الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار في شارع مغربي

عبد الواحد مفتاح

2012 / 9 / 29
الادب والفن


حوار على شارع مغربي

ألهذا الشارع نهاية
قالت : ولا غواية
قلت : لما تحملين لافتة ادن وتخرجين
استنفادا للوقت أم طلبا للصراخ
قالت: هو صراخ الوقت
حين تهجره الآلهة
وتتجمد تماثيلا
تحرس الشرق من نفسه
وتحرس ليل من يخافون صراخ الجرح في شارع
قلت : فلسفة ادن
قالت: إرفع شعارك
واحضر رجال الأمن والغد
قد يجرك الحديث هنا إلى فقد رجل أو انف
قلت : أعلم وشهي حوارك
قالت: وغبي تلفك
قلت : أتفرحين إن أينعت وردة الكلام
على شارع في مدينة
قالت :
مدينة لا تُعَرف إلا بضد هو الخراب لا تستحق أن يعاش فيها
قد يجرنا الكلام إلى أحابيله
فترتوي البلاغة بانتعاشتنا
قلت: وما بعد
قالت : وماد بعد
سجان وراء سجان
يفصل صوتك عنك
ويصيرني بلا ليلك
حين تَحبَل بي الأغاني إلى جهتك
ولا أجد غير...
تتعالى أصوات الشارع
لا اسمع صوتها
فقط صفير المكان
يشطح بدنيا المتظاهرين
وهتافاتهم
رجال البوليس يطوقون قيض المدينة
وهو يعلن الشمس في نهارها
ويعلو هتاف شعب
يرفع القول إلى أفق قول ما يجب أن يقال
أعلى اعلي
من صور مدينة تنبت فيها
زهرة العصر ولا ماء للعدل
المح مخاطبتي
تتطلع لافتتها للأفق على رأس الشارع
ماء أتردين قليلا من الماء
قالت : هه أنا بحاجته شكرا
امسك اللافتة واحضر رجال الأمن
الم تتعبي؟ قلت
قالت: تعبت من ليل الحنين
لغد يعوضه أمس باستمرار
تعبت من تعتر لهجتي عند كل مطار
تعبت من مدينه أسوارها
جماجم الموتى
لا جمالي في الكلام قلت
قالت: إن الجمالي حرية
أدافع عنها
وعن عطشي للفجر أدافع
عن زهرة الأوركيد تتشمس في هواء نقي أدافع
عن ليل يوحدنا ونختلف في وصف نجمه
عن طيش الروح لعبت ضروري
في ماء الأغاني أدافع
وأدافع عن عدل الفكرة في زمن المهزلة
عن ربيع الشهداء
الذي يعلن انتهاء الجفاف في موسم الإنسان
وهم طاقة الريح وماؤها
وأدافع عن عشق أصيل يتدلى من غيابهم
ويأمرنا بالفرح
لألاَ نصابَ بالهزيمة

في المساء
التقيت مخاطبتي
أخدتنا المدينة
إلى زاوية ضيقة في ليلها
أعرفت الحب ؟قالت
قلت: لم أُعَرفهُ يوماً لأعرفَ إن كنتُ عَرَفته
غير أنه يراني أشاهد حكاياته على شاشة
التلفزة
وَيَغرورَقُ المشهد بي
هي : ههههه
أتفرح لحكاياته
أنا: ويفرح بي هاربا من ثناياه إلى لغته
هي : هدا مجاز ادن
أنا: في المساء يورق بي
حنين إلى أنوتة الريح في نفسي الغريبة
هي :إذن لم تعرف الحب؟
قلت: سؤال غلط
ويبدو أن هدا هو ما يسمونه ليل الفضيحة
هي –تضحك-
أنا : هل تجدين الغناء؟
هي : وأحبه
أنا : ادن على الأقل احدنا عرف الحب
هي : ماد
لم أفهم
أنا : هيا قولي
هي: لا دهب يلمع في اسم الحب
في جغرافيا هدا الوقت العربي
غير أني كلما مسني طيف غيمة انتبهت
لرجل صادفت نجمته
في الباص أو عند الخياطة
وقال لي : أنت جميلة
ونهارك شهي
فتنفتح السماء لي واهرب
من زوايا مشهد يهددني
بالذي يأتي ولا يصل
أجمد الأمل الصعب
لألا يتناثر في الريح
ولا أجد بابها
أنا : هدا ادن حب
هي : هدا بوح
أما الحب فلحن الأغاني
حين تعمد ماء أنوتتي
بالخيبة السفلى
أنا: ما رأيك بهذا الليل انه شهي؟
هي: لقد تأخرت ..إنه فعلا ليل ندي
وجدير بالكلام

ينفتح الشارع لعرباته
وتجار الليل لسفارة الشرطي
والهامشيون
وفي الأفق أشعة الفجر الوردي
تملأ المكان
وكلمات اثنين
يتوجان الليل بقدحه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق