الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرة أخرى طرابلس تخذل بنغازي!!

فاضل عزيز

2012 / 10 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


مرة اخرى خذلونا اهل طرابلس المدجنين باستثناء تلك الثلة من الشجعان المؤمنين الذين تحدوا كل التهديدات وخرجوا للتظاهر ضد الدكتاتورية الصاعدة.. كنا ننتظر خروج كل رجال ونساء وفتيان وفتيات طرابلس يوم الجمعة ليكملوا مشوار الثورة الجديدة التي اطلقها إخوتهم من بنغازي ليضعوا حدا نهائيا لورثة الطاغية من خريجي مدرسته في الدكتاتورية الذين يتدثرون بعبأة الاسلام والاسلام منهم براء، لكننا مرة اخرى صُعِقنا بخنوع أهل العاصمة لفتوى أطلقها المفتي الذي نصب نفسه في دار الإفتاء وتحول إلى دكتاتور يصدر الفتاوى في كل شأن دون مراعاة للحدود، مستغلا بساطة الناس وإيمانهم الفطري وحسن ضنهم وثقتهم فيه كمفتي لا تهزه أهواء الدنيا وبريقها، فإذا به يتحول الى أداة وبوق لزعامات سياسية دنويوية تتلطى بالدين من أجل فرض حكم دكتاتوري من جديد على الليبيين..

اكثر من مليوني مواطن يتواجدون في طرابلس وضواحيها ارعبتهم تحذيرات ذلك المفتي ، آسف المفتن الذي لوح بإراقة دم كل من يخرج للتظاهر في ذلك اليوم، فتفرقوا بعد الصلاة كل الى بيته معتقدا بأنه بذلك تجنب الموت، والموت والدمار يتربص بهم في كل زقاق او شارع يمرون به.. نسي اهل طرابلس أنهم مخطوفون ورهن الإعتقال في مدينتهم التي تحيط بها كتائب وتشكيلات عسكرية تتلقى أوامرها من الدوحة والرياض ومن منطقة القبائل في باكستان.. نسي أن من يتولى مفاصل الامن ومن يضع يده على السلاح والذخيرة وأجهزة جمع المعلومات كلهم يخضعون لمرجعيات خارجية ترتبط باجهزة مخابرات أجنبية لها مآرب في تفخيخ ليبيا بكل الفتن والمواجهات والابقاء عليها رهن الاقتتال من كل نوع وحرمانها من إعادة بناء الدولة المدنية التي تضمن الحقوق كافة لجميع الليبيين بكل مشاربهم..

نسي اهل طرابلس أن الخروج للتظاهر وتحدي التحذيرات والتهديدات والتلويح باستعمال العنف هو الذي وضعنا على طريق التخلص من أعتى وأعنف وأقسى دكتاتورية، وفجر ثورة 17 فبراير التي وفرت لنا أثمن وأعظم فرصة لإعادة بناء ليبيا من جديد كدولة مدنية لكل اهلها دونما إقصاء على اية خلفية.. ويرون اليوم بأم أعينهم هذه الثورة تسرق وتجهض لصالح مشروع ظلامي لا يؤسس لأي حياة..

لم يدرك اهل طرابلس المرعوبين بفتوى أطلقا شيخ في خريف العمر لوثت عقله السياسة، لم يدركوا أن ثورتهم التي قدموا من أجلها فلذات أكبادهم، يتهددها اليوم من جديد شبح دكتاتورية دينية ظلامية لا تعترف بوجود الآخرين وتحتمي بعبأة الدين الذي تستبطنه لإلغاء أي راي او وجهة نظر لا تتفق مع أهدافهم في اختطاف ليبيا من جديد وإعادتها الى قفص الدكتاتورية المغلفة بالدين الاسلامي الذي جاء لتعزيز الحرية والرفع من مكانة الانسان وليس قهره واستعباده..

نعم وأمام هكذا موقف ، صار لابد لنا كليبيين إذا كنا نؤمن بأن ثورة 17فبراير قامت لرفع الظلم والطغيان وإزاحة الدكتاتورية وتحقيق الحرية والكرامة لكل الليبيين بكل توجهاتهم، لا بد لنا من خوض ثورة ثانية وتحدي الدكتاتورية الجديدة المحروسة بعبأة دينية مزورة وتصحيح مسار الثورة حتى نضمن إقامة الدولة الليبية المدنية التي لا تقصي ولا تهمش أي تيار او ثقافة وتضمن ليبيا لكل الليبيين.. لا بد لنا من تحدي رصاص وآلة الموت التي ورثها الطغاة الجدد، كما تحدى أهل بنغازي تلك الشراذم ليل 16 و17 فبراير 2011 وكما خرجوا ضد مليشيات الطغاة الجدد يوم 28 سبتمبر 2012.. إن التخاذل والخنوع ستكون عواقبه وخيمة، فدكتاتورية الجماعات الدينية والاحزاب التي تستبطن الدين لن تكون افضل من دكتاتورية وفاشية العسكر، ولنا فيما يجري في افغانستان والعراق والصومال اوضح مثال على العواقب الماساوية لحكم الاحزاب والجماعات المؤدلجة دينيا.

إن تضحيات ودماء أبنائنا وبناتنا التي قدموها بسخاء لإنجاح هذه الثورة المجيدة وتتويجها بالحرية والعدالة والمساواة لنا كليبيين، هذه التضحيات مهددة بالسرقة والعبث بها من قبل هذه الجماعات والاحزاب المعادية للحرية والكرامة ، إن دماء الشهداء تستصرخكم يا أبناء ليبيا للخروج من جديد قبل فوات الأوان للجم هذه الدكتاتورية التي تسعى لابتلاعنا جميعا.. فأنقذوا انفسكم وبلادكم قبل فوات الأوان..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - !
احمد ( 2012 / 10 / 3 - 23:37 )
عنوان مقالك مسئ اهل طرابلس لا ولن يكونوا اداة لتصفية حسابات حزبية وداءما لهم من العقل والفطنة مايميزون به بين الصراعات القبلية او الحزبية وبين المصلحة الوطنية
ولن نكون اداة لترضية ثأراهل السفير الامريكى بالبيت الابيض
وطرابلس ابدا لم ولن تخذل الوطن وشرفائه ولن تقتل ابناءها وثوارها لاجل صراعات ومصالح ومعارك جانبية لاعلاقة للوطن بها
والاولى لمن خرجوا بالتضاهرة ان يتجهوا الى تفكيك وحل مايسمى جيش برقة الانفصالى
وليس الى من دافع عنهم يوم التقى الجمعان وفروا بمجلسهم الى اقصى السلوم
افهمت الان ياعاطفى


2 - كلمة الحق موجعة
رحاب العربي ( 2012 / 10 / 4 - 09:45 )
المحترم احمد.. شكرا لمرورك الكريم، وإن كانت به حدة افهم دوافعها، ولكن حسب تقديرك هل الصمت وتجاهل ارتهان طرابلس وما حولها من مدن تشكل الثقل الأكبر للسكان في ليبيا، ارتهانها لكتائب وتنظيمات مسلحة مبنية على عقيدة الولاء لحزب او تنظيم سياسي يدخل في إطار التعقل وعدم الانزلاق في معارك تصفية حسابات حزبية او جهوية؟ بنغازي لم تخرج ضد هذه التشكيلات فقط من أجل الثأر للسفير الأمريكي، هذا السفير بلاده قادرة على الثأر له وانت تعرف ذلك جيدا، ولكن بنغازي خرجت لتصحيح مسار الثورة ، وإعادة شرعية الدولة لليبيا ككل وليس بنغازي فقط.. نعم هناك جهويون ودعاة للانفصال في برقة ، لكنهم لا يمثلون اغلبية، وأهل بنغازي ليبيون قبل ان يكون برقاويون ، وهذه الروح الانعزالية يدرك اهل بنغازي انها لا تبن ليبيا، وإلا كانوا وافقوا على مشروع التقسيم الذي عرضه عليهم الطاغية واعلنوا استقلالهم منذ استيلائهم على مدينة البريقة .. نقدر تعاطفك مع طرابلس التي تعني لنا الكثير ونعتز بها عاصمة لليبيا لكن كلمة الحق لا بد ان تقال حتى وإن كانت موجعة..

اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط