الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أرثيك ....فقط أتذكرك ... صديقي مشعل التمو ....

جوان يوسف

2012 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن الأمر بالنسبة لي سهلاً، لكنه لم يكن مفاجئاً في الوقت نفسه، ذلك أننا تحدثنا مطولاً عبر السكايب في الليلة التي سبقت اغتياله، وذكرت له أنه مستهدف بشكل مباشر، وأن هناك أكثر من مصدر أكد أنه بات على رأس قائمة الاغتيالات, فرد بطريقته المعهودة: وأنت ليش نسيان حالك!!!! وأجبته بقهقهة: توصيفي وطني، لكن أنت يصنفونك غير وطني لمطالبتك الصريحة بالتدخل الخارجي، وهذا يزعج أكثر من جهة. وفي نهاية الحديث أشار أنه رتب أمر خروجه من البلد في أقرب وقت وطلب مني التفكير أيضاً بذلك.
مشعل كان نجا من محاولة اغتيال فاشلة في 8 سيتمبر 2011، وكنا في تجمع سوا من بين الذين أدانوا العملية، وحذرنا من مغبة ترك النشطاء لمصيرهم, لكن من المؤسف أن أياً من الأحزاب الكردية لم تدن ولم تشر إلى محاولة الاغتيال تلك.
نحو الساعة الثانية ظهراً تحدث إلي مشعل عبر الهاتف، وأخبرني أن المعلومات تؤكد أننا مستهدفان، وطلب مني مغادرة سوريا, أحسست بالتوتر في صوته، وأجبته: ما زلت هنا؟ فرد: ربما الليلة سأخرج !!
في الليلة السابقة لاغتياله، كنت معارضاً لخروجه، وطلبت منه أن يغادر المحافظة، لأنه معروف، ومن السهل الوصول إليه، خاصة أنه كان يتحرك دون حذر. وكان من الصعب اتخاذ مثل هذا القرار, فاللوحة عاتمة والتهديدات مجهولة المصدر, وخروجه قد يفقده الشرعية النضالية، وبقاءه قد يفقده حياته, باختصار، كنت خائفاً عليه، بقدر حرصي على بقائه قريباً منا.
في آخر مكالمة طلبت منه مغادرة سوريا فوراً, وأكد أنه أنهى الاجراءات وضحك وكرر tiştek na bě
ما راح يصير شي !!
في الرابعة تقريباً، وبصوت خافت ومرتبك أخبرني ريزان القيادي في التيار وصديقنا المشترك: اغتيل مشعل، وهو الآن في مشفى فرمان... ولم يستطع أن يكمل.
قبل ثلاثة أيام من اغتياله تحدثنا عن المجلس الوطني السوري، وتناقشنا في مضمون الرسالة التي سيرسلها إلى عبد الباسط سيدا والتي نشرت فيما بعد , أبديت بعض الملاحظات رفض البعض منها ووافق على بعضها الآخر.
http://www.birati.org/index.php/2011-07-26-20-46-41/611-2011-10-08-10-29-51
كان حازماً في موقفه من عمل سيدا ومتخوفاً من آلية عمله واتصالاته بالبعض، ومحاولات تسويق نفسه, وذلك من واقع معرفته الشخصية بسيدا.
اختلفنا كثيراً واتفقنا قليلاً في السنوات العشرة التي قضيناها معاً, لكن الود بقي سيد الموقف, وحتى في سنوات سجنه لم ينقطع الاتصال بيننا، فقد كان زائر الفجر يتصل بي يومياً من سجنه لنتحدث عن كل الامور.
لم يكن سهلاً أن انقل الخبر إلى زملائي في لجان التنسيق المحلية وإلى الصديق مازن درويش: اغتيل مشعل التمو... وكان الرد: مستحيل... لكنني أكدت بأسف.
لم أفاجأ بالبيان الباهت الذي صدر عن الأحزاب الكردية ونعت فيه مشعل التمو، ولا بالبيان المرتبك الذي صدر بعد تشييعه ونفى فيما بعد حزبا آذادي ويكيتي مسؤوليتهما عنه, لأن أحزاب الحركة كانت جهزت لمقتله سابقاً في محطتين: الأولى عند محاولة اغتياله الفاشلة في 8/9/2011 ووصف البعض منهم المحاولة بالفيلم الهندي، ورفضوا حتى إصدار بيان يستنكر المحاولة, والثانية عندما خصصوا بياناً لمشعل ومارسيل يتهمونهما فيه باختطاف الشاب شيركوه وتهديده على حد زعمهم
"ابصقوا أيها الأحرار في وجه جلاديكم، فأبواب الحرية فتحت لشبابها" قالها مشعل وقال أيضاً: إنني أنتمي إلى الثورة ولا يشرفني أن أكون بين هؤلاء لأنهم جزء من النظام.
قرار قتله جاء من دمشق، لكن أدوات التنفيذ كانت من قامشلو, من أولئك الذين قض مضجعهم مشعل التمو بصوته وحضوره، ورفض منذ اليوم الأول لخروجه من السجن الانتماء إليهم.
لم أحضر جنازته، ولم أشارك بالكلمات الباهتة التي ألقيت تحت خيمة عزائه, وما زلت انتظر القصاص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل