الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا البطء في عمليات الاصلاح ؟؟؟

عبد الرحمن تيشوري

2012 / 9 / 26
الادارة و الاقتصاد


________________________________________
لماذا البطء في عمليات الإصلاح؟
من المستفيد من العرقلة والتأخير ؟؟؟
عبد الرحمن تيشوري – كاتب وباحث في علوم الادارة
لقد كتبنا كثيرا في موضوع الإدارة و حتى الآن لم نصل غلى إدارة رشيدة كفؤءة و اللافت في المرحلة السابقة والآن كان شعار الإصلاح وسيلة للإلهاء و في كل الأحوال لم يتوقف الفساد و لم تتباطئ وتيرته
لكن الواقع الإداري في زمن الأزمة في معظم المؤسسات والإدارات العامة لا يبشر بالقدرة على إنجاز الإصلاح الذي طرحه السيد الرئيس بالوتيرة المرغوبة
إذا لا بد من أداء إداري جديد و سريع يستند إلى الكفاءة والتأهيل و الاستخدام الكبير للمعلوماتية و عدم ترك الكفاءات العالية تحت أمرة من هو أدنها منها تأهيلا ولا بد من تفعيل مقولة الإدارة مسؤولية الجميع لأن الإصلاح و ممانعة الفساد هدف ينشده جميع السوريين و نجاحه منوط و مشروط بفهم معاصر للإدارة بحيث تتمكن من مواجهة التغيرات و تجاوز الخلل و التوافق مع المعطيات الجديدة
و هذا يعني عدم الاستسلام لأساليب ثابتة و عادات مستقرة جامدة من خلال نظم عمل نمطية و ليس ذلك فحسب لأن الإدارة اليوم في عصر القفزات الواسعة في مجال المعارف وسرعة الاتصالات و انتقال المعلومات هي الشرط اللازم و الكافي لقيادة عملية الإصلاح و إحداث التغيرات القادرة على التكيف مع واقع متجدد و عالم متحرك و العمل الإداري في المجتمع الحديث تحول إلى مهنة لها مقوماتها و خصائصها التي تميزها عن غيرها من المهن و هي بالإضافة إلى أنها تنطوي على معارف علمية تخصصية تحتاج إلى الكثير من التدريب و التأهيل
ولا بد لنا حتى ننجح في سوريا و نحقق التطوير والتحديث و كل ما هو مفيد للصالح العام من وضع نظم إسناد وظائف و جذب المؤهلين و رفع رواتبهم بحيث نخلق إدارة عامة سورية جديدة تغير الواقع الإداري و تطوره بدل أن تنتج المزيد من الفساد
الوطن في خطر والسكين فوق رقبة الجميع
فلا بد إذا من تطوير و تحديث أنماط التفكير التغييري والإصلاحي والبدء في هيئة الوظيفة العامة التي تعمل بشكل مهني كما فعلت مؤسسات اليابان و ماليزيا حيث كان الارتباط بين ما هو شعبي و حكومي واضح بالمشاركة المتبادلة و في كل التجارب الناجحة كان الهدف واضحا والأدوات جاهزة و نمط التفكير عصري و المشاركة الشعبية رفيعة المستوى و ما أطرحه اليوم حول تحديث التفكير ليس شعارا يطرح بل يجب أن يوضع بشكل علمي موضوعي في إطار الخطط التنموية والتربية و أطمح في هذا المقال إلى التنبيه إلى أهمية هذا المجال المستبعد تقريبا من حياتنا العامة و من خططنا التنموية حيث أعتقد أن العامل المفقود الأكثر تأثيرا في عملية التنمية يتعلق في مجال تحديث التفكير و إهمال هذا العنصر أعتبره من أسباب تأخر و عرقلة عملية التحديث و التطوير
و بعيدا عن التجني توجد بعض الجهود الإعلامية الثقافية و التربوية في هذا الإطار لكنها ليست كافية
الأمر يحتاج إلى خطة وطنية ممنهجة و أدوات مختصة بالتنمية الفكرية للإنسان و أشير هنا إلى بعد المظاهر التدريبية التي يقدمها المعهد الوطني للإدارة المتعلقة بعلم هندسة التفكير و علم البرمجة اللغوية العصبية و هذه المباحث و العلوم جديدة في العالم و هي من علوم المستقبل و يجب الاهتمام فيها في سورية
هل يكون عام 2013 العام الحاسم في تاريخ القطاع السوري
لا بد من إصلاح القطاع العام عبر إقرار تقاعد مبكر و عبر إعادة هيكلة مؤسسات القطاع العام و إحداث شركة لهذه الغاية كما لا بد من إعادة تأهيل و تدوير العمالة الزائدة كما لا بد أتمتة و تطبيق الحكومة الالكترونية و اعتماد خدمات النافذة الواحدة و مراكز خدمة المواطنين والموظفين
خاتمة و رؤية في تحديد جوهر المشكلة
إن الأكثرية الشعبية تعتبر أن التطوير و التحديث هو تحسين للوضع المعيشة و إيجاد فرص عمل و ارتفاع للأجور و توفير خدمات للمواطن و كل ذلك لم يحدث في الواقع حيث الأسعار ترتفع و الفرص تنعدم لذا لا بد مؤتمر وطني للاتفاق على هذه المنهجيات والاستراتيجيات حيث تكون الحكومة خادمة لهذه الاستراتيجيات و تضع سياسيات تنفيذية لها عندئذ تتطابق حسابات الحقل مع البيدر الحكومي و يشعر الناس أن الدولة تعمل من أجلهم .
طرطوس/أيلول/2012
عبد الرحمن تيشوري
باحث و باحث في علوم الادارة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تراجع إنتاج -إيرباص- من الطائرات بسبب مشاكل الإمداد


.. كيف يمكن للدعم الاجتماعي أن يعزز الاستدامة الاقتصادية في الع




.. خبير اقتصادي يوضح كيفية التخطيط للإجازة الصيفية


.. بعد صعود عيار 21.. ا?سعار الذهب اليوم الثلاثاء 25 يونيو 2024




.. أخبار الصباح | نزوح مليوني سوداني إلى الخارج.. وتعطيل صادرات