الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمل السياسي المنظم

كوسلا ابشن

2012 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية لا تحقق نتائج اجابية ( الا استثناءات قليلة ) الا اذا كانت منظمة وواعية باهدافها ونضالها وهذا يتم فقط تحت قيادة ثورية ومنظمة سياسيا وايديولوجيا .
العمل الحزبي الملتزم بقضايا الشعب يربي على النشاط السياسي والفكري وعلى النضال في سبيل تحقيق استراتيجية في خدمة الشعب والقضاء على الاضطهاد القومي والاجتماعي , وبالعمل السياسي المنظم المستمد مرجعيته من القضية والنظرية الثورية والتنظيم الثوري , على هذه الاسس يقوم العمل الحزبي برسم خريطة النضال ويوجه العمل النضالي ويجنب الانزلاقات والغوغائية وحماسة الشباب المهرجانية .
دخول الكولونيالية الجديدة مسرح التاريخ على جماجم الشعوب المحلية وتغييب هذه الاخيرة عن الحدث التاريخ بتهميشها واقصائها وبالتالي فبركة اوهامها و تاريخها المزيف وثقافتها الكولونيالية لشرعنة الاحتلال الابدي وتحويل الشعب المحلي الى مرتزق فاقد الذات وعبيد للايديولوجية الكولونيالية واخضاعه للاضطهاد والترهيب والترغيب الجماعات التي لم يصلها بعد علم غسل الدماغ او الصامدة في وجه سياسة الاستلاب الاستعماري والرافض لسلطة ولسيادة الاستعمار .
الاعمال الدموية والقمع الممنهج بكل اشكاله ولدت لدى الامازيغ سيكولوجية الخوف التي لزمتهم لعقود من الزمن , رغم الاوضاع المزرية لمعيشتهم اليومية والاضطهاد القومي والاجتماعي الممارس ضدهم لم ينتج واقعهم حركة ثورية منظمة تقود النضال الثوري التحرري وعلى العكس التجأ النظام البغيض الى خلق كتل جامدة ونخب خيانية ارتبطت مصالحها بالنظام الكولونيالي وفي الجهة المعاكسة برزت حركة ثقافوية , حقوقية مسالمة , وبين نخب الموالات ونخب المهادنة والمساومة , يظل الشعب مهمش اقتصاديا واجتماعيا ومقصي ثقافيا وسياسيا ويعيش حالة الاغتراب القسرية .
في ظروف التطبيل والتضليل والتزييف وفي الظروف الموضوعية للواقع الامازيغي توجب على احرار الامازيغ مقاطعة اللعبة السياسية للنظام الكولونيالي وتشكيل تنظيمات سياسية منظمة خارج المنظومة الكولونيالية وشرعيتها , العمل السياسي المنظم ليس للتعبير على الام وامال الشعب الامازيغي فحسب بل المهم نشر الوعي الصحيح , الوعي التحرري , وتحرير العقل الامازيغي من الاستلاب الفكري الاستعماري وايديولوجيات ادواته المنظمة سياسيا وصاحبة الدور الفعال في نشر الوعي المغلوط والتضليل السياسي ( اسلام - عروبة - ّ اشتراكية ّ ) , مثلث التدجين والتعريب والقهر وتغييب ارادة الامازيغ في التحرر وتقرير المصير .
كفى من الدعاية الرجعية التضليلية , مصالحة العبيد مع السيد , المستعمر (فتح الميم ) مع المستعمر ( كسر الميم ) , كفى من الضحك على الشعب الامازيغي , فنحن في عصر انهيار ما تبقى من مواقع الانظمة الاستعمارية , في عصر التحرر القومي , عصر ارادة الشعوب في العيش بكرامة انسانية وعدالة اجتماعية ومالكة لحريتها واستقلال اراضيها , ما يحتاجه الواقع الامازيغي هو النشاط الحزبي الثوري الملتزم بقضايا الشعب وتحريره من الاضطهاد القومي والاجتماعي , وبالعمل الحزبي تكتسب الجماهير الامازيغية الوعي السياسي والفكري وترفع مستواها في التنظيم والانضباط والصمود وبالعمل المنظم تكتسب الروح الثورية الدافعة للنضال الثوري المحطم لاسطورة الوجود الازلي , المحطم لاجهزة بقايا النظم العبودية .
التنظيم الحزبي المطلوب جماهيريا ان يكون مدرسة للجماهير الشعبية في النضال و الواعي الثوري , ومرتبط بالعمل الجماهيري وقيادتها في النضال التحرري لتجنب المواقف الانعزالية والمعالجات الوهمية , حزب مستمد مرجعيته من نظرية ثورية , ّ يستحيل قيام حركة ثورية بدون نظرية ثورية ّ لينين .
شهدت البلاد العديد من الانتفاضات والاحتجاجات ضد سياسة الاضطهاد القومي والاجتماعي من ايث بوعياش (الريف ) وصفرو ( الاطلس المتوسط ) وايت باعمران ( الجنوب ) الى تنغيرت واعتصام في جبل البان لاكثر من سنة ( الجنوب الشرقي ) , قتل , تعذيب , اعتقالات , رغم ان التحرك ضد السلطة الكولونيالية خطوة اجابية في النضال التحرري الا ان غياب الطليعة الثورية ( الحزب الثوري المنظم ) في النضالات الميدانية بتوجيها للجماهيربوحدة الارادة والفعل ومدها بالشعارالصحيح للمرحلة وغياب الوعي التحرري لدى شريحة واسعة من الجماهير الامازيغية سواء المهادنة او المستلبة , غياب الشرطين ولاسباب اخرى ادى الى فشل كل هاته التحركات لكونها عفوية وغير منظمة وبدون استراتيجية وعلى قول ماركس ّ طيور تهاجم السماء ّ .
بروز التنظيم السياسي تمليه الضرورة الواقعية والتاريخية وانعكاس للشعور القومي والاجتماعي , تفاقم الهجمة الشرسة للسلطة الكولونيالية وفشل سياستها الابارتهايدية في ترويض الشعب ورد الفعل الجماهيري العفوي الرافض للحكرة والعنصرية , في هذا الظرف تبرز ضرورة التنظيم السياسي ومهامه في تعبئة الجماهير وتجنيدها في النضال المعادي للاضطهاد القومي والاجتماعي وتنمية وعيها السياسي والايديولوجي , وبلورة وعي ثوري في ترابط جدلي للنضال التحرري القومي والطبقي , استراتيجية بناء مجتمع متحرر وعادل .
التحول الجذري في المجتمع الامازيغي لا يتم ببعض المكتسبات الجزئية المدونة على الورق والخطابات الديماغوجية للاستهلاك المناسباتي , فالعبد يبقى عبد في نظر سيده كيفما فعل لارضاء السيد, المكتسبات الورقية لا تلغي السيادة الكولونيالية ولا تلغي التمايز الابارتهايدي ولا تلغي الصراع التاريخي بين بنيتين متناقضتين الاولى محلية مظلومة والثانية استطانية ظالمة .
التحول الجذري يتم في حالة التحرر القومي والاجتماعي وبأدة ثورية تؤمن بحقية الشعب الامازيغي في الحرية وتقرير مصيره بنفسه والعيش في مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية .
نشوء التنظيم السياسي المحلي ضرورة موضوعية وتاريخية للتعبير على طموحات الشعب المستعمر ( فتح الميم ) والقيام بدوره الثوري في قيادة نضال الجماهير الامازيغية في عملية التحرر والتغيير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعبئة رياضية وسياسية في مباراة تركيا | الأخبار


.. لماذا سيواجه الرئيس الإيراني صعوبة في إخراج بلاده من العزلة




.. فرنسا.. موعد مع الجولة الثانية للانتخابات التشريعية | #غرفة_


.. استشهاد عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية أثناء تأمين منازل الم




.. نشرة إيجاز - وزارة الصحة بغزة: مجزرة في مخيم النصيرات