الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوك الكلام في ما بين حرية التعبير و الوقاحة من انفصال

رشيد عوبدة

2012 / 10 / 2
كتابات ساخرة


اتسعت في الآونة الأخيرة مساحات العالم الافتراضي بشكل سهل مهمة الإطلاع على الخبر على مدار الساعة، خصوصا مع تعدد عتبات الجرائد و المجلات الالكترونية التي سمحت للمطلع على المادة الاخبارية بأن يقاسم غيره الرأي و يشاركهم التصور، مادام أن "الخبر مقدس و التعليق حر". و الأدهى من ذلك كله أن العالم الافتراضي سمح للأشخاص بتقمص أسامي افتراضية تخفي وراءها شخوصهم الحقيقية، ولو أن في الأمر مدخلا يفتقد للسلامة على اعتبار أن الإعلان عن الرأي يقتضي، بالضرورة، التعريف بصاحبه مادمنا نلتزم بحرية التعبير إيمانا و اعتقادا.
إلا أن كثافة المعروض من المواد الإخبارية لم يواكبه دائما تزايدا في حجم الآراء الموضوعية المُعَلِّقَةِ عليها،بقدر ما صاحب ذلك انزلاقا مرضيا في كثير من الأحيان ينم عن تكويننا النفسي الانفعالي و عن لاشعورنا المثخن بمكبوتات تتحين الفرصة لتحقيق الاشباع مع رفض تام للمسؤولية الأخلاقية و الحضارية الواجب التحلي بهما اتجاه الآخر كيفما كان شعورنا اتجاهه و مهما خالف رأيه رأينا... فقد تحايل البعض على هامش الحرية الممنوح لتأثيث بياض الصفحات الرقمية مستغلين ذلك لتفجير غرائزهم اللاشعورية، منفسين بذلك عن ضغوطاتهم النفسية،طاردين لقواهم التدميرية، و كأنهم أطفال صغار ينتشون لحظة قذف الآخر و سبه...
لقد ترك الأمر لدى الكثيرين انطباعا سلبيا عن طينة قراء هذه الجرائد، وهو ما ليس كذلك، في الوقت الذي أفشينا سرنا وأبنا على أننا قوم نلوك الكلام على عواهنه من دون ملامسة جوهر ما نصبوا إلى إبداء رأينا بصدده، ولهذا استغلينا أول فرصة لتحرير غرائزنا المكبوثة من سجنها، موهمين أنفسنا على أننا في حصص تدريبية على الحرية، إلا أنه شتان ما بين حرية التعبير التي تستهدف الفكر ، ووقاحة السلوك إذ نرمي الناس قصدا بلاوعي و إصرار بلا ترصد، وهذا إن أوحى بدلالة ما فإنما يوحي على أننا شعب بقدر ما نطمح لركوب قطار التحضر بقدر ما أن حنينه إلى زمن العبودية و الخضوع للشهوانية الباطنية الهدامة يجره أسفل سافلين، فهلا غيرنا ما بأنفسنا قبل أن نطمح الى تغيير قيمنا، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، أليس هكذا علمتنا قيمنا الأخلاقية أم ترانا نتبجح في كل مرة بتبنيها رسوما متنكرين لها مراسا !!!...


بقلم الأستاذ رشيد عوبدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال