الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تتجند الفاشية لإغتيال الفكر التقدمي

محسين الهواري

2012 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


سأبدأ ببعض أشهر ما قاله أكبر مناهضي الفاشية باعتبارها تجلي من تجليات الأزمة البنيوية التي يعيشها نمط الإنتاج الرأسمالي. فإذا اعتمدنا في تحليلنا لنباح الفاشية الجديدة على التحليل الماركسي، كتحليل ملموس لواقع ملموس، فسنصل الى أن صعود الفاشية بكل من إيطاليا والمغرب والنازية باليونان ما هو إلا تعبير موضوعي لقانون الضرورة وليس تجليا لقانون الصدفة. فدعم التنظيمات النازية والفاشية أصبح ضرورة قصد القضاء على كل تحرك تقدمي وتحرري في وجه السياسات اللصوصية التي تنهجها الأنظمة الرأسمالية الهادفة الى خوصصة كل القطاعات اللإجتماعية.

فقد خلص المفكر والفيلسوف الباسكي مغيل دي أونامونو إلى أن "الذكاء هو كل ما يمقته الفاشيون"، وأضاف الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر الذي عرف بمناهضته الشديدة للنازية " أن ما يحدد الفاشية ليس عدد ضحاياها بل الطريقة التي تغتالهم بها". إن الجمع بين المقولتين سيثبت لا محالة دقة الطرح الشيوعي في ما يخص الموقف الثابث من المواجهة مع كل أشكال العنف الفاشي والنازي، هذه المواجهة التي لن تأخذ مسارها الطبيعي إلا إذا استوعبت العلاقة الجدلية بين النضالين السياسي والعسكري، أي أن المواجهة العسكرية لن تثمر إلا إذا وازتها مواجهة سياسية عميقة وقاعدية قادرة على حصار وتهميش التنظيمات الفاشية داخل مجتمعاتها وفضح استغلالها لموروث ثقافي جماعي لا يحق لأي طرف استغلاله سياسيا.

إن عداء الفاشية لكل تحليل علمي عقلاني ثابت، وهذا ما يمكن استخلاصه من العداء الثابت للفاشيون الجدد بالمغرب للفكر التقدمي الرافض لأي إضطهاد قومي كيفما كان نوعه، فالشيوعيون بالمغرب يناضلون ضدا على السياسات الطبقية الهادفة الى تجويع الشعب المغربي بمكونيه الأمازيغي والعربي، وليس ضدا على اللغة والثقافة الأمازيغيين اللتين نعتبرهما جزئين لا يتجزءان من الهوية الشعبية للفرد وللجماعة المغربيين، والتاريخ والجغرافيا وأمهات الكتب تثبث بأن تفكير الشيوعي تفكير أممي، لغته كل لغات العالم وثقافته ثقاقة كل الأمم. إن لغة وثقافة الشيوعي هي رفض كل أشكال الإضطهاد سواء أكان إضطهادا إقتصاديا أو قوميا.

وقد أشار الرفيق لينين الى أن "الفاشية هي رأسمالية في طور التفكك"، ووصفها تروتسكي بأنها "لا تعدو أن تكون إلا الرجعية الرأسمالية". كل ذلك يفسر بجلاء سر بروز التنظيمات الفاشية كلما شرعت الرأسمالية في حفر قبرها بيديها حسب تعبير الرفيق ماركس. إن الفاشية هي الوجه البشع للرجعية الرأسمالية ، فإذا كانت البرجوازية تعتقل وتقمع وتعدم وتغتال وتجرد المناضلين من حقوقهم المدنية باسم القانون فإن ربيبتها الفاشية تتفنن في أشكال الذبح والنحر كما جاء على لسان الفاشيون الجدد بالمغرب الذين قضت "محكمتهم" بقطع أيدي وأرجل الشيوعيين، وهو إجراء لا يختلف في جوهره عن إرهاب أبناء عمومتهم الملتحين.

إن مواجهة الفاشية لن تستقيم إلا بالمراكمة لمواجهة شاملة مع النظام الرأسمالي الذي يفرخ ويدعم الفاشية والنازية لمواجهة أي فهم علمي تقدمي للصراع الطبقي على أساس أنة صراع شامل يشمل المستويات الإقتصادية والسياسية والإديولوجية، ومنه فالنضال ضد الإضطهاد القومي هو واجب وموقف ثابتين في الأدبيات الشيوعية، وما النباح الفاشي إلا تعبير مشوه وعدائي للنضال ضدا على النضال القومي. لقد أشار الى ذلك ألبيرت إينشتاين حينما قال بأن " الفاشية مرض طفولي، إنها بمثابة مرض الحصبة الذي يتجسد في الإنسانية".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا