الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغطس الدائم تحت تراب العراق

أسعد البصري

2012 / 9 / 28
الادب والفن


(1)
في الستين من عمره تم اعتقال عزرا باوند بتهمة الفاشية
و خيانة بلاده الولايات المتحدة و معاداتها وقضى 12 عاماً
في مصح عقلي .. حين أطلق سراحه عام 1958م كان في السبعين
استمر بالعناد والتظاهر بسلامة الروح لكنه كان يتمزق
أجمل القصائد كتبها في شيخوخته ، منع من الدفن في تراب أمريكا
حين مات عام 1972م تم دفنه في إيطاليا لغته الأم رغم أمريكيته
كيف يمكن لشاعر تحمل التهمتين معاً : الجنون والخيانة ؟؟
تحملها عزرا باوند رغم الشيخوخة كان يفتح عينيه على الآلهة و يكتب

الشعر مصير مأساوي قلة الفهم فقط
تجعل الشعوب الأمية تظن بأن الشعراء نجوم حفلات

(2)
هناك طرق كثيرة للحقيقة
لكن الحقيقة الوحيدة المقبولة اليوم : القوة
القوة تجعل أمريكا على حق دائماً
الفرد - الشخص - المثقف مسكين
يمكن استخدام لغة القانون و تجريمه
أو لغة الطب و التشكيك بعقله
أو لغة السلاح و اغتياله
القوة فقط القوة هي الفضيلة
إن كل ما نكتبه و نقوله مرتبط بمصالحنا المباشرة كما يقول ماركس
لا يوجد شخص يكتب ضد مصلحته المباشرة سوى الشاعر
لأن الشعر الرديء فقط يتحكم به صاحبه
لكن يبقى على الدوام ذلك النوع الذي لا يمكن التحكم به
المدمر لصاحبه والحارق لقائله

(3)
الحضارة الغربية متطورة في كل شيء
لكنها أبدا لن تكون حضارة سعيدة
في مجتمع تسيطر عليه الشركات لن يشعر بالطبيعة
التي يشعر بها كل حيوان في صحة جيدة
الإنسان في الغرب طور فن التظاهر بالسعادة
لإخفاء محيطات من الدمع والكآبة تحته
وهم أنفسهم حين تكلمهم في هذه المأساة يقولون :
الناس يموتون في أفريقيا و آسيا نحن محظوظون
هذا كلام ينطوي على فراغ كبير
ويبدو أن الحياة تتحسن كلما اختفى الإنسان
كثيرون لم يعجبوا بهذه الحضارة من شبنجلر إلى هنري ميللر
لقد تمنى ميللر لكل هذا أن ينهار دفعة واحدة
لأنه برأيه كارثة طبيعية صامتة

(4)
في الزمان المظلم
تصبح العواقب الوخيمة لاستخدام عقولنا
أفدح بكثير من عدم استخدامها

(5)
إن العقبة الأولى أمام الحرية هي العمل والإقتصاد
هكذا فكر ماركس عندما كان يتأمل وحيدا في مكتبة لندن
لا أعتقد أن الرأسمالية مقنعة بنهاية التاريخ
أي أن الجدل انتهى والحرية لا علاقة لها بالإغتراب والطبقية
لا يمكن دحض السؤال الماركسي
الحرية / العمل / الإغتراب / الفقر
الدين يقول الحرية هي الإيمان بالله
الرأسمالية تقول الحرية هي القوانين الديمقراطية
هذا الصراع الحاصل اليوم بين الديمقراطية والدين
ليس تاريخاً بل وهماً حقيقياً
الأغنياء لا يتصارعون فيما بينهم صراعاً فعلياً

(6)
فاضل التركماني رجل بسيط
مات قبل خمس سنوات بسبب السرطان
في أيامه الأخيرة كان يجلس في شارع بلور تورونتو / كندا
في البداية منعه الطبيب من التدخين
لكنه فيما بعد سمح له بكل شيء
أيام قليلة متبقية يا فاضل افعل ما تشاء قال الطبيب
في شارع بلور يدخن و يقول
لم أكن أعتقد بأن الدفن في العراق مهم الى هذه الدرجة
هذه حاجات لا يعرفها الحيّ لأنها متعلقة بالميّت
اشترى تذكرة بمساعدة الجميع
و طار ليحط و يغوص تحت تراب العراق

(7)
في لحظات تألق الكاتب
الناس تنظر إلى ما يكتب يتسع العالم بسببه
في لحظات انحطاطه
الناس تنظر إليه
كل ما يقوله يؤدي إليه
و يجلب المزيد من الشفقة

(8)
من أورشليم إلى كربلاء إلى مكة
هذا حوض الأراضي المقدسة
عن أي علمانية و أمل يتحدث العاطلون عن العمل


(9)

إن الغطس الدائم تحت تراب العراق
يجعلك تشعر بوجود عالم سفلي كما تخيله هوميروس تماماً
الأسلاف تلبط كأسماك مهاجرة تحت أرض العراق
هيا ضع يدك في يدي ولنغطس تحت تراب العراق
(( أنا الغريقُ فما خوفي من البللِ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشيوعي الأخير سعدي يوسف
أسعد البصري ( 2012 / 9 / 28 - 00:34 )
.
أجمل ما في سعدي يوسف الكبير الجبل العملاق
هو أن بإمكانك النوم في ظله والإستناد عليه دون خوف لن يخيّب ظنك
الشيوعي الأخير لن يستلقي على ظهره ويقول عندي سرطان اجمعولي
وتنطلق كالعادة مقالات الگدية : أين رئيس الوزراء ؟
أين طالباني ؟ أين سعد البزاز و أين السيد الحكيم و فخري كريم ؟؟
أرجوكم سعدي يوسف يموت نريد فلوس كاش دولارات
لا لا مستحيل الشيوعي الأخير لن يسمح بتفاهة كهذه
الشيوعي الأخير لن يسمح لأحد أن يتاجر بجثمانه بعد عمر طويل
ويقول : أين الرئيس ؟ أين العملاء جثمان الشاعر سعدي يوسف
هذا الشاعر الجبل الأشم بإمكانك أن تقول فيه الأغاني وأنت مطمئن
لن يخيّب ظنك ، آخر شاعر عملاق حر عراقي ما زال
بكامل أناقته و هيبته في الثمانين
يموت كما مات الشنفرى و عنترة و لوركا
واقفاً تحت المطر راكباً العاصفة


2 - أين القمة النفيس سعدي من الحطة الخسيس السعودي؟!!!
ماجد يحيى سردار ( 2012 / 9 / 28 - 11:19 )
سعدي يوسف الكبير الجبل العملاق لن يستلقي على ظهره ويقول عندي سرطان اجمعولي
وتنطلق كالعادة مقالات الگدية: أين رئيس الوزراء؟
أين طالباني؟ أين سعد البزاز وأين السيد الحكيم و فخري كريم؟؟
أرجوكم سعدي يوسف يموت نريد فلوس كاش دولارات
لا لامستحيل لن يسمح بتفاهة ك

ماجن المثقف، يحيى يرتزق، سربوت التدليس:

متوالية التلفيق البذيء والمرض العضال

عضوي، وروحي يبدأ بالدياثة بالعرض والوطن والتظاهر عكس ذلك.. يعاني وحدة وحشية منبوذ مهجور، والدليل

ويل للأنموذج يحيى في النفاق: همز ولمز وجمع مالا سحتا سعوديا وتظاهر بمؤاخذة من استعار اسما من بيئة الواعي الأول الشاعر أسعد البصري ونظيره الشاعر الكبير سعدي يوسف: (بويب جيكور!!). لكن السفيه يحيى السعودي يلاحقنا بحمق على المواقع، ويستعير السماوي أسـماء عدة مثل: أحمد الربيعي، كمال الربيعي، مجيد الجابري الخ، يمدح نظراء طحالب محاولا فاشـلا بجهد العاجز إحبـاط وتسـفيه الدر بشكل رخيص مفضوح يديم الحق في فضح سيرته ونفاقه، وحسبه نضحه الذي ينم عن ابتذاله، من قبيل: حسنة ملص، ربات الحجال، شعر بعروري الخ.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.a

اخر الافلام

.. العازفة التونسية مديحة ناشي: -القانون- هي أم الآلات في الموس


.. ما تعليقك على تصريحات الفنان بسام كوسا؟.. جمهور الفيسبوك يعل




.. خلال ستة عقود قضاها بين المسرح والسينما والتلفزيون


.. عيو ن القلب سهرانة ما بتنامشي??.. إسراء عصام تبدع في الغناء




.. جيف مونسون مصارع الفنون القتالية المختلطة يعلن إسلامه في موس