الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإستعمار الثقافي

عزام راشد العزومى

2012 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


وجه من أوجه الاستعمار الجديد الذي لا يعتمد على التدخل العسكري المباشر، بل على السيطرة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية، دون اللجوء إلى القوة إلا في الورقة الأخيرة حين تستنفذ الأساليب الأخرى.
والإستعمار الثقافي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر هو الذي مهد للإستعمار الكلاسيكي في البلاد العربية وخاصة في المشرق العربي عن طريق الإمتيازات التي حصل عليها من الدولة العثمانية، وعن طريق البعثات الأجنبية سواء كانت تبشيرية أو تعليمية ، والآن يتم الإستعمار الثقافي عن طريق الشركات متعددة الجنسيات أو العابرة للقارات والتي اخترقت الحدود السياسية والجغرافية للدول والعولمة وبنوك المعلومات وشبكة الإنترنت وبالتالي تغذيته لكل التناقضات الثانوية الكامنه في المجتمع وتحويلها إلى تناقضات رئيسية لتصبح الأرضية خصبة صالحة لتقبله واستبقاؤه أطول فترة ممكنه.
إن معظم الثقافات التي عرفتها شعوب العالم الثالث عن طريق المدارس والجامعات والبعثات ،منذ القرن التاسع عشر كانت ثقافة أجنبية ،وقد عملت تلك المؤسسات طوال تلك السنوات على تربية أجيال يحملون ثقافة ليس لهاقيمة إلا في دورة الحياة المرتبطة بالدول المصدرة لتلك الثقافة والصفة الأساسية التي تتمتع بها هذه الثقافة هي غربتها التامة عن واقع هذه الأجيال وعن تراثهم الحضاري والثقافي والوطني وعن حاجات بلادهم الملحة، وهى تشبه فى هذا المعنى الآلة التي يبيعها الأجنبي لشعوب العالم الثالث إذ أنها مصنوعة بالدرجة الأولى لتلبي متطلبات الإنماء في بلده، وبالتالي فإن هذه الشعوب لا تستطيع إستعمالها إلا بتوجيهات بائعها وبخبرائه وبقطع الغيار التي لا يصنعها غيره، وأ صعب ما يواجه محاولة فهم الثقافة المضادة "الاستعمارية" وأقوى ما يواجه محاولة التخلص منها أنها بطبيعة الحال ثقافة متقدمة.

من أهم أهداف الإستعمار الثقافي
- تكريس تبعية نظم بلدان العالم النامي سواء كانت نظم سياسية أو أقتصادية للغرب الرأسمالى.
- العمل على تغريب المواطن في هذه البلدان عن مشاكل شعبه وخلق نموذج معين من المثقفين العاجزين عن فهم هذه المشاكل وقيادة الثورة المضادة.
- إعداد قيادات مشبعة بعدم الولاء للوطن، وكوادر لخدمة الشركات الأجنبية.
- تكريس النخبوية الطبقية، مع الحرص على إختيار نماذج من أبناء الطبقات الشعبية مساهمة في إخفاء الدور الحقيقي لمؤسسات الإستعمار الثقافي.
- هجرة العقول.

أهم مظاهر الإستعمار الثقافي
- تفوق مؤسسات الإستعمار الثقافي التعليمية على المؤسسات الوطنية، وتشجيع النظـام اللا وطني لها ومحاربة تطوير الجامعات الوطنية والتعليم الرسمي بشكل عام والدليل على ذلك خروج الجامعات الوطنية من دائرة التصنيف العالمي.
- وجود" مجتمعات خاصة " أو "جماعات ثقافية" ضمن المجتمع الوطني أو القومي العام تهدد وحدة هذا المجتمع نفسه ووجوده.ومثال ذلك الدعوات الإنعزالية والتقسيمات وادعاءات "تعددية الثقافات"’واحياناً الحضارات المتعددة .
- ولعل أهم وسيلة لمحاربة الإستعمار الثقافي هي بناء مؤسسات ثقافية وطنية تمتلك القدرة على حماية الشخصية القومية وتؤهلها للصمود أمام الثقافات الرجعية المضادة وتطوير النظم التعليمية وتحديثها وتعريب المناهج ووسائل الأعلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا