الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا أبا جعفر ايها ..الحداثوي الجميل

عبد الحسين طاهر

2012 / 10 / 1
الادب والفن



لم يمهله المرض العضال رحل عنا وهو في ريعان شبابه وفي عز حيويته وفي القمة من العقلية الممتلئة بالنضوج المبكر بالنسبة لاقرانه تفوق المهندس صادق عوده الجابري في دراسة الهندسة المعمارية وحصل على الماجستير وهو بعد في عمر الطالب لم يكتف بالهندسة المعمارية والماجستير فاتجه للأدب والى اللغة قرأ وتفقه عثر على كتابات عالم سبيط النيلي ونبهر به وصار من المستميتين في الدفاع عنه وعن التفكيكية والحداثوية.. وعن قصدية اللغة وممثلها النيلي كنا نتشاكس معه في مقهى الرصيف الثقافي ونتبارى في الجدل وفي القراءة المتعلقة بالنثر والشعر ونقترب من النقد احيانا وفي كل مرة وعلى طول امسياتنا الصيفية التي تضم نخبة طيبة من المثقفين حتى ــ غمزنا بعضهم فحول اسم مقهانا من مقهى الرصيف الثقافي الى "مقهى الشيوعيين" ــ وقد نشرق ونغرب ندور ونلف لكنا في النهاية نعود الى ما يسميه هو بقصدية اللغة التي تحولت من اشارات الى لغة منطوقة وقد يحمى الوطيس كما يقال ويشتد اوار المعركة والمبارزة و(اللماطل والصراخ) ولكن ما ان تتكسر الرماح والسيوف والعصي ويهدأ غبار المعركة حتى تجده وقد مطلنا واحداً واحد وكل هذا كان يجري في الرصيف وعلى الهواء الطلق ولانني مغرم في الجدل والمشاكسة عزمت على تخصيص واحد من اعمدتي الاسبوعية في جريدة الاخبار لتناول شيء من بعض افكار ــ عالم سبيط النيلي ـــ ولكن دون ان اخبر احد من (الشلة) وظهرت المقالة وبعنوان عريض " الضرورة ..واخواتها " وفيها وبعد الاطلالة والمقدمة اقول : وبإطلالة بسيطة على كتابات( عالم اسبيط النيلي ),وهذا الرجل ظهر لنا بمؤلفات عديدة( شغلت رصيفنا الثقافي) وحظيت باهتمام جماعة ما بعد الحداثة!!.. فليست بالضرورة ان يكون (عالم سبيط النيلي ) مثلاً ونحن لا نعرف عن الرجل أن كان حياً او ميتاً لندعو له بالرحمة او بالعافية وقد (نهنئه على جهده الجهيد) لعثوره على الطريق الذي سّلكه الاسكندر ذو القرنين الى الكواكب الاخرىا!! حيث تنقل بين كوكب المريخ والزهرة وتجوّل هناك بين الكواكب فوجد المساكين قوم يأجوج ومأجوج فسترهم ستره الله بالعافية وجزاه خيراً ,ولكن ليس بضرورة أن يسترهم بلحاف من الديباج بل بردم من زبر الحديد المخلوط بالنحاس..!( اوزين سوه)!! ليشكل حاجزاً عظيماً من المغناطيس كما يقول (السيد اسبيط النيلي) رأسه في المريخ ومؤخرته ..( تلامس قرن الشمس) ...!..فاذا دخل كلام كهذا في تلافيف عقولنا .والا ليست بالضرورة إن تكون( لنا عقول اصلا)...عفوا ـ نحن لا نتحدث عن مُزحة او ( نكته أذاعية ) من امثال صدق او لاتصدق ـ فالسيد عالم سبيط النيلي فعلا وضع لنا مثل هذه (الخزعبلات ) في كتاب خاص*وكان جاداً ولا نظنه يقصد الثرثرة أوالترويح عن النفس فالرجل يسهب في كتابه المسمى بـ(الطور المهدوي) يشرح لنا وبالتفاصيل المملة عن الطور المهدوي الذي يجري هناك في عالم الكواكب بعيداً عن عالمنا الأرضي في عوالم ربما لم يكتشفها العلماء بعد علماء الطبيعة.أما السيد عالم سبيط النيلي فقد اكتشفها مبكرا! ,فهو يتحدث عنها وكأنه يتفيأ بأفيائها ويتبادل مع سكانها فناجين القهوة ونخب الانتصار!!, يصف لنا طول أيامهم يُقدر طول يومهم الواحد (بسبعين عاما)!! فإذا كان الأمر كما يقول السيد (عالم اسبيط النيلي ) فليس هناك من معنى للدعاء أذن للتعجيل بظهور الإمام المهدي كونه قد ظهر في عالم الكواكب البعيدة كما يشير الى ذلك عالم سبيط النيلي في كتابه ... المعنون بـ ـالطور المهدوي ـ .
واخيرا وزعت الصحيفة في مقهى الرصيف الثقافي وتناهبتها( الشلة) اتصلوا بصادق وما ان حضر حتى قدموا له الجريدة قرأها وأعاد القراءة ثم غادر المقهى عاد وبيده هدية او قل جائرة عندما اقبل رايته يبتسم اقبل عليّ صافحني وقبلني على جبيني وقدم ليّ الهدية......أمس 19/9 نعاك لي الاخ سامي فرج برسالة مؤثرة ..تقول ...صادق مات.. ولم تزد اجابتي للرد على سامي الانني اعرف نفسيته في تلك اللحظة ....خبر حزين ..وضربت جبهتي مرتين وحرصت ان يكونا ...على موضع قبلتك..وداعا ابا جعفر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البقاء في حياتك
أسعد البصري ( 2012 / 10 / 1 - 01:21 )
مقال ممتاز رائع سلمت والبقاء في حياتك
ليت يرثيني يوماً صديقاً بهذا الإبداع والذكاء


2 - وحياتك الباقية اخي أسعد البصري
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 10 / 1 - 06:20 )
تحية لمرورك وشكرا لقراءتك المبدعة والذكية ظهور المقالة بالشكل الذي اعجبك لانها صادقة حدثا وصورة بعد عمر طويل ستجد من يرثيك انت رائع ياصديقي


3 - الذكر الطيب له
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 10 / 1 - 07:14 )
تحيه وتقدير
اتمنى ان يستمر تَذَّكر ابا جعفركم ليصبح ابا جعفرنا جميعا
ان تختاروا اخر مكان جلس فيه وتضعواما يشير اليه واجعلوه معكم فالموت يُبعد القريب فجعلوا فراقه يقربكم منه
ليكون هذا جزء من سياق ليتحول الى رمز تذكره الاجيال فلا تبخلوا عليه بذلك وذلك ليس بعسير
اما الشاعر اسعد البصري الورد فبعد عمر طويل ستذكركم الايام والاجيال بما سطرتم و قدمتم وامنتم به و تتفاخرون به و تدافعون عنه
دمتم بتمام العافيه وعلى حب الانسان نلتقي


4 - الاستاذ عبد الرضا حمد جاسم
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 10 / 1 - 10:10 )
التفاته طيبة حقا نتمنى ان يكون الفقيد ابا جعفركم ايضا نفذنا بعض الاشياء الرمزية وسنعمل على تنفيذ بقية مقتراحتكم بما تنطوي عليه من صعوبة لكون مقهانا مقهى الرصيف الثقافي غيرمسيجة وعلى كل حال سنتدبر الامرتحياتنا وتحية للشاعر العزيز ..اسعد البصري


5 - عزيزي عبد الحسين ..استميحك العذر سانشر في صفحتك
جليس الرصيف ( 2012 / 10 / 2 - 10:39 )
الى ذكرى حبيبي صادق الجابري
لأنك تعرف ......
__________________
لأنك مرغما كنت تؤمن به
بقدرته على كل شيء
لأنك تعرف جيدا ...
أنه لا يهش ذبابه
لأنك تعرف ....
كيف يخيف الجبناء
يرعبهم
يخرون ساجدين له كل يوم
يضاجعون نسائهم حسب جدوله الزمني
وتحت دثارات اقترحها لهم
لأنه اله الجبناء
فقد خذلك
ألان هل التقيته
ارجوك ان حصل ذلك
ابصق لي بوجهه
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا


6 - لما تركتني وحيدا
طالب مغمور ( 2012 / 10 / 2 - 12:28 )
اراد حضور الرب
والاولياء والسدنة
انها المحنة واون الجدب
كان يصرخ
الكل تخلى عني
جميعهم خانوني واستحبوا الصمت
وحدي اصارع الالم
الخيبة تكحل ليلي
مالذي جرى
عشقتهم حد الثمالة
لما تركوني وحيدا
هل ماكان محض هراء
ضحكوا علينا كلنا ابناء ليل
وابونا كان عقيم
سخرية ان تصحو عند القبر
الالم يفت احشائي
اين الدواء والبلسم
لاشئ يصدح في البراري
سوى الصمت والغباء
وقهر الفجيعة
ينعب البوم في الخرائب
عفن ياكل الليل
وهاهي الكلمات والحروف
عاهرة تتشبح في
افنية الغموض
يكفنها الخواء كانها نحن
ممهورين بالبؤس
حادينا الجنون
اصفري ايتها الريح كما تشائين
ها انا اودع
وينتهي كل شئ
كل الوجود خيال
والبروق تذوب في برك الغباء
الفراغ حولي موحش
ولكنه كما يبدوا
هو الاصل لا الاشياء


7 - رائع يا جليس الرصيف ولا مفر من البوح باسمك
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 10 / 2 - 12:49 )
انت تمون على الصفحة وصاحبها ولآن انا الذي استميحك العذر

لاقول بضع كلمات خارج نصك الجميل
امانة ابا جعفر اذا حدث ولتقيته ابصق لنا بوجهه مرتين


8 - تحياتي ابا وسام
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 10 / 2 - 13:02 )
وهذه رائعة ايضا فقدنا للاحبة يفتح الجرح ويزيل الخبث عن الذهب الاصيل مقاطع من ذهب شكرا مرة ثانية ر


9 - شكرا ابا علاء
جليس الرصيف ( 2012 / 10 / 3 - 11:31 )

الطالب المغمور ايضا مبدع رائع ونصه جميل جمييييييل
_________________________
عدم البوح باسمائنا
سبة بوجه الطغاة
اللذين يدعون الدينقراطيه
ماجدوى ان نبوح بأسمائنا
وكواتمهم تخفي صوتها
حتى حين تصوب الينا
أتدري من الجبان فينا ؟؟؟؟


10 - الله ياجليس الرصيف ومن قال غير ذلك
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 10 / 3 - 17:15 )
انه اروع من الروعة ونصه جميل جدا لذلك قلت في تعليقي فقدّ الاحبة يفتح الجرح ويزيل الخبث وارجو ان لا تكون قد اشتبهت بين الخبث الؤم وخبث الذهب الغش الذي يزال بواسطة الافتتان اي الصهر والاحتراق ثم ما انا الا قاريء ومتذوق وربما لا اصلح لتقيم نصوص شعرية كمقاطع من شعر جليس الرصيف والطالب المغمور ضحكت كثيرا عندما قراءت (لانك تعرف جيدا ..انه لا يهش ذبابة)انتم الشجعان حتى مع عدم البوح باسماءكم وهم الجبناء وان علت اصواتهم وكتمت اصوات مسدساتهم تخفي اصواتها وتعمل في الظلام بئس الطغاة هم وأروع المبدعين ...والشجعان انتم ا


11 - الله ياجليس الرصيف ومن قال غير ذلك
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 10 / 3 - 17:18 )
انه اروع من الروعة ونصه جميل جدا لذلك قلت في تعليقي فقدّ الاحبة يفتح الجرح ويزيل الخبث وارجو ان لا تكون قد اشتبهت بين الخبث الؤم وخبث الذهب الغش الذي يزال بواسطة الافتتان اي الصهر والاحتراق ثم ما انا الا قاريء ومتذوق وربما لا اصلح لتقيم نصوص شعرية كمقاطع من شعر جليس الرصيف والطالب المغمور ضحكت كثيرا عندما قراءت (لانك تعرف جيدا ..انه لا يهش ذبابة)انتم الشجعان حتى مع عدم البوح باسماءكم وهم الجبناء وان علت اصواتهم وكتمت اصوات مسدساتهم تخفي اصواتها وتعمل في الظلام بئس الطغاة هم وأروع المبدعين ...والشجعان انتم ا


12 - (الطالب المغمور ..ها اشو( انلصمت لا حس ولا نفس
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 10 / 6 - 09:25 )
ابشرك وزارة التربية عادت الامتحانات ثلثمرات هم كول نجحت بذراعي


13 - الطالب المغمور
عبد الحسين طاهر ( 2013 / 1 / 19 - 08:34 )
اتمنى ان تكون بخير اين انت يا رجل لم اسمع اخبارك تحياتي لك

اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا