الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوش وبيسارو ..وشعوب النعاج

ميثم مرتضى الكناني

2012 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لم تتكلف رحلة المغامر الاسباني بيسارو الذي اقنع ملك اسبانيا بدعمه ببعض المال والمؤنة ومالايزيد عن مئتين وخمسين من الرجال الاشداء في مشروعه المغامر بالسفر صوب القارة الجديدة في اميركا الجنوبية والحصول على جبال الذهب متحديا التاريخ والجغرافية فضلا عن المنطق الحربي بازاء امبراطورية موغلة بالقدم هي امبراطورية الانكا التي يقدر عدد سكانها بعشرات الالاف من الرجال والنساء مع وعورة الطريق والممرات الصعبة فضلا عن الاوبئة الفتاكة , لم تتطلب المواجهة العسكرية الجنونية الا حركة بسيطة للاطباق على الملك المرفه ومن ثم الاجهاز على كامل عسكره في مذبحة اقل مايقال عنها انها لعبة رماية للرجل الابيض وانهزم جيش بالالاف امام حفنة من المرتزقة الاسبان لا لان الملائكة رفرفت باجنحتها او ان جنودا غيبيين تدخلوا مع الفاتح الاسباني , انه الخواء الداخلي لدى الشعب المقموع الذي انهكته الحروب العبثية والصراع على وراثة تاج المملكة والذي سقط فيه الالاف من الضحايا قبل ان ياتي الفاتحون الاسبان ليجدوا امة فاترة لا تملك عدة وعتاد الحرب وطالما كان المواطن البسيط يسال نفسه , لماذا اقاتل ومن اقاتل ؟ان الحكومة الفاسدة التي دجنت الشعب مئات السنين وجعلت من الملك وبطانته الهة تتقرب اليها الجماهير بالنذور والقرابين وهي تسلق جلودهم بالموت وتذيقهم الهوان المغمس بالترهات والشعوذة , وتمنعهم من مجرد االتفكير في قرارات الحاكم هكذا شعوب لاتملك حسا وطنيا ولا تملك التمييز بين ماهو وطني وماهو اجنبي عندما تداخلت الالوان والعناوين واصبح الملك المحلي اقسى والعن واشرس واشقى من أي عدو تجلبه الامواج , هكذا سلمت حضارة المايا ومنتسبيها ولا اقول مواطنيها لانهم لم يعرفو يوما معنى المواطنة سلموا للفاتح الاسباني ومنحوه الطاعة لانهم تعودوا الطاعة كجزء من تراثهم الذي البسهم الخضوع لابن الشمس , ولقد اخذ الفاتح الاميركي بهذه المعطيات عندما قرر الدخول في حرب مع نظام متاكل قضت عليه ارضة العقوبات وتهرا من الداخل مثل نظام صدام حسين , وتحول شعبه بسبب سياسات النظام الممنهجة الى مجاميع مبهمة الهوية لاانتماء لها متشظية لا تفكر الا بالمنفعة الشخصية عديمة الارادة والحس الجمعي للخطر , شعب خائف مفكك يعيش على ارض لا يشعر تجاهها بالعائدية ولا ينتمي لاي فصل من فصول تاريخها تتوزعه الهويات الصغرى الطائفية والقومية بل وحتى العشائرية والمناطقية هكذا شعب لا يمكنه ان يخيف جيشا محتلا او ان يكون سببا في اقلاقه ,وسلطة بهذه الدرجة من الانحراف والفساد لا تقوى على المواجهة , وهكذا تم ابتلاع العراق وكما جاء المغامرون الاسبان وجلبوا معهم الى (البيرو) الطاعون الاسود الذي نقلوه باجسادهم من بنما , جلب الاميركي المحرر معه طاعونا اقتم لونا للعراق وهو الطائفية التي اغرقت االعراق في اتون حرب لا تنتهي جعلت المتاريس بين الحارة والحارة والشارع والشارع , واناطت بحفنة من التجار السياسيين او السياسيين التجار حكم البلاد ونهب البلاد وبيع االبلاد , ان اغرب ماجلبه الاميركان هو التناقض الذي جعلوه قانونا لوجودهم المقيت وهو تراكب المفاهيم من قبيل السيادة وهم مازالوا يحكمون على سيادتنا بالاعدام مع وقف التنفيذ بالفصل السابع والاستقلال وهم يرهنون اموالنا بالاوامر الرئاسية لحماية الاموال العراقية سنويابحجة وجود الدعاوى (المضحكة) ضد العراق بسبب غزوه للكويت , نتحدث عن حقوق الانسان التي لا تخص الا السفاحين وقاطعي الروؤس وفرسان السيارات المفخخة , اما الديمقراطية فهي التي جاءت بامراء الحرب ليصعدوا اعلى قمة الحكم ويكسروا السلم من ورائهم ,في غمرة ذلك كله مع محيط يتشفى بالعراق المذبوح باهله وتاريخه وثرواته المدفوعة سلفا من دماء وحليب اجيال لم تبصر النور بعد ,لا يبقى والحال هذه الا وعي النخب وهو بعيد المنال مع حكم الجهال الذي نزل كالصاعقة على كل رجل حر اتهاما وقتلا وتضييقا , وفي اشكالية الانتماء العراقي بين الامة او الجزء من امة بين ان انظر لشريكي في العراقية والذي شهد معي كل اتونات الحروب ومجاعات مابعدها انظر اليه على انه ابعد من الغريب محيطا وطباعا والذي لم يشترك معي الا في الهوية الفرعية هكذا مزقتنا ديمقراطية الفاتح الاميركي الذي جلبها على اعقاب قذائفه المعمدة باليورانيوم المنضب, قدر شعوبنا ان تعيش بين تراتبية الاستعمار فالاستبداد فالاستعمار فالاستبداد مع غياب الحكم الوطني الصالح الذي يتعايش مع هموم الناس وينتصف لهم, ,بيسارو الاسباني اطاح به زملائه عندما اختلفوا على الغنائم وقتلوه غيلة , اما فيما يخص المحتل الاميركي فان لديه مايكفي من انصار وحلفاء من العرب الاقحاح الذين نسوا فلسطين وانشبوا مخالبهم في جسد العراق وكان لهم ثارمع العراقيين وهانحن نسدده في اسواقنا وجوامعنا وكلياتنا وحدائقنا ,شكرا لكم ايها العرب فلقد عكستم معادلة الصراع ,ان كان ابناء حضارة الانكا ان توحدوا قبل الغزو الاجنبي فانكم تتسابقون اليوم لخطب ود الفاتح الاميركي ببيع اخوتكم بل ببيع احدكم نفسه لكي يحضى بنظرة قبول من السيد الاميركي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة