الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولكن ماهو البرنامج البديل ؟

صلاح بدرالدين

2012 / 10 / 4
ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.



من المفيد جدا أن تتعاظم صفوف المعارضة الشعبية والجماهيرية والشبابية الديموقراطية في أية بقعة من عالمنا ومن الأهمية بمكان أن تتنادى تيارات المعارضة الثورية في مختلف أرجاء المعمورة لتحقيق لقاءات بين ممثلي القارات والبلدان والشعوب والأطياف والثقافات لتتبادل الرؤا والتجارب ولتضع قواسم مشتركة وتصيغ شعارات متقاربة ضد الاستغلال والاضطهاد والعنصرية والظلم الاجتماعي ونظم الاستبداد والدكتاتورية ولكن من الجهة الأخرى فستبقى الاحتجاجات والشعارات مجرد حبر على ورق اذا لم تقترن وفي الحال بتقديم البرنامج الواقعي العلمي البديل حول الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وسبل تطبيقه على أرض الواقع للوصول الى عالم أكثر عدلا فرفض الشيء من دون توضيح بديله حتى لوعقدت مؤتمرات واجتماعات في تونس أو غيرها ضرب من المزايدة ومجرد تعبير عن مشاعر قد تكون صادقة ومشروعة ولكنها لاتغني ولاتسمن من جوع .
بكل أسف اليسار في البلدان العربية لم يجد له موقعا مؤثرا رياديا كما كان عهده التاريخي في ربيع الثورات وبقي اما خارج المعادلة التي تنظم قضايا الصراع والمواجهة بين مشروع الثورة الوطنية من أجل الحرية والكرامة والتقدم والديموقراطية من جهة وبين مشروع نظم الاستبداد الشوفيني بل أن أقساما منه يقف الى جانب الدكتاتوريات كما في سوريا الموغلة بقتل الشعب وتدمير البلد فمن لاينفع لشعبه وبلده ومنطقته وربيعه الثوري لن يقدم ولن يؤخر في مجال الحركات الاجتماعية خارج حدود البلدان وفي قارات أخرى والطريق الوحيد كما أرى ليسار بلداننا هو اعادة النظر في موقفه المتلبس والاشكالي من ربيع الثورات والابتعاد عن المواقف السلبية والقيام بدوره الفكري والثقافي والسياسي في الثورة وتعميقها وصيانتها من الردات وخاصة من محاولات جماعات الاسلام السياسي في حرفها عن الدرب الصحيح وافراغها من أي محتوى ديموقراطي ومن ثم استثمارها لأجندتها الآيديولوجية الخاصة .
لايمكن الحديث عن أي دور في الحركات الاجتماعية من دون التعامل الجاد مع ربيع الثورات في بلداننا والمشاركة الفاعلة فيها والرهان عليها من أجل دحر نظم الاستبداد وتفكيك سلطته القمعية المعادية للشعب والتفرغ الكامل والمساهمة الفاعلة مع قوى الثورة والتغيير من أجل اعادة بناء الدولة الديموقراطية التعددية الحديثة وصياغة الدستور الذي يكفل وجود وحقوق جميع المكونات الوطنية القومية والدينية والمذهبية في المجتمعات ويضمن المشاركة الحقيقية من دون تميز في السلطة والثروة والقرار .
أخيرا ورغم تقديري الكامل للنيات الصافية للنشطاء ومبادئهم النبيلة السامية أتمنى أن لاتتحول مثل هذه الحركات الى صورة مشابهة لحركات – الممانعة – اللفظية في بلداننا من اسلامويين وقومويين وبعض اليسراويين اللذين خبرتهم الجماهير وكشفت عن زيفهم وضلوعهم في خدمة الاستبداد وخاصة نظام الأسد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2012 / 10 / 9 - 16:12 )
استاذ صلاح تحية
كلام منطقي لا يمكن رفض شيئ دون طرح البديل والبرنامج المرحلي الذي يجمع كل التيارات وخاصة اليسار والماركسي بالتحديد
مودتي واحترامي


2 - كلام عقلانى
ابراهيم محمد سكر ( 2012 / 11 / 14 - 19:01 )
من النادر ان اقرا فى هذا الموقع اراء قيمة نوعا ما

وان كنت لااتفق مائة بالمائة مع كل ماقيل ومع هذا

مقال قيم معتبر نحيى الكاتب عليه

اخر الافلام

.. مشروع سياسي أم إرهاب مقنع؟ ما وراء التغيير في هيئة تحرير الش


.. تحليل عسكري لمسار المعارك في سوريا بعد سيطرة المعارضة على مد




.. الاحتلال يفرض مخالفة على مركبة مقدسي بسبب أسماء أولاده


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حالة التأهب القصوى قرب الحدود مع سوريا




.. اللحظات الأولى لاستهداف إسرائيل مربعا سكنيا بحي الصبرة في مد