان والأفكار غير المعقولة عن العالم. وإن أول النقد المادي الموجه للفلسفة من قبل ماركس، هو أن نقد الفلاسفة للعالم، لم يغادر قط ميدان الفكر. فحسب ماركس لم يسأل أي من الفلاسفة ما الرابطة المادية التاريخية بين نقدهم للعالم وبيئتهم المادية (نفس المرجع السابق، ص 24)، وعلى النقيض من الفلسفة التي تهبط من السماء إلى الأرض، فإن الصعود يكون من الأرض إلى السماء (ص 30).
وهكذا، فالتغيرات تاريخية في الأساس لا ذهنية، فلا يحدث أي تغيير في العالم المادي وعلاقات البشر من خلال ما يقوله الأفراد أو العلماء أو الفلاسفة عن العالم، والفلسفة بالتحديد تأتي من ميدان الفكر لا من المقدمات المادية للتاريخ الإنساني. وهذا ما يحاول ماركس دحضه. فحسب ماركس يجب تحليل عملية التطور العملي للبشر، ويجب أن تحل معرفة واقعية مكان الفلسفة، وان المادية التاريخية لا تقدم في حال من الأحوال، مثل الفلسفة، وصفة أو مخططا يمكن وفقًا له تكييف العصور التاريخية (ص 31).
ينتقد ماركس الفلاسفة على العموم وبوصفهم لا يرون العالم إلا مقلوبًا، وهو يقول:
"ان جاك المغفل، الذي يجهد (للتخلص بأسرع ما يمكن) من التاريخ التجريبي، يوقف الحقائق على رؤوسها، ويجعل من التاريخ المادي نتاجا لتاريخ الأفكار" (ص 135).
إن فكرة "تغيير العالم بفعل الفلاسفة"، قديمة قدم فلاسفة القدمى. أما ماركس فينتقد هذه الفكرة بصفتها فكرة لاهوتية، ابتداءً من مدارسها الإغريقية القديمة الشاكين، والرواقيين، والابيقوريين، وانتهاءً بممثلي الفلسفة الكلاسيكية الألمانية هيغل وفيورباخ. فها هو ماركس يقول:
"ان جميع المثاليين، الفلسفيين والدينيين، والقدماء والمعاصرين، يؤمنون بالوحي، بالالهام، بالمخلصين، بصنعة العجائب؛ أما ما إذا كان ايمانهم يتخذ شكلا دينيا مبدئيا أم شكلا فلسفيا منقى، فهذا لا يتوقف إلا على مستواهم الثقافي"، ".. فعند المثالي ليس للحركات التي تغير وجه العالم وجود إلا في رأس فرد مصطفى" (ص 587).
وهكذا، فالمادية التاريخية لا تنشأ إلا في الصراع التاريخي بين فكرة "تغيير العالم بفعل الفلاسفة"، وفكرة تغيير العالم بفعل تطور التاريخ الناتج من تطور الصناعة والمبادلة والتناقضات الاجتماعية الناتجة منها، فالقوى المنتجة التي هي في متناول البشر هي التي تحدد الحالة الاجتماعية والوعي الاجتماعي وقوانين وجود هذا الشكل الإنتاجي أو ذاك، ففكرة "تغيير العالم بفعل الفلاسفة"، تبدأ من الفكرة التي ينتقدها ماركس على الشكل الآتي: "إن الفلاسفة منحوا الفكر وجودًا مستقلًّا" (ص 486).
فكم يكون التغيرات الاجتماعية سهلا لو كانت القوانين الاقتصادية تتغير بفعل أفكار الفلاسفة. أما ماركس فليس فيلسوفًا، وهو عالم اقتصادي، يبحث قانون تطور المجتمع الحديث، كما أشار إليه الأستاذ آكو كركوكي. وهو لا يتخيل تحويل العالم بفعل أفكاره، فالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، تاريخية لا ذهنية، فماركس يبحث فقط قوانين تطور التاريخ، فالتاريخ ليس موضوع التأمل بالنسبة لمادي مثل ماركس. فالسؤال إذا هو: ما محرك التاريخ؟
لدى ماركس، حسب المثاليين:
"ان الفكرة التأملية، التصور التجريدي، تصبح قوة محركة للتاريخ، بحيث يرتد التاريخ إلى مجرد تاريخ الفلسفة. وفضلا، عن ذلك، فان هذا التاريخ الأخير نفسه لا يتصور كما قد جرى فعليا، وفقا للمصادر المتوفرة – وأقل من ذلك بوصفه نتيجة العلاقات التاريخية الفعلية – بل كما تصوره الفلاسفة" (ص 126).
وهكذا، فالتاريخ ليس نسخة مطابقة لأفكار الفلاسفة أو العلماء، لا سابقًا، ولا حاضرًا، ولا مستقبلاً، والفلاسفة لا يمكنهم حتى تصور التاريخ من وجهة نظر مصادره المادية، فكيف ترى بمستطاعهم تغيره؟
أما فيما يخص ماركس، فقد انتقد الفلاسفة -محبي الحكمة- بخصوص تصوراتهم المثالية عن التاريخ، فالغرض من أبحاث ماركس ليس تغيير العالم، بل فهم قوانين تغيره، فهو يبحث في أطروحاته قانون الاقتصادي لحركة المجتمع الحديث، أي المجتمع البرجوازي، القانون الذي ينص حسب الاقتصاديين البرجوازيين -ريكاردو كان أم فوكوياما- على أنه قانون طبيعي، لا يمكنه أن يتغير للمجتمع البشري. وهذا ما يناقضه ماركس، فالعالم يتحرك ضمن التاريخ لا الأفكار، ومحرك هذا التاريخ ليس الفكر، بل تطور الزراعة والصناعة والتجارة والمبادلة وما يلازمها من الصراعات الاجتماعية.
وأخيرًا، فلا ريب فيه ان لكل مدرسة من مدارس الفلسفية الاغريقية القديمة - والحديثة أيضًا- حكيمها الخاص، كما يقول ماركس، ولكن لا ينتمي ماركس ولا المادية التاريخية إلى أية مدرسة من هذه المدارس، فلا ماركس فيلسوفًا ولا المادية التاريخية فلسفة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الزميل أنور
عبد الحسين سلمان
(
2012 / 9 / 26 - 09:13
)
الزميل أنور
تحية لك وشكراً لكَ على هذا الجهد العالي والذي يهدف الى تنوير القراء بفكر ماركس من النبع الأصلي..وصلني التعليق التالي من الزميل يعقوب ابراهامي, يقول فيه:
من يصنع التاريخ؟
البشر يصنعون تاريخهم بأنفسهم، لكنهم لا يصنعونه كما يحلو لهم، هم لا يصنعونه وفق شروطٍ اختاروها هم بأنفسهم، بل أنهم يصنعونه وفق شروط الوضع الحاضر التي تلقوها ووصلت إليهم من الماضي. تقاليد كل الأجيال الراحلة تثقل كالكابوس على عقول الأحياء - كارل ماركس - العائلة المقدسة
التاريخ لا يفعل شيئاً. التاريخ لا يملك ثروة ولا يخوض المعارك. الإنسان الحي الحقيقي هو الذي يفعل كل ذلك. هو الذي يحصل على الثروة وهو الذي يخوض الحرب. التاريخ ليس شخصية قائمة بحد ذاتها تستخدم الإنسان أداةً لتنفيذ أهدافها الخاصة. ليس التاريخ سوى نشاط الإنسان الذي يعمل من أجل تحقيق أهدافه - كارل ماركس - العائلة المقدسة
أليس هذا ما قصده الزميل جاسم الزيرجاوي عندما كتب: ونؤكد على: يقصد (تغِيير) العالم بفعل الفلاسفة أي الإنسان .. الواعي والمدرك لحركة التأريخ؟
مع المودة والتقدير
2 - العزيز الاستاذ جاسم الزيرجاوي -1
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 26 - 09:50
)
الجواب هو: كلا، فإذا كان صحيحا أن نقول: (البشر يصنعون تاريخهم بأنفسهم، لكنهم لا يصنعونه كما يحلو لهم، هم لا يصنعونه وفق شروطٍ اختاروها هم بأنفسهم)، فسيكون غير صحيحا أن نقول كما انت تفضلت: (ونؤكد على: يقصد (تغِيير) العالم بفعل الفلاسفة أي الإنسان .. الواعي والمدرك لحركة التأريخ؟)
يتحرك التاريخ (خارج فعل الفلاسفة)، وهذا هو أصل الموضوع، فالتاريخ يتحرك ضمن القوانين لا حسب تسلسل أفكار الفلاسفة، وهذا هو تناقض ماركس مع الفلاسفة. وإذا كان التاريخ يتحرك بفعل الفلاسفة، فسيكون سهلا أن (نختار شروط تطورنا بأنفسنا). والسؤال هو: ما علة التطور؟ هل هي فكرة الفلاسفة، أي الإنسان الواعي لحركة التاريخ؟
كلا، وألف كلا. وانه لبعيد عن الصواب انني أقول: سأصنع التاريخ من أفكاري، أو أن نصنع التاريخ من أفكار ماركس، أو من مشاريع لينين أو من الخطط الخماسية لستالين. فهذه الأوهام البرجوازية تخص المثاليين فقط. فالفكرة هذه تعني بكل بساطة، إقامة عالم من اللاشيء....
3 - العزيز الاستاذ جاسم الزيرجاوي -2
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 26 - 09:51
)
.... وهذه الفكرة تعود إلى لينين وتروتسكي وستالين لا ماركس، فهم يضعون التاريخ العالمي في قالب أو لائحة الفلسفة الديالكتيكية الهيغلية، ويحولون بعد ذلك، العالم التجريبي إلى نتاج خالص لفكرة الفلاسفة.
عزيزي الزيرجاوي!
يجب العودة إلى السؤال الآتي: هل ماركس فيلسوفا؟ وهل المادية التاريخية فلسفة؟ فالمسألة هنا ليست سوى التناقض بين المنهج التجريبي الذي يتمسك به ماركس ومنهج الفلاسفة، فالفلاسفة ينطلقون من المفاهيم لا الواقع. أما ماركس فيقول:
(لا يجوز هنا أيضًا تفسير هذه الحقيقة، في حال من الأحوال، انطلاقًا من المفاهيم، ولا انطلاقًا من (الوعي الذاتي) أو أي هراء مشابه، بل من مجمل نمط الإنتاج والتعامل الاجتماعي كما كان قائما حتى ذلك الحين. والذي هو مستقل عن الفكرة المحضة قدر استقلال اختراع النول الآلي واستخدام الخطوط الحديدية عن الفلسفة الهيغلية) (الايديولوجية الألمانية، ص 160).
تقبل خالص تحياتي
4 - عظمة ماركس
ايار العراقي
(
2012 / 9 / 26 - 10:25
)
شكرا للسيد انور نجم الجين اختياره لهذا المفصل المهم
اتفق مع السيد انور تماما واعتقد ان راي السيد الزيرجاوي لايخرج عن هذا الاطار
ماركس لم يصنع شيئا بل فسر اشياء فمن يفسر اسباب الفيضان ويعرف اثاره التدميرية لايعني انه قادر على خلق فيضان
التاريخ يتحرك والفلاسفة مجرد مراقبين لحركته مخمنين احيانا لوجهته في لحظة معيتة
عظمة ماركس برائيي تكمن في قدرته على فهم المعاناة البشرية وربطها بتاريخية الظلم بالشكل الصحيح ثم محاولة ايجاد افضل التصورات وانجع الحلول
هل ماقاله ماركس مقدس؟بالتاكيد لا
هل الاخرون حمقى؟ايضا لا
عموما عصرنا الحالي برائيي المتواضع بحاجة الى ماركسيون متنورون بعيدا عن ثورية لينين وشوارب ستالين وكل ارهاصات الحرب الباردة مع التاشير على النقاط الايجابية في التجربة السوفيتية ورصد كل الاخظاء بشكل صحيح
اتقبل مودتي
5 - الأستاذ أنور نجم الدين
آکو کرکوکي
(
2012 / 9 / 26 - 10:28
)
شكراً لإهتمامكم وتوضيحكم الأمر في مقالة مُستقلة، دعني أقول لكم بإقتضابٍ شديد جداً:
إنني أقرب الى تفسيركم لما يعنيه ماركس بمن هو المتحكم بحركة التأريخ وتغيير المجتمعات الإنسانية حسب أفكاره.
فحسب رئبه فقدرة الإنسان في هذا الأمر محدودة جداً كمثل الذي يخفف من ألام الوضع لكن المولد الجديد (المرحلة التأريخية المقبلة) ليس من صنعه وهو آتٍ لا محالة.
هذا في تفسير مفهوم الماركسية لحركة التأريخ.
أما لو سئلتم رئيي الشخصي فأنا لدي رئيٌ مخالف تماماً.
التأريخ برئي من صنع البشر والناس وهو مرتبط بالمعرفة التي يمتلكها الإنسان.
أما مقولة ماركس:
لقد اكتفى الفلاسفة في تفسير العالم بشتى الطرق، المهم هو تغييره.
فهي مقولة إشكالية وأعتقد إنها تخالف أفكاره الأخرى.
6 - الاستاذ ايار العراقي
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 26 - 12:54
)
شكرا لمداخلتك، والموضوع كما تعرف، هو المنهج الذي نتمسك به لا أفكار ماركس أو سقراط. وبالفعل، فمن يفسر اسباب البركان مثلا، لايعني انه قادر على تغيير مجرى البركان. أو كما يقول ماركس:
(والواقع ان الامور جرت بصورة طبيعية كما يلي: لقد بلغ البشر في كل مرة درجة التحرر التي تمليها عليهم وتتيحها لهم القوى المنتجة القائمة لا مثلهم الأعلى عن الإنسان) (الايديولوجية الألمانية، ص 470).
مع الشكر والاحترام
7 - العزيز الاستاذ آكو كركوكي
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 26 - 12:57
)
ان التناقض بين المادية التاريخية -علم التاريخ- والفلسفة، هو ان هذه الأخيرة تقر بسيطرة الايديولوجيين -سيطرة الفلاسفة- على التاريخ. أما سيطرة المفكرين على الواقع، مجرد خيال رومانسي، لا يجمعه أي جامع مع الحياة المادية للبشر.
هل كان يتحرك التاريخ وفق فلسفة افلاطون في المجتمع العبودي؟ كلا، بكل تأكيد، فهو كان يتصور بأن العبودية نظام أبدي، فكيف يكون بمستطاع هذا الفيلسوف إذن التأثير على مجرى التاريخ من خلال فلسفته؟
والحال، يحاول ماركس اثبات الآتي: ان التحول محتوم من المجتمع الرأسمالي إلى المجتمع الاشتراكي، ولكن من غير الممكن أن يجري هذا التحول حسب رغباتنا أو أفكارنا أو مشاريعنا أو تصاميمنا لمجتمع يطابق أحلامنا. وهذا كل شيء. فالقسم الأول من هذه الأطروحة يتعلق بتناقض ماركس مع الاقتصاديين الذين يقرون بنهاية التاريخ في المجتمع الرأسمالي، أما القسم الثاني فيتعلق بالطوبيين الذين ينسجون مجتمعات اشتراكية من مشاريعهم الخيالية.
واليوم هناك فكرة ماركسية قام بنشرها الأب الروحي للماركسيين الروس، بليخانوف، تقر بدور الفرد في التحولات التاريخية. وهذا وهم ليس إلا.
8 - جدلية الواقع والفكر
عبد السلام أديب
(
2012 / 9 / 26 - 13:43
)
تحية للأستاذ أنور نجم الدين على طرحه لهذا النقاش حول من يحرك التاريخ الفكر (الفلاسفة) أم الواقع المادي بمختلف تفاعلاته (المادية التاريخية)، أعتقد أن ماركس ومن تبعوه في منهجه وبالأخص لينين لا يعتقدون أن الفكر وحده من يحرك التاريخ ولا الجدلية المادية وحدها بمعزل عن الفكر، فحينما ينادي ماركس وانجلز في البيان الشيوعي يا عمال العالم اتحدوا فهو يستبطن وعي الطبقة العاملة بواقعها المادي ويدعوها الى الاتحاد بشكل واعي من أجل تغيير تاريخ الانسانية من مجتمع الانقسام الى طبقات والصراع الطبقي الى المجتمع الشيوعي الذي تنعدم فيه الانقسامات الطبقية. فماركس وانجلز اللذان انطلقا في تحليلهما للمادية التاريخية من مرحلة الشيوعية البدائية حينما كانت الانسانية عبارة عن كثل موحدة في صراعها مع الطبيعة، أكدا على ان الانقسام الطبقي والصراع تفجر مع الندرة وظهور الملكية الخاصة وأن هذا الانقسام المحكوم ماديا بنمط الانتاج قد مر بمراحل العبودية فالاقطاع فالرأسمالية وهي مراحل تعرف مدا ثم تنتهي الى الجزر والفناء، ثم اقترحا فهم البروليتارية لحركة المادية التاريخية (الوعي) من اجل المرور ثوريا الى مرحلة الشيوعية المتطورة
9 - الاستاذ عبد السلام أديب
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 26 - 15:20
)
شكرا لمرورك، أما الأهم بالنسبة لنا فهو موقع ماركس بين الفلاسفة، فكل محاولة من قبل لينين والآخرين للجمع بين ماركس والفلاسفة، وعلى الاخص بين ماركس وهيغل أو فيورباخ، ليست سوى المحاولة لاعادة ماركس إلى ارض الميعاد.
يقول ماركس: (ان الارتفاع بالافكار فوق العالم يشكل التعبير الايديولوجي عن عجز الفلاسفة في مواجهة العالم. ان الحياة العملية تكذب كل يوم تبجحهم الايديولوجي) (الايديولوجية الالمانية).
ففيما يتعلق الأمر بالفلاسفة، فان مثاليتهم حسب ماركس، تنشأ من كون الفلاسفة لا ينطلقون من القوانين الاجتماعية أو الطبيعية، ولا من الروابط المتبادلة بين البشر أو الأجسام، وعدا ذلك:
(ان احدى المهمات الأصعب بالنسبة إلى الفلاسفة هي النزول من عالم الفكر إلى العالم الواقعي) (ماركس، نفس المرجع، ص 486).
إذن، فخلافنا مع بليخانوف أو لينين مثلا، هو خلافنا معهم حول تصنيف ماركس ضمن الفلاسفة، أو تصنيف علم التاريخ -المادية التاريخية- ضمن الفلسفة التي فقدت كل ارتباطاتها بالحياة المادية عند تحليل الأشياء.
10 - في انتظار غودو؟
طلال الربيعي
(
2012 / 9 / 26 - 16:27
)
عزيزي الاستاذ انور نجم الدبن
شكرا على مقالك الممتع.
اعتقد اني اميل الى ما طرحه العزيز جاسم الزيرجاوي وكذلك الاستاذ عبد السلام لبيب , فانت نفسك تستشهد بما قاله ماركس:
ان -التحرير- فعل تاريخي وليس فعلا ذهنيا، وهو يتحقق بفضل شروط تاريخية، تقدم الصناعة والتجارة والزراعة-
فمن الذي يقوم بتحقيق التقدم قي المجالات المذكورة من بناء المصانع او انشاء المزارع وبناء السدود وشق الترع غيرها من الامور لتطوير الصناعة والزراعة ومن ثم تسويق المنتوجات الصناعية والزراعية تجاريا في الاسواق المحلية والعالمية؟ اليس هو الانسان مستخدما قواه الذهنية والعضلية؟
ان الفصل الجامد واالميكانيكي ببن الافكار (البنية الفوقية) والبنية التحتية فصل غير مبرر ولا يتفق تماما مع واقع الامر. فلماذا تقوم معاهد الابحاث بصرف المليارات, وليس المليونات, على الابداع والابتكار لخلق افكار ومنتجات جديدة؟
يتبع
11 - في انتظار غودو؟
طلال الربيعي
(
2012 / 9 / 26 - 16:32
)
فكيف يمكن الفصل هنا بين الافكار والمنتج (بفتح التاء)؟ وان عملية البحث هي عملية فكرية ومادية (خصوصا في البحوث التجريبية) في آن واحد, والبحث عملية مستمرة الى الابد. كما ان العلوم الطبيعية نفسها تخصص مواد خاصة في برامجها الدراسية وجزءا من ميزانية بحوثها لاجراء بحوث نظرية كما في الفيزياء النظرية على سبيل المثال. وهنالك مجلات في مجال الطب تهتم فقط بالافكار او الفرضيات والتكهنات مثل المجلة الطبية المرموقة
Medical Hyptheses
http://www.journals.elsevier.com/medical-hypotheses/
وكان رئيس تحريرها جون ايكلز الحائز على جائزة نوبل في الفلسجة العصبية.
ان ما افهمه من ماركس بقوله
-لقد اكتفى الفلاسفة في تفسير العالم بشتى الطرق، المهم هو تغييره-.
بان الافكار يمكن ان تصبح قوة فعالة وتتخلى عن سلبيتها المنحصرة في التفسير عندما تساهم هي ايضا في التغيير, تغيير ماذا؟ بالطبع تغيير الواقع المادي اضافة الى التغيير الفكري الناتج عن نشوء الافكار الجديدة والتغيير المادي ألحاصل, وهكذا يستمر التغيير الى الازل في تفاعل ديالكتيكي بين البنية التحتية والبنية الفوقية
يتبع
12 - في انتظار غودو؟
طلال الربيعي
(
2012 / 9 / 26 - 16:34
)
او -مجمل نمط الإنتاج والتعامل الاجتماعي- كما اقتبست انت من ماركس , وان التغيير, كما نعلم, هو لب الماركسية.
ان الاعتقاد بان الافكار او الانسان ليس عاملا فعالا في التغيير لهي بجد ذاتها فكرة مثالية-هيغلية. انها تلغي انسانية الانسان وتحوله الى روبوت مسلوب الارادة, سلبيا متلقي ومراقب للاحداث فقط, منتظرا الى الابد قيام الحتمية التاريخية بانقاذه وللحتمية التاريخية اسماءا اخرى مثل غودو, المسيح, او المهدي المنتظر.
هذا لا يعني اتي اتفق تماما مع ماركس في مقولته
-لقد اكتفى الفلاسفة في تفسير العالم بشتى الطرق، المهم هو تغييره-.
والاختلاف له سبب آخر. فاني اعتقد مثلا ان فلاسفة مثل فولتير, روسو, ديدروت ومونسيكيو قد لعبوا دورا كبيرا في التغيير الفكري الذي مهد لقيام الثورة الفرنسية التي هي, ككل ثورة, حدث فكري ومادي في آن واحد.
مع المودة
13 - الاساتذه المحترمين
عبد الرضا حمد جاسم
(
2012 / 9 / 26 - 18:14
)
تحية لكم جميعا واعتزاز وتقدير
اعتذر منكم وانتم في نقاش جميل نافع مفيد ان اهدي هذا الرابط للعزيز ايار العراقي
وهو كلمات مموسقه عن فهد قلت له بعضها في باريس
اعرف انني اخرج عن الموضوع فاعتذر مره اخرى منكم جميعا وبالذات الاستاذ الفاضل انور نجم الدين
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=301340
14 - فائق الشكر
Almousawi A. S
(
2012 / 9 / 26 - 19:15
)
نورت واحسنت التوضيح فانت هنا في اعلى قمة ترى من خلالها العصب النابض والوصف الملائم لموضوعية الحدث وهذا جل مايفعلة الانسان في فهم قوانين الحياة والعمل على الانسجام معها لاجل عدم عرقلة حدوثها وفي سياق هذا التنوير اوضحت احدى القيادات في حزب اليسار الاخضر ان عالم اليوم بحاجة الى شخص ثاقب التخصص في الاقتصاد لانقاذ العالم بدلا عن الاحزاب السياسية وفعلا تركت قيادة حزبها الى شخصية اخرى عاجزة عن تلافي الهاوية التي اسقط الحزب فيها بمثل هكذا طرح
احسنت
مع فائق الشكر
15 - عزيزي الاستاذ طلال الربيعي
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 26 - 19:45
)
ان الأمر هنا لا يتعلق بالإنتاج والقوى الذهنية والتسويق، بل بالتحول التاريخي من تشكيلة اجتماعية إلى أخرى. والسؤال هو: هل التحول يجري وفقا لأفكار الفلاسفة أم وفقا لتطور القوى الإنتاجية؟ الموضوع الذي نحن بصدده هو الآتي: هل يتغير العالم بفعل أفكار الفلاسفة؟
وهذا كل شيء.
لا شك ان الوعي الاجتماعي قوة مادية. أما مصدر هذا الوعي ليس فكر الفلاسفة، بل ثلاث لحظات متداخلة حسب كارل ماركس: قوى الإنتاج، والحالة الاجتماعية، والوعي. وهذه اللحظات المتداخلة، يجب أن تدخل في تناقض فيما بينها لكي يولد مجتمع جديد. فالوعي الشيوعي مثلا، يتكامل عند تكامل القوى الإنتاجية التي لا تقبل بعد تنظيما اجتماعيا سوى التنظيم الشيوعي للإنتاج، فساعة الثورة تدق لا لأن الفلاسفة قاموا بنشر أفكارهم بين الناس، بل لأن العلاقات الإنتاجية ستصبح عائقا أمام تطور القوى الإنتاجية.
إذن، فتغيير العالم بفعل الفلاسفة، ليس سوى الأوهام الشائعة بين الناس.
16 - الاستاذ عبد الرضا حمد جاسم
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 26 - 19:48
)
شكرا لمرورك.
17 - الاستاذ Almousawi A. S
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 26 - 19:49
)
شكرا لمرورك ولملاحظاتك.
18 - 1 العلاقة المتبادلة بين القوى
فواز فرحان
(
2012 / 9 / 26 - 20:16
)
الاستاذ انور نجم الدين
شكراً لهذا المقال الذي تناول موضوعاً في غاية الأهمية ، وأود أن أشير الى نقطة مهمة ربما تكون مهمة في هذا البحث وهي العلاقة المتبادلة بين البنية التحتية للمجتمع التي يشكلها العامل الاقتصادي والبنية الفوقية التي تتشكل من ( الأخلاق والدين والعلم والشعر والأدب والفن ) ، هذه العلاقة تلعب دوراً مؤثراً في بعض الأحيان لنقل المجتمع وتحويله من مرحلة الى أخرى ، فأحياناً يلعب العامل الاقتصادي هذا الدور وأحياناً أخرى تلعب الأفكار والدراسات ( أي البنية الفوقية ) ومنها الفلسفة هذا الدور ..
يتبع رجاءاً
19 - العلاقة المتبادلة بين القوى 2
فواز فرحان
(
2012 / 9 / 26 - 20:20
)
يقول انجلز ...
(( بموجب هذا التصوّر المادي للتاريخ ، نرى أن العامل المادي للتاريخ هو في نهاية المطاف ، إنتاج الحياة الواقعية وإعادة إنتاجها ، وإذا عالج أحدهم ذلك ، ليقول بأن العامل الإقتصادي هو المحدد الوحيد ، فهو يحوّل هذا القول الى جملة فارغة مجرّدة . يحوّلهُ الى الخلف فالوضع الإقتصادي هو الأساس ، لكن مختلف أجزاء البُنية الفوقية تؤثر أيضاً على مجريات الصراع التاريخي ، وتحدد بنسبة غالبة شكل الصراع في الكثير من الحالات ، فهناك فعل ورد فعل لجميع هذهِ العوامل ، تشق في وسطها الحركة الإقتصادية طريقاً لها في النهاية كشئ إلزامي وسط هذا الحشد من الصدف اللامتناهية )) ..
يتبع رجاءاً
20 - العلاقة المتبادلة بين القوى 3
فواز فرحان
(
2012 / 9 / 26 - 20:26
)
نرى إذاً أنهُ يجب فحص كل شئ قبل البحث عن الإقتصاد ، وإنهُ إذا كان الإقتصاد في نهاية التحليل فيجب التفكير دائماً أنهُ ليس السبب الوحيد ...
فالآيدلوجيات هي إنعكاسات ونتائج للظروف الإقتصادية ، لكن العلاقة بينها ليست بسيطة ، لأننا نلاحظ فعلاً عكسياً للآيدلوجيات على البُنية التحتية ...
إن التطوّر السياسي والحقوقي والفلسفي والديني والأدبي والفني .. الخ يرتكز على التطور الإقتصادي ، لكنها تفعل جميعها الواحدة في الأخرى كما تفعل في الأساس الإقتصادي وليس ذلك بهذا الشكل لأن الوضع الإقتصادي هو السبب ، وهو وحدهُ الناشط وكل ما تبقى إنفعال ، هناك على العكس فعل ورد فعل على أساس الضرورة الإقتصادية التي تتغلب دائماً في نهاية المطاف ...
21 - العلاقة المتبادلة بين القوى 4
فواز فرحان
(
2012 / 9 / 26 - 20:31
)
نحن نرى بالتالي ..
إن الظروف الإقتصادية تولد الأفكار ، لكن الأفكار أيضاً تولد تعديلات في الظروف الإقتصادية ، ويجب عند تفحّص الآيدلوجيات ، جميع الآيدلوجيات ، أن نأخذ في الإعتبار تبادل العلاقات هذا ، ولا نرى أن الضرورات الإقتصادية تتغلب عليها دائماً إلاّ في نهاية التحليل ...
ونعلم أن مهمة نشر الآيدلوجيات ، إن لم نقل الدفاع عنها ، تقع على عاتق الكتّاب والمفكرين ، وهم وإن كانت كتاباتهم غير مميّزة دائماً ، لكننا نجد في الواقع لدى تحليل الكتابات التي تبدو كقصص قصيرة وأخبار ، نجد دائماً آيدلوجية ما ، إن القيام بهذا التحليل هو عمل دقيق للغاية ، ويجب القيام به بكثير من الحيطة ، والمنهج الديالكتيكي الذي سنُعيّنهُ سيكون مساعداً كبيراً ، ولكن يجب الحذر حتى لا نكون آليين فنحاول تفسير ما لا يُفسّر ...
22 - شكر وتقدير لكاتب المقال وللتعليقات المتواصلة
شعوب الجبوري
(
2012 / 9 / 26 - 20:45
)
اعتقد أن الفلاسفة هم من يؤولون الزمن الى نصّ للمكان، والعلماء اللذين يفسرون الزمان الى معنى، في المؤشكل التاريخي المشفر بالدلالة والتواصل المصور بالمدلول، وهي بلورة لجوهر ومحتوى منهج وأساليب الفلسفة/العلمية الماركسية...دومتم
23 - الى الكاتب المحترم والمعلقين الأفاضل-1
آكو كركوكي
(
2012 / 9 / 26 - 21:31
)
في تعليقي على مقالة السيد النمري أوردت هذا المقطع من كتاب راس المال لماركس:
وحتى لو عثر مجتمع ما على المسار الصحيح للقانون الطبيعي الذي يدير حركته - والغاية النهائية لكتابي هذا إنما هي الكشف عن القانون الإقتصادي لحركة المجتمع الحديث- فهذا المجتمع لا يستطيع أن يتخطى بقفزة، ولا أن يلغي بقرارات، مراحل تطوره الطبيعي: ولكنهُ يستطيع إختصار مدة حملهِ، وتخفيف الآم الوضع.
في رئي ماركس فإن مهمة الإشتراكية العلمية الأساسية هي التبشير بقدوم مرحلة الإشتراكية. وفي إعلام الناس بإن حصتهم في التأريخ تتلخص في تسهيل قدوم هذه المرحلة الموعودة فقط.
هذا يعني إن أي تخطيط إجتماعي لتغير هذا الامر المحتوم سيكون أمراً يوتوبياً (خيالياً) غير قابل للتطبيق.
في رئي ماركس إن الأفكار والآراء الإنسانية هي البنية الفوقية الظاهرة أما البنية التحتية الأساسية فهي بنية مادية إقتصادية، لذا قال إن الديالكتيك الهيجلي كان مقلوباً ويجب عكسه بحيث يكون رأسه الى الأعلى وقدماه الى الأسفل أي الفكر الإنساني في الأعلى ولكنه يقف على أرضية مادية. ماركس يؤمن بثنائية الفكر والمادة ولكنه يعتبر المادة هي الأساس في تكوين العالم.
24 - الى الكاتب المحترم والمعلقين الأفاضل-2
آكو كركوكي
(
2012 / 9 / 26 - 21:35
)
بغض النظر عن مدى إختلافي مع هذه الأفكار فنحن هنا بصدد طرح أفكار ماركس نفسه كما ورد في كتبه وليس كما نشتهي ان نؤوله او ماذا نعتقد نحن.
وأردت لو اعرف العلاقة بين هذه الأفكار وبين مقولتهِ:
قد اكتفى الفلاسفة في تفسير العالم بشتى الطرق، المهم هو تغييره.
فمن المسؤول عن التغيير وما هي حدود إمكانياته.
السيد الزيرجاوي يقول:
يقصد (تغِيير) العالم بفعل الفلاسفة أي الإنسان .. الواعي والمدرك لحركة التأريخ.
وهذا يتعارض تماماً مع ما اوردناه من افكار لماركس في مقدمة التعليق والسيد أنور نجم الدين يوافقني على تلك المعارضة.
ولكن السيد أنور نجم الدين أيضاً لم يشرح لنا أذن ماذا يعني ماركس حينما يقول:
قد اكتفى الفلاسفة في تفسير العالم بشتى الطرق، المهم هو تغييره.
فأعيد واقول
فمن المسؤول عن التغيير وما هي حدود إمكانياته؟
لو كان ماركس يقصد الإنسان هذا يعني انه ينفي مجمل افكاره السابقة!
ولو كان يقصد تغيّر العالم والمجتمع بفعل قوانين التطور فجملته تلك ناقصة ومبهمة وغير معبرة!
25 - اساتذة الكرام فواز فرحان وآكو كركوكي -1
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 27 - 05:26
)
أجزل الشكر لاهتمامكم.
أما الأمر يتعلق بالضبط بما يشير اليه الاستاذ آكو كركوكي (تعليق رقم 24)، وحسب تعبيره (فنحن هنا بصدد طرح أفكار ماركس نفسه كما ورد في كتبه وليس كما نشتهي ان نؤوله او ماذا نعتقد نحن).
يقول ماركس: (لم يفعل الفلاسفة حتى اليوم سوى تفسير العالم بطرق مختلفة، لكن الأمر الهام هو تحويله) (الايديولوجية الألمانية، ص 651، فروض عن فيورباخ).
وهذا كل ما يقوله ماركس هنا.
أما بالنسبة لي فلم أحاول الانطلاق من الاجتهادات الشخصية أو محاولات لتفسير ما يقصده ماركس هنا أو هناك. ومن خلال الاطلاع على مجمل كتابات ماركس، نصل إلى الآتي:
حسب ماركس، ان التصورات التي يصنعها البشر عن أنفسهم وعن علاقاتهم وعن مجرى تطورهم، هي في جميع الحالات التعبير الواعي - الواقعي أو الوهمي- عن علاقاتهم ونشاطاتهم الفعلية في الإنتاج وتنظيمهم السياسي والاجتماعي (لاحظ لطفا: الواقعي أو الوهمي). وإذا كان تعبيرهم الواعي لشروط حياتهم وعلة تطورهم وهمية، يعني إذا هم وضعوا في تصوراتهم الواقع رأسًا على عقب، فهو أيضًا نتيجة لنمط نشاطهم المادي المحدود وللعلاقات الاجتماعية الضيقة الناجمة عنها.
26 - اساتذة الكرام فواز فرحان وآكو كركوكي -2
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 27 - 05:28
)
والآن، فإذا قلنا ان المنظومة الفكرية أعلاه، هي بالفعل أساس تحليلنا المادي للتاريخ، فنستنتج من ذلك فورا بأن ماركس لم يحاول قلب ديالكتيك هيغل بحيث يقف على رأسه، بل ويعتبره فكرة وهمية لا يمكن الاعتماد عليها لتحليل التاريخ -أو الطبيعة-. ويجب أن يقف وعينا على قدميه، أي على واقع مادي، ويعبر عن حياتنا المادية ونشاطاتنا الاقتصادية والسياسية كما هي موجود في الواقع لا كما نتخيلها.
أما الفلاسفة فيحاولون جواب أسئلتهم بخصوص العالم من خلال التأمل لا دراسات واقعية تجريبية، حسب ماركس، وتفسير العالم سيكون وهميا إذا لم نحدد مجرى تطوره وتحولاته والعلة المادية لهذه التطورات. فماركس بهذا المعنى يجيب على السؤال الذي يطرح بصدد (تحويل العالم) بصورة واضحة جدا، فهو يقول (ان الفلسفيين والدينيين، يؤمنون بصنعة العجائب)، وأكثر من ذلك فهو يقول بصورة واضحة جدا بأن المثاليين وحدهم يتصورون بأن تغير وجه العالم لا وجود له إلا في رأس مصطفى. إذا فما قوة التغيير؟
يجيب ماركس على هذا السؤال على الشكل التالي: ان التأمليين، أي الفلاسفة ...
27 - اساتذة الكرام فواز فرحان وآكو كركوكي -3
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 27 - 05:29
)
... لا يمكنهم تصور هذا التغيير كما قد جرى فعليا، وفقا لمصادره المادية التاريخية، بل كما تصوره الفلاسفة. فخلاصة القول: ان الأمر بالنسبة للماديين التاريخيين يتعلق بكيفية فهمنا لتغيير العالم: أهو قد جرى ماديا أو كما تصوره الفلاسفة؟
ان التطورات الخاصة بالأفكار غير موجودة في التاريخ، يعني انها دائما نتاج تطور الحياة المادية للمجتمع، وان الفلسفة فكرة تحل محل التحليل الواقعي المادي للتاريخ. وفي نقد الألمان وفلاسفتهم، فيقول ماركس:
(من الطبيعي أنه في ألمانيا، حيث لا يجري سوى تطور تاريخي حقير، ان هذه التطورات الخاصة بالأفكار، هذه الحقارات المؤمثلة والعاجزة، تحل مكان التطورات التاريخية الغائبة: انها تتأصل ويجب محاربتها) (الايديولوجية الألمانية، ص 33)
مع الشكر والاحترام
28 - الاستاذ شعوب الجبوري
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 27 - 05:30
)
وشكرا لك استاذ الكريم ولمساهمتك.
تحياتي الخالصة
29 - جدلية الواقع والفكر
عبد السلام أديب
(
2012 / 9 / 27 - 12:54
)
الماركسية ترفض بطبيعة الحال فكرة ان الرأسمالية تمثل اكتمال التطور الانساني. لكنها لا ترفض ايضا فكرة ان التاريخ الانساني قد سار في تطور يمكن تفسيره عقلانيا أي فلسفيا، وحيث يجب اكتشاف قوانينه. ماركس وانجلز في زمنهما اعترفا بالافضال العلمية لداروين كما دافعا دائما عن النواة العقلانية للجدلية الهكلية. فقد انكبا على هذه الجهود لتحديد تطور، ونظرة دينامية للتاريخ، التعبير عن المعركة التي كان على البرجوازية ان تخوضها لفرض هيمنتها في مقابل الرجعية الفيودالية، بتقدميتها وبحدودها, ويتحدث انجلز عن داروين في ضد دوهرينغ بما يلي: -تجدر الاشارة هنا الى داروين الذي وجه الضربة الأقوى للتصور الميتافيزيقي للطبيعة من خلال تأكيده على أن كل الطبيعة العضوية الحالية، النباتات، الحيوانات ومن خلال لذلك، الانسان كذلك، هونتيجة لعملية تطور والذي استمر خلال ملايين السنين- الفصل 1. ويضيف انجلز -من وجهة النظر هذه، تاريخ الانسانية لا يظهر كتشابك فوضوي من العنف الغامض، فكل هذا مدان أمام محكمة المنطق الفلسفي الذي بلغ مرحلة النضج والذي يكون من المفضل ان ننساه باقصى بسرعة ممكنة، لكن كعملية تطور الانسانية نفسها- الفصل 1
30 - جدلية الواقع والفكر
عبد السلام أديب
(
2012 / 9 / 27 - 13:17
)
ان ما رفضته الماركسية في المنظور الهكلي هو طابعه الذي لا زال مثاليا ( التاريخ ليس سوى تحقق فكرة التاريخ) وبرجوازيا (الدولة الرأسمالية تشكل تمثل العقل المكتمل) وبطبيعة الحال من خلال فكرة وجود تطور تاريخي يمر عبر مراحل ضرورية. وعلى العكس من ذلك فان الفضل يعود الى ماركس في اكتشاف ما يشكل الخيط القائد لتطور المجتمعات الانسانية والذي بنى على اساسه ضرورة وامكانية تحقق الشيوعية عبر جدلية الواقع والفكر. يقول ماركس في توطئته لنقد الاقتصاد السياسي ما يلي: -في ظل الانتاج الاجتماعي لوجوده، يعقد الانسان علاقات محددة مع بعضه البعض، ضرورية، مستقلة عن ارادته: وتتطابق علاقات الانتاج هذه مع درجة معينة من تطور قواه الانتاجية المادية. (...) وبتقليصها الى خطوطها الكبرى، نجد نمط الانتاج الآسيوي، العتيقة، الاقطاعية، والبرجوازية الحديثة، تظهر كحقب متصاعدة من التكون الاقتصادي للمجتمع. علاقات الانتاج البرجوازية هي آخر الأشكال المتناقضة في المسألةالاجتماعية للانتاج (...) مع هذا النظام الاجتماعي، فان مرحلة ما قبل التاريخ تنقفل- كارل ماركس اذن يقف على قاعدة جدلية الواقع والفكر في نظرته لمسيرة التاريخ
31 - ماركس والفلاسفة والتغيير1
مالوم ابو رغيف
(
2012 / 9 / 27 - 14:10
)
الذي يميز الماركسية عن غيرها من الفلسفات هي انها ثورية، والثورية تعني الايمان بالتغيير الذي سيحسمه الصراع، بمعنى عدم القبول بالعالم على حالته كشيء منتهي، نهاية المطاف، مفروغ منه.، او كما يقول فوكوياما نهاية التاريخ، الماركسية تريد تغير هذا العالم. اذ ان تفسير الفلاسفة للعالم لم يقدم اي صورة او نموذج لما يجب ان يكون عليه العالم الافضل، لقد كانت تفاسيرهم تبريرات لاستمرار وجود العالم كواقع مفروض بقوى لا يمكن التصدي لها، او انهم تركوا هذا مهمة التصدي واكتفوا بالوصف. بينما مهمة الفلاسفة بل الانسان هي العمل على تغيير هذا العالم لا الاقرار به كواقع حتمي.ـ
ان عبارة ماركس القائلة ان الفلاسفة قد فسروا العالم بطرق شتى والمهمة هي تغييرة توجه انتقادا لاذعا للفلاسفة، اذا ما معنى ان توصف الظاهرة دون المقدرة على التحكم بها، دون استطاعة لصالحك، دون جعلها في فائدة الناس.ـ
الماركسية اجابت ايضا بان التغيير هو مسألة حتمية، فالصراع لا بد ان يحسم لصالح قوى التطور اللاحق، وهي فو زمن الرأسمالية الطبقة العالمة، او البروليتاريا.ـ
التغيير الذي يحدده ماركس كمهمة،هو عملية واعية، والوعي عملية متشابكة
32 - ماركس والفلاسفة والتغيير 2
مالوم ابو رغيف
(
2012 / 9 / 27 - 14:10
)
فتاريخ الانسان هو تاريخ وعيه الاجتماعي، اذ يمتد الماضي ليحمل معه جزء منه في الزمن الحاضر ليؤشرا او يشيرا الى ماذا سيكون عليه المستقبل. وهنا تكمن مهمة الفلاسفة التي يجب عليهم تنظيف العقول من الاوهام الدينية والسياسية والاجتماعية التي قد يحملها الماضي معه الى الحاضر.
فاذا اردنا التغيير في العراق مثلا، هل يجب الاكتفاء بوصف الحالة البائسة التي يعشها العراقيون، هل يجب الاكتفاء بالانتقاد العام دون تحديد القوى والاسباب المسؤولة عن ان يكون هذا الواقع بالصورة القاتمة التي عليها؟
الا يجب تعيين الطرق والوسائل وتحديد القوى التي يجب ان تضطلع باحداث تغيير يكون لصالح الشعب؟
ان تغيير الاوضاع يستلزم غسل اي اوهام دينية او اجتماعية او طائفية من اذهان المواطنيين، اذ بدون ذلك يصبح من العبث احداث تغيير سياسي او اجتماعي او حسم الصراع لصالح الافضل.
ان تردد الماركسيين في التصدي للافكار الظلامية تحت اي ذريعة، بحجة احترام العادات والتقاليد والاديان والاكتفاء بالوصف للحالة العامة هو مثل مواقف الفلاسفة الذين انتقدهم ماركس بقوله انهم فسروا العالم بطرق شتى بينما المهمة هي تغييرة.
33 - 1. الاستاذ عبد السلام أديب ( تعليق 29)
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 27 - 15:09
)
شكرا لمساهماتك القيمة، أما انجلس فيقدم لنا أطروحات جدا متناقضة، فبخصوص الضربة إلى الميتافيزياء مثلا، لا يشير انجلس إلى دور داروين فحسب، بل ويشير إلى دور هيغل أيضا، الفيلسوف الذي أقام مملكة ميتافيزيائية.
يقول انجلس:
(لقد حرر هيغل التاريخ من الميتافيزياء – جعله جدليا؛ بيد ان مفهومه عن التاريخ كان في جوهره مثالي النزعة) (انتي دوهرنغ، ص 33).
إذا كان مفهوم هيغل مثاليا عن التاريخ، فكيف كان ممكنا أن يحرره من الميتافيزياء؟
يقول ماركس:
(وقد انفسح المجال امام ميتافيزياء القرن السابع عشر، وقد هزمت من قبل عصر التنوير الفرنسي وعلى الأخص المادية الفرنسية للقرن الثامن عشر، ان تنبعث انبعاثا قويا ومنتصرا في الفلسفة الألمانية .. وبعد ان ربطها هيغل مع كل الميتافيزياء اللاحقة ومع المثالية الألمانية وأقام مملكة ميتافيزيائية شاملة ......... ) (العائلة المقدسة، 162).
ورغم هذا التناقض الكبير بين منهج ماركس ومنهج انجلس، فلا يرى انجلس أية حاجة إلى الفلسفة لغرض فهم العالم، فهو يقول:
(إذا كنا لا نستنتج تخطيط العالم من أذهاننا، بل بالحري بوساطة أذهاننا من العالم الواقعي، إذا كنا نستنتج مباديء الوجود ..
34 - 2. الاستاذ عبد السلام أديب (تعليق 29)
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 27 - 15:10
)
.. مما هو موجود، فليست بنا حاجة إلى أية فلسفة لهذا الغرض، بل إلى معارف ايجابية عن العالم وما يجري فيه، وان ما ينجم عن ذلك ليس هو بالفلسفة أيضا، بل العلم الموضوعي) (نفس المصدر، ص 47).
اننا بحاجة إلى معرفة واقعية، الناتجة من الأعمال التجريبية لفهم العالم المادي، أما المعرفة الفلسفية -والطريقة الديالكتيكية- نتاج الفكر المحض. فالفلسفة إذن تحري العالم من أذهاننا لا دراسة العالم المادي بواسطة اذهاننا.
وهكذا، رغم ان انجلس ألماني التفكير مقارنة بماركس وهو انجليزي التفكير، لكن رغم ذلك يرى انه لا يمكن تفسير التاريخ فلسفيا. وبالفعل، فلفهم التاريخ المادي، نحتاج العلوم التجريبية، وحل التاريخ العلم محل الفلسفة. ولذلك فلا يمكن أن نعتبر ماركس فيلسوفا والمادية التاريخية فلسفة، فطريقة ماركس واقعية تجريبية لا فلسفية أو ديالكتيكية، وهو يقول:
(... انَّ طریقتي في البحث ھي طریقة واقعیة بصورة دقیقة، ولكنَّ طریقة عرضي لسوء الحظ، متمشیة مع الأسلوب الدیالكتیكي الألماني)، (... إنَّني عمدت في بعض أجزاء الفصل المخصص لنظرية القيمة إلى تبني طريقة هيغل الخاصة في التَّعبير) (ماركس، رأس المال).
35 - الاستاذ مالوم ابو رغيف
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 27 - 16:03
)
(ان تنظيف العقول من الاوهام الدينية والسياسية والاجتماعية)، مهمة من مهمات فلسفة الاخلاق. (ان المقصود هو ان (ينتزع المرء من رأسه) بعض (الأفكار الثابتة)، ماركس).
أما مهمة المادية التاريخية ليست تنظيف الدماغ من الأفكار القديمة البالية. وحتى إذا انتصرنا في هذه المهمة، فلا نغير شيئا، أو لا يمكننا التخلص من النظام القائم.
يقول ماركس:
(اننا نعرف من قبل معنى الصيغة التي تنص على (التخلص من النظام القائم)، وذلك هو الوهم القديم القائل ان الدولة سوف تنهار من تلقاء ذاتها حالما يتخلى عنها جميع اعضائها وان المال يفقد كل قيمته إذا رفض العمال جميعا قبوله) (الايديولوجية الألمانية، ص 408).
ان ولادة مجتمع جديد، لا يتعلق اطلاقا بنزع الأفكار من رؤوس الناس واستعاضته بأفكار انسانية جميلة. وان هذه الفلسفة الاخلاقية لا يمكنها أن تحرك التاريخ قيد شعرة، يعني انها لا تغير شيئا من العالم القائم. انها مجرد تأملات فلسفية.
تحياتي الخالصة
36 - تعليق على تعليق
شعوب الجبوري
(
2012 / 9 / 27 - 16:04
)
أعتقد أيضا، ان (المنهج الفلسفي) واساليب ادواته بالبحث عن النتائج للفكرة المدهشة بوسائل تؤويلية، تختلف تماما عن (المنهج العلمي) وتطبيقاتها المنهجية وتراتباته بوسائل تفسيرية وليس العكس او معا...وحين تختلط المعايير المعرفية بين المنهجيين، دون شك تكون النتائج المستخلصة في (أنفصال وقطيعة) مع الفكرة المدهشة الزماني للنظرية وتطبيقاتها، ومفترق قبل الوصول لمنهج بناءها المكاني وحفرياته التاريخية...وبالضرورة، الحاجة هي الى نصاب لمعرفة وماهية المصطلح العلمي ومخرجاته العلمية التي ارتكز عليها ماركس بين (القوى وعلاقات الانتاج للتاريخ) والتمثليلات للوجود الدلالي المعرفي في نصابه اوعي/الواقع العلمي المعرفي المادي الدقيق.وبالتالي نتمتع بثقافة منهج التمييز بين (المتوافق) و(المختلف) لملامح دراسة الفكر الماركسي ونقده،وقدرة معرفة دراسة موقف المختلف فلسفيا-علميا ببلوغرافيا في المعالاجات الماركسية،على هامش ما نحاول اعادة قراءته للمقولات من الرواسب والجحود بها،والوسائل لما اراده ماركس بكتاباته الفلسفية-وتاريخيتها، وما اراد بحثة وترك توصياته للبحث والتنقيب العلمي لما تجمعه الفلسفة من تأويلات،ونتائج التفسير
37 - العزيز الاستاذ شعوب الجبوري
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 27 - 16:51
)
بالضبط، ان المسألة تتعلق فقط باختلاف مناهج البحث، فالمنهج العلمي يختلف كل الاختلاف عن المنهج الفلسفي.
يقول هيغل:
(في العلوم التجريبية، يحلل عادة ما يعثر عليه في التمثيل، وحين يكون الخاص قد أعيد إلى المشترك، يدعى ذلك المفهوم. نحن لا نعمل هكذا، لاننا نريد فقط أن ننظر كيف المفهوم يعين نفسه بنفسه) (هيغل، مختارات 1، ص 71).
أما عكس ذلك، فيقول ماركس:
(وحتى الأشباح في العقل البشري هي تصعيدات ناتجة بالضرورة عن تطور حياتهم المادية يمكن التحقق منها تجريبيا والتي تعتمد على قواعد مادية. ومن جراء ذلك، فان الاخلاق، والدين، والميتافيزياء، وكل البقية الباقية من الايديولوجية، وكذلك أشكال الوعي التي تقابلها، تفقد في الحال كل مظهر من مظاهر الاستقلال الذاتي ..
وحيث ينقطع التخمين، في الحياة الواقعية، يبدأ إذن العلم الواقعي، الايجابي، يبدأ تحليل النشاط العملي، تحليل عملية التطور العملي للبشر. ان العبارات الجوفاء تنقطع، ويجب أن تحل معرفة واقعية مكانها) (الايديولوجية الألمانية، ص 31).
ان المعرفة الواقعية ليست معرفة فلسفية اطلاقا، فالمعرفة الفلسفية لا يمكن أن تكون واقعية، حيث انها ليست اختبارية.
تحياتي
38 - مادية مبتذلة
طلال الربيعي
(
2012 / 9 / 27 - 17:51
)
عزيزي الاستاذ انور نجم الدين
تعليقات 35-33
اود ان اذكر بانه حتى العلم نفسه يعتمد ايضا, كما يؤكد البعض, على فلسفة مثل الوضعية او منهج بوبر.
وللاسف لا استيع ان افهم قولك: ان انجلز الماني التفكير وماركس انكليزي التفكير . اليس العكس هو الصحيح اذا اتفقنا فرضا مع مغزى التعبير؟
كما ان التاريخ ليس علما طبيعيا ولذلك يمكن ان تكون هنالك روايات عديدة للتاريخ وعادة تكون الرواية السائدة هي رواية الطبقة الحاكمة.
واني اتفق تماما مع العزيز مالوم ابو رغيف بدلالة ان الماركسية نفسها عملت جهدها على تفنيد الافكار المثالية كالهيغلية مثلا. هل يعني اذن, احتكمنا الى منطقك, بانه غير مجد الدعوة الان الى مكافحة الفساد واستغلال الدين لذلك في العراق بحجة عدم توفر الظروف المادية لمكافحته؟ الا يعني ذلك تبريرا للفساد بحجة ان ذلك موضوعة ذات طبيعة فلسفية اخلاقية بحتة غير ماركسية(؟). وهل سنبدأ بمكافحة الفساد بعد ما نقوله في العراق -خراب البصرة-؟ وكيف يمكن انتاج بنية تحتية متطورة بوجود الفساد؟
يتبع
39 - مادية مبتذلة
طلال الربيعي
(
2012 / 9 / 27 - 17:53
)
كما ان ما يقوله انجلز:
(إذا كنا لا نستنتج تخطيط العالم من أذهاننا، بل بالحري بوساطة أذهاننا من العالم الواقعي، إذا كنا نستنتج مباديء الوجود .... مما هو موجود، فليست بنا حاجة إلى أية فلسفة لهذا الغرض، بل إلى معارف ايجابية عن العالم وما يجري فيه، وان ما ينجم عن ذلك ليس هو بالفلسفة أيضا، بل العلم الموضوعي)
يدلل على مادية فجة ومبتذلة ساهمت في الحاق افدح الضرر بالماركسية نفسها ونظرتها الى امور الفن والادب وعلم النفس و كذلك الحياة الجنسية والعلاقات الحميمية. ويمكن الرجوع الى كتاب -كارل ماركس او فكر العالم- من تأليف جاك اتالي, وكذلك الى مقال العزيز الزيرجاوي في الحوار المتمدن والتعليقات
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?ecom=1&aid=325543#417321
للاطلاع على المزيد من هذا وكذلك بخصوص التناقضات بين ماركس وانجلز.
مع المودة
40 - الى انور نور الدين المحترم
شعوب الجبوري
(
2012 / 9 / 27 - 18:01
)
انعطافا الى ما ذكرته في الفقرة 22 جاءت الحاقا به في الفقرة 36 ، ان الفلسفة هي تعمل وفق منهج التؤويل للزمن الى نصّ للمكان، والعلم يعمل بمقام المفسرون للزمان وليس المترجم الى معنى. لاجل تجنب التؤويل/التفسير المؤدين-الايديولوجي ووضعه بمنهج وأساليب الفلسفة/العلمية جديدة نعتقدها نحن نصوب بالنقد والبناء للماركسية... ونقع في أعوجاجية نصاب الفروقات النصية والمعنى، ما لم نراعي الاهتمام به لما درس به ماركس عن فكرته المدهشة، ونكرر الاغتراب النقدي في القطيعة المعرفية المزدوجة للتاريخية وماديتها بدل من تفسيرها العلمي المادي... تحياتي
41 - الاستاذ طلال الربيعي مع التحيات
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 27 - 20:38
)
لقد خرجنا من مدار الموضوع. ولكن على أية حال:
مكافحة الفساد؟
ألا نجد الفساد أينما يوجد المال والسلطة؟
ألا يعني ذلك الاحتفاظ بنفس النظام القائم مع تجميل وجهه المخيف؟ المسألة تتعلق بالصراع الأبدي بين العمل والرأسمال، لا بين الفساد والنزاهة، فرأسمالية نزيهة غير موجودة على الكرة الأرضية إلا في عقول الاصلاحيين.
بخصوص ماركس والفلسفة، فلا يمكنك تزويدنا بعبارة واحدة حول ضرورة اللجوء إلى الفلسفة لتفسير العالم.
أما بخصوص التناقضات بين ماركس وانجلس، فقد قدمنا رأينا بصورة واضحة في موضوع منشور في الحوار المتمدن عام 2010 (انظر: ماركس وإنجلس في التناقض)، و: (التناقض بين المادية والديالكتيكية).
فنحن قلنا صراحة: (في محاولته لتصحيح خطأ، يقع إنجلس في خطأ أكبر، مثال: لا يميز إنجلس إطلاقًا الفرق بين القوانين الثابتة للطبيعة، والقوانين الاقتصادية والتاريخية المتبدلة.
ما يقدمه انجلس ليس سوى الأوهام عن العالم المادي، وهو يعزز أوهام هيغل، فماركس وانجلس عالمان مختلفان، الأول يبدأ من الاقتصاد الانجليزي المتطور والثورات البرجوازية والبروليتارية الفرنسية، أما الثاني فمن أوهام الفلسفة الهيغلية.
42 - عبارة واحدة
طلال الربيعي
(
2012 / 9 / 27 - 21:50
)
عزيزي استاذ انور نجم الدين
شكرا على تعليقك 41
تقول:
-بخصوص ماركس والفلسفة، فلا يمكنك تزويدنا بعبارة واحدة حول ضرورة اللجوء إلى الفلسفة لتفسير العالم-
انك نفسك استعرت قول ماركس:
-لقد اكتفى الفلاسفة في تفسير العالم بشتى الطرق، المهم هو تغييره-
اليس قوله هذا عبارة؟ لم يكن من عرف ماركس تكرار البديهيات. اليس الفهم والتفسير الخطوة الاولى للتغيير؟ والا كيف يمكن تغيير شيئا غير ممكن فهمه وتفسيره؟ الفلسفة تتواجد في كل عبارة وقول, وان كان ذلك بشكل مبطن وغير معلن, وقول انجلر السابق يتفق تماما مع الفلسفة الوضعية (وليس الهيغلية كما تذكر) التي كانت ولا تزال تتمتع بنفوذ كبير في انكلترا, عكس ما هو عليه الحال في اوربا وخصوصا فرنسا.
ثم كيف يفند ماركس فلسفة هيغل ان لم يكن بفلسفة اخرى؟
مع مودتي
43 - الاستاذ شعوب الجبوري – تعليق 40
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 27 - 22:08
)
ليست الفلسفة سوى التلاعب بالالفاظ، فهي تعمل إذن وفق منهج التأويل، أي التفسيرات الرمزية أو المجازية.
أما بقية الموضوع فغير مفهوم بالنسبة لي. لذلك فأنا احتاج توضيحاتكم حول علاقة التأويل بالزمن والمكان .. إلخ.
تحياتي الخالصة
44 - انجلز ليس مثاليا
طلال الربيعي
(
2012 / 9 / 27 - 22:29
)
اضافة الى تعليقي 42
فان انجلز نفسه في الايديولوحبا الالمانية يعلن رفضه للفلسفة الالمانية=المثالية وتمسكه بنهجه المادي المتجذر الى حد كبير في الفلسفة الوضعية,
empirically verifiable and bound to material premises.
كما في النص التالي الذي كتبه مع ماركس
In direct contrast to German philosophy, which
descends from heaven to earth, here we ascend from earth to heaven. That is to say, we do not set out from what men say, imagine, conceive, nor from men as narrated, thought of, imagined, conceived, in order to arrive at men in the flesh. We set out from real, active men, and on the basis of their real life process we demonstrate the development of the ideological reflexes and echoes of this life process.
The phantoms formed in the human brain are also, necessarily, sublimates of their material life process, which is empirically verifiable and bound to material premises. Morality, religion, metaphysics, all the rest of ideology and their corresponding forms of consciousness
يتبع
45 - انجلز ليس مثاليا
طلال الربيعي
(
2012 / 9 / 27 - 22:30
)
thus no longer retain the semblance of independence. They have no history, no development; but men, developing their material production and their material intercourse, alter, along with this, their real existence, their thinking, and the products of their thinking. Life is not determined by consciousness, but consciousness by life.
مع مودتي
46 - الاستاذ طلال الربيعي
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 27 - 22:38
)
واني قلت صراحة بأن فهم قول ماركس هذا، يعني فهم منهجه.
وبعد، فلماذا يجب أن نجتهد ما يقصده ماركس من هذه المقولة بدل النظر اليها من خلال منهجه؟ وكل اجتهاد نوع من التأويل.
وإذا كانت الفلسفة مجرد تعليق خيالي على العالم، فيجب تفنيدها بوسائط تجريبية لا خيالية.
أما فيما يخص انجلس فالمصيبة هي ان هيغليته أصبحت الماركسية، والماركسية الروسية ابتداءا من بليخانوف ومرورا بلينين وانتهاء بتروتسكي، ليست سوى نسخة مشوهة من فلسفة هيغل وفيورباخ. فشجرة نسب المادية الديالكتيكية مؤسسها انجلس، تعود إلى الألمان، أما شجرة نسب المادية التاريخية، فتعود إلى بريطانيا وفرنسا، ومادية انجلس ثم بليخانوف ولينين تعود جذورها إلى المادية الميكانيكية لقرن السابع عشر -مادية سبينوزا بالذات.
47 - ما مصدر الماركسية الروسية؟
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 27 - 22:59
)
يقول بليخانوف:
(وهكذا، يتضح إن (النزعة الإنسانية) لفيورباخ ما هي إلا سبينوزية منعتقة من الزوائد اللاهوتية لسبينوزا. وإن ماركس وإنجلس، عندما تمردا عن المثالية، قد انتقلا بالذات إلى رأي هذه السبينوزية التي حررها فيورباخ من الزوائد اللاهوتية)، (ينبغي، رغم كل شيء، الإقرار بأن نظرية المعرفة الماركسية تنحدر بشكل مباشر من نظرية المعرفة الفيورباخية) (بليخانوف، الماركسية: قضايا أساسية).
هذه هي مصدر الماركسية وثم اللينينية والتروتسكية والماوية، فالمادية الميكانيكية والفلسفة الهيغلية هي أساس الفلسفة الماركسية التي اكتشفها انجلس، وليست لها العلاقة اطلاقا بشخص ماركس.
48 - منشأ المادية الماركسية الروسية
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 28 - 06:03
)
إذا أردنا إلقاء نظرة على مادية لينين، فنرى أنه أيضا ينطلق من نفس عرض بليخانوف: المادية الميكانيكية! فلينين يبدأ من نفس النقطة التي تنطلق منها فلسفة هوبز، وسبينوزا، وديكارت، وفيورباخ، فيبدأ لينين من المفاهيم المجردة: المادة وانعكاساتها الحسية، لا من التاريخ وعلاقة البشر ووعيه به، ولدى لينين هناك تياران فلسفيان: المادية والتي تعترف بوجود (الأشياء في ذاتها) أو خارج الذهن، وتعتبر الأفكار والإحساسات بالنسبة اليها نسخًا أو صورًا عن هذه الأشياء. والمثالية التي تنادي بأن الأشياء لا توجد (خارج الذهن): فالأشياء هي (تراكيب إحساسات) - انظر لينين، المادية والمذهب التجريبي النقدي، ترجمة الدكتور فؤاد أيوب، ص 13، فهو يقول
(ذلك هو المفهوم المادي: أن المادة تثير الإحساس بتأثيرها في أعضاء حواسنا. ويرتبط الإحساس بالدماغ، والأعصاب، والشبكية، الخ) (ص 43).
وهكذا، فينطلق لينين من المادية التي ينتقدها ماركس بالضبط، أي المادية الميكانيكية، ومن ديالكتيك هيغل، وكل هذا بفضل انجلس وبليخانوف. ومن منظور هذه المادية، فيتلخص الصراع الفكري العالمي في الصراع بين فلسفة أفلاطون وفلسفة ديمقريطس، ثم بين الدين والعلم.
49 - انجلس: الفلسفة الوضعية أم المادية الميكانيكية؟ -1
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 28 - 08:17
)
كان عصر انجلس عصر تكامل وجهات نظر المادية التاريخية على أرض بريطانيا وفرنسا، وانتعاش فلسفة هيغل على أرض ألمانيا. لذلك فلا نستغرب حين نرى بأن فكر انجلس خليط من الاثنين.
ان ما تمسى بمادية انجلس ليست سوى تطوير الفلسفة الطبيعانية وتعزيز هذه الفلسفة بمنتجات العلوم الطبيعية وديالكتيك هيغل. فانجلس لا ينطلق اطلاقا من الفلسفة الوضعية التي تنتمي إلى علم الاجتماع وهو في الأساس علم برجوازي.
ان الفلسفة الوضعية تنطلق من تقسيم الفكر الإنساني إلى ثلاثة مراحل وهي المرحلة اللاهوتية، والمرحلة الميتافيزيقية، ثم المرحلة الوضعية التي تؤكد أيضا بدورها على الاحساسات بوصفها مصدر المعرفة. ومع ذلك فالوضعية تعترف بوجود ما تسمى بقيم متعالية على البشر: الله! وهذا رغم نزاعها مع دين العصور الوسطى الذي وقف ضد حرية الفكر وتطور العلوم. فالوضعية بهذا المعنى تأتي من عناصر عصر التنوير لا عصر الثورات البروليتارية، فاوغست كونت الفرنسي (1798 - 1857)، مؤسس الفلسفة الوضعية وأب علم الاجتماع، كان يعيش في مرحلة تفسخ الاقطاعية ودخول البرجوازية ومدنيتها إلى مسرح التاريخ.
50 - انجلس: الفلسفة الوضعية أم المادية الميكانيكية؟ -2
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 28 - 08:18
)
أما أطروحات انجلس فتطابق دخول البروليتاريا وثوراتها مسرح التاريخ. ودون الانطلاق من هذه الوقائع التاريخية، فتقديم كل بحث بخصوص أطروحات انجلس، ينتهي بالتلاعب بالكلمات والاحداث وعبارات فلسفية.
أما إذا أردنا النظر إلى أطروحات انجلس، فعلينا البدأ من (انتي دوهرنغ) لا الايديولوجية الألمانية، و(ديالكتيك الطبيعة) لا العائلة المقدسة، فرغم انه معروف بأن انجلس شارك في صياغة هذه الكتب، ولكن التناقض بين منهج هذه الكتب (يعني منهج ماركس)، والصورة الخالصة لمنهج انجلس في الكتب المذكورة، هو نفس التناقض بين المادية التاريخية والمادية الميكانيكية وديالكتيك هيغل التي تسمى لدى انجلس المادية الديالكتيكية. فماركس في وادي وانجلس في وادي آخر. يبدأ ماركس من قوانين الاتقصاد السياسي الانجليزي وتجارب الثورات البرجوازية والبروليتارية الفرنسية، بينما يبدأ انجلس من ترهات هيغل من جهة، وحركة المادة التي كانت تمثلها فلسفة ديكارت وأمثاله. فمنشأ الفلسفة الماركسية في مدرستها الروسية بالذات، هو ديالكتيك هيغل والمادية الميكانيكية، ولم بليخانوف لا ينقل إلى روسيا سوى هذه الأفكار المشوهة.
51 - ماركس والمادية التاريخية
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 28 - 09:41
)
يبدأ ماركس مما بعد الاقتصاد السياسي، يعني من (نقد الاقتصاد السياسي)، فحين كان يشغل انجلس باله بترهات هيغل الديالكتيكية، فكان يبحث ماركس قانون تطور المجتمع الحديث، وهو الموضوع الذي نحن بصدده هنا.
ان تكوين تاريخٍ عالميٍ يعني جعل العالم مسرحاً للتَّناقضات الاجتماعية بين البرجوازية والبروليتاريا. وكان ماركس معاصر الأزمات الاقتصادية التي تتكرر بصورة منتظمة كل عشرة سنوات مرة. وهذه هي نقطة انطلاق ماركس المادية للبحث عن التاريخ العالمي والبروليتاريا العالمية والثورة العالمية، فهو يناقض الأطروحة الريكاردية التي تقر بنهاية التاريخ في الرأسمالية ويقول:
(إنَّ المادة الضَّخمة في تاريخ الاقتصاد السِّياسي التي جمعت في المتحف البريطاني، وكون لندن مركز مراقبة ملائم لأجل دراسة المجتمع البرجوازي، وأخيراً مرحلة التَّطور الجديدة التي دخل فيها هذا المجتمع، على ما يبدو منذ اكتشاف الذَّهب في كاليفورنيا وأستراليا، كلُّ هذا دفعني من جديد للعمل من البدء بالذَّات، وإلى معالجة المادة الجديدة بعين نقادة)، (أني كنت مضطراَ إلى الاطلاع على التَّفاصيل العملية القائمة، على ما وراء حدود الاقتصاد السِّياسي الصِّرف).
52 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد
(
2012 / 9 / 28 - 12:48
)
الرفيق العزيز انور
الرفاق المحاورون الاعزاء
شكرا للحوار الممنع والرائع
اقد مرت البشرية بتجربة الكومونة وان اي تغيير مهما كات نوعة سيمر من خلال الكومونة العالمية والاكثر نضجا
وعلى الجميع العمل عالى هذا الاساس
اعانقكم
53 - الاساتذه جميعا
عبد الرضا حمد جاسم
(
2012 / 9 / 28 - 13:43
)
تحية وامتنان
منذ فترة طويلة لم نلمس مثل هذا الحوار البناء والنافع والمطلوب لنتعلم
ننتظر التالي والذي نتمناه جميلاً ايضاً وسنحتفظ بهذا الموضوع للاستشهاد به وما جرى فيه حتى هذه اللحظه
نتمنى على السيد شعوب الجبوري ان يجيب على رد الاستاذ انور نجم الدين الذي جاء بالرقم43 حيث ان الاستاذ الجبوري يعلق او يتداخل لاول مره ونتمنى عليه ان يتحفنا بموضوع مفيد لأنه كما يبدوا من الدارسين للماركسيه بعمق ومداخلاته فلسفيه يصعب عليَّ انا ادراكها و فهمها
لكم جميعا تحياتي واحترامي ودمتم بخير
54 - لعزيز الرفيق فؤاد محمد
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 28 - 14:50
)
العزيز الرفيق فؤاد محمد
شكرا لمرورك وملاحظاتك.
تحياتي
55 - الاستاذ عبد الرضا حمد جاسم
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 28 - 14:58
)
أجزل الشكر لتقيمك، واني بدوري اتمنى ان لا يتجاهل الاستاذ الجبوري جواب أسئلتنا.
خالص تحياتي
56 - ماركس والنزاهة الفكرية
طلال الربيعي
(
2012 / 9 / 28 - 19:16
)
عزيزي الاستاذ انور نجم الدين
لربما ينبغي ان نتفق (على الاقل في الوقت الحاضر) على ان لا نتفق بخصوص هل ان انجلز كان ماديا ام مثاليا في افكاره. ولكن اسمح لي ان اطرح نقطة اخرى ذات صلة.
فكما نعلم ان كتاب الايدولوجية الالمانية قد كتب من قبل ماركس وانجلز معا, فبالتالي فان كلاهما مجتمعين يتحملان مسؤولية ما ورد في هذا الكتاب. ولقد اقتبست انا نصا من الايديلوجية الالمانية في تعليقي 45-44 مما يدل دلالة قاطعة على ايمان انجلز بالمادية ورغبته في انزال الفلسفة الالمانية من علياءها في السماء الى الارض وو..
فاذا اتفقنا فرضا ان انجلز كان مثاليا في حقيقته, فان السؤال هو: كيف وافق ماركس على ادعاءات انجلز بالمادية في النص المقتبس على الاقل (لان مسؤولية النص بداهة يتحملها الاثنان, ماركس وانجلز), وذلك اذا ما اردنا تجنب اتهام ماركس بالتحايل وعدم النزاهة الفكرية؟
مع مودتي
57 - استنتاجات مماثلة
طلال الربيعي
(
2012 / 9 / 28 - 20:53
)
اود ايضا ايراد المقطع التالي من كتاب
محاضرات في تاريخ الماركسية, تاليف د. ريازانوف, صفحة 16:
-ان ماركس تعرض, في السنوات الاولى من حياته, لمؤثرات مغايرة لتك التي تغرض لها انجلز, وان اثر الفلسفة الفرنسية في بيته كان قويا لغاية. اما انجلز فقد خضع, على العكس, لتاثير الدين في اسرة تكاد ان تكون متزمتة. وعليه, كانت المسائل المتعلقة بالدين اشد ايلاما على الدوام لانجلز منها لماركس. وفي ختام المطاف, وصل كل من ماركس وانجلز, بطريقتين مختلفتين, واحدهما بسهولة نسبية وثانيهما بصعوبة نسبية, الى استنتاجات مماثلة-
http://search.4shared.com/postDownload/ZWT7lWIb/____-__.html
مع مودتي
58 - مثالية انجلس-1
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 28 - 22:17
)
الاستاذ الربيعي! لا أفهم ما القصد من هل كان انجلس مثاليا أم لا؟ إذا كان السؤال هو: هل كان يؤمن انجلس بالله، فبالطبع الجواب هو كلا.
أما أفكار انجلس خليط من المادية والمثالية. والغريب هو انه يتحدث عن العلوم الطبيعية وكأنه عالم طبيعي. أما في الأخير يتوصل إلى الآتي:
(تتعلق النُّقطة الثَّانية بالقسم الذي يعالج العلوم الطَّبيعية النَّظرية. إنَّ في عرضي شيئاً كثيراً من الخراقة .. فلعلَّ التَّقدم في العلوم الطَّبيعية النَّظرية يصير مؤلفي نافلاً حتى درجة بعيدة أو بصورة كلية تماماً) (أنجلس، أنتي دوهرنغ).
رغم هذا الاعتراف الخطير، فان مصدر الماركسية في مدارسها الروسية -بليخانوف، لينين، تروتسكي- هو المباديء المطروحة المشوهة في أنتي دوهرنغ، فانجلس يعترف بأن تطور العلوم الطبيعية، سيجعل من مباديء مؤلف انتي دوهرنغ نافلة كليا.
وبعد، فيقول انجلس:
(لم تكن المسألة بالنسبة إليَّ بناء قوانين جدلية في الطَّبيعة، بل اكتشافها في الطَّبيعة واستخراجها منها).
أليست هذه فكرة مثالية، يا عزيزي؟
للطبيعة قوانين فيزيائية لا قوانين فكرية (جدلية)، واستخراج هذه القوانين بحاجة إلى علماء طبيعية وعلوم اختبارية لا انجلس
59 - مثالية انجلس-2
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 28 - 22:19
)
(اننا نعرف علما واحدا ألا وهو علم التاريخ، ويستطيع المرء أن ينظر إلى التاريخ من طرفين وأن يقسمه إلى تاريخ الطبيعة وتاريخ البشر. وعلى كل حال، فالطرفان غير منفصلين: فتاريخ الطبيعة وتاريخ البشر يشرطان بعضهما بعضا ما وجد البشر. وان تاريخ الطبيعة، المسمى العلوم الطبيعية، لا يعنينا هنا؛ لكنه لا بد أن ندرس تاريخ البشر، مادامت الايديولوجية بكاملها على وجه التقريب ترتد إلى تفسير خاطيء للتاريخ) (الايديولوجية الألمانية).
هل يفهم انجلس الذي يستخرج قوانين جدلية من الطبيعة، كلمة من هذه الأطروحات المادية؟ لاأتصور. وأنا مشكوك جدا من مشاركة انجلس في صياغة الايديولوجية الألمانية، فمؤلف كتاب انتي دوهرنغ، لا يمكنه أن يؤلف كتابا مثل الايديولوجية الألمانية أو العائلة المقدسة.
وانني أرغب في الاستمرار لو كان لديك الرغبة لتطوير هذا الجدل.
تحياتي
60 - الماركسية
محمد المثلوثي
(
2012 / 9 / 28 - 23:29
)
تقف مادية الماركسيين عند حدود ما يسمونه بالسؤال الفلسفي الأهم حول أسبقية المادة على الوعي والوجود -الموضوعي- للعالم المادي..وفي هذه الثنائية التأملية: وعي/مادة، تغرق الماركسية في خليط من الأفكار بين المادية الطبيعانية والميتافزياء المعدلة بالسبينوزية والفيورباخية وصوفية الديالكتيك الهيغلي ووضعية كونت كل ذلك ممزوجا بالافكار الاشتراكية التي طورتها الاشتراكية الديمقراطية الالمانية ذات الطبيعة الاصلاحية وخليط من الافكار الاقتصادية هي مزج بين الاقتصاد السياسي الكلاسيكي والاقتصاد العامي مع لهجة عمالية وشعبوية في احيان كثيرة...هذا المسخ الايديولوجي صار وسيلة ملائمة لكل حزب او تيار لاستعماله في حربه من اجل السلطة السياسية، وصار بالامكان تبرير كل السياسات الاصلاحية والانتهازية باسم الديالكتيك -المادي- وتقسيم الحركة العمالية الى شيع وفرق متناحرة حول هذا التأويل أو ذاك لهذا النص المقدس أو ذاك وانتقلت بفضل الماركسيين عدوى عبادة الزعماء والأنبياء والأولياء الصالحين الى صفوف البروليتاريا الثورية
61 - تغيير العالم
محمد المثلوثي
(
2012 / 9 / 29 - 00:01
)
الفلاسفة يتأملون العالم ولا يغيرون فيه شيئا سوى أن افكارهم المجردة (والتي هي نفسها تعبير عن وجود واقعي، تعبير ايديولوجي مشوه)تمثل قوة مادية للحفاظ على النظام الاجتماعي السائد والحفاظ على تمايزهم هم انفسهم بصفتهم فئة خاصة في المجتمع. وهم اذ يعلون من شأن الوعي بشكل صوفي فانما يعلون من شأن أنفسهم وحذلقاتهم البلاغية ورموزهم واشاراتهم التي يريدون من خلالها استبعاد عامة الجمهور عن مملكتهم الفلسفية وتحويل العالم الى أحجيات وطلاسم لا يفقهها الا -الراسخين في العلم- على طريقة الفرق الدينية...أما من يغير العالم فهي القوى الانتاجية ولعل أعظم قوة انتاجية ثورية هم منتجو الثروة الحقيقيين أنفسهم، اي البروليتاريا الثورية، وهذه الأخيرة تجد في وضعها الواقعي المادة والوسائل لإنجاز مهامها التاريخية وهي في ذلك لا تلتفت للنظريات والبناءات التأملية بل الى وجودها الفعلي. وليس الوعي الثوري، اي كل الأبحاث النقدية التي يطورها مناضلو هذه الطبقة او المثقفين الذين يتمكنون من الارتقاء الى موقع هذه الطبقة الثورية،سوى تعبير جزئي ومحدود عن هذه الحركة بالذات وعن تطورها والدروس المستخلصة من نشاطها الثوري
62 - المادية الجدلية...أكذوبة الماركسية
محمد المثلوثي
(
2012 / 9 / 29 - 00:30
)
من العجيب أن يدعي الماركسيين أن منهج ماركس هو المادية الجدلية بينما هذا الأخير لم يذكر ولو لمرة واحدة مصطلح -المادية الجدلية- في كل كتاباته. فهل غفل ماركس عن مجرد تسمية منهجه؟ طبعا لا، فماركس لم يخطر بباله أصلا أن يكون -ماديا جدليا- لأن هذه المادية الجدلية لا تعدو كونها أكذوبة فعلية، فالمادية ليست جدلية ولا الجدل ماديا لا من حيث الأصول ولا من حيث منهج فهم وتفسير العالم، فكيف لمنهج صوفي مثالي مثل منهج هيغل أن يكون ماديا؟ وهل المنهج لعبة حتى نقلبه على رأسه ليصبح ماديا بعد أن كان مثاليا؟ واذا كان هيغل متناسقا من حيث اعتباره للديالكتيك كمنهج في فهم العالم (والديالكتيك هو بالفعل منهج لاهوتي في التفكير)فان الماركسيين قد حولوا الديالكتيك الى مجموعة قوانين يدعون أنها قوانين تحرك كلا من الطبيعة والتاريخ..فهل بعد هذا بلاهة. فمن جهة لو كانت القوانين التاريخية قوانين طبيعية مطلقة لإنتهى التاريخ نفسه، اذ التاريخ هو بالضبط التغير الدائم في القوانين التي تحكم الحياة الاجتماعية للبشر وأساليب انتاجهم لحياتهم المادية، (يتبع)
63 - المادية الجدلية...أكذوبة الماركسية2
محمد المثلوثي
(
2012 / 9 / 29 - 00:38
)
ومن جهة أخرى لو كانت قوانين الديالكتيك هي نفسها القوانين التي تسير الطبيعة لأصبح العلم لا غيا أو مجرد شرح لقوانين الديالكتيك نفسها.فهل احتاج العلماء الى الديالكتيك ليبحثوا القوانين الطبيعية ام صار الديالكتيك يبرر نفسه من خلال العلوم الطبيعية تماما مثلما تفعل الاديان بعد ان كنستها العلوم المعاصرة
64 - العزيز الرفيق المثلوثي
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 29 - 14:12
)
ملاحظاتك رائعة ودقيقة جدا، وانتقاد ماركس لمادية فيورباخ، يعتبر انتقادا لكل ما يتمسك بهذه المادية التي تعود جذورها إلى المادية الحسية التي تنقطع فقط من منهج فلاسفة القدمى. أما المادية هذه فلا يقترب من التاريخ، أو كما يقول ماركس:
(ان فيورباخ، في حدود كونه ماديا، لا يجعل التاريخ يتدخل قط، وفي حدود ادخاله التاريخ في حسابه، فهو ليس بمادي. ان التاريخ والمادية منفصلان كليا عنده) (الايديولوجلية الألمانية).
فالمادية العينية -المرئية- هذه، لا تنطلق اطلاقا من العالم الحسي بوصفه نتاج تغيرات تاريخية لا أفكار الفلاسفة، فهي بالتالي يسقط في المثالية، كما يقول ماركس.
تحياتي الرفاقية
65 - العزيز المثلوثي –تعليق رقم 62
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 29 - 14:36
)
يقول الرفيق المثلوثي: (من العجيب أن يدعي الماركسيين أن منهج ماركس هو المادية الجدلية بينما هذا الأخير لم يذكر ولو لمرة واحدة مصطلح -المادية الجدلية- في كل كتاباته).
ولنسأل الآن: أين نجد فكرة المادية الجدلية لو لم نجد مؤلفات انجلس الديالكتيكية: (انتي دوهرنغ) و(ديالكتيك الطبيعة)؟ وإذا قمنا بشطب (Delete) كتابات انجلس الديالكتيكية، فلا يبقى شيئا في اذهاننا بخصوص المادية الجدلية، فانجلس هو وحده يتمسك بمنهج هيغل.
66 - الرفيق المثلوثي: اضافة اخرى إلى ملاحظاتك
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 29 - 15:19
)
الرفيق المثلوثي: اضافة اخرى إلى ملاحظاتك
كيف يمكن التحقق من التناقض بين منهجي ماركس وانجلس؟
من المعلوم ان كتاب (بؤس الفلسفة) عمل من أعمال ماركس نفسه، وان كتاب (انتي دوهرنغ) عمل خالص من أعمال انجلس. ومعروف لحد اليوم بأن كتاب (العائلة المقدسة) وكتاب (الايديلوجية الألمانية)، أعمال مشتركة لماركس وانجلس.
ولكن منهج (العائلة المقدسة) و(الايديلوجية الألمانية)، متناقض كليا مع منهج (انتي دوهرنغ) ومتفق تماما مع منهج (بؤس الفلسفة).
67 - ملاحظات أخرى: ماركس والتغيير
انور نجم الدين
(
2012 / 9 / 29 - 16:03
)
يقول ماركس:
(انه الوهم القديم بأن تغيير الشروط القائمة لا يتوقف إلا على إرادة الناس الطيبة، وان الشروط القائمة تتألف من أفكار. ان الرغبة في تبديل الوعي، هذا الوعي المنفضل عن الشروط الفعلية - وهو ما يجعل الفلاسفة منه حرفة، يعني عملا تجاريا - ذلك ايضا نتاج للشروط القائمة وعنصر لا ينفصل عنها).
(ان الثورة الشيوعية التي تلغي تقسيم العمل تؤدي في المطاف الأخير إلى زوال المؤسسات السياسية؛ وانه ليترتب عليه أخيرا ان الثورة الشيوعية ستوجه ليس من قبل (المؤسسات الاجتماعية للاشخاص المبدعين الموهوبين اجتماعيا)، بل من قبل حالة القوى المنتجة).
(الايديولوجية الألمانية، ص 409، 410).
68 - الفلسفة ليست ترفا فكريا
طلال الربيعي
(
2012 / 10 / 3 - 02:39
)
عزيزي استاذ انور نجم الدين
الفلسفة لا تشغل نفسها بامور تجريدية خيالية كما تعتقد. ففلاسفة مثل
بيركلي, هيوم, ريد, و جون ستيوارت مل كانوا فلاسفة تجريبيين
http://www.questia.com/library/400977/british-empirical-philosophers-locke-berkeley-hume
كما ان هنالك دوريات متخصصة ففط في فلسفة العلم
http://bjps.oxfordjournals.org/content/current
وكذلك هناك دوريات لمعالجة العلاقة بين الفلسفة والطب النفسي وعلم النفس.
http://www.press.jhu.edu/journals/philosophy_psychiatry_and_psychology/
هذا اضافة ألى آلاف ألكتب ألمؤلفة في هذه ألمجالات.
كما ان العلماء الطبيعيين انفسهم يلجأون الى تجارب عقلية في معالجتهم لمشاكل علمية معقدة. مثل تجربة القط ألأسود لعالم الكم شرودنجر.
E. Schrödinger, Die gegenwärtige Situation in der Quantenmechanik, Naturwissenschaftern. 23: pp. 807–812; 823–823, 844–849. (1935). English translation: John D. Trimmer, Proceedings of the American Philosophical Society 124, pp. 323–38 (1980), reprinted in Quantum Theory and Measurement, p. 152 (1983).
يتبع
69 - الفلسفة ليست ترفا فكريا
طلال الربيعي
(
2012 / 10 / 3 - 02:41
)
ساحاول ألتطرق الى ألنقاط الأخرى كلما سنح لي ألوقت.
مع ألمودة
70 - تعليق على تعليق، 43 أنور نجم
شعوب الجبوري
(
2012 / 10 / 3 - 06:41
)
تحياتي لجميع المعلقين الافاضل
أن الفلسفة، -ليس ليست تلاعب بالالفاظ-، كما جاءت في الفقرة 43، والتعليقات والردود جميعها في محاولات لقراءة النصوص فلسفيا...ليس موضوعي الان هذا..ولكن
الفلسفة ليس تلاعب بالالفاظ، ان كان لها منهج، بل هي تقوم بتأويل أساليب وادوات استخدام الزمن معرفيا الى وعي تاريخي متصلا. منهجها هذا، يأخذ ماضوية الوعي وتراتبيته ليتقاطع معه في ذات الزمن، مما تمرر به فترات ومراحل افتراضية متصارعة لتحقيق الفكرة المدهشة في نصه المعرّف الى معنى مكاني، لكن النتائج تثير فيها فراغا نصياً لواقع تاريخي غير مقرؤ وعيويّيا بنيوية في جوهرية محتوى التقادم مما يشكل قطيعة معرفية مع المعنى وليس مع النص، وهنا تكون مهمتها، بمثابة عامل محوّل بقراءة وتحويل الزمن التاريخي الى واقع مقرؤ مفكك المعنى بالتفسير...، وهذا خلاف العلمية ، الذي هو مقياس تحايثي معياريي في ادوات (المفسر) لتلك القطيعة للفراغ النصيّ الزمني عبر مراحل الافتراضات المسّبقة لها فلسفيا، ليجعل لها قواعد متجددة محفزة وحيوية (لها معنى) بالقراءة الجديدة ليحولها من وعي فلسفي تاريخي الى واقع علمي تاريخي....يتبع الى التعليق اللاحق
71 - تابع 2 تعليق على تعليق، تعليق 43 أنور نجم
شعوب الجبوري
(
2012 / 10 / 3 - 06:58
)
....تابع
ليجعل لها قواعد متجددة محفزة وحيوية (لها معنى) بالقراءة الجديدة ليحولها من وعي فلسفي تاريخي الى واقع علمي تاريخي، معايرا بذلك عن التطور للوعي الزمني التاريخي لواقعه العضوي الضروري من الخارج الى المركز.
لذلك حينما قصدت بالمؤدين/الديني للمقدس-الايديولوجي الماركسي في الفلسفة اعلاه هو ليس نفسه المؤشكل مع المنهج العلمي واساليب ادواته. لاننا حين نفقد المعرفة والابعاد بين مفهوم الرؤيا/بالنص ومفهوم الهدف/المعنى بين الفلسفة والعلم، قد نقع حتما بالقطيعة التي تنبه بها الماركسيون النقديون المحدثون، حينما نجعل وعيينا قياسا بالقطيعة مع قراءتنا لماركس ونشتبك بلتواصل ألايديولوجي في تثليم العلمية لما تركه. مما يصيبنا في حسما بديهيا متصلا بالقطيعة مع القراءة والتمييز المجرد الفلسفي للنص والمعنى ، والزمن والمكان بين المفهوميين للمنهجيين المتقاطعين بالضرورة بالتواصل ونظرية الفعل ... ونكون قد إضعنا قراءنا والمتابعين وانفسنا في الاضرار وليس في النفع والفائدة...دمتم
72 - ارحم بنا لطفا
عبد الرضا حمد جاسم
(
2012 / 10 / 3 - 08:37
)
السيد شعوب الجبوري
تحيه
تعليقيكم 70و71
قد تكون مخصصه للنخبه وانا لست منهم لذلك لم افهم منها شيء على تواضع تحصيلي
ثم مثل هذه اللغه الصعبه تحتاج الى ضبط الكلمات لغوياً(أملاء ومخارج او حركات)ليتسنى لمن هم مثلي وهم الكثره من القراء للبحث عن معاني العبارات والكلمات
نتمنى ان تكتب لنا نحن الصف الثاني او الثالث من القراء موضوع مبسط يناسبنا في الفلسفه
شكرا لك ما تفضلت به
73 - التناقض بين الفلسفة الحسية وعلم التاريخ -1
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 3 - 10:18
)
عزيزي الاستاذ الربيعي مع التحيات والشكر لهذا الاهتمام وهذه الانتقادات الجادة.
إذا أردنا التحقق من طرق أو مناهج البحث عن مصدر المعرفة في خطوطها التاريخية العريضة، فيمكننا تلخيص كل هذه الحركة التاريخية في الآتي:
- في الطريقة الأولى يتم الانطلاق إما من الفكر المجرد (جدل أفلاطون، منطق أرسطو، المنطق الجدلي الهيغلي)، وإما من الأشياء الحسية (بيكون، هوبز، لوك، فيورباخ، ريكاردو، جون ستيوارت مل).
- في الطريقة الثانية، يتم الانطلاق مما وراء الأشياء المادية، أي من قوانين المادية لشروط وجود الأشياء، الطبيعية أو الاجتماعية (نيوتن، داروين، ماركس).
فهل هناك طريقة أخرى للبحث في خطوطها العريضة؟
بخصوص الملاحظات الحسية بوصفها مصدر المعرفة، يقول ماركس:
(ان المؤسس الحقيقي للمادية الانجليزية وكل العلوم التجريبية الحديثة هو فرنسيس بيكون، وعلوم الطبيعة هي العلم الحقيقي عنده، والفيزياء التي تقوم على الادراك هي أفضل أقسام الطبيعة. وكان اناكساغوراس بمذهبه في (الجسيمات المتشابهة) وديموقريط بمذهبه في الذرات المرجعين اللذين يرجع اليهما. والحواس، بحسب تعاليمه، لا تخطيء وهي مصدر المعرفة) (العائلة المقدسة، ص 166)
74 - التناقض بين الفلسفة الحسية وعلم التاريخ -2
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 3 - 10:20
)
ان أساس المعرفة في الفلسفة الحديثة، هي الطريقة الحسية، وان الحركة هي أهم صفات المادة. وان هذه الحركة تمتد من القرن السابع عشر إلى قرن التاسع عشر، ومن وجهة نظر عصرها، فتتلخص في المادية الميكانيكية.
ينطلق انجلس ثم بليخانوف ولينين وتروتسكي، من هذه المادية. أما ماركس فينطلق مما وراء المادية الميكانيكية، فيعتبر التاريخ لا الاحساسات، هو المصدر المادي للمعرفة. وفي انتقاده لفيورباخ، وهو نفس الانتقاد لانجلس، يقول ماركس:
(ان فيورباخ يتحدث بصورة خاصة عن تصور علم الطبيعة، ويستحضر أسرارا لا تنكشف الا لعيون الفيزيائي والكيميائي) (الايديولوجية الألمانية، ص 36).
أما لدى ماركس، فعلم الطبيعة نفسه ظاهرة تاريخية، وضد فيورباخ، فهو يقول:
(.. لكن أين يكون علم الطبيعة لولا التجارة والصناعة؛ وحتى هذا العلم الطبيعي الذي يسمى (صرفا)، أليست التجارة والصناعة، نشاط البشر المادي، هي التي تعين له هدفا وتزوده بالمواد؟).
ان المادية الألمانية في آخر تطورها، تبدأ من المادة وعلاقتها بالروح، يعني تبدأ من تناقض فيورباخ مع هيغل. و يبدأ انجلس من هذه النقطة المشوهة للمادية.
75 - التناقض بين الفلسفة الحسية وعلم التاريخ -3
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 3 - 10:22
)
أما ماركس فيبدأ مما وراء مادية فيورباخ وديالكتيك هيغل، فهو يبدأ من نقد النقاد. لا من المادية الديالكتيكية، أي من مادية فيورباخ وديالكتيك هيغل.
وهكذا، فالاحساسات -أي الطريقة التجريبية التجريدية-، ليست طريقة ماركس في البحث، حيث إن المشاهدة والتجربة من خلال الإحساسات البشرية الخمسة، لا تكفي لاستخراج القوانين المادية. وهذه الطريقة في البحث تنتهي في الأخير في (المادية الميكانيكية)، فالماركسية -انجلس، بليخانوف، لينين، تروتسكي- تتمسك بطريقة الفلسفة الحسية لا المادية التاريخية.
يقول لينين: (لا يمكن أن تشيخ مسألة معرفة فيما إذا كان البصر، واللمس، والسمع، والشم، هي ينبوع المعرفة البشرية) (المادية والمذهب التجريبي النقدي، ص 122).
ولكن من غير الممكن تحري الأشياء بالفكر المجرد -بالفلسفة- أو بالاحساسات البشرية -الفلسفة الحسية، وتجريبية هيوم والآخرين، لا تتجاوز الملاحظات الحسية. وتأويل انجلس ثم بليخانوف لينين وتروتسكي وستالين على صعيد السياسة، شوهت كل هذه المسائل إلى أبعد الحدود.
76 - ماركس والمادية الديالكتيكية: هيغل وفيورباخ
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 3 - 10:31
)
للتأكيد على ما نقوله حول علاقة ماركس بهيغل وفيورباخ، فلنذكر الآن المقاطع الآتية:
(ان هؤلاء (الاشتراكيين) أو (الاشتراكيين الحقيقيين) كما يسمون أنفسهم لا يرون في الأدب الشيوعي الأجنبي التعبير عن حركة فعلية ونتاجها، بل كتابات نظرية خالصة كليا من (الفكر الخالص)، تماما كما يتخيلون ان تلك هي الحال بالنسبة إلى الأنظمة الفلسفية الألمانية .. وذلك من جهة واحدة من جراء جهلهم بالمؤلفات والنصوص المسجلة فيها، ومن جهة الثانية من جراء مفهومهم الخاطيء المشار اليه اعلاه عن الادبيات الاشتراكية والشيوعية – فانهم يحاولون ايضاحها بالاستنجاد بالايديولوجية الألمانية، وعلى الأخص ايديولوجية هيغل وفيورباخ .. وحين يفعلون ذلك يغادرون ميدان الواقع، ميدان التاريخ، ويرجعون إلى ميدان الايديولوجية، ويستطيعون عندئذ بدون صعوبة، في جهالتهم بالعلاقات الفعلية، ان يستبدلوها بعلاقة وهمية) (الايديولوجية الألمانية).
ان الأطروحات أعلاه، تبين بوضوح تناقض منهج ماركس مع منهجي فيورباخ (المادية) وهيغل (الديالكتيكية).
77 - الاستاذ الجبوري: التأويل
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 3 - 10:32
)
شكرا جزيلا لمساهمتك، فكل ما أفهم من عرضك هو ان حركة تأويل النصوص مستمرة مع تغير هذه الحركة في الزمان والمكان.
ان التأويل نتاج الفجوات في التاريخ –الزمكان-، فالقراءة الصحيحة غير موجودة دائما، فكل قاريء يفهم النص حسب سد فجواته .أما الفجوات التاريخية تأتي من الفواصل الموجودة بين دول العالم (الزمكان). وهذا هو ايضا منشأ تأويل مفهوم ماركس حول تغيير العالم.
ان منشأ التغيير لم يشغل فكر البشرية على مرّ الزمن. وان أول مَن طرح هذا السؤال هو علم التاريخ لا الفلسفة. واليوم ان مصدر تغيير العالم لدى الناس هو: اما السماء أو الطبيعة، واما التاريخ. وما يحاول ماركس بدوره هو جواب السؤال الآتي: هل المستقبل من صنع النقد؛ يعني من صنع أفكار الفلاسفة؟
يحول الفلاسفة النقد في النهاية إلى قوة فائقة القدرة. أما التاريخ فلا يتغير حسب نقد النقاد. ويقول ماركس:
(من الطبيعي ان النقد المكتفي ذاتيا، الكامل والتام في ذاته، لا يعترف بالتاريخ في مجراه الحقيقي .. ولذلك تحرر التاريخ من كثافته، والنقد، الذي له وضع حر بالنسبة لموضوعه، يخاطب التاريخ قائلا: (كان عليك أن تجري بالطريقة كذا وكذا) (العائلة المقدسة، ص 9).
78 - الفلسفة وعلوم الدماغ المعاصرة
طلال الربيعي
(
2012 / 10 / 3 - 11:26
)
عزيزي ألأستاذ انور نجم الين
اجد نفسي مضطرا للتعليق بعجالة الآن على تعليقك 73
والذي بتفديري يشكل نقطة الخلاف الرئيسي بينك وبيني.
تقول:
- في الطريقة الأولى يتم الانطلاق إما من الفكر المجرد...-
اني ذكرت هذه الأسماء فقط كمثال. فليس هتالك تفكير مجرد بتاتا, لأن اي انسان منا يلد في لغة سبقته وتؤثر فيه, وهي, اي اللغة, وعاء لكل الافكار والقيم السائدة في عصر ما. كما ان مقولة الفكر المجرد لا تتفق ا بدا مع علوم الدماغ المعاصرة, وهذا هو بيت القصيد. كمثال اذكر:
http://www.nyu.edu/gsas/dept/philo/faculty/block/papers/Block_BBS.pdf
كل همي التأكيد هو ان الفلسفة ليست خربشة, فلا يمكننا ابدا دراسة أي موضوع دراسة جدية بدون فلسفة.
مودتي
79 - ما الفلسفة؟
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 3 - 14:14
)
يقول هيغل: (ملكوت الحقيقة تسكن الفلسفة، تؤسس، وفيه نحن نشارك زراعتها. كل ما ثمة في الحياة من حق وعظيم والهي هو من صنع الفكرة؛ وموضوع الفلسفة هو القبض على الفكرة في شكلها الحقيقي والكلي)، (الدين شكل، نمط للوعي يعبر كيف الحقيقة مصنوعة لجميع البشر. المعرفة الفلسفية، بالعكس، شكل خاص للحقيقة في الوعي. ليست ملكا لجميع البشر، بل لعدد قليل منهم. محتوى الحقيقة في الحالتين واحد، ولكن، كما يقول هوميروس عن بعض الاشياء ان لها اسمين، واحدا في لغة الآلهة والآخر في لغة الكائنات الفانية)، (الدين له محتوى مشترك مع الفلسفة، وحدها الأشكال مختلفة).
مختارات 1.
اننا بكل تأكيد لا يمكننا أن نقول: اتركوا الفلسفة جانبا، مثلما لا نستطيع أن نقول اتركوا التقسيم العمل جانبا وهو الأساس المادي للأفكار المختلفة وله مبرره المادي في التاريخ. ولكننا نقول: ان المادة التاريخية المجهولة لدى الفلاسفة في عصرهم، هي التي كانت تحدد مدى معارفهم، فالمعرفة الفلسفية غير علمية، وتستند على طريقة تأملية. وبهذا المعنى، فمعرفة الفلاسفة ليست سوى معرفة معزولة عن الواقع المادي.
ان العلم يستخدم الوسائط المادية في البحث بدل التأملات الفلسفية.
80 - ما الفلسفة؟
سنان أحمد حقّي
(
2012 / 10 / 3 - 15:05
)
الأساتذة الأعزاء المحترمون
تشترك الفلسفة مع مفهوم الحكمة المتداول عندنا في الشرق من أنها وضع الشئ في موضعه وهي أي الفلسفة لا تقوم بحد ذاتها بتغيير الواقع حيث أنها تعلمنا أسس التفكير السليم والعلمي فإن كان هناك وضع غير سليم ويحتاج إلى تغيير فإنها تدلّنا عليه بوسائل التحليل العلمي وبطرق التفكير السليم تعلّمنا كيف نضع الأمور في نصابها الصحيح أي بما يشتمل على تغيير الأوضاع إلى إتجاه الوضع الذي يقبله التفكير السليم ولا يعني هذا مطلقا أننا نفعل ما نشاء بواسطة الفلسفة ولا أن الفلسفة توفّر لنا الوصول إلى أغراضنا مهما كانت فهذا مستحيل لأن ما هو مخالف للواقع ومنطق الأشياء لا يمكن مخالفته أبدا أمّا ما هو متاح علميا فنعم ، أي أننا بعد أن نتعلّم أن المواد جميعها تتمدّد يمكن أن نتحاشى حدوث إلتواء قهري في السكك الحديديّة وذلك إمّا بوضع مفاصل للتمدد أو التفكير باستعمال تقنيات الجهد المسبق أو غيره بحيث نغيّر الواقع المتوقّع إلى حيث تكون الحال أفضل بلا إلتواءات وهذا قادنا له التفكير السليم من منطلق منطق الأشياء وسلوكها وليس أ لأننا نرغب بالتغيير أو لأننا لا نرغب
81 - أسّ الخلل في هذا السجال الفلسفي
حميد خنجي
(
2012 / 10 / 3 - 15:22
)
بدءً لابد من التنويه والشكر على جهد الزميل أنور نجم الدين لتبيان سوء الفهم الذي حدث لبعض الأخوة، وتحميلهم لجملة ماركس الإشكالية والمركبة والصعبة ما لا تُحتمل
فبنظري تحليل أوتفكيك صاحب المقال (أنور) أقرب إلى فهم ما عناه ماركس.ولكن مشكلة الأخ الفاضل أنور أنه فصل فصلا تعسفيا بين الموضوع والذات وهما -بالطبع- عاملان لايمكن الفصل بينهما وذلك بسبب الأرتباط الدياليكتيكي بين العوامل المؤثرة -الموضوعية والذاتية- للصيرورة التاريخية ولو أنه تجريدي(غير حقيقي). وعند التحليل يجب القيام بعملية الفصل التفكيكي بُغية تقريب فهم المعنى ولكن يجب إدراك أو تدارك أن هذا الفصل المجبر- التعسفي إن صح التعبير- تصوري أوصوري فحسب وليس واقعي! فالأخوة الذين يقفون على الطرف الآخر من السجال (معارضي وجهة نظر أنور) يسقطون من حيث لايدرون في الميكانيكية والإرادوية حين يعتقدون باولوية قوة الفكر والجهد البشري في التغييرات التاريخية. أما أصحاب الفلسفة أوالمفهوم اللآسلطوي-الأنارخية- أي أنور ومريديه فهم يسقطون في ما يمكن إعتباره الحتمية التاريخية-الظروف الموضوعية الصرفة- بعيدا أوغير آبهين لدور الفرد في التاريخ - العوامل الذاتية
82 - ماركسية القرن التاسع عشر
طلال الربيعي
(
2012 / 10 / 3 - 17:29
)
عزيزي الأستاذ حميد خنجي
ان عدم امكانية فصل الذات عن الموضوع قد جسدتها التجربة العقلية الشهيرة: تجربة القطة السوداء لعالم الكم الشهير شرودنجر ولعموم علم الكم, كما اشرت اعلاه. ولذلك يعتبر العديد علم الكم علما من علوم بعد الحداثة, كما ذكرت في مقالتي والتي نشرت اصلا قبل ما يزيد عن عشر سنوات في الثقافة الجديدة, واعيد نشرها لاحقا في الحوار المتمدن.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=64643
المشكلة هي ان ألأستاذ انور نجم الدبن قد قيد نفسه بماركسية القرن التاسع عشر التي لم تعايش علم الكم, نظرية الفوضى الرياضية, نظرية الكارثة الرياضية, ومنطق جودل الرياضي اللاتكاملي. انه يتكلم عن ماركسية تجاوزها العلم منذ ما يقرب من مائة عام.
مع مودتي واحترامي للجميع
83 - الاستاذ سنان أحمد حقّي
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 3 - 17:44
)
شكرا لمرورك ولملاحظاتك، وان تغيير العالم كما تفضلت، لا يجري حسب رغباتنا. أما التاريخ في الفلسفة، أو لدى الفلاسفة، يصبح مجرد تاريخ الأفكار كما تصنعها المخيلة. وبهذا الصدد فيقول ماركس:
(عند الفلاسفة العلاقة = الفكرة. انهم لا يعرفون إلا علاقة (الإنسان) بنفسه، ولذا فان جميع العلاقات الفعلية تصبح افكارا بالنسبة اليهم) (الايديولوجية الألمانية، ص 88).
تحياتي الخالصة
84 - الاستاذ حميد خنجي مع خالص التحيات -1
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 3 - 17:59
)
شكرا لمرورك ولمساهمتك. أما الأمر في موضوعنا هنا يتعلق بدور الفلاسفة في تغيير العالم لا بالحتمية التاريخية للتغيير من تشكيلة اجتماعية إلى أخرى. وبخصوص دور الفرد في التاريخ، فلنسأل فورًا: أين ومتى قام فرد ما -أو حزب ما- في التاريخ بتغيير العالم ابتداءً من العبودية ومرورًا بالاقطاعية وانتهاءً بالرأسمالية؟
حسب ماركس:
(ان هذه النظرة إلى الحياة -حتى نظرة الفلاسفة الزائفة- لا يمكن بكل تأكيد أن تحدد، في جميع الأحوال، إلا بفعل حياتهم الفعلية. وبالتالي فانه يترتب على ذلك بصورة مؤكدة ان تطور المرء محدد بتطور جميع الآخرين الذين تقوم بينه وبينهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة .. وان تاريخ فرد وحيد لا يمكن ان يفصل عن تاريخ الأفراد السابقين والمعاصرين ..
.. ليس مطلب العصر، كما يتوهم سانشو، (تطوير الذات)، وهو ما صنعه كل فرد حتى الآن دونما أي نصح من سانشو، بل ان عصرنا يفرض علينا بالاحرى ان نتحرر من نمط تطور محدد تماما. ان هذه المهمة، التي تمليها الشروط الراهنة، تتطابق مع تلك المهمة التي تستقيم في تنظيم المجتمع تنظيما شيوعيا) (الايديولوجية الألمانية، ص 478).
85 - الاستاذ حميد خنجي مع خالص التحيات -2
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 3 - 18:01
)
ان الأمر يتعلق بالتحرر من نمط إنتاجي معين لا من الأفكار، فكل فرد -ماركس مثل لينين، محمد مثل المسيح- وكل علاقات الأفراد الشخصية، محددان في آخر تحليل بالواقع القائم وقوانين وجوده. وان التغيير في هذا الواقع، مهمة طبقية لا فردية. فـ (الذات) بالنسبة الينا هي الطبقة التي مكلفة بالتغيير الثوري للعالم لا هذا الفيلسوف أو ذاك، أما الشروط المادية لهذا التغيير، فيعبر عنها ماركس على الشكل التالي:
(ان الملكية الخاصة لا يمكن الغاؤها إلا بشرط تطور شامل للأفراد، لأن الطابع القائم للتعامل والقوى المنتجة طابع شامل، ولا يمكن إلا لأفراد متطورين بطريقة شاملة ان يتمثلوها، يعني ان يحولوها إلى تظاهرات حرة لحياتهم. ولقد بينا ان الأفراد في الوقت الحاضر ملزمون بالغاء الملكية الخاصة، لان القوى المنتجة وأشكال التعامل قد بلغت مستوى عاليا من التطور بحيث أصبحت، تحت سيطرة الملكية الخاصة، قوى هدامة، ولان التناقض بين الطبقات قد بلغ حده الأقصى .. وأخيرا، لقد بينا ان الغاء الملكية الخاصة وتقسيم العمل يشكل بحد ذاته ذلك الاتحاد للأفراد على الأساس الذي خلقته القوى المنتجة الراهنة والتعامل على النطاق العالمي) (ص 478-479).
86 - الاستاذ الربيعي: الكم والتاريخ -1
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 3 - 19:05
)
في (مادية لينين مادية ميكانيكية-1)، المنشور في الحوار المتمدن في 10 / 2 / 2010، قد قلنا:
كانت العصور الوسطى العصر الذهبي لمنطق أرسطو الصوري، المنطق الذي لا يمثل سوى الفكرة ذاتها، الفكرة المنفصلة عن الواقع، تعتمد في الأساس على برهنة غير واقعية في مقياس الأفكار من حيث صوابه أو خطؤه، وبقي المنطق الأرسططاليسي دون منازع إلى أن ظهر في التاريخ منهج جديد، يبحث الظواهر من حيث منشأها التاريخي. وكان منطق أرسطو (384 - 322 ق.م)، يمثل جدل الفلسفة الإغريقية القديمة من جدل بارمنيدس (515 - 445 ق.م)، وزينون (490 - 430 ق.م)، والجدل السفسطائي في الفلسفة التصورية عند سقراط (469 - 399 ق.م)، ثم جدل أفلاطون (427 - 347 ق.م).
أما بعد بروز الصراعات حول مصدر المعارف البشرية، بين التيارات الفكرية الفلسفية من جهة، وبين العلم والفلسفة من جهة أخرى، فبدأ الهجوم بالذات على الفكرة المنطقية الأرسططاليسية، وخاصة من قِبَل ديكارت؛ ففي عصر العلوم الميكانيكية، ومن وجهة نظر علم الرياضيات، ومن المنظور الذي يستند في الأساس على الكم هاجم ديكارت منطق أرسطو.
87 - الاستاذ الربيعي: الكم والتاريخ -2
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 3 - 19:07
)
أما كما قلنا أعلاه، فمادية انجلس تبدأ من ديكارت وأمثاله، عكس مادية ماركس الذي يبدأ من التاريخ لا الميكانيكا أو الكم او الرياضيات.
وضد الألمان وفلسفتها المادية والديالكتيكية، يقول ماركس:
(ان الفرنسيين والانكليز، حتى اذا هم لم يتصوروا علاقة هذه الحقيقة بما يسمى التاريخ إلا بطريقة بالغة الضيق، وعلى الأخص بقدر ما ظلوا سجناء الايديولوجية السياسية، قد قاموا مع ذلك بالمحاولات الأولى من أجل اعطاء كتابة التاريخ اساسا ماديا، وذلك حين كانوا السباقين إلى كتابة تواريخ المجتمع المدني، والتجارة والصناعة) (الايديولوجية الألمانية، ص 37).
وفي العائلة المقدسة، ص 199، يكرر ماركس نفس هذه الأطروحة ويقول:
(ان نقد الفرنسيين والانكليز ليس نقدا مجردا .. انه النشاط الانساني الحقيقي للأفراد .. انه النقد الواقعي الحي للمجتمع القائم).
هكذا، ينتقد ماركس الفلاسفة ومادية القرن الثامن عشر من وجهة نظر المادية التاريخية.
مع الشكر والاحترام
88 - الاستاذ حميد خنجي: الماركسية والأناركية
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 3 - 19:39
)
أنا لا اعتبر نفسي ماركسيا ولا أناركيا، بل أحاول التمسك بالمنهج المادي للتاريخ.
أما ماركس فلم يكن ماركسيا حيث ان الماركسية تنتمي إلى عالم المذاهب، ولا يمكن أن يكون ماركس مذهبيا.
تحياتي
89 - ماركس ابن عصره
طلال الربيعي
(
2012 / 10 / 3 - 20:48
)
عزيزي استاذ انور نجم الدين
المادية, مهما كان نوعها, هي مفهوم غير علمي حاليا ولا يحظى باهتمام واسع في ألأوساط الفكرية. انه مفهوم عمومي ومائع ولا يستطيع العلم التعامل معه. هنالك نماذج فلسفية وعلمية اكثر اناقة ودقة واصالة حاليا.
لا يمكن ان يستفد ماركس من علوم القرن العشرين اذا لم يكن قد عايشها, ولذلك لا بد ان تكون ماركسية ماركس هي ماركسية القرن الناسع عشر, أي ماركسية عصره.
كما ألا تجد تناقضا بين اعتبارك انجلز مثاليا بقولك في تعليق 41
-ما يقدمه انجلس ليس سوى الأوهام عن العالم المادي، وهو يعزز أوهام هيغل، فماركس وانجلس عالمان مختلفان، الأول يبدأ من الاقتصاد الانجليزي المتطور والثورات البرجوازية والبروليتارية الفرنسية، أما الثاني فمن أوهام الفلسفة الهيغلية-
وببن تعليقك الآن الذي يعيد انجلز الى احضان المادية, بقولك في تعليق 87
-أما كما قلنا أعلاه، فمادية انجلس تبدأ من ديكارت وأمثاله، عكس مادية ماركس الذي يبدأ من التاريخ لا الميكانيكا أو الكم او الرياضيات-؟
والعبارة الثانية تبدو غامضة ايضا بالنسبة لي.
مع ألمودة
90 - المادية القديمة والمادية الجديدة -1
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 4 - 11:03
)
استاذ الربيعي! إذا كانت المادية مفهوم غير علمي، فلماذا لا تعارضها علنا ومن البداية؟
اننا نتحدث عن مناهج البحث يا عزيزي، فتطور العلوم الطبيعية في القرن العشرين أو قرننا الحالي، لا يغير شيئا من مناهج البحث العلمية (التجريبية) أو الفلسفية (التأملية) رغم تزويد هذه المناهج بمواد جديدة.
أما الفلسفة الماركسية بالنسبة لنا تنتمي إلى المذاهب، وهي في آخر تطورها، تتمسك بالمادية القديمة. فماذا نعني بالمادية القديمة؟
هنا بيت القصيد.
ان المادية القديمة تبدأ من الطبيعة -المادة- لا التاريخ، أما الطبيعة ليست صورة واقعية للمعرفة البشرية.
يقول ماركس:
(ان العيب الرئيسي للمادية السابقة كلها -بما فيها مادية فيورباخ- هو ان تصور الشيء، الواقع، العالم الحسي، لا يتم فيها إلا على صورة الموضوع أو الحدس، وليس كفعالية انسانية حسية)، (ان فيورباخ الذي لا يكتفي بالفكر المجرد، يستنجد بالحدس الحسي) (الايديولوجية الألمانية، ص 651، فروض عن فيورباخ).
يبدأانجلس من هذه المادية -الحدس الحسي- عكس ماركس الذي يبدأ من التاريخ لا الميكانيكا أو الكم او الرياضيات. والسؤال هو:
91 - المادية القديمة والمادية الجديدة -2
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 4 - 11:04
)
هل الحدس الحسي -وهو أساس المادية القديمة- ممكن ان تعكس لنا ما يجري حولنا بصورة واقعية؟ هل البصر مثلا يعطينا فكرة واقعية عما يجري في العالم؟ هل ممكن أن تعطينا الرياضيات ونظرية الكم والميكانيكا والفيزياء والكيمياء نظرة واقعية عما يجري في التاريخ العالمي؟
فما الخلاف بين المادية القديمة والمادية الجديدة، أي بين المادية الميكانيكية والمادية التاريخية:
يقول ماركس:
(ان وجهة نظر المادية القديمة هي المجتمع (المدني)، أما وجهة نظر المادية الجديدة فهي المجتمع الإنساني أو الإنسانية المشتركة).
ان المادية بوصفها نظرة تاريخية إلى العالم، لا تقر بنهاية التاريخ في المجتمع الرأسمالي. أما قوة التغيير، أو القوى المحركة للتاريخ، فهي الثورة الاجتماعية لا أفكار الفلاسفة أو دور الفرد في التاريخ. والأهم في هذه المادية هي ان العالم هو المسرح الفعلي للصراعات الاجتماعية في المجتمع الرأسمالي، ولا يمكن انهاء هذا الصراع إلا في المستوى الأممي.
وهذه هي المادية بوصفها نظرة تاريخية إلى العالم.
وشكرا
.. محمد نبيل بنعبد الله يستقبل السيد لي يونزي “Li Yunze”
.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-
.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م
.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م
.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه