الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعددت جرائم قتل الوطن والسبب واحد

صادق إطيمش

2012 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تعددت جرائم قتل الوطن والسبب واحد
جميع المقابلات التلفزيونية والصحفية والإذاعية التي إستمعت إليها لحد الآن والتي تحدث فيه المتحدثون عن عملية هروب الإرهابيين من سجونهم المرة تلو المرة وخاصة في عملية الهروب الأخيرة التي تمت بهجوم على سجن تكريت وأستيلاء الإرهابيين على السجن وتحرير اقرانهم منه ، تحدثت عن سبب واحد لكل ذلك . وهذا السبب هو ليس عدم كفاءة حراس السجن أو إهمالهم لواجباتهم . فالشرطة المساكين لديهم واجبات معينة ومقننة تدلهم على كيفية القيام بالواجب المكلفين به والمنوط بالأوامر الصادرة لهم من الجهات العليا بين مراتب الضباط الكبار . كما ان هذا السبب ليس رداءة المبنى التي سهلت للسجناء إختراق جدرانه وتهديمها بما لديهم من أدوات بسيطة لا ترقي إلى معاول الهدم . كما ان هذا السبب لم يكن إنعكاساً لموقف اهالي تكريت من السجناء ووقوفهم إلى جانبهم ووضعهم إدارة السجن تحت الضغط لتسهيل عملية هروبهم . ولم اسمع ممن تحدثوا حول هذا الموضوع سواءً من اهل تكريت او اهل بغداد او ما تحدث به الناس في مناطق اخرى من العراق عن اي سبب يتعلق بالأمور الفنية او العمرانية التي كانت تكتنف السجن او السجون التي تكررت فيها عمليات الهروب والتي كانت السبب الرئيسي لهذه الكارثة الأمنية التي اصبح فيها عتاة المجرمين المحكومين بالإعدام والذي لم ينفذ حكم الإعدام الصادر بحق سبع واربعين منهم منذ شهور ،إلا ان سبب الهروب هو الكامن ايضاً وراء عدم تنفيذ هذه الأحكام . فما هو هذا السبب الذي لم يختلف إثنان في العراق عليه والذي يسبب لنا هذه الكوارث اليومية التي إشتدت وطأتها على الناس خلال الأشهر الماضية وبالضبط منذ بدء تقديم الهاشمي إلى المحاكمة ومن ثم صدور الحكم عليه ؟ ما هو هذا السبب الذي الذي يبدو وكانه معروف حتى للطفل العراقي وليس للسياسيين النشامى في هذا الوطن الذي أبتلي بهم معممين كانوا او افندية ، من سياسيي الصدفة الذين يجهلون ابجدية لغتهم فكيف بأبجدية السياسة إذن ؟ إن هؤلاء الساسة يمثلون نفس المسرحية التي تعودنا على مشاهدتها وسماعها حتى القرف والتي يمثل فيها كل منهم دور البريئ من هذا السبب القاتل شاكياً متضرعاً ماسحاً جبينه المكوي ببقع الباذنجان التي إن دلت على شيئ فإنما تدل على مدى إسوداد قلبه قبل جبهته ، باكياً بكاء التماسيح على الإنتهاكات الأمنية وهو الضالع بها حتى النخاع والمسبب لها حسب الأقوال التي يرددها الشارع العراقي والتي لا تشير إلا إلى الفساد المالي والفساد الإداري وإبتزاز الأموال وأخذ الخاوات وتقاضي الرشاوي المنظمة والمقاولات المليونية الضخمة التي تعقد على حساب قوت الشعب وامنه وما يطالب به منذ سنين من خدمات في مختلف المجالات الحياتية . السرقات والسلب والنهب في دولة الإسلام الجديد الذي يسوقه هؤلاء وكأنه النحيب وإقامة العزاء والركض او السير على الأقدام لمئات الكيلومترات وغير ذلك مما اصبح تجارة رابحة ايضاً لهم ولوكلائهم وأقرانهم من ناشري الخزعبلات الدينية والفتاوى الهزلية . اما قوت الناس وحياة الثكالى وانين اطفال الشهداء والحياة في بيوت الصفيح في البلد الذي ينهب دهاقنة الإسلام السياسي خيراته باسم الدين كل يوم ، وإهمال بل وتدمير البنى التحتية والثراء الفاحش الذي دخل فجأة على مَن لم يكن يملك شروى نقير فأصبح من ذوي القصور الفارهة والحسابات الضخمة خارج العراق ولا يتردد بتكرار المسرحية التي ينوح فيه على العدالة والقانون وهو إما مزور شهادة او زيتوني الأمس اخضر اليوم او نشط في تجمعات من وكلاء النواب او الوزراء او المتنفذين في الأحزاب الحاكمة أو اية مهنة أخرى ينأى عنها كل مَن يملك ولو ذرة من الضمير. إلا ان كلمة الضمير هذه اصبحت في عراق دولة الإسلام السياسي ، في دولة المحاصصة والشراكة في سلب الوطن وخيرات اهله ، اصبحت هذه الكلمة مجهولة في قواميس ساسة العراق الجدد إذ ان قواميسهم هذه إحتشدت بكل المفردات القبيحة والساقطة التي ألفها الشعب العراقي اثناء دكتاتورية البعث المنهارة لتستمر بعد هذا السقوط من قِبل أولي الأمر الذين وضعهم الإحتلال الأمريكي على قمة السلطة واستمروا في هذه السلطة حتى الآن دون ان يتحرك فيهم وازع من ضمير او وجدان لما تعانيه جماهير الشعب العراقي من بؤس في الحياة وانتهاك للأمن وخراب في البلد وسلب ونهب للخيرات وتراجع رهيب في العلم والمعرفة وانتشار للخرافة وهدر للثقافة وإهمال متعمد لإصلاح ما خربته البعثفاشية في كافة مجالات الحياة ، وقد زاد عليها خريجو جامعات سوق إمريدي في الطب والهندسة والفيزياء والذرة والميكانيك والزراعة والصناعة بكل فروعها ، زادوا على كل هذا الخراب فيضاً من علومهم التي إكتسبوها في جامعاتهم التي يحتل ثلاثون الف من خريجيها مواقع متميزة في قيادة العراق الجديد.
فإلى متى الصمت ايها الناس ؟ إلى متى تظل ألسنتكم تكتم امام المسؤولين ما تصرح به علناً على الشارع ؟ إلى أي حد يسمح الإنسان العراقي بأن يساق خلف التبجحات التي تصف نفسها بالدينية وما هي إلا هرطقات جهلة وتقولات كذابين ينسبونها إلى مقدسات إسلامية حقة لا ولن ترضى بمثل هذا الظلم والإنتهاك وسرقة الخيرات وكل ما يتعرض له الشعب العراقي منذ مجيئ هؤلاء المدعين إلى قمة السلطة ، ولنا في حياة الإمام علي بن أبي طالب (رض) المثل البارز لمَن يدعي من مثل هؤلاء السير على نهجه ، وما هم إلا أعداء لهذا النهج وبالتالي فهم أعداء لصاحبه .
ألشعب العراقي الذي قال لا للصراع العثماني الصفوي الأهوج بغية التسلط على مرافق وطنه والذي ظل يصرخ باسم العراق فقط ، والذي قال لا للإحتلال الإنكليزي في ثورة العشرين ، والذي قال لا لمعاهدات العبودية في ثلاثينيات القرن الماضي ، والذي قال لا لبورتسموث ومخابرات نوري السعيد وبهجت العطية ، والذي قال لا بإضرابات عماله في البصرة وبغداد وكاورباغي وغيرها من الإنتفاضات العمالية التي هدت مضاجع حكام العهد الملكي البائد ومخابراتهم وجواسيسهم بالرغم مما نصبوه من مشانق وما اسسوه من سجون .الشعب العراقي الذي قال لا بإضرابات واعتصامات طلابه ومثقفيه حينما دعاهم الداعي للوقوف بوجه المد الإستعماري وشركاته وعملاءه. الشعب العراقي الذي قال لا في إنتفاضاته في خمسينات القرن الماضي ضد سياسة وكلاء التاج البريطاني . الشعب العراقي الذي فجر ثورة الرابع عشر من تموز التي قالت لا للإقطاع ورموزه وقوانينه السائدة آنذاك . الشعب العراقي الذي قال لا لدكتاتورية البعث التي نالت ما نالت منه لأربع عقود من تاريخه الحديث . إن هذا الشعب لقادر ان يقول لكم يوماما لا ايضاً ، يا سياسيي الصدفة ، وعندئذ سيكون :
" يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج " ( سورة قاف ، الآية 42) " فذلك يومئذ يوم عسير " (المدثر ، الآية 9)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسائل عسكرية قادمة من صنعاء.. الحوثيون يبدأون معركة -الطوفان


.. ماذا تحمل الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية لفرنسا؟ | #




.. أبرز التحالفات المتنافسة في الانتخابات التشريعية الفرنسية


.. استطلاع: أغلب الإسرائيليين يعتقدون أن حرب غزة مستمرة بسبب اع




.. حراك دبلوماسي لافت بشأن مفاوضات التهدئة في غزة