الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنظيف الساحة الخلفية

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2012 / 10 / 4
ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.


تنظيف الساحة الخلفية
احد البرامج الساخرة خرج الى الشارع عارضا مشروعا جديدا ومتسائلا عن مدى استعداد الجمهور العام ،الاستعانة بهذه الخدمة الجديدة ، وهذه الخدمة الجديدة هي خدمة غسيل مخ ،على غرار غسيل السيارة ،حيث يقوم جهاز بغسل المخ من الاوساخ التي لصقت به !!!!!!!!
هل العرب والمسلمون بحاجة الى غسيل مخ ،وليس بالمعنى السياسي المتعارف عليه ،غسيل الدماغ ،بل تنقية العقلية العربية مما لحق بها من مفاهيم تعيق تقدمها وتطورها ،وتضعها على خط الانطلاق الانساني ،والانتماء الى العصر!!!!!
واذا اخذنا الكناية الرمزية ،غسيل المخ ،الى تصوير حالة ممكنة ،فنحن بحاجة الى تنظيف ساحتنا الخلفية وما تراكم فيها على مر العصور والازمان من "طبش" وروابش" وهما كلمتان تعنيان ،الحاجيات التي خربت ولم تعد صالحة للاستعمال!!!!!روبابيكا يعني.
وساحتنا الخلفية ،اي ذهنيتنا ،يتكدس داخلها كم هائل من السلوكيات والمواقف ،التي تجذرت وترسخت واصبحت جزءا من وعينا اللاشعوري ،وتتحكم في ممارساتنا اليومية دون وعي او ادراك!!
وفقط بالامس ،سألني احد اصدقائي الليبراليين ،هذا السؤال: متى سنشعر بالفخر لأننا عرب ؟؟
اجبته دون تردد :ليس في زمانك او زمان بناتك او احفادك!!!
ما سر هذا التشاؤم يا ترى ؟؟؟ واعتقد جازما ان عملية التغيير الذهنية ،هي عملية تدريجية بطيئة ،وتفرض على الفرد الغاء جزء "اصيل" من ذاته ،وتذويت مفاهيم وسلوكيات جديدة ،وهنا مكمن الصعوبة!!!
ومما تمتليء به ساحتنا الخلفية ،هو موقفنا من المرأة؟ مساواتها وحريتها الفردية ،بما في ذلك حريتها المطلقة في التصرف بجسدها بما يتماشى مع رغباتها ومشاعرها.
وهذا الكلام موجه بالدرجة الاولى الى "دعاة المساواة" ، ولا استثني نفسي ، فتعاملي التلقائي مع بناتي يختلف عن تعاملي مع ابني الذكر، رغم ان حبي لهن اكبر!!!!
ومبررات الاختلاف كثيرة ،"فالخوف" على البنت الضعيفة ،هو حافز لا واعي ،في الذهنية العربية المسلمة !!! الخوف هنا هو "تلاعب عاطفي ذاتي داخلي "،يبرر لنا من منطلقات "شعورية "،تعاملنا المزدوج مع ابنائنا ،الذكور والاناث!!!!
لقد اصبحت المشاعر ،وعبر التلاعب بها بشكل غير واع ،ومن منطلق الحرص على الانثى ،مساندتها والدفاع عنها ،اصبحت اداة تمييزية ضدية ،اي ضد مصلحة المرأة !!!! ووصل الامر بالانثى الى تذويت هذة "المشاعر التلاعبية " والاغترار بها ،فلم تعد ترى بها تكبيلا وتقييدا لحريتها الذاتية !! بل شكل من اشكال "الحماية " والاعتناء!!!!!
الحركات السياسية الليبرالية ومنظمات المجتمع المدني العربية ،مدعوة الى اجراء عملية "جرد ذاتي "!!!!! كم من النساء يقدن حركات واحزاب سياسية يسارية علمانية؟؟؟؟ ما هي نسبة النساء في مراكز القيادة؟؟؟هل هناك تمييز للافضل ،للرجل، بسبب تبريرات واهية ،كعدم ملائمة المرأة لاشغال او القيام "بمهمة " رجولية؟؟؟؟؟؟؟؟او لأننا نعيش في مجتمع هذه عاداته وتقاليده!!!!!!!
ان نجاح الفكر القامع للمرأة ،بتنوع ايديولوجياته الفكرية ،لم يأت من فراغ !فغالبية المسلمين لا يستطيعون التمييز بين المذاهب المختلفة ،او الفرق بين الفكر المنزه والفكر المجسد!!!!!!!
الانتشار الواسع للفكر القامع والذي يعتمد على تقاليد ،تحولت الى دين ،هو بحد ذاته شكل من اشكال اعادة السيطرة على المرأة ،التي بدأت تحقق مكتسبات ما على صعيد الحقوق المدنية!
واستجابة المرأة لقوانين اللعبة المذوتة جينيا ،في المخ العربي ،لم تأت من فراغ ايضا ،فهي "تتقبل" وضعيتها نتيجة للضغوط الاجتماعية ،العادات والمبنى الاسري الذكوري،الذي يجند الى جانبه الدين القبلي، والذي قرر للمرأة ،ان رضا الله مقرون برضا الرجل !!!!!
عملية تحرير ومساواة المرأة ،ليست شعارات وبرامج سياسية ،انها سلوك فردي و"غسيل مخ"!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذ قاسم
جان نصار ( 2012 / 11 / 6 - 06:54 )
اعجبني مقالك رغم اعترافك انك لا تطبقه فانت مثل الطبيب الذي ينصحك بعدم التدخين لانه مضر للصحه وهو يدخن.اذا لم تبدء بتطبيق افكارك على نفسك لكي تكون مثالا للاخرين فكانك يا ابو زيد ما غزيت. تحياتي لك وشكرا

اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا