الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول تأسيس الجبهة الشعبية في تونس

حزب الكادحين في تونس

2012 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


افتتاحية جريدة طريق الثورة الناطقة باسم حزب الكادحين في تونس .
بعد مشاورات استمرت لبعض الوقت غلب عليها التكتم و شاركت فيها رئيسيا الأطراف التي انضوت سابقا تحت ما سمى بجبهة 14 جانفي تم في تونس تأسيس جبهة جديدة تحت مسمى الجبهة الشعبية و قد عقدت ندوة صحفية للإعلان عن تأسيسها و أصدرت مشروع أرضيتها السياسية و وجهت نداء لتحقيق أهداف الثورة و هي تستعد لتنظيم اجتماع جماهيري يوم 7 أكتوبر 2012 بتونس العاصمة للتعريف ببرنامجها .
و تقدم الجبهة نفسها باعتبارها تمثل طريقا ثالثا في مواجهة الاستقطاب الثنائي بين النهضة و نداء تونس و تبدى حرصها على إنقاذ تونس و ثورتها و أنها ليست جبهة للاحتجاج بل جبهة لحكم البلاد .
و بالاطلاع على المحاور الثلاث التي اشتملت عليها الأرضية السياسية و هي المسالة الوطنية و الديمقراطية و المسالة الاقتصادية و الاجتماعية و المسالة الثقافية و التربوية نلاحظ أنها تلخص القضايا العامة التي درجت فصائل اليسار على ترديدها طيلة سنوات طويلة دون تفصيل و الغاية في مثل هذه الحالات هي تجميع أكثر ما يمكن من الأطراف السياسية حول المشترك من القضايا .
تتحدث الجبهة عن الثورة التونسية و ضرورة استكمال أهدافها و تقارن بين " النظام السابق " و النظام الحالي و كان هناك تغييرا نوعيا قد حصل في تونس و هذا ليس مستغربا فابرز مكوناتها اعتبرت ما حدث في تونس ثورة بينما تراجعت بعض المكونات الأخرى عن ذلك معتبرة ما حدث انتفاضة و الواضح هنا أن الاضطراب لا يزال سائدا في تحديد طبيعة ما حصل في تونس بين 17 ديسمبر 2010 و 14 جانفى 2011 لدى معظم الأطراف المكونة للجبهة .
و في تحديدها لآليات تحقيق ما تسميه أهداف الثورة فإن الجبهة لا تذكر غير الانتخابات مما يعزز الرأي القائل أنها جبهة انتخابية من حيث جوهرها رغم أنها تقول عكس كذلك .
و قد تحدثت في بيانها عن تهديد حكومة الترويكا للنسيج الاجتماعي وكأنها معنية بالمحافظة على هذا النسيج في حين أن الثورة تقتضى إعادة بناء ذلك النسيج على أسس جديدة يتمتع من خلالها الوطن بالحرية و يحكم الشعب نفسه و يحصل المنتجون على ثمار عملهم .
و يتحدث البيان عن السيادة الوطنية و قيم الجمهورية كما لو كانت موجودة فعليا كما يشير إلى المبادئ التي أقرتها الثورة دون أدنى تحديد ، و يدخل ذلك في إطار الضبابية التي بيناها سابقا بخصوص فهم ما جرى في تونس و هل هو انتفاضة أم ثورة ؟ و فضلا عن هذا نجد حديثا مستهلكا روج له الامبرياليون الأمريكيون على مدى السنوات الأخيرة و هو النضال ضد الدكتاتورية و تبناه حزب العمال في تونس و كأن النظم السياسية في أوربا و أمريكا و الكيان الصهيوني على سبيل المثال هى ديمقراطية و غيرها من النظم ديكتاتورية ، و الحقيقة أن مختلف النظم السياسية في المجتمعات الطبقية نظم ديكتاتورية ، و الغاية من هذا الخلط هي الترويج للديمقراطية البرجوازية و حجب الطبيعة الحقيقية للأنظمة السياسية ، و منها تلك السائدة في الوطن العربي باعتبارها نظما لاوطنية و لا ديمقراطية و لا شعبية .
و مع هذا فقد تضمن مشروع الأرضية و النداء المشار إليهما جوانب ايجابية ، مثل الإقرار بأن الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية ظلت على حالها ، و أن هناك استعمارا فلاحيا يستدعى ضرورة الإصلاح الزراعي ، و توصيف تونس باعتبارها لا تزال خاضعة للدوائر الامبريالية و لتأثير المحور التركي الخليجي الذي ترعاه الامبريالية الأمريكية ، و سيطرة الميليشيات و غض الطرف عن التكفيريين ، و ضحية للفوضى في الإدارة و التعامل مع الكادحين كرعايا و التهديد الذي تمثله الرجعية بتقسيم الشعب مستعملة الدين .
ليس هناك من شك ان القطع مع التشتت الذي تعيشه قوى الثورة أمر ايجابي ، و أن تأسيس تحالفات واسعة في هذا الوقت بالذات أمر حيوي ، يستوجبه كفاح الكادحين من أجل التحرر الوطني الديمقراطي و الاشتراكية ، غير أن تلك التحالفات يجب أن تكون على أرضية الثورة لا على أرضية مشاركة الرجعية السلطة ، و تقاسم الغنائم معها على حساب الشعب ، و من هنا ضرورة الحرص على ألا يؤول تأسيس الجبهة إلى مجرد خطوة تكتيكية لتحسين شروط التفاوض مع الرجعيتين الدينية و الليبرالية ، للفوز ببعض الحقائب الوزارية بعد الانتخابات القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر