الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يقررون وبماذا يفكرون (13) إعدام ام بداية الانتقام

الاء حامد

2012 / 10 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كيف يقررون وبماذا يفكرون (13) إعدام ام بداية الانتقام

..... وفجأة صدر الحكم بإعدام نائب رئيس الجمهورية الهاشمي .. لتنطوي القضية ويتوقف التحقيق فيها مكتفيا بأسباب الدعاوي الجنائية المرفوعة ضده .. ويسدل الستار على هذه الحادثة الغريبة التي أشغلت الشارع العراقي لشهور طويلة .. وتشخص بعدها الأنظار على عودة الرئيس من رحلته العلاجية في ألمانيا....

اذا ها هي الرواية المتداولة والمعروفة ، فما بمقدور الرئيس فعله ؟ ان يصادق على حكم نائبه القاتل ، او دعوته المتكررة لعقد الاجتماع الوطني , الذي من خلاله ترمى كل القضايا في سلة المهملات ليبدأ مشوار أباحي جديد!!
او قد يكون رئيسنا قد شعر بالتعاسة والحرج الشديد لوقوع نائبه في شباك القتل والجريمة، فيتخلى عنه بدل قذف القضاء بسيل من التهم والشك بمصداقيته !!

لا ندري ما الصورة التي ننتظرها ، وما الموقف الذي سيجل لهذا الطرف او ذاك ، لكن على الأرجح ان الأمور لا زالت تسير لصالح المالكي الرجل القوي في العراق ، الذي نجح من خلال منجزاته المتعددة ، ان يتجاوز الإطار الطائفي الضيق للسلطة ، إلى إطار مدني شمولي للدولة التي قطعت شوطا هاما على طريق المؤسسة ذات النظم الإدارية والمالية والأمنية الشبه مستقرة.

والواقع ان هذه المحاكمة ، وان كانت غيابية جاءت تعبيرا عن حاجة شديدة الى متطلبات ، لم تعد موجودة في المنطقة ، في ان يكون بمثل منصب الهاشمي متهم بجرائم جنائية ومعرض للمساءلة والحساب . فلهذا وان كانت محاكمة الهاشمي حملت إبعاد سياسيه أو اتخذت أسلوبا طائفيا ، إلا أنها استطاعت الخروج بالقضاء العراقي من موقع الاستغلال إلى موقع المبادئ والقيم والتحرر من الرواسب القديمة . بحيث لا يكون هنالك احد بمنء عن القضاء إذا اخطأ، وليس احد فوق القانون مهما بلغ قدره ومنصبه !!

وإذا كانت شخصية المالكي القوية قد وفرت الأرضية الجيدة لهذه التجربة المتطورة والهامة ، فمن البداهة ان يتعرض لهجوم عنيف من قبل خصومه إلا إن محاولته الهامة تلك التي صورت على ان الهاشمي رجل مجرم كانت موصولة بخطوات اوسع على الصعيد التنظيمي من خلال إجراءات المحكمة وطبيعة التهم التي نسبها للهاشمي وكذلك الشهود والمدعين بالحق الشخصي .. عكس الهاشمي الذي بدأ ينقاد نحو الخطاب الطائفي الذي لم يعد يسمعه الكثير من العراقيين ، وتصويره للجمهور بأنه مظلوم ومستهدف كمكون بحد ذاته, و ذهب بعيدا بفكره وتصوره على ان المكون السني يستمد وجوده وحياته من حضور الهاشمي نفسه "

فلذلك اعتقد ان هروب الهاشمي سيخلف وراءه مشكله عتيدة ، اعتقد البعض عن خطأ أنها انتهت عند إسدال ستار المحكمة ، لكنها ستطلق بداية فصول هجمة شرسة على العراق لمن اعتقد بأن القضية اضمحلت وغابت .. غير إنني أرى ان أصحاب الهاشمي الذين استكانوا ألان , متراجعين إلى الوراء كرها ليتحركوا في الوقت المناسب ، فهم مدركين تماما ماذا يريدون وما يخبئونه للغد ... فلم يكن غيابهم من هذا المنطلق سوى هدنة مؤقتة أو مجرد انكفاء محدود ليتربصوا من وراءها بهدوء الخصم القوي، حتى ينقضوا على الحكومة لإسقاطها وهذا درسا لمن لا يعتبر فالطريق إلى الكوفة لازال ملبدا بغيوم سوريا .... فعلى الحكومة مراجعة حساباتها وان لا تترك قطرة مجال لنجاح هكذا تجربة ستطيح بالعراق وأهله وتعمل من وراءها الآن مئات من الدول !!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معدن اليورانيوم يتفوق على الجميع


.. حل مجلس الحرب.. لماذا قرر نتنياهو فض التوافق وما التداعيات؟




.. انحسار التصعيد نسبيّاً على الجبهة اللبنانية.. في انتظار هوكش


.. مع استمرار مناسك الحج.. أين تذهب الجمرات التي يرميها الحجاج؟




.. قراءة عسكرية.. ما مدى تأثير حل مجلس الحرب الإسرائيلي على الم