الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسباب انفلاش الانضباط الحركي في فتح :

خالد عبد القادر احمد

2012 / 10 / 4
القضية الفلسطينية




لم تكن حركة فتح على امتداد تاريخها, قوة سياسية حزبية الجوهر والطابع, فهي لم تمتلك يوما عقيدة ايديولوجية سياسية متميزة, وبذلك فان كادرها التنظيمي لم يجتمع يوما على قلب مثل هذه العقيدة الايديولوجية السياسية, فحركة فتح اقرب ما تكون لاجتماع بقايا فصائل الثورات الفلسطينية التي تفجرت قبل هزيمة 1948م, لذلك لم يكن غريبا عليها وشعورها بهذا النقص ان تسعى لخلق عقيدة ايديولوجية خاصة بها, تختصرها عمليا انشودة ( انا ابن فتح ما هتفت لغيرها) واستكملتها المقولة التحريضية القائلة بان حركة فتح هي ( صاحبة المشروع الوطني الفلسطيني )
لقد كانت حركة فتح دائما اطارا لائتلاف لاطبقي مجتمعي سياسي فلسطيني عناصره من كامل الطيف اليميني واليساري, والمعتدل والمتطرف, والثوري والانهزامي, يجتمع على ارض القناعة المشتركة بوجود حقوق وطنية فلسطينية منهوبة والقناعة المشتركة بضرورة النضال من اجل استعادة هذه الحقوق, وفتح بذلك لم تكن انعكاسا لحضور تصور ايديولوجي حضاري مسبق عرقي او قومي او طبقي. وقطعا لم يمس ذلك صدق شفافيتها الوطنية, وهي الوطنية التكنوقراطية التقليدية التي يعم انتشارها عادة كامل اي مجتمع في اي اطار قومي. غير انه افقد كادرها المقياس الفكري الايديولوجي القادر على اعادة تصويب لا ئحة اولويات المهام والاهداف والواجبات, فاختلط الشخصي بالاجتماعي في منهجية اداء كادرها التنظيمي, وبين سندان القدرات الخاصة لحركة فتح, والمستجدات السياسية التي المت بالقضية الفلسطينية, تجسد تضارب الاتجاهات على جسد الحركة, وتجسدت الشللية كشكل خاص للعلاقات داخل كادرها تسعى معه الشلة للحفاظ على التميز والوحدة في ان واحد, الامر الذي كان يخدم حركة فتح طالما ان راس الشللية كان لا يزال قادرا التعايش مع الرؤوس الاخرى فيها, اما حين كانت قناعاته الشخصية تتغلب على وسطية القناعات الحركية تحدث الانقسامات, وهي عادة قناعات تكنيكية فنية لكيفية النضال ولم ترتقي يوما لخلافات ايديولوجية حقيقية
فموسى البنى مثلا, اختلف مع باقي قيادة حركة فتح, حول مستوى ثورية الممارسة الوطنية, ولم يكن المقصود بالثورية هنا, التقدمية, بل كان المقصود مستوى الحسم, والذي كان يقول فيه بضرورة البت والبتر, ولم يكن غريبا وهذه العقلانية ان ينتهي الامر به وبمن انشق معه الى الارتماء في احضان لائحة صراعات الانظمة في المنطقة, ولا استحضر هذا المثل هنا قولا عن قول بل عن يقين شخصي,
بالطبع ليس غريبا على هذا النمط التنظيمي, ان يتسم انضباطه بالانفلاش وتكرار الانفلاش طالما ان المستجد السياسي كان يوميا يقدم موضوعا خلافيا جديدا لاطرافه, وطالما كان غياب المرشد الايديولوجي الحضاري دائم, الى درجة عدم التمييز بين مقولة الوطن كنطاق حضاري والارض كموقع انتاجي معيشي, والى درجة عدم تمييز خصوصية حالة الاحتلال والعمق العدواني الذي تحمله لذات الوجود القومي الفلسطيني, ودرجة عدم تمييز طابع وجوهر استقلالية العلاقة الجيوسياسية الفلسطينية عن الانظمة المحيطة بها,
ان فرص الربح كما الهزائم يمكن ان تكون مواقع لتفاقم الروح الانقسام, ومنهجيتها, وقد برهن كادر حركة فتح عن استعدادات عالية فيه لهذا السلوك خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية السابقة, وها هو يكرر السلوك في انتخابات المجالس المحلية الراهنة, ولا يعود السبب في ذلك فقط الى الروح الشللي المهيمن في بناء فتح التنظيمي, بل يكشف ايضا عن فقدان ثقة التنظيم بامانة وشفافية قرارات اللجنة المركزية لحركة فتح, فهذه القرارات في واقع محصلتها تصب في خدمة اتجاه سياسي محدد في الحركة, وهو يحاول استنبات مفاتيح علاقات شعبية توسع جماهيرية تؤيد اتجاه مجموعة اوسلو واستمرار المفاوضات وغاندية الصراع الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني,
من المؤسف ان بعض كتابنا و( كاتباتنا ) ينزعون الجوهر السياسي عن بعض العلاقات والمهمات الانسانية, فهم على سبيل المثال لا يرون سوى الطابع الخدماتي لمواقع الادارة المحلية, وينسون ان القوة السياسية لشرعية حكم الدولة يتحصل تعويضا عن كم الخدمات الواسع الطيف الذي تقدمه مؤسسات الدولة للمجتمع في مختلف المناحي البلدية والتعليمية والصحية وغيرها, لذلك ندعو كتابنا وكاتباتنا ان لا يستمروا في الوقوف عتد باب المواضيع مع الاستنكاف عن ولوج اعماقها, فالخدمات المحلية هي في النهاية مستنبت الرموز السياسية القيادية
وبمناسبة الموضوع, فانني لا اؤيد ان ينتهي مفهوم الديموقراطية الى محاصصة الاحزاب والفصائل في مجال التشريع للدولة, فهذا انحدار بالمستوى السياسي للعملية التشريعية لان تكف عن ان تكون اجتماعية وتصبح فئوية المضامين, وهذا يختلف عن التحرير السياسي للقوى واالاحزاب. فهذه يجب ان تنال حرية التكوين والعمل والاتصال الاجتماعي, لكنه عليها بجهدها الخاص ان تتحصل على قوتها السياسية والانتخابية تبعا لمقدار تواجدها الاجتماعي وتفاعلها فيه, وما ينطبق على الانتخابات التشريعية ينسحب ايضا على انتخابات الادارات المحلية, لذلك لست مع قرار اللجنة المركزية لحركة فتح ومحاولتها ضرب التنافسية بين اعضائها, وحتى امام وضد عناصر ينتمون للتنظيمات والفصائل الاخرى, فالتنافسية بين المرشحين للانتخابات المحلية يجب ان يحكمها مقدار التقبل الاجتماعي لهم لا مقدار قوة الحكم التي تسندهم,
ان قرار اللجنة المركزية لحركة فتح بفصل اعضاء فتح الذين يخوضون الانتخابات مستقلين عن لوائحها الانتخابية هو قرار واقعه جلد الذات ونتيجته الخسارة, خاصة ان فتح كعنوان لمركزية الائتلاف التنظيمي الفتحاوي لا العضوية المتنافسة, ستصبح هي المسئولة عن الخسارة اذا حدثت, عوضا عن ان تكون الخسارة شخصية, وهذا ما يدعونا لطرح سؤال:
هل تعتاش فتح على عضويتها او تعتاش العضوية على فتح, هو السؤال الذي يجب ان يحدد جوهر علاقة العضو بالتنظيم, وبعنى اخر هل نضالية الفرد هي التي تمنحه ( شرف عضوية الحركة ) ام ان شرف عضوية الحركة بات سبيلا للوصول للتميز الفردي؟ مما ينتج امراض الانتهازية والانهزامية والشللية....الخ,
في كتيب عن التجربة النضالية في فيتنام, تتحدث التجربة عن الابداع النضالي الذي بذلته فتاة فيتنامية, وهو ابداع اوصلها لموقع عسكري متميزفي قيادة احد مناطق فيتنام, دون ان تكون الى ذلك الوقت عضوة في الحزب الشيوعي الفيتنامي بل كانت مجرد نصيرة له, وفقط حين خاضت معركة عسكرية متميزة ضد القوات الامريكية وهزمت فيها القوة الامريكية كوفئت من قبل الحزب بان منحها شرف عضوية ( خلية حزبية ), اما عندنا فالعضوية بالكيلو والرطل, طالما ان هدفها زيادة حجم الشللية وشرطها الانطواء ضمن شلة اكبر راس هرمها عضو لجنة مركزية
نتمنى على كافة الفصائل الفلسطينية ان ترقي منهاجيتها عن العقلانية التكنوقراطية, الى العقلانية الحضارية, فتستجيب بصورة حضارية للضرورات الوطنية لا للتصورات والاهواء الشخصي,
الاستقلال والحرية والسيادة للوطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها