الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرياتي في اليمن - الحلقة السادسة

عصام عبد العزيز المعموري

2012 / 10 / 3
سيرة ذاتية


ذكرياتي في اليمن – الحلقة السادسة

................................................................................................................
يبقى المسلسل الدرامي اليماني ( دحباش) راسخا" في الذاكرة والعقل الجمعي اليماني وسببا" للمشاكل بين أبناء الشطرين الشمالي والجنوبي لاختلاف تأويل ما أراده الفنان (آدم سيف ) في مسلسله هذا، ففي الوقت الذي يؤكد فيه الشيخ محمد سحلول السنحاني ( نسبة الى سنحان ) بأن الدحباشي في اللهجة الصنعانية تعني الرجل غير المنظم الذي لا يلتزم بعادات المنزل ولايضع على كاهله أية مسؤوليات للأسرة ،فسّر آخرون معنى ( الدحباشي) بأنه الفرد الذي يسعى في الكد والبحث عن الرزق .
وأيا" كان التفسير لمعنى هذه الكلمة فان أرض الواقع تختلف عن تفسيرات المفسرين فأصبحت الكلمة لدى أبناء الجنوب تعني كل إنسان يتسم سلوكه بالفوضوية والشغب وعدم النظام وخاصة أبناء الشمال ، مما جعل أبناء الشمال يشعرون بحساسية فائقة لدى سماعهم لهذه الكلمة لأنهم يعتبرونها إشارة لهم من طرف خفي .
روى لي زميلي اليماني في ثانوية ( الشهيد جواس ) في مودية نكتة تقول : ( إن دحباشي سمع فيروز تغني أحبك يا جنوب فقال : والله إنها انفصالية ) وبالتأكيد فان زميلي هذا كان يعني بالدحباشي رجلا" متخلفا" من الشمال .
ظل أبناء شطري اليمن الشمالي والجنوبي يعيشون في وهم كبير ، فكان أبناء كل شطر لا يعرفون شيئا" عن أبناء الشطر الآخر قبل الوحدة اليمنية في 22|5|1990 ، فكان أبناء الجنوب يعتقدون أن كل أبناء الشمال مترفون ويعيشون في رغد وهناء لا نظير له وأنهم يمتلكون كل الحرية في ممارسة شعائرهم ومعتقداتهم الدينية والسياسية ، وبالمقابل كان الشماليون يعتقدون أن كل أبناء الجنوب ملحدون ولا يؤمنون بالله وأن أغلب بناتهم بائعات هوى .
قال لي زميل يماني أنه بعد الوحدة اليمانية مباشرة جاء أبناء الشمال إلى عدن وكانوا يعتقدون أن كل بنات عدن منحرفات وانه من السهل التعامل معهن على هذا الأساس ، فأسرع أحدهم نحو إحدى بنات عدن وقال لها : هل الأخت قحبة ؟ فبصقت في وجهه وأهانته اهانة استغرب فيها من سلوكها ، فهو قد سمع ما يناقض ذلك ، وفوجئ الشماليون من مظاهر التدين لدى أبناء الجنوب فكانوا يتوقعون أن النظام الماركسي الذي حكم الجنوب قد اقتلع الإيمان بالله من قلوب أبناء الجنوب .
لم يكن شرطي المرور في الجنوب معتادا" على الرشوة أو ما يسمى بحق القات وبعد الوحدة روى لي زميل يماني بأن شرطيين يمانيين واقفين في الشارع فجاء سائق أوقفه شرطي المرور وقال له : ( أشتي حق القات .. حقي وحق الجنوبي ألمستحي) وكلمة ( أشتي ) تعني
( أريد) وكان الشرطي الجنوبي يشعر بالحياء من الارتشاء .
كان لا يحق للجنوبي قبل الوحدة امتلاك أي عقار شأنهم في ذلك شأن الدول الشيوعية أيام الاتحاد السوفيتي السابق وكانت خبرتهم في التجارة محدودة لأن الدولة هي التي تتدبر أمر كل شيء ، ولذلك فان الشماليين اشتروا أحياء بأكملها في الجنوب مستفيدين من عدم امتلاك الجنوبيين للسيولة النقدية ولم يكن يسجّل باسمهم أي عقار قبل الوحدة .
يروي لي الزملاء اليمانيون في ( مودية ) بأن النظام في الجنوب كان يفرض الاختلاط في المدارس وان كل طالبة يجب أن تجلس بجوار زميلها الطالب وأن النظام حدد مبلغا" للمهر عند الزواج لاينبغي تجاوزه وأن تناول القات يكون في يوم واحد فقط أو يومين وكنوع من التربية العقائدية منذ الصغر جمع الحزب الاشتراكي اليماني عددا" من الأطفال اليتامى وأرسلهم الى الدول الاشتراكية ليعودوا قادة حزبيين .
وقال لي أحد الزملاء أن الرئيس سالم ربيع علي ( سالمين ) قد أمر بإعدام أحد الطباخين في يوم ما لأنه سرق علبة من الزيت السائل المستخدم للطبخ وأنه في يوم ما جمع شيوخ القبائل في خيمة وأخبرهم بأنه يريد التباحث معهم لأمر ما ولكنه وضع لهم قنبلة في الخيمة قتلت الكثيرين منهم ، حيث أنه كان يكره نظام القبيلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا