الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمازيغية والعربية وما بينهما من اتصال وانفصال

الحسين أيت باحسين

2012 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الأمازيغية والعربية وما بينهما من اتصال وانفصال

لقد عادت، في الآونة الأخيرة، إلى واجهة النقاش المسألة اللغوية بالمغرب. أثارتها مجموعة من المبادرات (من بينها تأسيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية) والتحاليل (من بينها مقال للأستاذ عبد الحق المريني حول "مسار القضية الأمازيغية الوطنية بين التعريب والتمزغ") والتقويمات (من بينها التقرير السنوي للمجلي العلى للتعليم) والتوظيفات السياسية (من بينها تدشين ساحة تحمل اسم "وحدة المغرب العربي"، وذلك من قِبَل ممثلين عن أحواب كل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريطانيا بمناسبة مرور خمسين سنة من لثائها لأول مرة في هذه المدينة) وكذا التصريحات الإعىلامية (من بينها عودة أصوات تستنكر جعل تدريس الأمازيغية قضية تهم كل المغاربة بدون استثناء وأخرى تضع حدودا لوظائف اللغات المتداولة في المغرب، وغيرها ترفض اعتبار الأمازيغية لغة بل ويؤكد البعض منها على أنها لم تكن وليست ولن تكون إلا لهجات لمجموعات لا تجمع بينها لا الجغرافية ولا القواعد اللغوية).
وقد ترتب عن هذا طرح مجموعة من التساؤلات من بينها:
ما هي حدود الالتقاء والانفصال بين اللغة الأمازيغية واللغة العربية وسط المجتمع المغربي؟
ألم يكن الأمازيغ أنفسهم من رسخ أقداما للعربية في المجتمع المغربي سواء في الماضي أو في الحاضر؟
وما الذي يمكن أن يكون محور النقاش بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبين الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية أثناء اللقاء الذي جمع بينهما في الأسبوع الماضي بمقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية؟
أولا وقبل كل شيء، تجدر الإشارة إلى ضرورة فصل "اللغة العربية" المختزلة في بعدها الأيديولوجي عن "الدين الإسلامي" في بعد المتسيس. فمما لا شك فيه أن اللغة العربية "لغة دين ودولة" لأن الإسلام نفسه "دين ودولة" كما أن العربية حين احتك بها الأمازيغ كانت لغة كتابة في حين عرفت فيه كتابة الأمازيغية اندحارا فرضته المحاولات الاستعمارية المتتالية من قبل الرومان والوندال والقوط والفيزيقوط والبزنطيين. لكن مما لا شك فيه أيضا هو أن الأمازيغ حين ساهموا في نشر الإسلام في القارة شبه الإيبيرية وفي القارة الإفريقية وألفوا في الفقه والتصوف وعلاقة العرف بالشريعة؛ قاموا بذلك لا بواسطة اللغة العربية وحدها بل وبلغتهم أيضا؛ حيث ألفوا أيضا في النحو والأدب والشعر وكذا في مختلف العلوم النظرية (الفلسفة والرياضيات) والتطبيقية (الطب وعلوم الزراعة وعلم الفلك) بالعربية وبالأمازيغية، كما ألفوا في غير العربية من لغات أخرى قبل ذلك وبعده. وكانت اللغة العربية من بين العلوم التي يدرسونها بالأمازيغية لفهم الشريعة؛ فهي لم تكن، في المدارس العتيقة، أداة بقدر ما كانت موضوعا يكاد يعتبر من بين العلوم الدينية (ولنتذكر شروط ابن رشد في القيام بتأويل صحيح وسليم لفهم مقاصد الدين الإسلامي والفصل بين ما هو موجه لعامة الناس وما يستهدف خاصتهم وما هو خاص بأخص الخواص). لكن مما لا يناله أيضا الشك هو أن الأمازيغ قد ألفوا بلغات أخرى كاليونانية واللاتينية والفرنسية وغيرها من وأغنوا لغاتها وثقافتها وحضاراتها.
وهذا ناتج عن انفتاح الأمازيغ على كل اللغات والثقافات والشعوب منذ أقدم العصور بدءا باللغات الإفريقية (مثل القبطية – المصرية والحبشية وبعض لغات جنوب الصحراء الكبرى) مرورا بلغات شرق البحر البيض المتوسط (الفينيقية والعبرية والسريانية والعربية وكذا الفارسية بل وحتى بالروموزيات؛ فقد كان كاتب المهدي ابن تومرت كما يقول أبو بطر الصنهاجي المكنى بالبيدق: "فصيحا بديها باللسن يكتب بالسريانية والرموزيات وغير ذلك وينفذ في ذلك" (المقتبس من كتاب الأنساب في معرفة الأصحاب، 1971، 41) وشماله (اليونانية واللاتينية والبرتغالية والإسبانية والفرنسية والإيطالية والإنجليزية والألمانية) وانتهاء بالروسية والصينية واليابانية (التي تدرس ببعض الجامعات المغربية وكذا ببعض المراكز الثقافية الأجنبية بالمغرب).
ومن بين ما ترتب عن هذا الوضع اللغوي عند الأمازيغ عامة والمغاربة خاصة هو أنهم عبر محتلف العصور "ينحتون" لغة ثالثة هي لغة التداول اليومي في التواصل والمعاملات اليومية خاصة في المجالات الحضرية حيث يتواجد الأمازيغ والعناصر البشرية الوافدة من شعوب أخرى ذات لغات مختلفة عن الأمازيغية كما هو الشأن مثلا بالنسبة لالتقاء الأمازيغية بالفينقية وباللاتينية في العصور القديمة، والعربية في العصور الوسطى، والفرنسية والإسبانية في العصور الحديثة؛ حيث تنشأ دوارج: لا هي أمازيغية ولا هي لغة الوارد؛ تستعير من هذه الأخيرة (اللغات الواردة) بعض معجمها ومن الأولى (الأمازيغية) بنيتها وتركيبها وبعض معجمها؛ الشيء الذي يجعل المشارقة، بل وبعض جيراننا الذين احتكوا بلغات أخرى كالتركية مثلا لا يفهمون جيدا دوارجنا.
أما بصدد التساؤل عن محور النقاش الذي يمكن أن يجمع بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبين الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية بالمغرب، فحسب علمي فإن هذه الأخيرة (الجمعية) هي التي طلبت عقد لقاء وجلسة عمل مع المعهد ولا يمكن لهذا الأخير، أن ينصت لما قد تقترحه الجمعية من أجل النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين؛ وبدون شك سيصدر إخبار مشترك حول هذا اللقاء من قبل الجمعية والمعهد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأمزيغية الطبيعية
عبد الله اغونان ( 2012 / 10 / 3 - 20:08 )
الامازيغية الطبيعية شيئ زالامازيغية العملية شيئ اخر
المقال اعلاه لم يبين انواع الاتصال والانفصال بين العربية كلغة وبين اللهجات الامازيغية
جل المفردات في اللهجات الامازيغية عربية وكثير من القاموس المخترع غير متداول لدى الاملزيغ الطبيعيين


2 - الامازيغية لغة جميلة
عقبة بن سعد ( 2013 / 2 / 6 - 17:18 )
هناك من قال بان الامازيغية هي لهجة و هناك من قال أنها شتات من اللهجات و ربما هذا صحيح لكن اعتقد انه ليس من المستحيل أن تصبح لغة بل يكفي أن تكون لنا الرغبة وقليل من الجهد فتصبح لغة ، فلو لاحظنا أن العربية في الجاهلية كانت شتات ثم بعد نزول القرآن اتخذت شكل لغة قريش و أصبحت بعد ذلك لغة قوية و جميلة، إذن ما المانع أن تكون الامازيغية لغة، بماذا تتميز الهندية على الامازيغية حتى تصبح لغة ونحن نحرم امازيغيتنا من أن تكون لغة، وهي لغة جميلة و ذات نطق عذب يمتع السامعين، لو سمحتم لي أن ابدي برأيي أريد أن أشير إلى جانب مهم
.../...


3 - الامازيغية لغة جميلة
عقبة بن سعد ( 2013 / 2 / 6 - 17:34 )
لابد لصاحب رسالة معينة أن يكون ذكي و حكيم على الأقل لكي لا يسيء لرسالته من حيث لا يدري، اعتقد بان اللغة الامازيغية هي ضحية الناس الذين يدافعون عنها لأنهم يضعون أنفسهم في موضع العداوة مع قسم كبير من نخب و مجتمعات المغرب العربي و ذلك بالإساءة للجانب العربي من التاريخ المغاربي لا سيما أن الوجود العربي هو واقع عاشه أجدادنا و نعيشه نحن و سوف يعيشه أحفادنا، حيث ليس من الحكمة أن نناطح الصخور الصماء لا شك أن رؤوسنا ستتحطم و تبقى الصخور صلدة متماسكة، المهم في الأمر أن نرى الامازيغية لغة وطنية رسمية و لما لا لغة علم و تخاطب مع الأجانب إلى جانب ألغة العربية و التي هي ايظا مهملة و مظلومة و الله اعلم

اخر الافلام

.. من هو محمد مخبر الذي سيتولى رئاسة إيران موقتا بعد وفاة رئيسي


.. فرق الإنقاذ تنقل جثامين الرئيس الإيراني ورفاقه من موقع تحطم




.. هل ستكون لدى النائب الأول للرئيس صلاحيات الرئيس رئيسي؟


.. مجلس صيانة الدستور: الرئيس المقبل سيتولى مهام الرئاسة لأربع




.. ماذا سيختل بغياب الرئيس رئيسي عن السلطة؟