الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيما خص مستقبل العرب...!؟

جهاد نصره

2012 / 10 / 1
ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.


لقد ترتَّبت على ما يسمى بـ الربيع العربي بضعة أسئلة صادمة قاسمة وجوهرية ذلك لأنها تمس مرجعيات النخب العربية المتنورة..! وإذا ما تمَّ إعمال العقل بعيداً عن الأجندات الفردية أو الحزبية فإن مواجهة حالة تفرض المراجعة النقدية الجذرية ستكون محتَّمة ومن الطبيعي أن تكون مفرزات الربيع والدروس المستخلصة منه على كل الأصعدة قاعدة لهذه المراجعات المفترضة..!
لقد شهدت بلدان الربيع تحولات ومنقلبات ومتغيرات لا تصب فيما كانت ترنو إليه العديد من الأحزاب والمنظمات وبخاصة الشيوعية والعلمانية واليسارية عموماً هذا إذا لم نقل إنها تناقض كلياً مشاريعها التقدمية الحداثية الأمر الذي يفترض توقف هذه النخب عن عزفها التنظيري المعهود تمهيداً لإعادة نظر جوهرية في كامل أطروحاتها الفكرية والسياسية والتي بيِّنت المتغيرات الراهنة مدى عقمها ولا معقوليتها...!؟
إلى ما قبل بدء الارتدادات التي أحدثها ربيع لا يشبه غيره كنا نلمس مدى الصعوبات والمخاطر التي تواجه مشروع العلمنة والحداثة صعوبات تصل إلى حدود الإطاحة بمقولة الإمكانية المحتملة التي استكان إليها العلمانيون والعقلانيون وغيرهم وهو حال جميع أصحاب المشاريع والبرامج التي قاربت قضية الأديان بهذا الشكل أم ذاك وبغض النظر عن الفروقات فيما بين هذه المقاربات..! برامج ومشاريع اعتمدت إلى حد كبير على المقارنات التاريخية بهدف الاتكاء على تجارب شعوب أخرى وزمن آخر..! وكانت سمة العصر الراهن بما هو عصر الحداثة، والتحضر، والتقدم، جدار الاستناد للجميع لكن، الآن، وقد بان ما بان، فإننا نرى بيقينية المجرِّب في الحقلين النظري والعملي أن كل تلك المشاريع الطموحة ستبقى ضمن حيِّز التمنيات والرغبات إذا لم نقل الأحلام بعد أن بان مدى لا واقعيتها بل مدى استحالة ترجمتها على أرض واقع هذه المجتمعات المنكوبة والمرتهنة للمقدسات ولثقافة المقدس منذ أن كانت الأديان..إنه لمن المستحيل بنظرنا وبعد كل ما عايناه من فواجع ربيعية التفافية إحراز أي نجاح في فك أسرالمجتمعات العربية تحديداً فعلى أرض هذه المجتمعات تأسست الأديان السماوية الثلاث وسادت ثقافة المقدس والمقدسات التي بتنا نرى أنه من غير الممكن الفكاك منها حتى ولا التخفيف من سطوتها..! لم يكن ذلك ممكناً من قبل فكيف في هذا العصر الذي أتاح لملوك الطوائف الأثرياء منظومات تواصل لم يكن يحلمون في استثمارها فماذا بإمكان أصحاب مشاريع الحداثة والحريات والعدالة على محدودية ما يتوفر لهم من وسائل أن يفعلوا بمواجهة مئات المحطات الدينية الفضائية وعشرات آلاف الدعاة وصناع الفتاوى..!؟ وعليه فإننا نرى استحالة اختراق جدران الهيمنة الدينية بما يعني استمرار رسوخ هيمنة الثقافة الموروثة..! نعم السيادة ستبقى لهذه الثقافة طالما بقيت الأديان ولن تنفع على هذا الصعيد مسالة المقارنات التاريخية التي كنا نستعين بها فالقضية تتعلق بشعوب هذه المنطقة التي توطَّنت فيها الأديان منذ أن ظهر أنبياء ذاك الزمان.
من هذا المنظور لا ننتظر أن ينتج عن مساعي المنتدى الاجتماعي وغيره من التشكيلات الاجتماعية المدنية وكافة المبادرات إقليمية كانت أم دولية أية انجازات ملموسة تخص قضايا العرب المزمنة بما يعني أنه لا يمكن البناء عليها وخصوصاً في ميداني العدالة الاجتماعية وحقوق المرأة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إسمح لي بالاختلاف
محمد البدري ( 2012 / 10 / 1 - 19:33 )
انها بالفعل صدمة، فان يصل الي سدة الحكم بعد الثورات امثال هؤلاء (مصر نموذجا) وعلي راسهم من يحاول وضع دستور ينتمي الي عصر البربريات القديمة لهو امر محبط بلا جدال. لكني اعتقد جازما ان هذه المحاولات البائسة لردم الثورة ومحاولة نسيان ذكرياتها او اسباب حدوثها لهو محاولة اطفاء ما بدأ في الاشتعال. أو كمحاولة لاجهاض حمل كامن ظهر لفترة طالت واصبحت بوادر ميلاده قوية كالطلق عن المرأة قبل الولادة. لكنهم ولغبائهم الشديد او ربما لجهلهم الفاضح لم يدركوا ان ما يحاولون نسجه كبيت عنكبوت علي الثورات ليس هو ما قامت الثورة اصلا لانجازه. في الثورة الاقادمة ستطون اسبابها مركبة فيما بين فساد العروبة وانحطاط الدين.

اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح