الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في -مترو العولمة- الخبر اليقين
دانا جلال
2012 / 10 / 1ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.
الكائن الاجتماعي الافتراضي: - سألتني شقراء سويدية في قطار مترو المدينة عن وجهة نظري حول الشعب و المجتمع السويدي. طالبتها بالنظر الى الجالسين في القطار، كانوا متباعدين وكأنهم في خصام تاريخي، صمت مطبق، الكل منشغل بموبايله او تصفح صحيفة شعبية، ذكَّرتُها بان الانسان حسب ارسطو "كائن اجتماعي"، فسألتها ان مات "الاجتماعي" في ظل العولمة ام ان "الاجتماعي" صار افتراضيا، لا يجلس بجوار الاخر، لا يحدثه مواجهةً، له الاستعداد بحديث اسراره دون ان يعرفه ولساعات طويلة عبر الفضاء الالكتروني.
ان النظام الرأسمالي الذي كان يفتخر بانه قادر على تحقيق ذات الانسان ( الفرد) جعل منه روبوتا يعمل 5 ايام من اجل يومين يعيشه للتخفيف عن التوترات النفسية لبقية ايام الاسبوع.
الحضارة الرأسمالية شوهت الانسان فحولته الى عبد يسجد لأكثر من صنم سلعي وانتاجي، هنا يكمن اهمية البديل المتمثل بالحضارة الديمقراطية التي تحقق ذات الانسان وتعيده الى حالة تناغمه مع الاخر ومع بيئته الطبيعية والاجتماعية.
تداخل صورة العالم :- ان يعيش أكثر من مليار إنسان بأقل من دولار واحد يومياً، وضعفهم بأقل من دولارين، ان تنهش البطالة حياة أكثر من مليار إنسان، و تتوقف نبضات اكثر من مليار إنسان قبل الأربعين عاماً، ولا يجد ما يزيد عن 3 مليار إنسان مياه نظيفة للشرب، ويعاني 840 مليون إنسان من سوء التغذية ليست بصورة عن عالم تم تعريفه بالثالث، هي صورة خارجة عن مشهد انساني نجد نقيضها في عالم تم تعريفه بالأول حيث تفوق ثروات أغنى 200 فرد في العالم دخل 41% من سكان الأرض (حوالي 2,8 مليار إنسان)، وتفوق ثروة أغنى 3 أفراد الدخل القومي لـ 48 دولة فقيرة مجتمعة.
في صورتين متناقضتين لعالمين تتحكمان بهما قوانين اقتصادية مشتركة، هناك ملامح صور نقيضة للمشهد العام. في الانظمة الرأسمالية تتسع الاستقطابات وتوزيع الثروات مخلفة عشوائيات للمهمشين فيه فقير ما بين 8 فردا وعاطلا ما بين 5 شبابا.
ان تقسيم العالم في تراتبية وتسلسل باعتماد "اسلوب الانتاج" او "مستوى دخل الافراد" في سياقات جغرافية، وقومية او قارية كان هو السائد على صعيد النظرية والممارسة الثورية لقوى التغيير العالمي، سياقات وتقسيمات تراجعت وفشلت في خلق جبهة وخندق انساني مشترك ضد قوى الهيمنة الدولية.
ان تقسيم العالم بعد التحرر من مفهوم الجغرافية مهمة نظرية تواجه قوى التغيير و المنتدى الاجتماعي كجزء من قوى التغيير المطالبة بوضع اسس نظرية لنضال ضحايا العولمة على الصعيد العالمي كخطوة لابد منها من اجل طرح البديل الانساني لعالم كانت المقارنات فيه بين البشر لتتحول في ظل العولمة ما بين كلاب الاغنياء وفقراء البشر، فمتوسط العمر في سيراليون هو 25 عاما في حين تعيش كلاب أوروبا في رخاء فاحش، ومتوسط عمر يفوق ال30 عاما، وان أكثر من 60 مليون كلب وقطة مدللة يعيشون في بيوت الأمريكان كما وصرف الامريكان هذا العام 37 بليون دولار على حيواناتهم الأليفة، في حين لم يصرفوا اكثر من 6 بلايين دولار على طعام أطفالهم.
اننا نشهد ونعيش صراع "ضحايا العولمة" ضد "فرسانها"، صراع لاوجود فيه لمفاهيم الجغرافية التي تحولت الى جزء مخلفات القرن العشرين .
عن اليسار :- مازال اليسار العربي اسير الجغرافية القومية وقومنة الجغرافية في نضاله الفكري والجماهيري رغم ان اليسار الكوردي ومن خلال ما طرحه المناضل والمفكر عبد الله اوجلان لمشروعه النضالي وبديله الانساني المتمثل بالكونفدرالية الديموقراطية لشعوب منطقتنا قد خطى خطوات فكرية لوضع اسس مبادي الأمة الديمقراطية والوطن الديمقراطي و الجمهورية الديمقراطية و الدستور الديمقراطيّ. ان كونفدرالية اليسار والقوى الديمقراطية للشعوب التي تشترك مع العرب في فضاء جغرافي مشترك كخطوة لابد منها لعولمة النضال الديمقراطي، فبدون عولمة النضال لا يمكن هزيمة الاسلام السياسي الذي ركب قطار العولمة ليتحكم بالسلطة .
ان اليسار الالكتروني والذي تناوله الرفيق رزكار عقراوي بحثا ودراسة يمثل خطوة جريئة لمفهوم النضال والياته وفضاءه، على اليسار العربي اغناءه بغرض اكتشاف ساحات جديدة للنضال ومناضلين لا يحملون المناجل والمطارق، بل يحملون سر تواصل ثوري عابر لحدود الدولة القومية بل ولحواجز طبقية في الصراع لإنهاء ألازمات الغذائية والبيئيّة والماليّة والاقتصادية التي تنتجها الرأسمالية لذاتها وتصدرها لمن حولها والتي ادت الى تفاقم النقل القسري للسكان والاستغلال والمديونية وانعدام العدالة الاجتماعية. والحروب والاحتلال العسكري ونهب الثروات الطبيعية واستغلال الشعوب والمناورة الايديولوجية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الاستاذ دانا جلال... تحية وبعد
عدنان فارس
(
2012 / 10 / 13 - 03:19
)
انا الآن منشغل باعداد مساهمة ثانية في الملف موضوع الدعوة.. ولكن وبينما انا اتصفح ماكتبه الزميلات والزملاء قرأت السطور الاولى مما كتبتَه انت في مساهمتك فروادني تعقيب سريع بودي ان تقرأه:
الركاب الجالسين -متباعدين- في المترو اولاً، باعتقادي، لكثرة المقاعد الفارغة وان اللياقة الحضارية، في هذه الحالة، لاتستوجب الجلوس وجهاً لوجه او كتفاً لكتف. ثانيا هم متباعدون في جلوسهم لأنهم لايعرفون بعضهم فعلامَ يتواصلون داخل المترو؟ ولكنهم ولأن -الاجتماعي- فيهم لم يمت ولأن أحدهم ليس -افتراضياً- ولا -روبوتاً- فقد كانوا وبشهادتك يتواصلون، ومن داخل المترو، مع من يعرفون ومع مايهمهم خارج المترو، وقد يكونون في مناطق مختلفة من العالم، عن طريق وبفضل ماأنتجته عمولمة الرأسمالية حيث الموبايل والجريدة الفضائية واللابتوب.... شكراً لكَ وللحديث بقية.. طبعاً معكَ وليس مع -الشـــــــقراء-
2 - الاستاذ دانا جلال
جان نصار
(
2012 / 10 / 28 - 08:02
)
لقد قرائت بالامس واليوم مقالك عن الجيش الحر ومقالك هذاواني اشارك في كثير من الافكار ليت الجميع يطلعوا على حقائق العولمه والاحصائيات والارقام ليدركوا مساوئ العلم الراسمالي واستغلاله للشعوب. تحياتي لقلمك وافكارك ووعيك وشكرا
.. صراعات القوى الكبرى في سوريا.. إلى أين يتجه التصعيد؟ | #غرفة
.. استشهاد 7 فلسطينيين بقصف استهد مدرسة تابعة للأونروا تؤوي ناز
.. مجلس الأمن يعقد جلسة خاصة بالتطورات في سوريا شهدت سجالا حادا
.. مدينة صور اللبنانية تودع قتلاها.. مراسم مهيبة لنقل الضحايا إ
.. ناشطون في كندا ينظمون مسيرة تضامنية مع فلسطين