الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع أزلي من اجل إثبات الوجود

خالد تعلو القائدي

2012 / 9 / 29
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


صراع أزلي من اجل إثبات الوجود ...................................... بقلم / خالد تعلو القائدي
.................................................................................................................
منذ أن تأسست المجتمعات البشرية وهي تصارع من اجل إثبات وجودها ( اجتماعيا وفكريا ) ، وهي تحاول بجهد كبير في مقارعة الإخطار التي تواجه تلك المجتمعات الناشئة وهي ذات ايدولوجيات تختلف من مجتمع الى أخر دينيا وثقافيا واجتماعيا ، وربما كان مصطلح القومية غير وارد آنذاك ، وبعدما اجتاحت تلك المجتمعات عصور النهضة والتحضر وانتقال تلك المجتمعات من مجتمعات بدائية الى مجتمعات متحضرة دخل العديد من المجتمعات في صراعات داخلية وخارجية من اجل إثبات الوجود ، واغلب المجتمعات عانت من مشاكل تثبيت شخصيتها الفكرية والثقافية ، في وقت كان مصطلح الدولة لم تؤسس لها بعد ، وانتقل المجتمعات من المفهوم الاجتماعي الى مفهوم الدولة ، مع عدم الإخلال بمنهجية المفهوم المجتمعي وانصهاره ضمن مفهوم الدولة الحديث ، واعتقد ان المجتمعات الشرقية تأثرت سلبيا نتيجة ظهور مفهوم الدولة الحديثة وغارت في الممرات المظلمة للدولة وفقدت شخصيتها القومية والدينية في ان واحد مع الحفاظ على مفهومها الاجتماعي القديم والإبقاء على عاداتها وتقاليدها الشرقية التي لا تقبل مواكبة التحضر والتطور ، هنا سوف نحدد مجتمع شرقي تأثر واثر عليه سلبا بعد ظهور مفهوم الدولة ، وهو المجتمع الايزيدي ، لقد مر المجتمع الايزيدي ( فكريا وقوميا ودينيا ) في فترات مظلمة قبل قيام او ظهور مفهوم الدولة الا ان هذا المجتمع استطاع الحفاظ على ايدولوجياتها ، ولكن بعد ظهور مفهوم الدولة دخل المجتمع الايزيدي في صراعات داخلية وخارجية من اجل الحفاظ على الهوية الاجتماعية له ، وحاول الكثيرين من نزع خصوصية المجتمع الايزيدي قوميا ودينيا وفكريا ، وفي أواسط القرن العشرين ظهرت حملة شرسة قادها بعض الكتاب والمؤلفين وهي تشكك من المفهوم الايزيدي قوميا ودينيا وفكريا ، البعض منهم رجح كونهم فئة منشقة من مفهوم الدولة الإسلامية التي ظهرت بعد سقوط وانهيار الدولة الأموية ، والبعض الأخر شكك كونها ديانة مستقلة بحد ذاتها ، غير ان تلك الآراء لم تجد ترحيبا ضمن المجتمع الايزيدي ، وفي حينها نسوا او تناسوا ان الايزيدية مجتمع متكامل دينيا وقوميا ، وكنا نعتقد ان تلك الأفكار الخاطئة بشان الايزيدية قد انتهت دون رجعة ، الا ان اعتقادنا لم يكن في محله حيث ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الكتاب والمؤلفين وسماسرة التلفيق والفتن وهم يحاول نزع خصوصية المجتمع الايزيدي دينيا وفكريا وقوميا ، واتهموا الايزيدية بأنهم يمتلكون جذور قومية ودينية لغاية ما وانتماءهم للقومية الكوردية مجرد جسر للعبور والوصول الى غايات شخصية واتكالية ، وفي الوقت نفسه انتماءهم الى الديانة الايزيدية مجرد حركة انقلابية ضد الدولة العباسية ومعاداة ال بيت ، ان الايزيدية لا ينتمون الى القومية الكوردية فقط بل أنهم أصل الكورد لا إكراما ولا أكراها لأحد ، فالمجتمع الايزيدي انتماءهم الى القومية الكوردية والديانة الايزيدية ليست وليدة قيام مفهوم الدولة بل هذا الانتماء يعود الى ما قبل ظهور مفهوم الدولة وهي ليست فئة منشقة من أي ديانة أخرى بل أنها ديانة تغور في القدم منذ الآلاف السنين ، وإذا كانت هناك ظروف سياسية أجبرت أبناء الديانة الايزيدية الانزواء تحت عباءات قومية أخرى بسبب الظلم والاستبداد الذي لحق بهم فهذا لا يعني أنهم تخلوا عن ايدولوجياتهم القومية والدينية بل ان مفهوم الأغلبية قد سلط بجبروته على مفهوم الأقلية ، فكم من السياسات المظلمة حاولت نزع الهوية الدينية والقومية من الديانة الايزيدية الا أنها فشلت في منهجياتهم السياسية العبثية بحق الكورد الايزيديين ، وإذا كنا في السابق ملزمين ومجبرين على السكوت وعدم قدرتنا مواجهة الآخرين بافتراءاتهم ضد الايزدياتي الا أننا لان قادرين على إسكات تلك الأفواه التي تضع الايزيدية في خانة الاتهام قوميا ودينيا ونحن قادرون على تأسيس مجتمع ايزيدي حر فكرا ومنهجا ، ولعل اخطر ما يواجهه المجتمع الايزيدي في مسالة تثبت قوميته هو الصراع الداخلي ، بسبب وجود جهات معينة مازالت تمتلك فكرا بعثيا وتعريبيا يحاولون عزل الايزدياتي عن الكوردياتي الا ان الايزيدية لن يرضخوا لهذه السياسات الانفرادية التي تستهدف طمس الهوية الايزيدية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة