الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرة ... يا عالم

حشاني رابح

2012 / 9 / 27
الصحافة والاعلام


بات العالم يتكلم لغة واحدة ، وهي لغة الكرة المطاطية ، لغة وحدت شعوب الكون وفرقتهم في نفس الوقت ، فمن هب ودب يصف ويحلل لاعبيه ورياضة بلاده ، ويشجع كرة القدم وممارسة فن الرياضة التي تعطي بعد ثقافي لجسد الرياضي المفروض على مجتمعاتنا العربية الأصيلة ، ونرى التعري من الأخلاق والروح الرياضية بشكل عادي وملموس في كل مقابلة رياضية عربية .
سارعت بعض الأطراف المتعطشة للبلطجة أثناء المباريات تخصيص بلطجية ومشجعين اللذين يستثمرون في العنف البلطجة ،و يتسابق فيها الشباب من أجل الفوز بالمباراة ، تارة بالاستفزازات ، وتارة أخرى بالضرب والتعدي على اللاعبين المنافسين ، فلا ربما تخصص فئة من المجرمين ويتم اختيارهم حسب درجة الإجرام .
رغم وحدة المجتمع العربي بجميع أديانه وطياته ، تسللت بعض الأيادي الأجنبية المهتمة بالاستثمار في مجال الشباب والرياضة ، و بمباركة هذه الأطراف المتعطشة للعنف ، نظمت مخططات خفية من أجل تشتيت الشعوب العربية عبر مقابلات رياضية للكرة الهوائية ، فراح الشباب يتسابق على البلطجة والعنف وبدون تفكير في هذا المجال المتعفن ، والترشح على هذا اللقب المخزي والمميز عن الألقاب الأخرى ، فكل واحد منهم يتفنن في عرض بلطجيته وقدرة جسده أمام منافسه الرياضي ، من أجل كسب الشهرة والمجد والتباهي أمام الملأ ، وبعد نهاية المقابلة يجسدون عنفهم وكراهيتهم ضد اللاعبين والأنصار من بني جلدتهم ، يتبادلون الضرب والشتم أمام كاميرات العالم ، فلم تقتصر هذه المبادرة على المشجعين والأنصار ، فانتقلت العدوى إلى ماهو أعظم ، إلى اللاعبين الرياضيين اتجاه منافسيهم على التأهل ، بالأمس بين المنتخب المصري والمنتخب الجزائري ، وكما حصل اليوم بين المنتخب الجزائري والمنتخب الليبي المشحون من طرف أيادي خفية .
ظلت ولا تزال تظل هذه الفئات الخفية تبحث عن الدم العربي ، و تبرز عداوته أمام الكون ، قصد ترويج لفكرة ومصطلح قديم "العرب همجيون ، و تمهيدا لحروب العرب بين بعضهم البعض ، ولا يزال الجمهور العربي المسكين يشاهد العنف ليلا ونهارا ، وحتى الصحف التي بدورها تنير المجتمع وتحارب مثل هذا الفساد بأنواعه ، فلم تجد نفسها اٍلا للإعلان عن عرض ما ، وانحازت إلى هذا العفن ، أحيانا بالدعاية والترويج للمقابلات والمباريات وأحيانا أخرى بالشحن النفسي لأهم وأبرز نقاط هذا المجال .
دخلت هذه اللغة الموحدة دفعة واحدة إلى البيوت العائلية العربية ، بدون تعب أو تأشيرة ولا حتى جواز سفر ، وأسفر عن هذا التداول العائلي ودردشة عميقة بين الجمهور والشباب ، فسحروا عقولهم وعروا مشاعرهم في الشوارع بالشحن وأبعدوهم عن قيمهم بنوع من الشذوذ الرياضي ، فتعرى المجتمع من أخلاقه وداست العائلات عن أخلاقها وضيعت فكرها المستنير ، وباتت تحلم و تصفق وتشجع الكرة المطاطية الهوائية ، والغل والكراهية يتخللا نفوسهم الضعيفة ، بدلا من الأخلاق الباطنية وروح المنافسة بعيدا عن العنف اللفظي والجسدي ، الذي عم الملاعب الرياضية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه