الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تصبح سوريا فلسطين ثانية؟

فوزي بن يونس بن حديد

2012 / 9 / 29
كتابات ساخرة



بعد أن بثّت الدول العربية والغربية الرعب في سوريا، وأصبح السوريون اليوم لاجئين ومشردين وباحثين عن اللجوء يتبادر إلى الذهن أنها ستكون بلدا محتلا من قبل العصابات المسلحة التي أصبحت ترتع في البلاد وتنتهك الأعراض من كل جانب، من جهة العراق ومن جهة لبنان ومن جهة تركيا التي كانت حليفا قويا لسوريا قبل حدوث الأحداث.
إن ما يجري في سوريا اليوم هو أخذ بالثأر وأشبه ما يكون بحرب العصابات التي نسيها الشعب العربي منذ فترة من الزمن ولم يذق طعم التشرد واللجوء والحرمان من هبّة هواء نقي يريح الأفئدة والأعصاب، إن ما يجري لا أستطيع أن أفهمه ولا أحد يستطيع أن يقرأه، من أين أتت جحافل الجيش الحر، وهل كان حرا فعلا؟ وهل هي عصابات كوّنها أشباه الرجال في الغرب وموّلها العرب بأموالهم يقتلون الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال ويعيثون فسادا، إنها فتنة ظلماء وعقلية جوفاء وتصرفات بلهاء، إن ما يجري أشبه بفيلم ننظر إليه من خلال الشاشات ونحسب أنفسنا أننا نشاهد لقطات من مسلسل لم تنته حلقاته بسلام، ونسأل هل حقا هذا ما يجري في سوريا البلد الذي كان شامخا طوال الزمان، زرته في التسعينات وكان السوريون آنذاك تحركهم الوطنية والشهامة وحب العمل والتفاني في خدمة ضيوفهم الكرام من أي بلاد حلّوا، وكانت تعج بالحركة الدؤوبة والأمن والأمان، وكانت المعيشة بها أشبه بحلم الإنسان، كل شيء متوفر وعلى أعلى طراز، أعجبتني دمشق كثيرا وأنا أتجول في شوارعها ليلا ونهارا، صورتها لم تفارق ذهني رغم أن الأمر قد مضى عليه 18 عاما.
إن الذي يحدث لا يكاد يصدق، هل يحصل فعلا أم أن وسائل الإعلام تكذب علينا أم أننا نعيش وهما؟ لا يمكن لهذا البلد أن يدمَّر بين أعيننا ونحن نتفرج ما الذي يمكن أن نفعله؟ ما الذي يمكن أن نقدمه؟
اتركوا سوريا وشأنها، اتركوها فقد كانت آمنة، ومن حفر جبا لأخيه وقع فيه، ومن دبّر المكيدة أصابته مصيبة، ومن حرّك الفتنة جرّ لنفسه النقمة، لا تعبثوا بدماء الأبرياء والآمنين ولا تكونوا سفهاء، فكّروا في الحلّ وأخرجوا البلاد من الوحل.
وإنّي لأستهزئ من طلب أمير قطر حينما دعا إلى تدخل عسكري عربيّ، إنه يدعو إلى الاحتلال ويكرس فكرة اغتصاب دولة عربية أخرى كما حدث في وعد بلفور سنة 1948 حينما اتفق الجهلاء على تسليم فلسطين لليهود الغاصبين، وها هو أمير قطر بحجمه الكبير وعقله الصغير يتحدث كما لو أن مفاتيح الحرب والسلم بيديه، اعتقد أن المال يصنع الكبرياء ولا يدري أنه يرديه إلى أسفل سافلين، إنها دعوة للحرب والمكيدة في حقّ بلد كان آمنا مطمئنا.
أطالب من خلال هذا المنبر بتحقيق دولي شفّاف في أسباب المشكلة، ومن أدخل السلاح والعباد إلى سوريا ليصنعوا ثورة كما يقولون، فلم نعد نرى الشعب يتظاهر بل نرى لغة الرصاص وصهيل الرشاشات والدبابات والمدافع من كل جانب، أطالب بالتحقيق مع أمير قطر الذي دعا إلى تدخل عسكري عاجل هل يرى مصلحة عليا في ذلك ومن من الدول العربية تتجرأ أن ترسل جنودها إلى مواقع هي أشبه بحرب العصابات، فإذا كانت تهزهم كلمة فما بالك بالمدفع والرشاش!
وانظروا إلى أمريكا اليوم فإنها أصبحت تلهث كالكلب إن تحمل عليها تلهث وإن تتركها تلهث، فهي الآن مشغولة بانتخاباتها الرئاسية المحمومة ولا تبالي بما يجري في سوريا ولا يهمها إن كان النظام البادي أو دول الجوار، تريد أن تحرق ما تبقى من معارضة للنظام العالمي البائس الذي لا يرى إلا نفسه في المرآة ولا ينظر إلى ما حوله من ركام ورماد ينتظر شعلة ليحرق ما حوله ومن كان واقفا أمام المرآة.
هل نرى فعلا فلسطين ثانية في سوريا؟ هل يتحقق وعد حمد 2012 كما تحقق وعد بلفور 1948 وبينهما 64 سنة ربما يكون عمر أمير قطر نفسه، فليحذر العرب مما يفعلون فقد يجنون الويلات بدل المدح والثناء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تجاهل حقائق تاريخية لن يحرر فلسطين
زرقاء العراق ( 2012 / 9 / 30 - 01:57 )
مع احترامي للكاتب , ملاحظات عن المقال

١- وعد بلفور كان في ١٩١٧ وليس كما ذكر في المقال ١٩٤٨
٢- قرار تقسيم فلسطين كان قرار اممي وجاء حسب نسبة سكانها العرب واليهود ولم يتم اغتصاب دولة عربية كما ذكر المقال
٣- اعلنت ٥ دول عربية الحرب على اليهود قبل يوم من انسحاب بريطانيا واجبروا سكانها من العرب على ترك المنطقة حتى يتم تحريرها, وهكذا ابتدأت مشكلة اللاجئين

واخيراً تم تقسيم فلسطين للمرة الثانية في ٢٠٠٧ وبدون قرار اممي هذه المرة بين السلطة وحماس


2 - نعم ولكن
فوزي بن يونس بن حديد ( 2012 / 9 / 30 - 20:40 )
نعم كان وعد بلفور كما ذكرت الأخت في 1917 ولكن الوعد المشؤوم على الأمة العربية نفذ في سنة 1948 عندما تم تهجير الفلسطينيين من بلادهم واغتصبها اليهود المستوطنين، نعم اغتصبها اليهود الذين نجوا من محرقة هتلر وغيرهم ممن كانوا يعيشون شتاتا في العالم ، لذلك فإن فلسطين الحرة الأبية ستقتلع اليهود من جذورهم بإذن الله لذلك استخدمت التاريخ الثاني وهو وقت تنفيذ وعد بلفور المشؤوم وأما ما حصل اليوم من انقسام في الضفة وغزة فلأن السلطة في الضفة لم تكن يوما قد خدمت الشعب الفلسطيني بل إنها كانت تخدم نفسها وأما حماس فهي حركة مقاومة لذلك يبغضها الاحتلال فالانقسام وإن كان حاصلا فعلا إلا أنه يضمحل أمام محاربة اليهود الغاصبين


3 - الحقد والغاء الآخرين لن يحرر فلسطين
زرقاء العراق ( 2012 / 9 / 30 - 21:26 )
شكراً للكاتب على التعليق, ولكن يبدوا انه يريد ان يلغي دولة اسرائيل من جذورها كما اراد صدام ان يلغي الكويت وهذا خطأ

انا متأكدة ان الكاتب المحترم يعلم بأن استرجاع اي ارض محتلة يتم بتوقيع اتفاقية سلام كما حدث مع مصر والاردن بينما رفضت سوريا فظل الجولان محتلاً, وكذلك حماس اللتي تريد محو اسرائيل من الوجود

وحتى لو اختفت اسرائيل من الوجود فهل تظن بأن غزة ستصبح سويسرا العرب؟ بالعكس فانها ستكون امارة مصدرة للأرهاب والأسلحة وقد رأينا خلفيات قتلهم لأخوتهم الفلسطينيين بوحشية عند انقلابها على السلطة وقتل الجنود المصريين هذا عدا قتلها للمئات من مواطني غزة بحجة العمالة


4 - انتبهي أختي الكريمة
فوزي بن يونس بن حديد ( 2012 / 10 / 1 - 05:38 )
هل فعلا تعتقدين أن إسرائيل دولة، فإن كانت كذلك فهي دولة أقيمت على أرض مغتصبة، وسكانها ليسوا أصليين ولا دستور لديهم سوى التلمود وبروتوكولات حكماء صهيون وأنت لا شك تعرفين ذلك جيدا، ولا أدري لماذا التجني على حركة حماس وهي حركة مقاومة بامتياز فلقد واجهت العدو الإسرائيلي في 2008 بكل إيمان واستطاعت أن توقفه عند حده رغم قدراتها الضعيفة.
انتبهي أختى الكريمة واعلمي أن الدولة لا تكون قائمة إلا بشروط تعارف عليها العالم أجمع ومن بينها الأرض بشرط ألا تكون مغتصبة والبشر بشرط أن يكونوا أصليين ولديهم دستور واضح وملتزمون بالقوانين الدولية المعروفة فهل تتوفر في إسرائيل هذه الشروط؟

إن كنت عربية فعلا فلم هذا النكوص؟ ولم هذا التخاذل عن الدفاع عن فلسطين الأبية؟ فأنا من دعاة محو إسرائيل لأنها لا تستحق الحياة تعادي الآخرين وتعتبرهم خدما لها وتحارب الطفل والمرأة والضعيف وهي أجبن ما يكون لا يزعزعها إلا وحدة الأمة العربية

اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?