الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاصفة الفيلم المسئ

اسلام احمد

2012 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لم أكن أود الكتابة في هذا الموضوع لاعتقادي أن التجاهل أفضل في التعامل مع مثل هذه الإساءات , غير أن العاصفة التي أثارها الفيلم المسئ للرسول وما صاحبها من ردود فعل هي ما دفعتني إلى الكتابة

لم تكن تلك الإساءة الأولى التي يتعرض لها رسول الإسلام من الغرب فقد سبق أن تم نشر رسوم مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام في الدنمارك منذ عدة سنوات وكذلك صدر أفلام مسيئة للإسلام في فرنسا وهولندا , غير أن الجديد في الأمر تلك المرة أن بعض أقباط المهجر من المصريين متورطون في صناعة الفيلم المسئ , ليس ذلك فقط مصدر المفاجأة وإنما الأدهى أن الفيلم بذئ لدرجة مثيرة للاشمئزاز! , وبالتالي كان من الطبيعي أن يستفز مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم وخاصة في البلدان العربية ذات الطبيعة المتدينة مثل مصر وليبيا

والحقيقة أن رد الفعل الإسلامي كان سيئا للغاية إذ لم يكتف بالتظاهر السلمي والتعبير عن الاحتجاج وإنما تم الاعتداء على السفارات الأمريكية بل وصل الأمر الى قتل السفير الأمريكي في ليبيا وهو عمل مشين لا يتفق بتاتا مع قيم وتعاليم الإسلام الذي يتظاهر المسلمون من أجله!

ولا شك لدي في أن عمل هذا الفيلم كان متعمدا إذ يتزامن مع ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر من جانب كما يتزامن مع قرب الانتخابات الأمريكية والصراع على أشده بين الجمهوريين والديمقراطيين من جانب آخر وبالتالي فلا أستبعد أن يكون بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي من الجمهوريين يقفون وراءه بغية إثارة الغضب في بعض الدول العربية والإسلامية ضد الولايات المتحدة مما سيصب حتما في صالح مرشح الحزب الجمهوري وليس أوباما

ومما يؤكد أن ثمة مؤامرة تقف وراء صناعة الفيلم أن بعض أقباط المهجر متورطون في الأمر وهم في معظمهم عملاء للخارج يعملون بشكل حثيث على إشعال الفتنة الطائفية في مصر بهدف تقسيمها , بل إنهم طالبوا صراحة بدولة مسيحية في جنوب مصر

ولقد ساءني للغاية اعتداء بعض المتظاهرين على السفارة الأمريكية في القاهرة واشتباكهم مع قوات الأمن التي تقوم بحراسة السفارة فضلا عما صدر منهم من ألفاظ بذيئة بثتها وسائل الإعلام يعف اللسان عن ذكرها , ولا جدال في أن من قاموا بذلك مندسون أو مدفوعون من جهات ما ولا علاقة لهم بنصرة الإسلام إذ لا يحض الدين على الاعتداء على الآخرين وسبهم بألفاظ بذيئة!

والواقع أن الاعتداء على السفارة الأمريكية لم يمر بسلام فقد أعلن الرئيس الأمريكي أوباما أن مصر دولة لم تعد دولة حليفة وهو ما أثار خيفة البعض , غير أنني لا أعتقد أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة ستتأثر كثيرا بما جرى ولا أخذ تصريح الرئيس الأمريكي على محمل الجد وإنما أراه مجرد مزايدة تدخل كجزء من الصراع الدائر في الولايات المتحدة على خلفية الانتخابات الأمريكية

أهم ما كشف عنه الفيلم المسئ في اعتقادي أن التطرف ليس إسلاميا كما يدعي البعض وإنما هو موجود في كل الديانات فكثير من المسيحيين واليهود أشد تطرفا وإرهابا من المسلمين

كما أكدت واقعة الفيلم أن الشعوب العربية متدينة بطبعها وهو ما تجلى من ردة الفعل لذا فكثيرا ما يلعب أعداء الخارج على ذلك الوتر الحساس بإثارة التوترات الدينية والعرقية داخل البلدان العربية

إن مواجهة التطرف لا تكون بتطرف مماثل وإنما بتقديم النموذج الأمثل في التعريف بحقيقة الإسلام , وأظن أن صناعة فيلم سينمائي مضاد عن سيرة الرسول الكريم قد تشكل خطوة أولى في هذا الطريق

المؤسف أن رد الفعل الرسمي لم يكن أقل سوء من نظيره الشعبي فقد طالب الرئيس محمد مرسي الرئيس الأمريكي أوباما بردع المستهزئين بالأديان وهو ما يسوغ لنا وصفه بالجهل إذ لا يوجد نص قانوني في الولايات المتحدة يجرم ازدراء الأديان وإنما حرية الفن والإبداع مكفولة هناك للجميع دون حدود أو قيود , بينما كان الأجدى أن يطالبه بالعمل على بناء منظومة قانونية عالمية تنص على تجريم ازدراء الأديان وهو ما يجب أن نعمل جميعا من أجله حفاظا على قدسية الأديان من جهة ومنعا للفتن من جهة أخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟