الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى الشعب العراقي المظلوم

هاني طاهر

2005 / 3 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


رسالة مفتوحة إلى الشعب العراقي المظلوم
أنا فلسطيني أعيش ظروفا مشابهة لظروفكم، ولدينا شرطة وقوات أمن يعملون على منع العلميات ضد المحتل الإسرائيلي، ليس حبًّا في هذا المحتل، بل من أجل الخلاص منه. لأنهم يعلمون أن أضرار العمليات العسكرية أكبر من نفعها. ولأنهم اجتهدوا فرأوْا أن الانتخابات والديمقراطية والشفافية والنضال السلمي هو أقصر الطرق في هذه الظروف لطرد المحتل.
ولقد علِمَت المعارضةُ ذلك، فاتفقت مع السلطة ورئيسها على التهدئة، والتي تعني عمليًّا إنهاء العمل المسلح في هذه المرحلة.
وأعلم يقينا أنكم في عراقكم أجريتم انتخابات ديمقراطية، وأنكم تريدون إنهاء الاحتلال بأقصر الطرق، وأن هذا هو اجتهادكم الذي لا يختلف عن اجتهاد سلطتنا الوطنية.
لكن جزءا من المعارضة لديكم هواة قتل ودمار.. إن كل تفجير يحدث في مدنكم يهز كياني غضبا.. إنني أحبكم وأحب بلدكم، وأعلم كم ظُلمتم في ظل الدكتاتوريات المتتالية.. وأتمنى لكم الحياة المستقرة. ولقد صعقت حين سمعت بخبر التفجير هذا اليوم في الحلة الذي أودى بحياة أكثر من مائة من شبابكم.
إن السلفية التكفيرية هي المسؤولية عن ذلك. إنني أستنكر هذا العمل الإجرامي كل الاستنكار، وأدعو العالم العربي إلى الخروج في مسيرات استنكارا لهذا العمل الرهيب. لو حدثت مثل هذه الجريمة في أي مكان، لهبَّ الناس استنكارا وشجبا، لكن حدوثها في بلدكم لا يؤجج مشاعر العالم المنافق الذي يكيل بمكيالين. أعلم ذلك، وأنا متعاطف جدا معكم.
وفي الوقت ذاته، أحمد الله كثيرا الذي جعل بلادنا نظيفة من هؤلاء القتلة التكفيريين، وجعل معارضتنا متفهمة للواقع السياسي المعقد.
إن حكومتكم لا أراها تختلف عن حكومتنا، ولكني أرى معارضتكم تختلف جذريا عن معارضتنا. فاصبروا أولاً، ثم حاوروا هؤلاء القتلة، وتغلغلوا في صفوفهم لتتعرفوا على طريقة تفكيرهم. واضغطوا على من يؤويهم، وبيّنوا لهم أن من يعين القاتل فهو قاتل مثله، ويحاسب مثله.
وماذا يريد هؤلاء القتلة؟ ألم يُنتخب مجلس وطني عراقي؟ وهل يريد هؤلاء المنتخَبون إبقاء الاحتلال؟ كلا، وحتى لو أرادوا، جدلا، فهي إرادة شعب. وما دخْل القتلة بذلك؟
إن إجراء الانتخابات ونجاحها لا يبقي أي ذريعة لقتل الشرطة العراقيين، مع أنه لا ذريعة لهذا القتل أصلا. ولكن بعد هذه الانتخابات لم تعد هناك أي ذريعة لمن كان لديه شيء منها.
إنني أبعث لكم بتعاطفي كله.. وإنني أشعر أن هذه التفجيرات حادثة في قريتي وبين أهلي. ولن أنسى بلادكم التي أنهيتُ فيها دراستي الجامعية.
ستنتهي هذه الأيام العصيبة، وستنتصرون، وسيُهزم القتلة التكفيريون في الدنيا والآخرة.
هاني طاهر، محاضر في كلية خضوري، فلسطين
28-2-2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد